الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
136 - الخياط الخياطى من عقب الولى الصالح سيدى عبد الله الخياط، دفين جبل زرهون
.
حاله: من أهل الخير والصلاح والعناية والنجاح. والرعاية والفلاح. مشار إليه بالولاية والفضل، متبرك به معتقد أظهر الله على يده كرامات وخوارق عادات.
الآخذون عنه: منهم أبو حفص الشريف سيدى عمر بن أحمد العراقى المتوفى سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف.
وفاته: توفى أوائل القرن الثالث عشر بفاس، ودفن بإزاء سيدى عبد السلام التواتى بمقابلة من درب أهل تادلا.
137 - خناثة بنت الشيخ الأكبر الأشهر بكار بن على بن عبد الله المغافرى السيدة المباركة زوج سيدنا الجد الأعظم مولانا إسماعيل سلطان المغرب
.
حالها: فقيهة عالمة أدبية دينة من أصرح العرب نسبا وأجلهم حسبا وأعرقهم مجدا وفخرا، وأعزهم جانبا، وأرفعهم قدرا من صميم قبائل المغافرة، وهم من ظهر حسان من عرب اليمن وأصل اليمانية من قحطان على ما تقرر عند علماء الأنساب النقاد.
قال في حقها الشيخ محمد بن على بن فضل الحسينى الشافعي الطبرى إمام المقام الإبراهيمى ما لفظه: ثمرة الشيوخ المعتبرين المنتخبين من أكرم سلالة. وأفلاذ أكباد العلماء المتغذين بلبان الجلالة. مغارس طابت في ربى المجد فألقت على الخلف معدن السودد وكيمياء السعادة. وعنصر الحمد ومفرق السيادة. الملكة خناثة بنت المرحوم المبرور الشيخ بكار المغفرى زوجة المرحوم المقدس مولانا السلطان
137 - من مصادر ترجمتها: نشر المثانى في موسوعة أعلام المغرب 6/ 1155.
إسماعيل أعلى الله مقامه في الجنان ورفع لهذه الملكة أعلام السيادة على مر الزمان.
وقال أبو عبد الله الوزير الشرقى الأسحاقى في رحلته التي ألفها بمناسبة سفره إلى الحج في معية صاحبة الترجمة ما نصه: فما نعلم واحدة من الحرائر التي دخلت دار الخلافة من أزواج مولانا السلطان مولانا إسماعيل رحمه الله تشبه هذه السيدة ولا تدانيها همة وصيانة، وعفافا ورزانة، وحصانة عقل ومتانة دين، فهي من المسلمات المؤمنات القانتات المستجمعات للأوصاف التي أعبد الله لهن عليها مغفرة وأجرا عظيما.
وكان لها كلام ورأى وتدبير مع مولانا أمير المؤمنين رحمه الله ومشاورة في بعض أمور الرعية، وكانت له وزيرة صدق وبطانة خير، تأمره بالخير وتحرضه عليه وتتوسط في حوائج الناس ويقصد بابها أهل الحياء والحشمة وذوو الحاجات وكانت في ذلك ركنا من الأركان جزاها الله بالخير.
رحلت إلى الحج وزيارة خير الأنام مع حفيدها سيدى محمد بن عبد الله وكان خروجها من دار الخلافة بمكناسة الزيتون بعد صلاة الجمعة الحادية عشرة جمادى الثانية عام ثلاثة وأربعين ومائة وألف، وهي السنة الرابعة من إمارة ولدها السلطان مولاى عبد الله، وقد بلغ عدد ما زودها به ولدها المذكور من الدراهم بقصد التوسعة على أهل الحرمين الشريفين مائة ألف دينار كما قاله حفيدها العلامة الثبت أبو محمد عبد السلام بن محمد بن عبد الله في مؤلفه، درة السلوك وريحانة العلماء والملوك.
وكان خروجها للحج في أُبهة من أبهات الملك كبيرة. وأسباب من أسبابه أثيرة. وكان مبيتها على الربوة المشرفة على وادى ويسلين حيث ضربت لها هنالك القباب الملونة، التي جللت الأرض وملأت الأعين منظرا وبهاء وكثرة أمتعة
[صورة]
كتاب السيدة خناثة بنت بكار لأهل وجدة وعليه طابعها
وأكداش ودواب وعبيد وخدم وطواشية، وهم الذين يلون القباب ونصبها ومباشرتها والحاشية أهل الحرس من وراء ذلك على بعد، ومن الغد نهضت نهوض يمن وإجلال وواصلت المسير إلى أن خيمت على ضفة وادى النجا فباتت هنالك والعناية تقدمها. والرعاية تخدمها.
