المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ولد ملك الإسبان، فتكون هذه معاهدة ثانية بعد معاهدة الغزال - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٣

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌124 - الحسن بن عثمان بن عَطِيَّة التجانى المكناسى المعروف بالوَنْشَرِيسى أبو على

- ‌126 - الحسن أبو الطيب بن محمد السهلى الشهير بآمكراز

- ‌127 - الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن حرزوز المكناسى أبو على

- ‌128 - حسن نور الدين بن أحمد بن العباس بن أبي سعيد المكناسى

- ‌129 - الحسن بن رحال بن أحمد بن على التدلاوى ثم المعدانى -كذا قرأته فيما كتبه بخطه منه نقلت- الإمام الكبير أبو على

- ‌130 - حمادى أبو المواهب بن عبد الواحد الحمادى نسبة لفخذ من قبيلة برابرة بنى مطير الشهيرة الشهير بالمكناسى

- ‌131 - الحسن بن مبارك السوسى المكناسى الوفاة الولى الصالح المجذوب المكاشف

- ‌132 - الحارث بن المفضل الحسناوى السهلى أصلا المكناسى دارا

- ‌133 - الحسن بن مولاى المهدى بن مولاى أحمد بن مولاى المهدى

- ‌134 - الحسين بن الحسن بن حفيد بن محمد -فتحا- بن زين العابدين بن فخر الملوك مولانا إسماعيل الحسنى

- ‌حرف الخاء

- ‌135 - الخياط الزرهونى

- ‌136 - الخياط الخياطى من عقب الولى الصالح سيدى عبد الله الخياط، دفين جبل زرهون

- ‌137 - خناثة بنت الشيخ الأكبر الأشهر بكار بن على بن عبد الله المغافرى السيدة المباركة زوج سيدنا الجد الأعظم مولانا إسماعيل سلطان المغرب

- ‌138 - خليل بن الخالدى

- ‌حرف الدال

- ‌139 - الدبيز: المجذوب المطلسم

- ‌حرف الراء

- ‌140 - الرشيد: بن الشريف بن على الشريف دفين مراكش

- ‌علائقه السياسية

- ‌بناءاته وآثاره

- ‌141 - راشد بن منصة الأوربى خديم آل بين الرسول المخلص مولى الإمام الأكبر رحمه الله ورضى عنه

- ‌142 - رحمة بنت الجنان زوجة أبي عبد الله محمد بن عزوز الصنهاجى

- ‌143 - روان المدعو أبا الروائن ابن محمد بو مدين بن عبد السلام بن على

- ‌حرف الزاي

- ‌144 - زيدان أبو المعالى ابن السلطان أبي العباس أحمد المنصور الذهبي فخر الملوك السعديين

- ‌145 - زين العابدين السلطان بن السلطان مولانا إسماعيل الجد الأعظم

- ‌146 - زكرياء الفران أبو يحيى:

- ‌147 - زيدان أبو محمد سيدنا الجد ابن فخر الملوك العظام، مولاة إسماعيلابن الشريف بن على الحسنى السجلماسى

- ‌حرف الطاء

- ‌148 - الطيب بن الشيخ سيدى الشاذلى بن العارف سيدى محمد - فتحا

- ‌149 - الطيب بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي

- ‌150 - الطيب بن محمد بصرى المكناسى قاضيها

- ‌151 - الطيب بصرى المكناسى الدار والقرار

- ‌152 - الطيب بن الشريف النقيب مولاى على الشريف القادرى

- ‌153 - الطيب بن إبراهيم بسير -بسين مهملة مشددة- الأندلسى الأصل الرباطى الدار والإقبار قاضيها

- ‌154 - الطيب أبو محمد بن الفقيه العدل السيد أحمد غازى المكناسى

- ‌155 - الطبب البيجرى

- ‌156 - الطيب الزكارى

- ‌157 - الطيب الفيلالى

- ‌158 - الطيب ابن الفقيه الكاتب السيد عبد الرحمن كدران -بالقاف المعقودة- المكناسى

- ‌159 - الطيب الحناش

- ‌160 - الطيب بن عبد السلام الواسترى

- ‌161 - الطيب أبو الإجلال ابن العدل الثقة أبي زيد عبد الرحمن بن محمد

- ‌162 - الطيب بن العلامة السيد محمد -فتحا- بن العلامة السيد الطيب بصرى الولهاصى

- ‌163 - الطيب بن اليمانى بن أحمد بوعشرين الأنصاري الخزرجى

- ‌164 - الطيب بن إدريس بن الفضيل بن محمد دعى حم بن هاشم بن حم آل سيدى على منون

- ‌165 - قاضيها: الطالب بن العلامة القاضي السيد عبد الواحد بن العلامة المحدث الشهير محمد -فتحا- البوعنانى الفاسى ثم المكناسى

