المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

كان أهل الإنشاء والبلاغة قائمين بوظيفهم الذى لا يقوم به - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٣

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌124 - الحسن بن عثمان بن عَطِيَّة التجانى المكناسى المعروف بالوَنْشَرِيسى أبو على

- ‌126 - الحسن أبو الطيب بن محمد السهلى الشهير بآمكراز

- ‌127 - الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن حرزوز المكناسى أبو على

- ‌128 - حسن نور الدين بن أحمد بن العباس بن أبي سعيد المكناسى

- ‌129 - الحسن بن رحال بن أحمد بن على التدلاوى ثم المعدانى -كذا قرأته فيما كتبه بخطه منه نقلت- الإمام الكبير أبو على

- ‌130 - حمادى أبو المواهب بن عبد الواحد الحمادى نسبة لفخذ من قبيلة برابرة بنى مطير الشهيرة الشهير بالمكناسى

- ‌131 - الحسن بن مبارك السوسى المكناسى الوفاة الولى الصالح المجذوب المكاشف

- ‌132 - الحارث بن المفضل الحسناوى السهلى أصلا المكناسى دارا

- ‌133 - الحسن بن مولاى المهدى بن مولاى أحمد بن مولاى المهدى

- ‌134 - الحسين بن الحسن بن حفيد بن محمد -فتحا- بن زين العابدين بن فخر الملوك مولانا إسماعيل الحسنى

- ‌حرف الخاء

- ‌135 - الخياط الزرهونى

- ‌136 - الخياط الخياطى من عقب الولى الصالح سيدى عبد الله الخياط، دفين جبل زرهون

- ‌137 - خناثة بنت الشيخ الأكبر الأشهر بكار بن على بن عبد الله المغافرى السيدة المباركة زوج سيدنا الجد الأعظم مولانا إسماعيل سلطان المغرب

- ‌138 - خليل بن الخالدى

- ‌حرف الدال

- ‌139 - الدبيز: المجذوب المطلسم

- ‌حرف الراء

- ‌140 - الرشيد: بن الشريف بن على الشريف دفين مراكش

- ‌علائقه السياسية

- ‌بناءاته وآثاره

- ‌141 - راشد بن منصة الأوربى خديم آل بين الرسول المخلص مولى الإمام الأكبر رحمه الله ورضى عنه

- ‌142 - رحمة بنت الجنان زوجة أبي عبد الله محمد بن عزوز الصنهاجى

- ‌143 - روان المدعو أبا الروائن ابن محمد بو مدين بن عبد السلام بن على

- ‌حرف الزاي

- ‌144 - زيدان أبو المعالى ابن السلطان أبي العباس أحمد المنصور الذهبي فخر الملوك السعديين

- ‌145 - زين العابدين السلطان بن السلطان مولانا إسماعيل الجد الأعظم

- ‌146 - زكرياء الفران أبو يحيى:

- ‌147 - زيدان أبو محمد سيدنا الجد ابن فخر الملوك العظام، مولاة إسماعيلابن الشريف بن على الحسنى السجلماسى

- ‌حرف الطاء

- ‌148 - الطيب بن الشيخ سيدى الشاذلى بن العارف سيدى محمد - فتحا

- ‌149 - الطيب بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي

- ‌150 - الطيب بن محمد بصرى المكناسى قاضيها

- ‌151 - الطيب بصرى المكناسى الدار والقرار

- ‌152 - الطيب بن الشريف النقيب مولاى على الشريف القادرى

- ‌153 - الطيب بن إبراهيم بسير -بسين مهملة مشددة- الأندلسى الأصل الرباطى الدار والإقبار قاضيها

- ‌154 - الطيب أبو محمد بن الفقيه العدل السيد أحمد غازى المكناسى

- ‌155 - الطبب البيجرى

- ‌156 - الطيب الزكارى

- ‌157 - الطيب الفيلالى

- ‌158 - الطيب ابن الفقيه الكاتب السيد عبد الرحمن كدران -بالقاف المعقودة- المكناسى