ومن الغد حلت بدار الملك من فاس، وذلك قرب الظهر فأقامت بها في انتظار اجتماع وفد الحاج، وفى يوم الخميس خامس عشرى جمادى الثانية بارحت فاسا على أحسن حال. وأجمل احتفال.
وكان مخيمها بولجة العسال على عدوة وادى سبو من العدوة الشرقية، جرت العادة بنزول ركب الحجاج بها يوم انفصاله عن فاس، وأقامت به يوم الجمعة لانتظار اجتماع بقية الركب.
وفى عشية الجمعة نفسها خرج ولد صاحبة الترجمة السلطان مولانا عبد الله في أعيان جيشه وذوى الحيثيات من وجهاء دولته لوداعها، وبعد أدائه ما يناسب من مناسك البرور رجع لحضرته الفاسية، وكان شيخ الركب إذ ذاك الحاج عبد الخالق عديل، وعند إسفار يوم السبت أقلع الركب مرتحلا والمترجمة في مقدمته مع خاصتها وحاشيتها وواصلوا السير يومهم إلى أن خيموا عشيته بضفة وادى اناون من بلاد الحياينة بالمحل المعد لنزول الركب كل سنة المعروف بسبت بوجابر، وهنالك تلقتهم قواد القبيلة المذكورة بكل حفاوة وإجلال، وقاموا بواجب الضيافة كما يلزم أتم قيام، فباتوا في اطمئنان وأمان، ومن الغد ارتحلوا وواصلوا السير إلى أن وصلوا المحل المعروف بالملاعب، فخيموا به وضربت قباب صاحبة الترجمة مع حفيديها على عقبة بنى فكاره.
ومن الغد خيموا بتازا وكان وصولهم إليها وقت الزوال وأقاموا بها يومين كاملين ثم ارتحلوا ثانى رجب وعبروا وادى بوالاجراف ومروا بالبلد المسمى
بالفحامة، واتصل مسيرهم إلى أن وصلوا وادى القطف فنزلوا به، ثم وادى ملوية، ثم تافراطه من قبيلة الأحلاف، ثم فم بزور، ثم المريجات، ثم وادى الشارف، ثم المنقوب، ثم أبيار السلطان، ثم بوالدروس، ثم جنان لصطم وهو شجرات مجتمعات كهيئة الجنان وليست به، ثم بالغفر عن يمين حبل عنتر، ثم بوهاد الظهرا، ثم أصبحوا بعين الحسينى فأقاموا بها يومهم حتَّى استقى الناس ما يكفيهم من الماء لمرحلتين.
ثم ارتحلوا وباتوا قرب القصيعات، ثم نزلوا بعين الحجر ثم المشرية آخر منازل الظهرا، ثم النخيل، ثم الأمشط الأحمر، ثم عين ماضى، ثم الحميضة، ثم على مقربة من عبد المجيد، ثم التوميات، ثم سيدى خالد، ثم أسفل الغيث، ثم بأطراف الزاب ملجأ ملوك بنى زيان ومعتصمهم حين يضايقهم بنو مرين عن دار مملكتهم تلمسان، ثم بسكرة بظاهر البلد وأقاموا بها يومين، ثم وادى الناموس، ثم غمران، ثم توز، ثم الحامه، ثم قابس ومنها الجرف المقابل لجزيرة جربة، ثم حمادة بن قردمان، ثم شوشة، ثم الزوارات الغربية، ثم زواغة، ثم قردادش، ثم طرابلس.
قال الوزير الشرقى الإسحاقى في رحلته: لما حلوا بطرابلس خرج ولد صاحب البلد وحاكمه أحمد باشا في لمة من أصحابه مع أهل البلد رجالا ونساء حفاة في الطريق، وعلى السطوح مظهرين الفرح والسرور بولد سيدنا نصره الله وأمه وبوفد الحجاج، وأخرج مدافع كبارا سلاما على ولد السلطان نصره الله على عادة أهل البحر في التسليم والتوديع بالمدافع.
