الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع والستون:
فهذه الشروط تصحح بخط يد حضرة سلطان مراكشة وحضرة سلطانة إصبانية، وتبديل تلك التصحاح سيقع بطنجة في مدة خمسين يوما أو قبلها إذا أمكن، وسيحرروا أربعة نظائر من هذه الشروط مختومة مطبوعة، فأحدهما لحضرة سلطان مراكشة، وثانيهما لحضرة سلطانة إصبانية، وثالثها يبقى تحت يد وزير الأمور البرانية لإيالة مراكشة، والرابع يوضع بين النائب الإصبنيولى القاطن بالمغرب، وكل أحد من المليكين المعاهدين له بالوفاء ما في فصول هذه الشروط بغاية الثبوت، وشهد على ذلك المفوضان الخاتمان والواضعان طابعهم أسفله بمدينة مدريد ختم هذا الوفق في 17 ربيع الثانى عام 1278 من الشهر العجمى في 20 نونبر عام 1861".
هذا نص تلك المعاهدة التي لم تعقد مع المغرب معاهدة أقسى منها، إذ جل موادها كما ترى هو في مصالح إصبانيا فقط، ولعل من لا خبرة له يفوق سهام اللوم للرجل المقدام صنو جلالة السلطان مولاى العباس الذى فوض له في عقدها ومن علم الحالة التي كان عليها المغرب، وقتئذ وأحاط علما بتلك الظروف الحرجة التي منها احتلال العدو لثغر من أرفع ثغور البلاد، يقرب من النقطة المحتل لها، ومنها جنوح الرعية وتحفزها للثورة اغتناما لفرصة اشتغال المخزن بتلك الحادثة المؤلمة، ومنها إظهار بعض القبائل الجبلية الميل للعدو والتفاخر بحسن معاملته، كما يرشد لذلك جواب مولاى العباس لسمو الأمير المتقدم نقل نصه على أن هذه أمور كلها موجبة لحسم مادة الحرب التي لا يوافق على خوض معامعها إذ ذاك عاقل، ولولا حسن سياسة النائب المفوض مولاى العباس لعظم الأمر واستفحل الداء، ولله في خلقه شئون.
وقد وقفت على معاهدة أخرى مكملة لما سبق وقد وقعها مولاى العباس مع ممثل إصبانيا ونصها بلفظها من كناشة المولى العباس:
بسم الله القادر على كل شئ
"هذه الشروط المنعقدة ما بين السلاطين العظيمين جناب الشريف سيدى محمد مالك المغرب وجناب ملكة إصبانيا دونيا اليسبات الثانية الفخيمة بقصد إصلاح الاختلاف الواقع في شأن شروط المهادنة المبرمة ما بين الدولتين تاريخها سنة تسع وخمسين وثمانمائة وألف وعام ستين وثمانمائة وألف الفارطة، فالمفوض من جانب السلطان الشريف سفيره المكلف بغاية تفويضه خليفته أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين مولاى العباس والمفوض من جانب حضرة السلطانية الكسولتية (دون سترنين كلدرون كليانتس) وزير الأمور الداخلية وأمور التجارة والعلم والمنافع البلدية كان واحد أعضاء مجلس مشيخ المملكة والمفتخر بالنواشن الأعظام من الأصناف السلطانية لكارلوص الثالث ولاليستبات الكتوليكية وللجيون دى أنور الفرانصوية ولليوبلد البلجيكى وللحبر الأعظم بيو التاسع وللبيس الهاس درمستادى ولدنبروق الدنماركى وللنجمة القطبية السويدية وللمقدس جناردو الاسقليتين وللكنتبثيون البليابتيوسية البرطقزية وللقولفين الانبرية وغيرهما وأول وزراء المملكة، فهؤلاء شرفاء المقام بعد إظهار بعضهم لبعض أمر التفويض وقع بينهما الانفصال على وفق ما بالفصول الآتى ذكرها:
الفصل الأول:
عسكر الصبنيول سيرحل من تطاون وأرضها لما يتم دفع ثلاثة (1) ملاين في الريال الدورو مسكوكة بيد المعينين لقبضها من دولة حضرة سلطانية إصبانيا الفخيمة.
(1) في هامش المطبوع: "كذا بالأصل مع أن المدفوع عشرون مليونا".
الفصل الثانى:
العشرة ملايين من الريال الدورو الباقية لكمال معاوضة الحرب حسبما وفق شروط المهادنة فيكون دفعها من نصف أعشار كمارك جميع مراسى مملكة المغرب التي سلمها حضرة السلطان لحضرة السلطانة للقبض على يد ولاتها المعينين بقصد ذلك، والنصف الأخر من الأعشار المذكورة أعلاه يتصرف فيه حضرة السلطان.