- ‌159 - الطيب الحناش

- ‌160 - الطيب بن عبد السلام الواسترى

- ‌161 - الطيب أبو الإجلال ابن العدل الثقة أبي زيد عبد الرحمن بن محمد

- ‌162 - الطيب بن العلامة السيد محمد -فتحا- بن العلامة السيد الطيب بصرى الولهاصى

- ‌163 - الطيب بن اليمانى بن أحمد بوعشرين الأنصاري الخزرجى

- ‌164 - الطيب بن إدريس بن الفضيل بن محمد دعى حم بن هاشم بن حم آل سيدى على منون

- ‌165 - قاضيها: الطالب بن العلامة القاضي السيد عبد الواحد بن العلامة المحدث الشهير محمد -فتحا- البوعنانى الفاسى ثم المكناسى

- ‌166 - الطاهر بن عثمان المكناسى

- ‌167 - الطاهر بن محمد بن المكي بن حساين المكناسى

- ‌168 - الطاهر بن الحاج الهادي بن العناية بن محمد بن أحمد

- ‌169 - الطاهر بن الهادي بن أحمد بن المجذوب الفقيه

- ‌170 - الطيب بن العناية بَنُّونَة الضرير

- ‌171 - الطيب بن عبد الله محمد بن الطاهر بن عبد القادر بن عبد الله بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌حرف الكاف

- ‌172 - الكمال أبو البركات بن أبى زيد المكناسى

- ‌173 - الكامل بن عبد الله بن الطاهر بن محمد

- ‌حرف الميم

- ‌174 - مبارك أبو النور بن العالم العلم أبو التوفيق سالم الشيظمى المكناسى الدار والوفاة

- ‌175 - مبارك بن عبد الله بن محمد السجلماسى أصلا، الفيضى منشأ المكناسى دارا ووفاة

- ‌176 - محمد فتحا السلطان أبو البشائر بن أبي الأملاك والسلاطين المولى الشريف بن على الحسنى الينبوعى السجلماسى

- ‌177 - محمد المدعو الكبير أبو عبد الله بن السلطان الأعظم أبى النصر إسماعيل. المعروف بولد عريبة

- ‌178 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل المالكى

- ‌مولده وشيوخه وحجته:

- ‌صفته وحاله:

- ‌خلافته بمراكش:

- ‌بيعته، وبعض حوادث أيامه:

- ‌محبته للعلم واعتناؤه بأهله

- ‌اختياراته المذهبية وما رأى من المصلحة حمل القضاة والمدرسين عليه

- ‌نصيحته للأمة

- ‌عطاياه وأحباسه:

- ‌التراتيب والمداخيل المالية في عهده

- ‌اهتمامه بالأساطيل البحرية واعتنناؤه برياسها

- ‌السفينة الأولى:

- ‌السفينة الثانية:

- ‌السفينة الثالثة:

- ‌السفينة الرابعة:

- ‌السفينة الخامسة:

- ‌السفينة السادسة:

- ‌السفينة السابعة:

- ‌السفينة الثامنة:

- ‌السفينة التاسعة:

- ‌السفينة العاشرة:

- ‌علائقه السياسية

- ‌مع فرنسا

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط العشرون:

- ‌مع السويد

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرين:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌الشرط الثالث والعشرون:

- ‌مع الدنمرك

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌السادس عشر:

- ‌السابع عشر:

- ‌الثامن عشر:

- ‌التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌مع البرتغال

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌مع الدولة العثمانية

- ‌علائقه مع إسبانيا

- ‌مع مالطة

- ‌مع نابولى

- ‌فتوحاته

- ‌آثاره

- ‌سككه

- ‌قضاته:

- ‌وزراؤه

- ‌كتابة

- ‌شعراؤه

- ‌سفراؤه

- ‌عماله

- ‌نقباؤه على الأشراف

- ‌نظاره

- ‌أولاده

- ‌مؤلفاته

- ‌وفاته

- ‌179 - محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌بعض ما قام به من الأعمال ذات البال بعد جلوسه على العرش

- ‌حرب تطوان

- ‌علائقه السياسية

- ‌مع الدولة الإصبانية

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط العشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌الشرط الثالث والعشرون:

- ‌الشرط الرابع والعشرون:

- ‌الشرط الخامس والعشرون:

- ‌الشرط السادس والعشرون:

- ‌الشرط السابع والعشرون:

- ‌الشرط الثامن والعشرون:

- ‌الشرط التاسع والعشرون:

- ‌الشرط الثلاثون:

- ‌الشرط الحادى والثلاثون:

- ‌الشرط الثانى والثلاثون:

