الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: توفى في العشرة الأولى من هذا القرن بالحضرة المكناسية رحمه الله.
168 - الطاهر بن الحاج الهادي بن العناية بن محمد بن أحمد
بن الحاج أبو العناية بن عبدو بفتح العين وسكون الباء بعدها دال مضمومة مشبعة ابن الولى الأشهر سيدى عبد الله الجزار دفين مكناسة الزيتون.
قال أبو العباس الناصرى: وأولاد بوحدو أصلهم من سلا، ثم انتقلوا لفاس ومكناسة.
حاله: علامة لدقائق العلوم، إنسان عين، دراكة يسقى الأرواح المتعطشة من معين أروق عين، أودعته التحقيقات ذخائرها، وأبرزت له الغوامض ضمائرها، وملكته البراءة رسنها، وأولته البراعة أحسنها، وخاطبته البلاغة فأجابها، وخطبته الفصاحة فأدخلته حجابها.
ورث الأدب بالتعصيب والفرض، وأخذ بحجز المعقول في طول الأرض والعرض، مجالس دروسه بإبراز المعقول محسوسا حافلة، إلا أن شموس بدائع النكت فيها بازغة غير آفلة، فكم بفرائد الفوائد قرط الآذان، وبحسن الإلقاء والتعبير فتق رتق الأذهان، علوم العرب لولاه درست رسومها، وأفلت من أفق مكناسة نجومها، له اقتدار زائد، على التحصيل وقنص الشوارد، تبرز بذلك على الأقران، فلم يسع معاصريه إلا الإقرار والأذعان.
وقد كان ذا طبع أرق من عليل النسيم، ولطف أحلى وأشهى من التسنيم، يصبو لكل وصف محمود، ويهوى الطرب ويحسن نقر العود.
تعاطى في أول أمره خطة الإشهاد، ثم أُخر عنها لغير ريبة توجب الإبعاد، وإنما السبب الوحيد حسد بعض الأوغاد، الذين بجهلهم سعوا في الأرض الفساد، وأعانه على ذلك قوم آخرون، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
168 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في الموسوعة 8/ 2778.
وذلك أن بعض أهل الاعتداء، الذين سلبهم الله نور الاهتداء، من تجار السوء، الذين ما منهم إلا من بالخزى يبوء، وَشَى ببعض العدول للسلطان أمير المؤمنين سيدى محمد بن عبد الرحمن، وأظهر من الضجر، ما هو شأن من ظلم وفجر، حتى قال: إننا أصبحنا على النفس والمال غير آمنين، فأذن لنا بالرحيل قبل أن نغدو من الهالكين، فصدق السلطان ما اختلقوه من الافتراء، وأمرهم بأن يختاروا لأنفسهم من يرضون من الشهداء.
فكان ممن لم يقع عليهم الاختيار، صاحب الترجمة كغيره من الأخيار، فانتقل لمراكش ومكث بها نحو عشرة أعوام، ملحوظا معظما بين فضلائها الجلة الأعلام، وابتهجت به تلك البلاد، ونفق فيها سوق العلم والأدب بعد الكساد.
ثم بعد أن قطع الله دابر أولئك المبطلين، وكفى الله شرهم المؤمنين، آب لبلده ورجع إلى خطة العدالة، ثم رغب عنها وصار يراها أعدى له، وكان كثيرا ما يقول: كل الناس عدول إلا العدول.
وهو من بؤس المعيشة في شدة، ليس له على نوائب الدهر من عدة، راض من العيش واللباس بما خشن، معرض عن زهرة الدنيا وكل ما لبنيها فيها حسن، مقبل على الله في الخلوات والجلوات، يختم في كل يوم ختمة من دلائل الخيرات، طريقته عيساوية جزولية، سالك فيها ما وافق الحنيفية، يبغض بالطبع ما أحدثه من البدع رعاع الأتباع، وشوهوا به وجهها في سائر البقاع.