واحتفل ولد سيدنا نصره الله سيدى محمد أصلحه الله للدخول لهذا البلد فيمن معه من الوصفان عبيد البخاري نفع الله به فتناولوا من لباسهم ومراكبهم؛ وحسن زيهم ما كانوا أعدوه لذلك، ولعبوا بالبارود لعبا قضى منه الترك وغيرهم العجب، واعترفوا بأنهم لا قدرة لهم على ذلك اللعب ولا معهم من الفروسية ما يقاوم ذلك.
وأهل البلاد المشرقية كلهم يتعجبون من زى مخزن سلاطين المغرب مولانا إسماعيل وولده هذا مولاى عبد الله نصره الله وأدام وجوده، فقد تقرر عندهم من فروسيته وشهامته وحزمه وعزمه وضبطه وجوده ما أوجب تعظيمه في نفوسهم كل التعظيم، ويقول منهم من علم من يشابه أباه فما ظلم، واحتفل الباشا بضيافة ولد السلطان مع أمه غاية الاحتفال، فما تركوا شيئًا قدروا عليه إلا وقدموه وداموا على ذلك مدة إقامتهم بطرابلس وكذلك فعلوا حال الأوبة.
قال: فقد قام بالحقوق. قيام الحر لا المرقوق. وقد قامت المترجمة بمكافأته على حسن صنيعه بأضعاف مضاعفة مما يستغرب وجوده في تلك الديار من الطرف والتحف الملوكية، ولم تقصر في إسداء الخير وأنواع التبرعات التي أوجبت استلفات الأنظار إليها في تلك الفلوات سيان في ذلك الغنى والفقير. والجليل والحقير. تقبل الله منها أعمالها. وأنالها من الخير آمالها هـ. بعضه باللفظ وبعضه بالمعنى.
ثم قال: خرجنا من طرابلس يوم السبت الثامن من شهر رمضان من السنة ونزلنا بقرية تاجورى، ثم من تاجورى للمسيل، ثم النقيرة، ثم لبدة، ثم الدفينة، ثم مصراته حيث مدفن أبي العباس أحمد زروق، ثم بوشعيب، ثم سرت، وهي كما قال البكرى في مسالكه (1): مدينة كبيرة على ساحل البحر لها نخيل وبساتين وفيها يقول:
يا سرت لا سرّت بك الأنفس
…
لسان مدحى فيكم أخرس
ألبستم القبح فلا منظر
…
يروق منكم لا ولا ملبس (2)
(1) المسالك والممالك للبكرى 2/ 651 - 652.
(2)
في المطبوع: "منكم ولا ملبس" وهو غير صحيح عروضيا، والتصويب من المسالك والأبيات من بحر السريع.
بخستم في كل أكرومة
…
وفى الخنا واللوم لم تبخسوا (1)
ومن سرت هذه لشرف حسان، ثم التنعيم، ثم وادى مسعود، ثم مقطع الكبريت فوغبة، فبرقة المدينة الأزلية المسماة قديما أنطابلس -أي خمس مدن كما للبكرى، ثم من برقة للزجيحيفية، فكلود، فالنخيلى، فالتميمى، فعين الغزالة، فالنبعة، فالدفنة فظهرة عزيز، فمطعن مقرة، ثم أبي المطامر، ثم الأخصاص، فأنْبَابة (2) وهي مدينة على ساحل النيل في الجانب الغربى ثم مصر القاهرة.
وكان دخولهم مصر يوم الخميس التاسع عشر من شوال عامه ولم يبيتوا بمصر بل خيموا بالمحل المعروف بالبركة -بالراء المرققة- على عشرة أميال من مصر يجتمع فيه الركب المصري، ومن بركة للدار الحمراء، ثم عجرود، ثم رءوس النواظر، ثم وادى التيه المحل الَّذي تاه فيه بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر، ثم النخيل، فبئر الزعالك، فسطح العقبة عقبة أيلة القرية التي كانت حاضرة البحر وهي معدودة من كور مصر.
قال العبدرى: وقد ذكرها القاضي عياض في مشارقه وغلط فيها، فحكى عن أبي عبيدة أنها مدينة على شاطئ البحر من بلاد الشام، وهي نصف الطريق من فسطاط مصر إلى مكة هـ، ثم ظهر الحمار ثم شراجة ابن عطية، فمعابر شعيب، فعيون القصب، فالبندر، فبيار السلطان، فالأزلام، فالإصطبل، ثم وادى لكره، فالحوراء، فالنبط، فالينبوع.