- ‌الشرط الثالث والثلاثون:

- ‌الشرط الرابع والثلاثون:

- ‌الشرط الخامس والثلاثون:

- ‌الشرط السادس والثلاثون:

- ‌الشرط السابع والثلاثون:

- ‌الشرط الثامن والثلاثون:

- ‌الشرط التاسع والثلاثون:

- ‌الشرط الأربعون:

- ‌الشرط الحادى والأربعون:

- ‌الشرط الثانى والأربعون:

- ‌الشرط الثالث والأربعون:

- ‌الشرط الرابع والأربعون:

- ‌الشرط الخامس والأربعون:

- ‌الشرط السادس والأربعون:

- ‌الشرط السابع والأربعون:

- ‌الشرط الثامن والأربعون:

- ‌الشرط التاسع والأربعون:

- ‌الشرط الخمسون:

- ‌الشرط الحادى والخمسون:

- ‌الشرط الثانى والخمسون:

- ‌الشرط الثالث والخمسون:

- ‌الشرط الرابع والخمسون:

- ‌الشرط الخامس والخمسون:

- ‌الشرط السادس والخمسون:

- ‌الشرط السابع والخمسون:

- ‌الشرط الثامن والخمسون:

- ‌الشرط التاسع والخمسون:

- ‌الشرط الستون:

- ‌الشرط الحادى والستون:

- ‌الشرط الثانى والستون:

- ‌الشرط الثالث والستون:

- ‌الفصل الرابع والستون:

- ‌مع الدولة الفرنسية

- ‌مع الدولة الأمريكية

- ‌حساب الموازنة والدفاتر المالية في عصره

- ‌آثاره

- ‌كيف كان نهوض ركابه

- ‌وزراؤه

- ‌حاجبه وقائد ومشوره

- ‌كتابه

- ‌سفراؤه

- ‌خلفاؤه

- ‌نوابه بطنجة

- ‌قضاته

- ‌نظاره

- ‌محتسبوه

- ‌نقباؤه

- ‌عماله

- ‌قواده

- ‌أمناؤه

- ‌أولاده

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح

- ‌وفاته

- ‌180 - محمد بن عيسى بن القاسم الصدفى من أهل طليطلة يكنى أبا عبد الله

- ‌181 - محمد بن حماد بن محمد زغبوش المكناسى

- ‌182 - محمد بن عبدون بن قاسم الخزرجى نسبة المكناسى دارًا ووفاة

- ‌183 - محمد بن قاضى مكناسة أحمد بن أبى العافية المكناسى يعرف بالأحول

- ‌184 - محمد بن قاسم بن محمد الأنصارى المالقى الشهير بابن قاسم الضرير

- ‌185 - محمد بن ورياش -بفتح الواو وسكون الراء وفتح الياء مشبعة- قاضيها أبو عبد الله

- ‌186 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الصنهاجى عرف بابن الحداد المكناسى

- ‌187 - محمد بن أبى الفضل بن الصباغ الخزرجى المكناسى

- ‌188 - محمد بن أحمد بن أبى عفيف المكناسى

- ‌189 - محمد بن الشيخ الشريف أبى حامد أحمد بن إبراهيم الحسنى المكناسى

- ‌190 - محمد بن موسى بن محمد بن معطى العبدوسى -بفتح العين وسكون الباء وضم الدال

- ‌191 - محمد بن عمر بن الفتوح التلمسانى أصلا المكناسى المقام والوفاة

- ‌192 - محمد أبو عبد الله بن سعيد بن محمد المكلانى المكناسى

- ‌193 - محمد المكناسى

- ‌194 - محمد بن أبي طالب بن أحمد بن على بن أحمد المكناسى نسبة للقبيلة ثم العياضى عرف بابن السكاك من أبناء أبي العافية

- ‌195 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن اليفرنى الشهير بالمكناسى الفاسى بكنى أبا عبد الله

- ‌196 - محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن جابر الغسانى المكناسى