مشيخته: منهم السيد الحاج المهدى ابن سودة، والسيد العباس ابن كيران، وكان قارئ مجلسه، وأبو حامد سيد العربي بن السائح الشرقى آتى الترجمة، وشيخ الجماعة في وقته السيد مبارك بن عبد الله الفيضى، والعلامة المتبحر في علم المعقول السيد العربي بصرى المدعو قطيطة، وغيرهم من نقاد الأعلام.
الآخذون عنه: منهم السيد الهاشمى المدعو بوعبولة المراكشى، والفقيه ابن دانى المدعو مخوخ، ووالدنا المقدس، وعمنا مولاى عبد القادر، وشيخنا سيدى محمد العرايشى، وسيدى محمد بن إدريس الشبيهى، وسيدى عبد القادر العرايشى، وابن عمنا مولاى الطيب بن عبد الله الإسماعيلى، والسيد الغالى السنتيسى وجماعة.
شعره: من ذلك قوله مَادِحًا آل البيت الأطهار من قصيدة:
في شكو حب للحبيب حبيبا
…
من بينها بشرى الوصال قريبا
ياليت موعد وصله وافى به
…
مستنجزا بسلامة مصحوبا
تختال في أزهار أخلاق زرت
…
بأزاهر فيه تضوع طيبا
ليت انتظام الشمل حال لازم
…
لو لم يكن حال الرضا المطلوبا
كل الذى يأتى قريب فالهنا
…
بالوعد فهو الصدق لا تكذيبا
ما وعد عرقوب له مثلا ولا
…
مالا فلا مترقب عرقوبا
فالرأس صدق وعده والوعد من
…
أخبار عرقوب حوى التكذيبا
وإذا بدا منه توان في تدا
…
ن فالتماس العذر لا تأنيبا
إلى أن قال:
يا آل أحمد كل فضل لم يزل
…
لجناب ساحة عزكم منسوبا
أولاكم الرحمن ما أعلاكم
…
قدرا به أعلى مقام هيبا
ولقد ألنتم جانبا للناس من
…
شكر فأسكنتم بذاك قلوبا
وندى سحائب جودكم ما انفك من
…
جذب القلوب لحصنها مرقوبا
لأصولها تنمى الفروع وتقتضى
…
فيها بألطف حكمة ترتيبا
لله ما أزكى الفروع مباركا
…
فيها وأذكاها شمائل طيبا
المثمر الميمون أقربها إلى
…
قطف الجنى من الرطيب رطيبا
وقوله مجيبا صديقه العلامة الأديب المجيد أبا العباس أحمد بن قاسم جسوس الرباطى:
وفتنى ذات الخال تختال من سعد
…
بحالى فوفت للغريم بلا وعد
مهفهفة تحكى النسيم لطافة
…
شمائلها كرم بمنشئها الفرد
تبدت كشمس في الظهيرة أشرقت
…
وليست تكل الطرف في القرب والبعد
تميس بقد البان قد دق خصره
…
وقد قدمنى البال أفديه من قد
تتيه دلالا في الحلى بجلالها
…
بأوج العلا في ذروة العز والمجد
فأحيا بوصل فضلها الصب بعدما
…
أماتت بفصل حيث حيت وبالصد
زهت إذ زرت بالعفو في القفر وازدهت
…
فخد به الأخدود للدمع في الخد
فشمت به وردا ولما شممته
…
تأرج عرف منه أذكى من الورد
وقبلت منه جوهر الثغر باسما
…
فكان (رباطى) كى أرى جنة الخلد
وأسكرنى منه رحيق زلاله
…
فصرت حريق القلب من صرفه الشهد
وغنت بألحان تريح الشجى من
…
شجاه ورنت إذ رنت بغنا الرصد
بأفصح لفظ بالغ من بلاغة
…
إلى حد إعجاز تنزه عن حد
كريمة بكر بنت فكر على منى
…
لآلئ المعاني غاص في لجج تردى
سلالة شهم فاق إن هو في الوغى
…
يفوق سهما صاب كالأسد الورد
فتى جامع أفراد زين ومانع
…
لأفراد شين حد بالعكس والطرد
أديب أريب فائق ذو نباهة
…
حسيب نسيب ما له الوقت من ند
عليم حكيم رائق متفق
…
كريم السجايا الغر من ضئضئى المجد
فخذ يا أبا العباس ما عن لامرئ
…
يحبك قدما خالصا في صفا الورد
وسامحه في التقصير في العفو عنه في
…
جواب وإن لم يستجد غاية القصد
ودم مبرزا في مذهب اللفظ لؤلؤ الـ
…
ـمعانى مبرزا على كل ما فرد
هـ من خط المجاب بواسطة.