الفصل الثالث:
المتوسعين والقابضين المعينين من حضرة سلطانية إصبانية لقبض نصف الأعشار المذكورة سابقا، سيشرعوا في تصريف أمرهم شهرا واحدا قبل يوم توت حلول تطوان.
الفصل الرابع:
رسم حدود حصر امليلية سيجعل حسبما بالوفق المقرر يوم أربعة وعشرون غشت عام تسعة وخمسون وثمانمائة وألف المثبتة بشروط المهادنة المرقوم بالسادس والعشرين من شهر افريل سنة ستين وثمانمائة وألف، بتسليم الحدود المذكورة بين دولة حضرة سلطانة إصبانية المنصورة بالله، ستقع من كل بلد ولابد قبل حلول تطوان.
الفصل الخامس:
شروط التجارة المذكورة بالفصل الثالث عشر من شروط المهادنة، يختم بخط يد المفوضين، ويصحح كذلك قبل فراغ تطوان وأرضها.
الفصل السادس:
حضرة سلطانة إصبانية أيدها الله لها أن تأمر بجعل دار سكناه رهبان أى قسيسين بمدينة تطوان مثل الموجودة الآن بطنجة، ومثل الذى حسبما بالفصل
العاشر من شروط المهادنة بيدها أن تنشأ، وهؤلاء الرهبان المرسلين لا يمنعهم أحد تقديس أمور دينهم أبدا في أى موضع كان من نواحى مملكة المغرب ودواتهم وديارهم ومدارسهم الساكنين فيها يكونوا في غاية الأمان والحماية الخصوصية من جانب حضرة السلطان وولاته.
الفصل السابع:
أن الشروط المنبرمة في الفصول السابقة سيتم بحول الله في أجل خمسة أشهر منصرمة، التي مبدؤها يوم مدواح جناب الخليفة الواضع اسمه عقب تاريخه بثغر طنجة، لكن إذا وقع وفاء الشروط المذكورة على التمام قبل الأجل المذكور فيقع حالا بعد ذلك فراغ تطوان وأرضها.
الفصل الثامن:
ففصول شروط المهادنة المحررة في ستة وعشرون إبريل سنة ستين وثمانمائة وألف الذين ليس وقع فيهم غيار ولا تبديل أو إبطال بما وفق بهذه الشروط، باقية في غاية قوتها وحولها، فتصحح هذه الشروط المذكورة يكون في أقرب وقت وتبديل تلك التصحاح سيقع بطنجة في مدة عشرين يوما، ولثبوت ذلك المفوضين الخاتمين أسفله قد حرروا هذه الشروط باللغتين أى العربية والصبنيولة وأربعة نظائر، فاحدها للحضرة الفخيمة مالك المغرب، والثانى منهم لحضرة السلطانة الكتولكية، والثالث يبقى تحت يد نائب الأمور البرانية بالمغرب، والرابع يبقى تحت يد نائب أمور الإصبانية القاطن بمملكة مراكش والنواب المفوضين المذكورين أسماؤهم عقب تاريخه وضعوا شكلهم وختموه بطوابعهم بحضرة مدريد يوم خمسة وعشرون ربيع الثانى عام 1278 المقابل تاريخ المسيح عام واحد وستين وثمانمائة وألف" بلفظه من الكناش المشار له على ما فيه.
كما عثرت في كناشة مولاى العباس أيضا على اتفاق آخر وقعه فيما يتعلق بحدود مليلية ونصه بعد البسملة:
"الخاتمين أسفله الشريف الأرضى مولاى العباس المفوض من حضرة مراكشة ودون فرئنيسكومرى وكلوم الوزير الوجيه لسعادة سلطانة إسبانيا المأذونان من دولتهما كما يجب بمقتضى الشروط لتأول المشاحنات الصادرات في شأن حدود أرض ولاية إسبانيا بإحاطة امليلية اتفقا في الصور الآتية:
أول ذلك تحديد وضع العلامات في الأماكن الموسومة من مهندسين إسبانيا ومراكشة قبل برسم الشهادة من الجانبين سنة اثنين وستين وثمانمائة وألف الفارطة، بمقتضى ما بالفصل الثانى من وفق سنة تسعة وخمسين وثمانمائة وألف المثبت بالفصل الخامس من شروط صلح تطوان، ومن أقلع أو هدم تلك العلامات يزجر زجرا شديدا، والعلامة المنقضة يقيمها عامل الريف بمحضر والى امليلية أو نائبه.