- ‌197 - محمد بن أحمد بن أبى يحيى التلمسانى شهر بالحباك

- ‌198 - محمد بن قاسم بن محمد بن أحمد بن محمد القورى اللخمى

- ‌199 - محمد القطرانى أبو عبد الله

- ‌200 - محمد بن أبي البركات الحسنى الحاج المجاور

- ‌201 - محمد بن سعيد الحباك القيجميسى المكناسى أخو أحمد بن سعيد المتقدم الترجمة

- ‌202 - محمد بن عيسى بن عبد الله بن حرزوز

- ‌203 - محمد بن عبد العزيز المعروف بالحاج عزوز الصنهاجى المكناسى

- ‌204 - محمد بن على بن أبى رمانة المكناسى قاضيها أبو عبد الله

- ‌205 - محمد بن عبد الله بن محمد

الفصل: كان أهل الإنشاء والبلاغة قائمين بوظيفهم الذى لا يقوم به

كان أهل الإنشاء والبلاغة قائمين بوظيفهم الذى لا يقوم به غيرهم، وأهل الخط المبسوط يستعملهم في مكاتب العمال والثغور والرعايا والشكايات، إذ تلك المكاتب لا تحتاج إلى صناعة ولا إعراب، وأهل الدفاتر والحساب يستعملهم في مصارف الدولة وحسابتها داخلا وخارجا، قاله أبو القاسم الزيانى.

‌شعراؤه

منهم أبو العباس ابن عثمان، وقد تقدمت ترجمته وبعض ما له فيه من بليغ القول، ومنهم أبو عبد الله ابن الطيب سكيرج الآتى الترجمة، ومنهم أبو العباس أحمد بن المهدى بن محمد الغزال الحميرى الأندلسى المالقى الفاسى السفير الكاتب المتوفى سنة 1191، ومن شعره فيه قوله:

سلا بانة الجرعاء هل جادها قطر

وهل أمرعت أجزاع ساحتها الغر

وهل نسجت أيدى الحياء بروضها

برودالها من كف راقمها نشر

فيا لك روضا من بكاء غمامه

تبسم من أثغار أكمامه الزهر

كان به الأدواح تهتز نضرة

عرائس تزهو فوقها حلل خضر

كأن بها ورق الحمائم سجعا

قيان لها في صوغ ألحانها جهر

كأن ثغور الأقحوان مباسم

تسلسل من ظلم الرضاب بها خمر

كأن الشفاء اللعس منها شقائق

تناسق فيها تحت قانئها در

كأن احمرار الورد في ريق الحيا

خدود غوانى الغيد لاح بها بشر

كأن ذبول النرجس الغض عادة

لواحظ من أهواه ماج بها سحر

كأن غصون البان والرند ميسا

خرائد دب في معاطفها سكر

كأن شذا الأزهار ينفحها الصبا

فيملأ أرجاء المتان لها نشر

ص: 392

خلال أمير المؤمنين (محمد)