وقوله يمدح شيخه أبا حامد العربى بن السائح بعد استيطانه الرباط وهو من غرر قصائده:
إذا ما دليل من ودود يقام
…
على وده (1) فكيف عنه يقام
وإن يف في وفائه شبه شبهة
…
نفته وفاها بالدليل انحسام
بلى لجناب فاق تاق وعنده
…
لفرط هواه لوعة وغرام
جناب أدام الله عز وجوده
…
وإن عز منه بالودود انتظام
رجا من زمان كالح للمغيب أن
…
يشاهد منه للشهود ابتسام
وقد ألقيت أتراحه بلقائه
…
وأفراحه مدامها مستدام
ومن بحره الطامى اعترافا بفضله
…
اغترافا لفضل حسبه منه جام
له وهو من تموج زهوه
…
بأمواج عذب الواردات التطام
وفاض على وإن وناء مواهبا
…
وما غاض بل له بفيض دوام
(1) في هامش المطبوع: "فيه القبض وقل من أبياتها من سلم منه مع ما فيه".
يمير ولا خمص ويروى ولا ظما
…
فمنه شراب طيب وطعام
فلو أن حالى تستقيم لكان لى
…
ولا حائل عن ذاك منه قوام
وذلك في الدنيا مرامى وبغيتى
…
وحقك مالى دون ذاك مرام
وما البحر هو الحبر ليس بنقله
…
ولا نقده غمز ولمز يلام
هو الفرد في ذى الأمة اليوم والذى
…
لهم قدوة وأمة وإمام
بلى هو طود في الوقار وفى الندى
…
خضم وفى العزم الصميم حسام
وروض أريض طاب من زهر شيم
…
بأكمامها شيم له واشتمام
على دوحها من فرط وجد ترنمت
…
بأسرار حسنه البديع حمام
ثنيت زمام العزم نحو ثنائه
…
فصادفنى عند الزحام زحام
وما عد وصاف وقد جد بعض ما
…
له بنثار يقتفيه نظام
وأسهمهم أجل ود جماله
…
فكلهم من أجله مستهام
ولكننى قد زدت فيه صبابة
…
ومنى له في كل يوم أوام
وفى خاطرى لا زال معناه خاطرا
…
أما هو مغناه وفيه يرام
وإنى فنيت فيه حتى كأنه
…
أنا وإنى من لحمة الالتحام
وأنى لنفسى أن تخاطب نفسها
…
ومنها لغيرها الخطاب كلام
فلا عجب من عجمة مدة فإن
…
لك الرق في رق لذاك ارتسام
فأقسم بالبر الأبر أننى
…
لبر به ما لى عليك انبرام
ولا استحسنت عيني بوجه وسامة
…
بوجه سواك واستحال الوسام
وإن كلاما منه لى في كماله
…
وإعجابه لفى الفؤاد كلام
أدرت على كاس نفثتك التي
…
أفادت سرورا لم تفده مدام
وما زالت عنى دافعا نافعا بما
…
يسر وانى يافع وغلام
وطول به منت يمينك طائل
…
وكفران صنعه على حرام
فمنك رياشى ثم معك هواى هب
…
زيارتك الفضلى لدى لمام
إلى أن قال:
وظن طغام إذ طغى أنني به
…
بغيت بديلا واستطال الطغام
وما هم بسوء الظن فينا إذاية
…
على ضغن الأرعاع وهى هوام
فأضرع في إغضائه كرما وعن
…
جرائر أهل الود تغضى الكرام
ولى ذمة وهو الوفي بذمة
…
وما يستفز ذا الذمام ذمام
وليس يرام المستجير به لما
…
له جر يوما جائرا أو يضام
بأسلافه الغر ائتساء له ومن
…
وسيم سماتهم عليه اتسام
بدوا في الدجى نورا على علم بهم
…
لمن ضل في المسرى اهتدا وائتمام
وهم غرر في أوجه الدهر إن ثوى
…
كريم تسنى من كريم قيام