وبه قدم على السيدة المباركة صاحبة الترجمة الشرفاء أهل الينبع لأداء مراسم التهنئة والتحية بسلامة القدوم، فأكرمت وفادتهم وأحسنت إليهم كعادتها المألوفة
(1) المسالك والممالك للبكرى - ص 651 - 652.
(2)
في المطبوع: "فالنبابة" تحريف.
وبالأخص مع الأشراف آل البيت المصطفى، وأهدت لهم كساوى من أرفع طرز، وأدت لهم مائتى مثقال ذهبا مطبوعة كانت توجه لهم أيام زوجها السلطان الأعظم مولانا إسماعيل، ومائة مثقال ذهبا منحة من عندها شطرها للشرفاء والشطر الأخر للشريفات.
ثم من الينبع، لبدر، فبروة القاع، فرابغ، فقديد -سميت قديد لتقدد السيول بها- ومن قديد لعسفان، فوادى فاطمة.
ومن الغد نهضت المترجمة قبل الركب وواصلت السير إلى أن أناخت بذى طوى وصلت به المغرب واغتسلت وتهيأت لدخول مكة شرفها الله تعالى وعظمها، ودخلتها عشاء وذلك ليلة السابع من ذى الحجة الحرام، دخول جلالة ووقار في محفل من الأجناد، وطافت طواف القدوم وبعد أيام التشريق نفرت إلى مكة وأتت بعمرتها.
وكانت مدة إقامتها بمكة تنزل كل يوم في جنح الظلام. وتطوف بالبيت الحرام. وتبذل بغير حصر. وتعطى عطاء من لا يخشى الفقر. ودخلت جوف الكعبة. وأفاضت في سدنتها ما علا للمغرب كعبه. وخلدت بمكة المشرفة ذكرا جميلا. وبذلت عطاء جزيلا.
وأوقفت أوقافا ذات بال منها دار اشترتها من أولاد العلامة أبي محمد عبد الله بن سالم البصري بباب العمرة أحد أبواب المسجد الحرام بما يقرب من ألف مثقال ذهب مطبوعة وحبستها على طلبة يختمون كل يوم ختمة من القرآن، وعلى من يدرس صحيح أبي عبد الله البخاري وعينت ناظرا على الدار المذكورة.
وبعد أن قضت من الحرم المكي وطرها، وأدت من المناسك سنتها وفرضها، تاقت نفسها لطيبة الطيبة، وزيارة قبر خير العالمين فنهضت والسعادة تحرسها وعيون
الحفظ ترمقها، وكان خروجها من مكة المشرفة زادها الله شرفا ورفعة ضحوة يوم الجمعة السابع عشر من ذى الحجة والمبيت بوادى فاطمة، ومن الغد ارتحل الركب ووجهته المدينة المنورة على الطريق التي جاء عليها دارًا دارًا إلى بدر ومنه أخذ طريق الصفراء.
فكان المبيت بالموضع المسمى بالجديدة، فقبور الشهداء، فبير على، فوادى العقيق، فمهد الفضائل المشهورة ومقعد ألوية الدين المنشورة، مدينة المظهر الأعلى، والبرزخ الأسنى، مشرق الأنوار، ومعدن الأسرار، من له الفتح والختام، الحائز للمقامات العلية بالتمام، رسول رب العالمين، وسيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكان مقامها بالمدينة ثلاثة أيام بدار مفتى الشافعية بها أبي الفخرزين العابدين المنوفى، وبعد بلوغها الوطر من تلك البقاع الطاهرة عجلت الأوبة لدار مملكتها والكل لحسن الصنيع شاكر، ولها في كل حين ذاكر.
بعض ما قيل فيها من الأمداح: من ذلك قول أبي عبد الله محمد بن على الحسينى الشافعي الطبرى إمام المقام الخليلى:
غنى على عود السعود هزارى
…
وشدا على الأوتار بالأوطار
والأنس طاب لنا بأوقات الهنا
…
بسلامة الحجاج والزوار
لا سيما بسلامة الست التي
…
حظيت ببيت الله والأستار
فلها المنى بوصال من قد جاورت
…
والأكرمون يرون حق الجار
فاحت بها أرجاء مكة رغبة
…
ومحبة من سائر الأدوار
وهي الحقيقة بالجلالة في الورى
…
فجلالة الأضياف ليس بعار