إذا صيغ فيه المدح أو نظم الشعر

إمام له في باذخ العز رتبة

تقاصر عنها الوهم والوصف والحصر

تسامى على سامى السماك مكانها

وصار إلى عليائها يخضع الدهر

وماد لها شم الشوامخ هيبة

وأمسى يراها فوق هامته البدر

تذل لها الآساد في أجماتها

وترتاع في أغمادها القضب البتر

تزلزل أهل الشرك منها وأذعنوا

وعم على آفاق أجناسهم قهر

وصاروا عبيدا من مهابة بأسها

ولم ينجهم في الأرض بر ولا بحر

يؤدون بالإذلال والهون جزية

يقون بها الأنفاس فهى لهم عمر

ومن لم يرم إعطاءها متكبرا

يحيق به في الحين من بأسه مكر

كما حاق بالمهدومة الخير جهرة

وحل بها من سوء أفعالها خسر

تصدى لها فخر الملوك بغزوة

تزعزع منها الجو والبر والبحر

وصب عليها من بوارق بطشه

صواعق حتف لا يطاق لها أسر

فأفسدها قهرا وخرب دورها

وشدد أهل الكفر عنها لهم ذعر

ومن ذا يلاقى صولة هاشمية

إذا انتهضت للأمر يسبقها النصر

فيا لك من عز تكامل سعده

ويا لك من فتح به سمح الدهر

تقاصر عن إدراكه شأو سابق

وحاول أن يلقاه فانعكس الأمر

فأخره الرحمن للعادل الرضا

ليعظم في الأعمال منه له الأجر

بك اختتم الإحسان والعدل والندى

كما ختم الأشفاع في فضلها الوتر

وكيف تدانيك الملوك سماحة

وعزا وفخر أو يكون لها خطر

ص: 393

ولم لا تفوق الناس مجدا وسوددا

وتعنوا إلى أوصافك الأنجم الزهر

وأنت سليل المصطفى سيد الورى

ومَن مِن نداه الجم يغترف البحر

ورثت نداه والسجايا وعدله

وسيرته في الخلق فاكتمل الفخر

فأصبحت للإسلام طود حماية

وغيثا لأهل الأرض إن نالهم فقر

تود البحور الزاخرات لو انها

يكون لها من جود راحتك العشر

تناسى الرشيد والأمين وصنوه

وجعفر والمهدى والواثق الصدر

نسخت حديث القوم في الجود والندى

فأصبح وهو اليوم ليس له ذكر

أتتنا بك الأيام عند مشيبها

فعادت عروسا بالبهاء لها قدر

وعادت رياض العلم عابقة الشذا

تغرد في أفنان أدواحها الطير

وشدت ذُرَا الآداب فاعتز أهله

وصار لهم في كل شاشعة فخر

فخذها من العبد المحب قلادة

تناسق من غالى المديح بها در

يؤد جرير والفرزدق حقها

وتخجل من ألفاظها الأنجم الزهر

تطرز عذب النظم منها بمجدكم

ونادى جهارا هكذا ينظم الشعر

فقابل ثناها بالقبول فإنه

عرائس مدح والقبول لها مهر

وجزمى كل الجزم أنك فاعل

وأنى بها لا شك ينضحنى البحر

وإن قصرت في حصر مجدك إنها

ستنشد ما قد قاله العالم الحبر

إذا نحن أثنينا عليك بمدحة

فهيهات يحصى الرمل أو يحصر القطر

ولكننا نأتى بما نستطيعه

ومن بذل المجهود حق له العذر

أدام لنا الرحمن ملكك عزة

وفخرا إلى الإسلام ما بعده فخر

ص: 394

وخلد رب العرش أمرك في الورى

به تسعد الدنيا ويبتهج الدهر

ودمت قرير العين للدين والهدى

ودام مدى الأيام يخدمك النصر

وقد ألف فيه ثلاث رسائل في مدح مخدومه فيها مسلكا لم يسبق إليه واستنبط كما قال من أمداحه، ما لم يهتد إليه بلغاء مداحه، فلغزال أمداحه الباع العريض، في منافسة أهل الأدب وبلغاء القريض، وقد آلى على نفسه، ألا يأتي في أمداح سيده بما تستطيعه أبناء جنسه، وأن يخترع بكل عام من الأدب ما يتعجب من إبداعه، على اختلاف أصنافه وأنواعه.

ولم يزل يجيل فرس الفكر بميدان التأمل والاعتبار، فيما يناسب من أمداح هذا الملك الجليل المقدار، إلى أن فتح عليه في طرق ما سلكها قبله ذو ذهن ثاقب، ولا عبرها من سمت منه في الأدب مناقب، أول تلك الرسائل (اليواقيت الأدبية، بجيد المملكة المحمدية) وضع فيها أربعة أبيات في مربع كل بيت من بيوت ذلك المربع فيه تاريخ لبيعة الممدوح الذى هو حادى عشر المملكة العلوية فاجتمع من بيوت ذلك المربع ستة عشر تاريخا، أضاف لها قصائد على عددها الذى هو عدد البحور الشعرية، فجاءت كل واحدة من بحر، وافتتح حروف أوائل أبياتها بحروف الأبيات الأربعة الموضوعة في المربع، ثم أتى بعدها بستة عشر بيتا مفردا من كل بحر بيت، وفى نقط حروف كل بيت تاريخ.

كذلك من قوله في تلك القصائد من (نزهة الملك المنصور، في مستعذب وافر البحور:

(ر) حيب البذل بادى العدل مسدى

جزيل الفضل عن كرم وجود

(فـ) ضائله الغزيرة ليس تحصى

ومن يحصى الجواهر بالعقود

(خـ) لافته أمان في أمان=

ولايته سعود في سعود

ص: 395

(ط) ليق الوجه بادى البشر أوفى

وفى في المصادر والورود

(يـ) راعى العهد يحفظه امتنانا

يفك أسير ظلم من قيود

وقوله من "نزهة الإمام الكامل، في جواهر الكامل":