إذا نام جحجاح أشم بهمة
…
سمت قام جحجاح أشم همام
فروع أمير المؤمنين وبابهم
…
أبى حفص القوى له والقوام
ونخبتهم في وقته العربى من
…
لعزته دانت رقاب جسام
ومنى يضوع في علائه عاطرا
…
على غاية من الخضوع السلام
وفاحت تحيات بحيك بعده
…
وقد لاح مختوما بمسك ختام
وعذرا على بنت لفكر مشتت
…
بصر هموم ما لهن انعدام
اخل انعجام من تمام مرادها
…
لعي بها واختل فيها انسجام
وقد أقبلت تبغى القبول وقبلت
…
ثرى قدميك قد عراها احتشام
وقوله معزيا قاضى مكناسة العلامة المسند أبا العباس ابن سودة المرى في ابنه وراثيا له:
عظم الله أجر سيدنا القاضى
…
معوضا وجده بالسرور
في ابنه البر قرة العين برد الـ
…
ـمكبد الحرة الزكى الطهور
ذى الكرامات والفتوحات واليمن
…
والأمن والمرتقى والنور
شب في عزة وعز كشبل
…
في البراز شاكى السلاح هصور
واستلانت أطرافه اللدن خلقا
…
فاستبانت من لينها كالحرير
آه من لوعة عليه وإن لم
…
يجد آه على مصاب خطير
لا رعى الله من نعى راعنا في
…
نعيه ويحه بقصم الظهور
رشح البر للتأهل بالذى
…
وشح اليوم من معالى الأمور
عله ينجلى عروسا مع الاتراب
…
مثل الهلال بين البدور
ثم لم يرض بالتأهل إلا
…
أن ينال تأهلا بالحور
فمآل الدنيا خراب ومن فيـ
…
ـها ذهاب عن عاجل للقبور
إذ درى أن ليست لمثله دارا
…
دار عن شرها إلى خير دور
ضل من يصطفى لديها سرورا
…
وهو ضمنها يصطلى بالشرور
قد أعد السراب منها شرابا
…
فتعدى وذاك محض غرور
بارك الله في علاك على ما
…
ترتضيه حالا ممر الدهور
وكذا في المبارك العابد اللـ
…
ـه بإخلاصه الولى الكبير
وقوله مادحًا القاضى المذكور:
كل يوم وساعة لك عيد
…
مستعاد وموسم مستفاد
وتولى على علاك بمن
…
في التهانى والإقبال والإسعاد
إنما العيد أنت للناس فلنهـ
…
ـنأ بمرآك نحن والأعياد
فمتى أورد الفتى من كلام
…
في كمال للعيد أنت المراد
كم أعيد بالفتح ذلكم العيـ
…
ـد علينا وبالنجاح يعاد
لا يراد الجدا على الجد إلا
…
من نداك الأندى ومنه يفاد
حبر علم وبحر حلم وتقوى
…
ليس تقوى بمجده الأمجاد
خص بالمكرمات طردا وعكسا
…
فله بأفرادها أفراد
وله من مستطرف في قديم
…
وحديث طرائف وتلاد
ساد من سودة وقد ساد من قد
…
ينتمى لأجلة قدما سادوا
أحمد الأحمد العواقب قاضى الـ
…
ـفصل والفضل يقتفيه سداد
كيف ينبغى البليغ حصر خصال
…
فيه جف عن حصرهن المداد
دم معافى من الزمان مكافى
…
فالأمانى إلى حماك تقاد
وقوله:
أى شئ إن تذق قلبا له
…
صار حتفا وهى من أسنى منال
وقوله:
قد أتى سائلا بحسن اتئاد:
…
أى شئ يكون معنى الدلال
قلت تيه الحبيب تيها يضاهى
…
في فؤاد المحب ضرب النصال
فهو كالشهد للمحب وإن كا
…
ن به الحتف يا مليح السؤال
وقوله:
من بعذل لفقد العدل منه رمى
…
سكان مكناسة إذا رام تدوينا