الثانى: لما ظهر لحضرة السلطان دفع العوض لأرباب الأملاك الداخلين في الأرض المنعم بها لإسبانيا المصيرين لها وتحت ولاية مملكتها التامة، ووفق أن جميع رعية حضرة مراكشة من الأرباب المذكورين يخرجون الأرض الإسبنيولية ويسلمونها تسليما تاما وتصير ملكا لجنس الإسبنيول ورعية المغرب ينفوا حالا من أرض إسبانيا وولاة إسبانيا بامليلية لا يساعدونهم بتجديد القرار في الديار والأراضى المذكورة بأى وجه كان، لأن ذلك يمكن أن ينشأ منه ما يخوض الحدود وفى هذا تبقى الأمور مش ما هو بسبتة.
الثالث: أن بسبب حسم المشاحنات الواجب وقوعها لأجل دخول المسلمين بقصد زيارة الجامع التي بداخل الحدود بالموضع المسمى بجنادة فتلك الجامع يهدم ويقطع الكرم والهندى المحيط بها وآل المخزن أو آل الأقحاذ يهدمون الجامع المذكور وينقضون الأرض المحيطة بها.
الرابع: رعية المغرب لا يدخلون مسلحين بأرض إسبانيا التي بحدادة امليلية على أى وجه كان، واعترف الوزير الوجيه لإسبانيا إن خالف أحد ذلك بعد إمضاء هذا الوفق يضيع سلاحه ويبقون به ولاة إسبانيا.
وشهد عن ذلك الخاتمين أسفله بوضع يدهما بنسختين ورسم بمحل يدعى بزرع الزيات برابع عشر نومبر سنة ثلاث وستين وثمانمائة وألف الموافق ثالث ثانى الجمادين الموالى عام ثمانين ومائتين وألف عمله بمقتضى لفظه الظاهر منه العباس لطف الله به".
وقبل هذا الاتفاق وجه السلطان كاتبه ووزيره الشاعر المجيد السيد إدريس بن الوزير الكبير، الأديب الشهير، السيد محمد بن إدريس السابق الترجمة في الأدارسة سفيرا لملكة الإصبان، ووجه معه السيد أحمد الدكالى لمعرفته بلسان القوم حسبما يدل على ذلك ما في هذين الظهيرين الشريفين ونص الأول بعد البسملة والصلاة والطابع:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فإنا تخيرنا خديمنا الطالب أحمد الدكالى للتوجه مع كاتبنا الأرضى الطالب إدريس بن إدريس لعند سلطانة الصبنيول لمعرفته باللسان العجمى فليتوجه معه ولابد والسلام 28 ربيع النبوى عام 1279".
ونص الثانى فيما يتعلق بما روده السفير المذكور من المطالب بشأن حدود مليلية، وقد أسلفنا لك في وثائق مفاوضات الصلح ما وقع في ذلك:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
[صورة]
ظهير سيدى محمد بن عبد الرحمن لبركاش في توجيه السيد أحمد الدكالى مع ابن إدريس السفير لإصبانيا
وبعد: وصلنا كتابك متضمنا لما ذكره نائب دولة الصبنيول من أنهم استبطأوا الجواب عن قضية امليلية التي تضمنها الكتاب الذى قدم به الطالب إدريس بن إدريس، وأوضحوها له بمالقه، فاعلم أنا قدمنا لك جوابه صحبة فارس توجه به من حضرتنا العالية بالله ورقاص راجل ورد من عندكم ولا يكون الآن إلا وصلك، وحاصله أنا لم نقصر في قضاء مرادهم لا في جهة المال الذى وجهناه صحبة أمناء أربعة لأرباب البلاد، ولا في تذكيرهم ووعظهم ولا في غير ذلك، وأن موجب تأخير توجيه المدد لجبرهم على تسليم الحدود هو ما نحن فيه من إصلاح قبائل الحوز، وأنا بمجرد رجوعنا للغرب نبعث عددا معتبرا يقضى به الغرض في أولئك الممتنعين، وأوضحنا لك العذر في ذلك بأبسط من هذا، والمحبة تقتضى قبول الأعذار ولا يفوتهم شئ من ذلك بحول الله وقوته والسلام 19 رمضان عام 1279".
وقد أجابت الملكة عن هذه السفارة المغربية بسفارة إصبانية وجهتها من قبلها كما يدل على ذلك هذا الظهير:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك أخبرت فيه أن نائب دولة الصبنيول رجع من عند دولته لطنجة باشدورا وصحب معه كتابا لجانبنا العالى بالله من عند سلطانته ليدفعه بيده وعزم على السفر بإذن دولته من طنجة للصويرة بحرا، ومنها يقدم على حضرتنا العالية بالله في التاريخ الذى بينت صحبة من في التقييد الذى وجهت من أعيان 6 النصارى والأعوان 12، بقصد تجديد المحبة القديمة التي بين أسلافنا الكرام وبين دولتهم وطلب منك إعلامنا بذلك لنيسر له ما هو معلوم للباشدورات المحبين لدينا المقبولين عندنا، كما طلب أن لا يقيم بالصويرة إلا يوما واحدا وأن يرفق به في