(يـ) حمى ذمار المسلمين بعدله

وبسيف حق كف كف المعتدى

(د) امت صنائعه الجميلة في الورى

أمد المدى أمدادها لم ينفد

(و) تراكمت أمواج بحر نواله

ومعينها مستعذب للورد

(صـ) افى المشارب كوثرى طعمه

في ورده نيل المنى والمقصد

(فـ) اضت علينا من زلال معينه

نعم لها شكرى بيومى والغد

(أ) عظم بها نعما إذا ما شئتها

يمم حمى تاج الملوك محمد

أول حروفها من قوله "بعرف خطير" و "يشيد وصفا" في أبيات المربع ومن الأبيات المفردة في قوله في "المفرد الرابع، للمحاسن جامع" من الوافر:

ولاية ملكنا وافى العهود

بها نيل الأمانى في الوجود

والرسالة الثانية (الأطروفة الهندسية، والحكمى الشطرنجية الأنسية) ذكر فيها مثمنا ثم شحنه كما قال بفصول أربعة، تتألف بأخذ حرف من كل بيت على طرق مبتدعة، غير إن أحد الفصول يفتتح غالب بيوت المثمن بحروفه، وتعميره على سير الفرس في جمعه وتصنيفه، إلخ.

والثالثة (نتيجة الفتح، المستنبطة من سورة الفتح) استنبط فيها اشتمال حروف {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)} [الفتح: 1 - 3] على اسم صاحب الترجمة واسم أبيه وجده وأخبار مملكته بما لفظه:

ص: 396

"محمد بن عبد الله نسل إسماعيل ينصر نصرا عزيزا رائقا، ويملك فتحا ذا غنى فتكون مملكته ممكنة ولكل خير كافية وأيامه طاهرة نقية" كرر من الحرف ما هو مكرر في الآية وقابل كل حرف بمثله عدى الصاد من الصراط أبدله بالسين، على قراءة أحد المكيين، وخاطبه فيها بقوله:

واى عز وفخر

لمن له الذكر ذاكر

تلك السعادة ممن

حار العلى عن أكابر

فكن إمام المعالى

لأنعم الله شاكر

فقد بلغت الأمانى

وحزت أسمى الذخائر

وذكر أن مما ثبت من أخبار ملوك الأعاجم، واعتنى به اليونانيون ووضعوا له الفصول والتراجم، أن للحروف خواص وأسرارا، يستخرجون بها أحاديث وأخبارا، وأعظم ما يعتنون به عند كل سنة، يقترحون على من له فكرة صقيلة حسنة، أن يجمع كلمات نقط حروفها ما مضى من الأعوام، فيتفاءلون بما أبررته القدرة عن الإلهام، فيكون غالب ذلك موافقا للمتوقع في ذلك العام.

ولم تزل المشارقة تتمذهب بذلك في سائر أوقاتها، وتستعمله الملوك في مهماتها، ثم ذكر خمسة أبيات كل بيت منها في مسدس فاجتمع من فواتح كلمات تلك الأبيات ثلاثون حرفا، إن جمعتها وجدتها هكذا "محمد بن عبد الله بن إسماعيل نصره الله" وإن عددت نقط حروفها خرج لك عام البيعة.

والرسائل الثلاث بخط مستنبطها الحسن المتسع موجودة بخزانتنا فرغ من آخرها ثامن عشر شوال سنة 1172 كما وقفت على رحلته نتيجة الاجتهاد بخط يماثل ذلك الخط، وإن كان أدق منه حروفا، وهى بخزانة الدولة بالرباط.

ص: 397

ومن شعرائه الأديب الماهر أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد الونان الحميرى التواتى الفاسى صاحب الأرجوزة الشهيرة بالشمقمقية المشتملة على كثير من الآداب والحكم ولطائف الإشارة لأيام العرب ووقائعها ومشاهير رجالها ومطلعها:

مهلا على رسلك حادى الأينق

ولا تكلفها بما لم تطق

فطالما كلفتها وسقتها

سوق فتى من حالها لم يشفق

ولم تزل ترمى بها أيدى النوى

فكل فج وفلاة سملق (1)

وما ائتلى يذرع كل فدفد

ذراعها وكل قاع قرق (2)