فليس عدل يحيق باشعيرى من
…
جميعهم بل ولا من بعضهم حينا
إن بايعوا ملكا وفوا ببيعتهم
…
ولا يخونوا إذا في بيعة خينا
جل الوفاء بهم لجارهم فلما
…
لم يرتدوا بالوفاء منهم دينا
رميتهم أنهم صاموا بعلمهم
…
في العيد مع أنه رمى به مينا
سيما العلا حللا ساموا فسمتهم
…
صاموا بعيد فقد سلبتهم مينا
بنيت إثمهم والغير معك على
…
حديثه وهو موضوع معانينا
مؤنبا لهم لعلة بجفا
…
وكان علتك الغائبة اللينا
بالنثر والشعر لكن غير متزن
…
والشعر لابد أن يكون موزونا
إن تقصد الكل في نداك أهل وذا
…
هو المبين من فحواه تبيينا
فقد ضللت بدون مرية ودنى
…
بك المراء لأقصى مدية مينا
كلا أتى خير بالعدل قاضينا
…
في يومه فغدا بالفطر يقضينا
ثم اقتفاه جميع الناس مستندا
…
للشرع إذ خبر الآحاد يكفينا
بالله قل لى ألم يبلغكم ذاك أم
…
تجاهلا تنسبون للملا الهونا
وإن ترد بعضهم أين القرينة في
…
إطلاق كل عن بعض فتهدينا
وقوله جامعا معانى حجا العشرة:
حجوت إلى أن حجوت العلوما
…
فلم أحجها إذ حجوت العليما
وما إن حجا ذو حجا سائلا
…
وعنه حجا فحجا مستديما
وإن أحجه معنتا أحجه
…
عنيفا وأحجو عفيفا كريما
وقوله ناظما لاثنى عشر فعلا جاءت عن العرب مثلثة العين عند قراءته للامية الأفعال وتعرض بحراق شارحها لسرد الأفعال المشار لها:
وقد أتى الفعل الثلاثى على
…
ثلاثة في العين فيما نقلا
كمرؤ الطعام ثم كدرا
…
ماء وبالمرء الزمان عثرا
وخمص البطن وكان نضرا
…
وجه وغصن والحليب خثرا
وعقمت زوجته فزهدا
…
فيها وما رفث في القول اهندا
بنفسه رفق ما إن قنطا
…
وسفل الإنسان رام شططا
وقوله جامعا للفعل المضعف مفتوح عين المضارع الآتى ماضيه من فعل مكسور العين وكذا المضعف من باب فعل بضمها:
وذاك حكم مضاعف يلى فعلا
…
وافتح لآت من الآتى على فعلا
من ذاك بر وقر هش وبش ومص
…
غص بح ولذ مله مللا
وود عض ومسه وشم وبح
…
ضن وظل وشل عضوه شللا
وامتاز ذو الفتح عن ذى الكسر منه إذا
…
بتا الضمير ونونه قد اتصلا
هناك تحذف عين مع تحركها
…
أو التحرك نحو فائه نقلا
ولم يرد فعل المضموم عندهم
…
مضاعفا غير ما عنهم لنا وصلا
شررت ثم ذممت أو فككت به
…
لببت فلتعين هذه المثلا
قوله وذاك حكم مضاعف إلخ الإشارة في قوله وذاك راجعة إلى ما ذكره المصنف من الفرق بين المضعف اللازم فتكسر عين مضارعه والمضعف المعدى فتضم إلا ما شذ منهما، وقوله وافتح لآت أى لمستقبل وهو المضارع، وقوله وامتاز إلخ يعنى أن الفعل المضعف إذا اتصل به تاء الضمير أو نونه يفك إدغامه ويرجع إلى أصله من كسر عينه أو فتحها، وقوله هناك تحذف عين أى عند اتصال الضمير بالفعل المضعف المكسور العين تحذف عينه مع حركتها أو تنقل حركة العين إلى الفاء وأشار بذلك إلى قول ابن مالك في الخلاصة: ظلت وظلت في ظللت استعملا إلخ.
