الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
152 - الطيب بن الشريف النقيب مولاى على الشريف القادرى
.
حاله: محترم وجيه، فاضل ألمعى نزيه، كان من الملازمين للسلطان الأعظمى أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن فخر الملوك وجد السلاطين مولانا إسماعيل، لا يفارقه لا في ظعن ولا في إقامة، وكان متوليا النقابة على سائر الزوايا القادرية بالمغرب الأقصى، أسند إليه ذلك بعد وفاة والده مولاى على بن أحمد بظهير للسلطان أبي محمد بن عبد الله بتاريخ أواسط ربيع الثانى عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف، ثم جدد له ذلك بظهير محمدى نصه بعد سطر الافتتاح والطابع:
"كتابنا هذا أيد الله أوامره العلية، وخلد في صفحات الدهر مئاثره السنية، يستقر بيد حامله الشريف الأرضى، الوجيه المحترم المرتضى، سيدنا مولاى الطيب ابن على سليل الولى الصالح، والكوكب الضئضئى اللائح، سلطان الأولياء وقطب الصالحين، والمتبرك به في كل وقت وحين محط رحال الأمانى ذى الكرامات الشهيرة، سيدى عبد القادر الجيلانى أفاض الله علينا من بحر فضله، وجعلنا من المستظلين بوريف ظله.
يعلم منه أننا بسطنا يده على جميع الزوايا المنسوبة للشيخ سيدى عبد القادر نفعنا الله ببركاته حيث كانت بهذه الإيالة المباركة، وجعلنا زمامها بيده وقصرنا الكلام في كل ما يرجع إليها عليه، وأسندنا له النظر في جميع أوقافها المحبسة عليها، منه إليها، وأحللناه في ذلك كله محل والده قبله وأنزلناه منزلته من غير معارض يعارضه، ولا مناقض يناقضه، وأسدلنا عليه وعلى جميع السادات إخوانه أردية التوقير والحرمة والأثيلة، ونزهنا جانبهم المصون من كل ما تسام به العوام، وجعلنا لهم مزيد التعظيم والإكرام، وحررنا لهم كل من يحسب على جانبهم من
الأصحاب والأتباع والخدام، بحيث لا يندرجون في وظيف. ولا تشملهم قطعة تكليف.
كما حررنا لمولاى الطيب المذكور أصحابه الحراثين من الخلط وهم أحمد بن الطاهر الصالحى وإخوانه، وابن دح البيجرى، وإخوانه، وابن منصور الرياحى وإخوانه، والمعلم محمد بن دير وإخوانه، ومحمد بن العسرى وإخوانه فلا يطلبون بوظيف، لا قوى ولا ضعيف، رعيا لنسبتهم الطاهرة.
ومن خرق على أحد من أصحابهم جلباب التوقير. أو طالبهم بجليل أو حقير. يخاف على نفسه وحسب الواقف عليه من خدامنا بالحواضر والبوادى أن يعملوا به، ولا يحيدوا عن كريم مذهبه، والسلام وفى ثالث عشر شوال المبارك من عام اثنين وسبعين ومائة وألفًا" هـ من أصله مباشرة.
ويوجد ظهير آخر يتضمن إقرارهم على ما لهم من التوقير والاحترام على مقتضى ما عندهم من الظهائر الشريفة الموجبة لهم ذلك ولمن انتمى إليهم وانتسب، وأن راويتهم التي بسلا محترمة فمن دخلها كان آمنا وحرمها من دار سيدى عبد الرازق ممتد إلى باب شعفة تاريخه 18 صفر عام 1172، وهذه الظهائر موجودة بيد أحفاده بسلا، ولولا الإطالة لجلبنا نصوصها ولكن ما لا يمكن كله لا يترك كله، وأتينا بهذا ليعلم الواقف عليه ما لسلفنا الصالح من الاعتناء والمحبة في جانب أهل الفضل والدين والصلاح.
وفاته: توفى بمكناسة الزيتون بعد الثمانين ومائة وألف، ودفن بزاويتهم المباركة منها.