إلى أن قال في التخلص لمديحها مشيرا إلى تكنية الممدوح لوالده بأبى الشمقمق لما كان عليه من جودة القريحة وغزارة المادة وحسن البديهة والمشاركة في الأدب تشبيها له بأبى الشمقمق مروان بن محمد الكوفى الشاعر مولى الحمار آخر خلفاء الأمويين:

وإن أردت أن تكون شاعرا

فَحْلاً فكن مثل أبى الشمقمق

ما خلت في العصر له من مثل

غير أبى في مغرب أو مشرق

لذاك كناه به سيدنا السلطان

عز الدين تاج المفرق

(محمد) سبط الرسول خير من

ساد بحسن خلقه والخلق

أعنى أمير المؤمنين بن أمير

المؤمنين بن الأمير المتقى

خير ملوك الغرب من أسرته

في وقته على العموم المطلق

(1) في هامش المطبوع: "سملق قاع صفصف".

(2)

في هامش المطبوع: "قرق ككتف مشوى".

ص: 398

له محيا ضاء في أوج الدجى

سناه مثل القمر المتسق

وراحة تغار من سيولها

سيول ودق وركام مطبق

ودوحة المجد التي أغصانها

بها الأرامل ذو تعلق

فاق الرشيد وابنه في حلمه

وعلمه ورأيه الموفق

وساد كعبا وابن جدعان وطا

هرا وحاتما ببذل الورق

ولم يدع معنى لمعن في الندى

ولم يكن كمثله في الخلق

مذ كان طفلا والسماح دأبه

وغير مأخذ الثنا لم يعشق

نشأ في حجر الخلافة ومذ

شب فتى بغيرها لم يعلق

فبايعته الناس طرا دفعة

لم يك فيها أحد بالأسبق

وأعطيت قوس العلا من قد برا

أعوادها رعاية للأليق

فصار فئ العدل في زمانه

منتشرا مثل انتشار الشرق (1)

وشاد ركن الدين بالسيف وقد

حار بتقواه رضا الموفق

وقد رقى في ملكه معارجا

لم يك غيره إليها يرتقى

ورد أرواح المكارم إلى

أجسادها بعد ذهاب الرمق

والسعد قد ألقى عصا تسياره

بقصره وخصه بمعشق

يا ملكا ألوية النصر على

نظيره بغربنا لم تخفق

طاب المديح فيكم وازدان لى

فالفكر في بحر الثنا ذو غرق

لولاك كنت للقريض تاركا

لعدم الباعث والمشوق

(1) في هامش المطبوع: "الشرق الشمس".

ص: 399

وهى معروفة مطبوعة وقد شرحت في مجلدات، وأول من شرحها أبو عبد الله محمد الحريرى قاضيها المتوفى سنة 1240 في نيف وتسعين كراسا، ثم الطاهر ابن العناية المكناسى المتقدمة ترجمته، ثم شرحها أديبا العدوتين أبو حامد المكى البطاورى الرباطى قاضيها وأبو العباس أحمد بن خالد الناصرى السلوى وكل منهما في مجلدين.

وكان ابن الونان ناظمها لما انتهى من نظمها قصد بها المترجم الممدوح بها، فتعذر عليه الوصول إليه، فتحين خروجه في بعض الأيام واعترضه في موكبه وصعد نشزًا عاليا من الأرض ونادى بأعلى صوته:

يا سيدى سبط النبى

أبو الشمقمق أبى

فعرفه رحمه الله وأمر بإحضاره بعد بلوغه إلى منزله فحضر وأنشده إياها فوقعت منه أحسن موقع فأجزل صلته، ورفع منزلته.

ومن شعره فيه قوله وقد أوقع بطائفة من الريف:

سعد الذى آوى لظلك طائعا

وسعى لخدمتك السعيدة وابتدر

لم يشق إلا خائن متمرد

نبذ الأمانة والشريعة مذ ختر

كبغاة أهل الريف لا قرت بهم

عين ولا أسقى بلادهم المطر

شقت عصا الإسلام منهم فرقة

سلك الغرور برأيها نهج الغرر

ضلوا عن النهج السوى ببغيهم

فسطا بهم سيف الإمام وما ائتمر

ألقى عليهم من صواعق بنبه

ما كاد يمحو العين منهم والأثر

ظنوا صياصيهم لهم وزرا وإذ

خابت ظنونهم تنادوا لا وزر

طهرت بقتلهم البلاد من الأذى

ولكم بهم قد كان فيها من قذر

ص: 400