وقوله أيضًا جامعا الأفعال التي جاءت حروفها من نوع واحد:
ولم يلف فعل من ثلاثة أحرف
…
قد اتحدت جنسا سوى ما يقيد
وذلك قق صص هه ودد قد
…
أضيف إليها بب زز فتفرد
وقوله ذاكرا ما يعرف به عجمة الاسم ليمنع من الصرف مع العملية:
إذا من أحرف الذلاقة خلا
…
سوى الثلاثى فعجمة جلا
ورمزوا لها بـ"مر بنفل"
…
والراء بعد النون بدء القول
كذا إذا الجيم أتى مع قاف
…
أو مع صاد مهمل أو كاف
والزاي بعد الدال ثم ما نقل
…
عن الثقات أعجميا فعقل
وقولى مخاطبا جماعة من أفاضل سلا منهم علامتها الفذ أبو العباس الناصرى صاحب كتاب الاستقصا وذلك عند ورود المترجم على سلا سنة اثنين وثمانين ومائتين وألف ومقامه بها أياما ثم عبوره للرباط ونزوله على العلامة الشيخ البركة سيدى العربي بن السايح الشرقاوى:
يا سمى السمى يا طاهر الوسم
…
ـم والاسم لطاهر الأعراق
إننى وعلاك قدرا على ما
…
تعهدن من المحبة باق
فاعذرني بما جنيت بجهلى
…
دون إذنك سيدى بفراق
وكذا جلساؤك الغير إذ أثـ
…
ـقلهم ظهرنا من الأرزاق
منكم القلب قَدَّدِنَى هب نأ الـ
…
ـقلب فالقلب مغرم بالتلاق
والسلام الأتم يغدو عليكم
…
ويروح شذاه من مشتاق
وخصوصا على الذي برز الأقـ
…
ـران في الميادين عند السباق
من إذا حاول الأديب بلوغا
…
حد وصفه باء بالإخفاق
أحمد الأحمدين في العصر أفعا
…
لا وأبلغهم على الإطلاق
وابن طاهر المحيل عقولا
…
عند لحن الخطاب في الأذواق
وأبى عبد الله خير أديب
…
الرفيع العلا الفتى الوراق
واغفروا من عبيدكم هدرا لا
…
ينبغى أن يبث في الأوراق
نظم الله عقد جمعكم الوا
…
فر نظم قلائد الأعناق
فأجابه أبو العباس المذكور بقطعة على بحره ورويه لفظها:
يا أديبا غدا بحسن اتفاق
…
ينفث السحر في المعانى الرقاق
قد أتتنا حدائق من سناكم
…
جددت أرسما لعهد التلاق
وعلمنا منها بأنك لا زلت
…
بها ذا صبابة واشتياق
لست أدرى أهى قلائد در
…
أو نجوم محت دياجى الفراق
توجهت مفرق الزمان على فترة
…
شعرى من الورى وانمحاق
ولقد ساءنى الذى قلت من جهـ
…
ـل وأنت الفتى الكريم الوفاق
أنت تحكى النسيم في الخلق والصا
…
رم في العزم والطلا في المذاق
وبنا من فراقك الصعب ما لو
…
كان بالبدر لاكتسى بالمحاق
فأزل ما بالقلب من وحشة البيـ
…
ـن وما بالجفون من إيراق
ما محياك حين تغدو علينا
…
غير يسر أتى على إملاق
فعليك السلام من هائم لا
…
زال من فرط وجدكم في احتراق
وعلى خدنك الإمام الذى حل
…
من المجد في أعز المواق
سيدى الأعربى من أعربت عن
…
فخره ألسن الورى باتفاق
ما شدا في محافل الأنس شاد
…
وحدا بالحسان حادى النياق
هـ من خطه ومراده بالأعربى سيدى العربي بن السائح.