- ‌166 - الطاهر بن عثمان المكناسى

- ‌167 - الطاهر بن محمد بن المكي بن حساين المكناسى

- ‌168 - الطاهر بن الحاج الهادي بن العناية بن محمد بن أحمد

- ‌169 - الطاهر بن الهادي بن أحمد بن المجذوب الفقيه

- ‌170 - الطيب بن العناية بَنُّونَة الضرير

- ‌171 - الطيب بن عبد الله محمد بن الطاهر بن عبد القادر بن عبد الله بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌حرف الكاف

- ‌172 - الكمال أبو البركات بن أبى زيد المكناسى

- ‌173 - الكامل بن عبد الله بن الطاهر بن محمد

- ‌حرف الميم

- ‌174 - مبارك أبو النور بن العالم العلم أبو التوفيق سالم الشيظمى المكناسى الدار والوفاة

- ‌175 - مبارك بن عبد الله بن محمد السجلماسى أصلا، الفيضى منشأ المكناسى دارا ووفاة

- ‌176 - محمد فتحا السلطان أبو البشائر بن أبي الأملاك والسلاطين المولى الشريف بن على الحسنى الينبوعى السجلماسى

- ‌177 - محمد المدعو الكبير أبو عبد الله بن السلطان الأعظم أبى النصر إسماعيل. المعروف بولد عريبة

- ‌178 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل المالكى

- ‌مولده وشيوخه وحجته:

- ‌صفته وحاله:

- ‌خلافته بمراكش:

- ‌بيعته، وبعض حوادث أيامه:

- ‌محبته للعلم واعتناؤه بأهله

- ‌اختياراته المذهبية وما رأى من المصلحة حمل القضاة والمدرسين عليه

- ‌نصيحته للأمة

- ‌عطاياه وأحباسه:

- ‌التراتيب والمداخيل المالية في عهده

- ‌اهتمامه بالأساطيل البحرية واعتنناؤه برياسها

- ‌السفينة الأولى:

- ‌السفينة الثانية:

- ‌السفينة الثالثة:

- ‌السفينة الرابعة:

- ‌السفينة الخامسة:

- ‌السفينة السادسة:

- ‌السفينة السابعة:

- ‌السفينة الثامنة:

- ‌السفينة التاسعة:

- ‌السفينة العاشرة:

- ‌علائقه السياسية

- ‌مع فرنسا

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط العشرون:

- ‌مع السويد

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرين:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌الشرط الثالث والعشرون:

- ‌مع الدنمرك

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌السادس عشر:

- ‌السابع عشر:

- ‌الثامن عشر:

- ‌التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌مع البرتغال

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌مع الدولة العثمانية

- ‌علائقه مع إسبانيا

- ‌مع مالطة

- ‌مع نابولى

- ‌فتوحاته

- ‌آثاره

- ‌سككه

- ‌قضاته:

- ‌وزراؤه

- ‌كتابة

- ‌شعراؤه

- ‌سفراؤه

- ‌عماله

- ‌نقباؤه على الأشراف

- ‌نظاره

- ‌أولاده

- ‌مؤلفاته

- ‌وفاته

- ‌179 - محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌بعض ما قام به من الأعمال ذات البال بعد جلوسه على العرش

- ‌حرب تطوان

- ‌علائقه السياسية

- ‌مع الدولة الإصبانية

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط العشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌الشرط الثالث والعشرون:

- ‌الشرط الرابع والعشرون:

- ‌الشرط الخامس والعشرون:

- ‌الشرط السادس والعشرون:

- ‌الشرط السابع والعشرون:

- ‌الشرط الثامن والعشرون:

- ‌الشرط التاسع والعشرون:

- ‌الشرط الثلاثون:

- ‌الشرط الحادى والثلاثون:

- ‌الشرط الثانى والثلاثون:

- ‌الشرط الثالث والثلاثون:

- ‌الشرط الرابع والثلاثون:

- ‌الشرط الخامس والثلاثون:

- ‌الشرط السادس والثلاثون:

- ‌الشرط السابع والثلاثون:

- ‌الشرط الثامن والثلاثون:

- ‌الشرط التاسع والثلاثون:

- ‌الشرط الأربعون:

- ‌الشرط الحادى والأربعون:

- ‌الشرط الثانى والأربعون:

- ‌الشرط الثالث والأربعون:

- ‌الشرط الرابع والأربعون:

- ‌الشرط الخامس والأربعون:

