الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: توفى عام واحد وسبعين بتقديم السين ومائتين وألف برباط الفتح رحمه الله رحمة واسعة، دمالى وفاته أشار السيد محمد بن على المذكور "في نظمه المتقدم بقوله:
قضى بواحد وسبعين وألف
…
مع مائتين والى الله انصرف
154 - الطيب أبو محمد بن الفقيه العدل السيد أحمد غازى المكناسى
.
حاله: فقيه عدل رضى من جلة عدول الحضرة المكناسية المبرزين المتصدرين لتلقى الشهادة بسماط عدولها.
وقفت على رسم بشهادته بتاريخ أوائل رجب الفرد عام سبعة بموحدة وخمسين ومائة وألف: وجيه نزيه مبجل، علامة مدرس نفاع، كانت له رياسة وزارة الأوقاف المغربية، في سائر الإِيالة العلوية، والنظر التام، والتصرف العام، في جميع الأحباس على عهد السلطان مولانا عبد الله بن الجد الأعظم، السلطان الأفحم، مولانا إسماعيل قدس الله ثرى الجميع بمنه.
وقفت على عقد محاسبة أوقعها مع ناظر أوقاف الجامع الأعظم بالحضرة الهاشمية الإمامية المكناسية على ما تحصل بيده من أوقاف الجامع المذكور مشاهرة ومسانهة ومدركا في بدة من خمسة عشر شهرم، أولها المحرم فاتح عام ثمانية وأربعين ومائة وألف وآخرها ربيع الأول من عام تسعة وأربعين على فيه بما لفظه:
من له النظر التام، والتصرف العام، في جميع الأحباس بالإِيالة السعيدة بالله تعالى الفقيه الأرضى العدل المرتضى، السيد محمد الطيب بن المرحوم بمنة الله تعالى الفقيه العدل السيد أحمد غازى، فانظر ما كان لسلفنا الصلح من الاهتمام والاعتناء بشأن الدين في القديم والحديث.
[صورة]
محاسبة السيد الطيب بن أحمد غازى الناظر العام لأحباس المغرب مع ناظر مكناس السيد الطيب بن عبد الواحد المسطاسى عما بيده حيث أحباسا مسجدها الأعظم من فاتح 1148 إلى 1149 وبعده الشهادة على اطلاع القاضي بذلك.
محاسبه السيد على بن سعيد العميرى للناظر المسطاسى عام 1150
واعلم أن هذا الوظيف، أعنى وزارة عموم الأوقاف ليس مما أحدث، بل كان مؤسسا منذ أعصر خَوَالٍ وغايته أن متوليها لم يكن يطلق عليه لفظ وزير وإن كانت وظيفة الوزارة قديمة من قبل الطوفان، وكانت للأنبياء عليهم الصلاة والسلام فلم يكن أحد يلقب بالوزير ولا يخاطب بوصف الوزارة في ذلك العهد.
قال ابن فضل الله في المسالك: لم تكن للوزارة رُتْبة تعرف مدة بنى أمية وصدرًا من دولة السفاح، بل كان كل من أعان الخلفاء على أمر يقال له فلان وزير فلان بمعنى أنَّه مؤازر له، لا أنَّه متولى رتبة خاصة يجرى لها قوانين وتنتظم بها دواوين. هـ (1).
فائدة: أول من لقب بالوزير في الإسلام أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال وزير الخليفة السفاح أول خلفاء بنى العباس، وأول وزير منع أصحاب الدواوين من الوصول إلى الخليفة أبو أحمد العباس بن الحسن بن أحمد بن أيوب وزير المعتضد كما أفاده السيوطي في حسن المحاضرة (2).
هذا وسيمر بك في حرف العين بحول الله أن متولى رياسة هذه الخطة الحبسية كانت تسجل عليه العقود، وبالاستقراء يعلم أنَّه إنما كان يرشح لها أهل العلم والدين، وقال في الدر المنتخب: كتب بعضهم هنا ما نصه: ولاية أهل النظر في الحبس، كانت من أشرف ما تطمح إليه الأنفس، ولا يرضى لها إلا شديد الشكيمة في الدين، مؤيدا بدلائل العلم في مدافعة المعتدين، لا يبالى بالخلق، في مضايق الحق، يعدل في القسمة، ولا يمنع أحدًا سهمه، يخص بالصدقة من كان مصرفها، ويمنع من كان في البلاد مترفها، ويقوم للرباع بالحزم في الإصلاح،
(1) نقله السيوطي في حسن المحاضرة 2/ 174.
(2)
حسن المحاضرة 2/ 174، 177.