بعض ما قيل فيه من المديح: من ذلك قول العلامة الحجة الأديب الكبير أبى العباس أحمد بن قاسم جسوس الرباطى وذلك أواسط شعبان عام سبعة وتسعين ومائتين وألف:
أمكناسة الزيتون لله ما تبدى
…
لنا من سرات مصطفين ذوى المجد
نعمت بلاد في البرية أصبحت
…
كبيت قصيد بل زمردة العقد
سقى الله ذاك الربع وبل غمامة
…
وأبقى بها نوء السيادة والسعد
ولا برحت تختال في حلل البهى
…
مضمخة بالعطر والمسك والند
بلاد تفوق الشام حسنا ويهجة
…
وتسلى عن الأوطان ذا الخطيب والوجد
بلاد تحلت بالفضائل وازدهت
…
فعرج بها تلق المحاسن من بعد
بلاد بها سحب العلوم تهاطلت
…
فلم تر إلا عالما وهو في المهد
أتانا سمى القدر قطب رحاهم
…
حليفا التقى جرثومة الفضل والمجد
أتانا كما يأتى الغمام بويله
…
فأحيا رسوم العلم والفقه والجد
رئيس بليغ لوذعى ذكاؤه
…
ينسيك إياسا أخا الحل والعقد
تخاله إن تلقاه يوما هو الورى
…
ولا نكر كون الناس في رجل فرد
أيا طاهرا والطهر بعض صفاته
…
فدتك نفوس في المصادر والورد
أيا مخجلا سحبان بالله عطفة
…
لصب بثغر يشتفى به من كد
ويأيها الشهم الرفيع مكانة
…
تفضل بذاك النظم ذى الطر بالشهد
إلى أن قال:
وهاك أبا عبد الإله عروسة
…
مكعبة الثديين مائسة القد
فخذها أخا الإجلال وانظر جمالها
…
بعين الرضا تعلم بأنك ذو الود
وكن معذرا خلى فإنى مقصر
…
مجل بجهلي بالثناء وبالحمد
ونهدى سلاما طيبا لجنابكم
…
تحمله أيدى البنفسج والورد
أوردها أوائل شرحه على الشمقمقية ونقلتها من خط من نقل من خطه من حفدته:
وفاته: توفى عشية الأربعاء ثالث وعشرى حجة الحرام عام ستة وثلاثمائة وألف ودفن بضريح جده الولى الأشهر سيدى عبد الله الجزار رحم الله الجميع وقد رثاه بعض تلاميذه بما لفظه:
رنت حمامة أيك
…
تقول للعين فابك
كمزنة الودق سحى
…
ورقرقى الدمع منك
فإن فقدت دموعا
…
بطول ما أنت تبكى
وقد عييت فدمع الـ
…
ـغير استعيرى إليك
عينى طول حياتى
…
على سما العلم تبكى
هيهات إن قيل صبرا
…
لها اترك الدمع عنك
فإن تجرعت صبرا
…
يوما فذاك بالإفك
هجرا هجوعك جفنى
…
أما علمت بضنك
أما علمت فريد الأ
…
عصار من غير شك
عصم الأفاضل من حا
…
ز غاى ذوق ودرك
يتيمة إن نظمت إلا
…
علام حقا بسلك
العالم المتحلى
…
بكل فضل ونسك
الطاهر المظهر المشـ
…
ـكلات حلا بفك
رماه سهم المنايا
…
فاقتنصته بشرك
فأصبح العلم منه
…
منسكب الدمع يبكى
بادت كراسيه من فقـ
…
ـده وعادت لترك
علم العلم
…
قد أُصيب بدك
لهفى على باقر ذى التد
…
قيق فيك بفتك
يا رب فانشر عليه
…
رضاك مدة عتك
لكى يرى نفحات الر
…
حمن تضوع كمسك