- ‌الشرط السادس والأربعون:

- ‌الشرط السابع والأربعون:

- ‌الشرط الثامن والأربعون:

- ‌الشرط التاسع والأربعون:

- ‌الشرط الخمسون:

- ‌الشرط الحادى والخمسون:

- ‌الشرط الثانى والخمسون:

- ‌الشرط الثالث والخمسون:

- ‌الشرط الرابع والخمسون:

- ‌الشرط الخامس والخمسون:

- ‌الشرط السادس والخمسون:

- ‌الشرط السابع والخمسون:

- ‌الشرط الثامن والخمسون:

- ‌الشرط التاسع والخمسون:

- ‌الشرط الستون:

- ‌الشرط الحادى والستون:

- ‌الشرط الثانى والستون:

- ‌الشرط الثالث والستون:

- ‌الفصل الرابع والستون:

- ‌مع الدولة الفرنسية

- ‌مع الدولة الأمريكية

- ‌حساب الموازنة والدفاتر المالية في عصره

- ‌آثاره

- ‌كيف كان نهوض ركابه

- ‌وزراؤه

- ‌حاجبه وقائد ومشوره

- ‌كتابه

- ‌سفراؤه

- ‌خلفاؤه

- ‌نوابه بطنجة

- ‌قضاته

- ‌نظاره

- ‌محتسبوه

- ‌نقباؤه

- ‌عماله

- ‌قواده

- ‌أمناؤه

- ‌أولاده

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح

- ‌وفاته

- ‌180 - محمد بن عيسى بن القاسم الصدفى من أهل طليطلة يكنى أبا عبد الله

- ‌181 - محمد بن حماد بن محمد زغبوش المكناسى

- ‌182 - محمد بن عبدون بن قاسم الخزرجى نسبة المكناسى دارًا ووفاة

- ‌183 - محمد بن قاضى مكناسة أحمد بن أبى العافية المكناسى يعرف بالأحول

- ‌184 - محمد بن قاسم بن محمد الأنصارى المالقى الشهير بابن قاسم الضرير

- ‌185 - محمد بن ورياش -بفتح الواو وسكون الراء وفتح الياء مشبعة- قاضيها أبو عبد الله

- ‌186 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الصنهاجى عرف بابن الحداد المكناسى

- ‌187 - محمد بن أبى الفضل بن الصباغ الخزرجى المكناسى

- ‌188 - محمد بن أحمد بن أبى عفيف المكناسى

- ‌189 - محمد بن الشيخ الشريف أبى حامد أحمد بن إبراهيم الحسنى المكناسى

- ‌190 - محمد بن موسى بن محمد بن معطى العبدوسى -بفتح العين وسكون الباء وضم الدال

- ‌191 - محمد بن عمر بن الفتوح التلمسانى أصلا المكناسى المقام والوفاة

- ‌192 - محمد أبو عبد الله بن سعيد بن محمد المكلانى المكناسى

- ‌193 - محمد المكناسى

- ‌194 - محمد بن أبي طالب بن أحمد بن على بن أحمد المكناسى نسبة للقبيلة ثم العياضى عرف بابن السكاك من أبناء أبي العافية

- ‌195 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن اليفرنى الشهير بالمكناسى الفاسى بكنى أبا عبد الله

- ‌196 - محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن جابر الغسانى المكناسى

- ‌197 - محمد بن أحمد بن أبى يحيى التلمسانى شهر بالحباك

- ‌198 - محمد بن قاسم بن محمد بن أحمد بن محمد القورى اللخمى

- ‌199 - محمد القطرانى أبو عبد الله

- ‌200 - محمد بن أبي البركات الحسنى الحاج المجاور

- ‌201 - محمد بن سعيد الحباك القيجميسى المكناسى أخو أحمد بن سعيد المتقدم الترجمة

- ‌202 - محمد بن عيسى بن عبد الله بن حرزوز

- ‌203 - محمد بن عبد العزيز المعروف بالحاج عزوز الصنهاجى المكناسى

- ‌204 - محمد بن على بن أبى رمانة المكناسى قاضيها أبو عبد الله

- ‌205 - محمد بن عبد الله بن محمد

الفصل: ولد ملك الإسبان، فتكون هذه معاهدة ثانية بعد معاهدة الغزال

ولد ملك الإسبان، فتكون هذه معاهدة ثانية بعد معاهدة الغزال التي من شروطها الصلح برا وبحرا المشار لها في قضية حصار مليلة.

وفى سنة 1199 أسر أهل الجزائر أميرة من بيت ملك إسبانيا كانت ذاهبة في مركبها لزيارة عمها صاحب نابولى، وامتنعوا من فدائها فكتب الملك للسلطان أن يتشفع في فدائها بكل ما يطلبون فأسعفه، وكتب لصاحب الجزائر في ذلك فاعتذر له بأنها وقعت في سهم الجيش ولا يمكن إكراههم على الفداء فوجه السلطان كتابا للسلطان عبد الحميد العثمانى يذكر له ذلك فكتب لأهل الجزائر يوبخهم على رد شفاعة السلطان ويأمرهم بتسريحها، ويذكرهم بما فعله السلطان من تسريح أسارى الأتراك فأرسلوها إلى حضرة السلطان وكتبوا إليه معتذرين بخشية بلوغ خبرها لسلطانهم والافتيات عليه في إطلاقها.

‌مع مالطة

وبعد أن أنقذ المترجم له الأسارى الذين كانوا عند الإصبان وجه همته لإنقاذ غيرهم من الأسارى الذين عند غيرهم، فوجه لجزيرة مالطة -وكانت يومئذ بيد الطائفة المعروفة بفرسان رودس- كاتبه السيد محمد الحافى وأمره بتقييد زمام أسارى الأتراك الذين بها فبقى هناك وثيقة ورهنا في مال بعض المالطيين الذين كانوا بالحضرة السلطانية في بعض الدعاوى على ما في البدر السافر، وقد تقدم نقلا عن الزيانى أن أهل الجزيرة أنكروا الفداء وردوا المال، فوجهه السلطان به إلى الدولة العثمانية.

وبعد ذلك بنحو سنة أرسل السلطان للجزيرة المذكورة كاتبه وسفيره السيد محمد بن عثمان السالف الذكر، ومعه أربعة من الطلبة وهم السيد عبد الكريم بن قريش، والسيد التهامى البنانى (1)، والسيد محمد المير السلوى، والسيد الطيب بن

(1) تحرف في المطبوع إلى: "البنائى" وصوابه من الموسوعة.

ص: 372

جلول لقضاء الغرض المذكور، وأصحبهم ما ينيف على ستة وثمانين ألف ريال لصرفها في فداء الأسارى.

يبتدأُ بالنساء والصبيان والشيوخ وذوى الأعذار ثم غيرهم من الرجال، وأمرهم بالمكث هناك حتى ترد عليهم خمسة مراكب جهادية يركب الأسارى في أربع منها والمركب الكبير تتوجه عليه السفارة من ثم إلى نابولى لعقد الصلح مع مملكتها وفداء الأسارى الذين بها، فسافروا من حضرته حمراء مراكش في ثانى ذى الحجة متم سنة 1195 إلى طنجة فمكثوا بها اثنين وعشرين يوما في انتظار الريح المساعد لركوب البحر.

وفى سابع ربيع النبوى سنة 1196 ركبوا في مركب حربى بعثه ملك الإسبان لإبحار السفارة عليه لما سمع أنها تريد التوجه لقادس لكراء مركب لمالطة وقد وجدوه هناك، فبقى معهم في الانتظار وقد حياهم بعد الركوب بإطلاق المدافع ثم سار بهم إلى قادس، فتلقاهم بعد الوصول كبير المراكب الحربية وأخبرهم أنه مأمور بتنفيذ ما يريدون من المراكب لهم، وتوارد عليهم الرؤساء ليلا للسلام، ومن الغد عند النزول أخرجت المراكب مدافعها جوابا لمدافع مركب السفارة وذهبوا في احتفال بحرى للبر، ولما وصلوه حيتهم أبراج المدينة بمدافعها ثم توجهوا للمحل الذى أعد لنزولهم واقتبلوا حاكم المدينة وأعيانها وكتبوا لملك الإسبان يشكرونه على ما لقوا من رعيته ورجاله ويخبرونه أنهم سيتوجهون إلى ولده صاحب نابلولى بعد قضاء الغرض من مالطة.

وأرادت السفارة أن تتولى الإنفاق على نفسها فأبى عليها ذلك حاكم المدينة، ثم جاء جواب الملك للسفارة مرحبا وكتب للحاكم بقضاء جميع مآربها وتحذيره من التقصير مما جعل الحاكم يعتذر لها عن أن يكون قد صدر منه شئ مما ذكر، وقد

ص: 373

بلغت نفقاتها مدة ستة وعشرين يوما قضتها بين ظهرانيهم ألفى ريال وسبعة وأربعين ريالا كبيرا.

وفى خامس ربيع الثانى ركبوا البحر ولما صعدوا المركب حيتهم المدافع، ومن الغد سار بهم إلا أن اضطراب البحر اضطرهم للرجوع للمرسى فمكثوا بها ثلاثة أيام ثم سافروا إلى مالطة، فوصلوها بعد معاناة أهوال البحر وشدائده في اثنين وعشرين يوما من يوم خروجهم الأول من قادس، فمكثوا بالمرسى سبعة عشر يوما في الحجر الصحى، وبعث لهم صاحب الجزيرة يخبرهم بإسقاط ثلاثة أيام من الحجر عنهم لأن مدته كانت عشرين يوما، فحملت أمتعتهم ونزلوا من المركب فحيتهم المدافع وتلقوا في البر بالأكداش لركوبهم، وفى طريقهم التقوا بصاحب الجزيرة مارا في طريقه فحيوه بالإشارة، وساروا للمحل الذى أعد لنزولهم دون إجراء نفقة عليهم، لأن السفير الحافى كان لا يزال مقيما في الجزيرة، فكأنهم لا يستطيعون الإنفاق على السفارتين.

وكان المحل دارا {كبيرة فيها نحو السبعين قبة أحاطت به طائفة من الجنود

لأداء واجب التعظيم، وبعد ثلاثة أيام أتاهم وكيل كبير الجزيرة وأعلمهم بالملاقاة

عند العصر، ولما دنا الوقت أتاهم بكدش الحاكم موكله "منويل دروبلد" فركبوه

وتوجهوا إليه، فلما دخلوا عليه وجدوه واقفا ولباسه لباس الرهبان، فنزع ما على

رأسه وأبدى لهم البشاشة والانشراح وأشار إليهم بالجلوس فجلسوا وجلس، ثم

أعاد عليهم السلام وسألهم عن سفرهم وعن البحر}.

ثم أخرج ابن عثمان الكتاب السلطانى فقبله ودفعه إليه ففضه فوجده بالعربية فأعطاه للترجمان وطلبوا منه الوقوف معهم في أمر الفداء فأجابهم لذلك، وعين وكيله ثم انصرفوا عنه بعد هنيئة وتركوه واقفا.

ثم شرعت في افتداء الأسارى الذين جاءت من أجلهم، وفى أثناء ذلك

ص: 374

راجت إشاعة في البلد مضمنها أن السفارة جاءت لإحداث ثورة بدليل أن الأسارى إذا سرحوا لا يذهبون بل يجمعون، وأن الأدب المعهود منهم انقلب إلى غلظة، وأن السفارة تنتظر ورود خمس مراكب بحرية، وكان قد سبق قبل هذا بمدة أن اتهم الأسرى بمحاولة الثورة فلم يسع حاكم الجزيرة حينئذ إلا أن أرسل للسفارة يطلب منها ألا تبقى أولئك المسرحين في البلاد أكثر من ثلاثة أيام قطعا للقيل وتجنبا للكلام، وبعث من اكترى لهم المراكب، وبعد ثلاث ركبوا البحر في مركبين أحدهما سار لبنى غازى والآخر لطرابلس وكان عددهم نحو المائتين وخمسين، ثم وقع افتداء أسارى آخرين بلغ بهم العدد إلى ستمائة وثلاثة عشر، واكترت لهم السفارة المراكب فسار بهم أحدهما لطرابلس، والآخر لصفاقص، والثالث لتونس بين زغاريت النساء ودعوات الرجال والأطفال.

وقد كانت جماعة منهم تستخدم في مراكب الجزيرة، فما شعر القوم إلا وقد شملهم الفداء فأرادوا نقضه لما يؤدى إليه من تعطيل مراكبهم، وحصل الشجار بينهم وبين الوكلاء على ذلك، ثم تداخل كبيرهم في القضية ومضى الفداء وأحصى الباقون من الأسارى المسلمين فكانوا سبعمائة وبضعا وعشرين، تكلمت السفارة مع أصحابهم في قدر فدائهم وبعثت بتقييدهم للسلطان المترجم عسى أن يضيفهم إلى إخوانهم مشيرة عليه ببعث مال الفداء لكبير الجزيرة.

ثم استعدوا للسفر، وعين لهم صاحب الجزيرة وقت الوداع فذهبوا إليه فيه على الهيئة المتقدمة وتلقاهم آخر كما تلقاهم أولا فشكروه على وقوفه معهم في ذلك الفداء وودعوه، وكان يبعث إليهم في مدة مقامهم لحضور الحفلات بقصره، ويريهم ما اشتمل عليه.

وفى سابع شعبان من السنة بعد ذلك بثلاث أيام ساروا للمرسى في الأكداش مع الأعيان المودعين، وركبوا في السفينة التي قدموا عليها قاصدين نابولى.

ص: 375