المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌138 - خليل بن الخالدى - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٣

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌124 - الحسن بن عثمان بن عَطِيَّة التجانى المكناسى المعروف بالوَنْشَرِيسى أبو على

- ‌126 - الحسن أبو الطيب بن محمد السهلى الشهير بآمكراز

- ‌127 - الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن حرزوز المكناسى أبو على

- ‌128 - حسن نور الدين بن أحمد بن العباس بن أبي سعيد المكناسى

- ‌129 - الحسن بن رحال بن أحمد بن على التدلاوى ثم المعدانى -كذا قرأته فيما كتبه بخطه منه نقلت- الإمام الكبير أبو على

- ‌130 - حمادى أبو المواهب بن عبد الواحد الحمادى نسبة لفخذ من قبيلة برابرة بنى مطير الشهيرة الشهير بالمكناسى

- ‌131 - الحسن بن مبارك السوسى المكناسى الوفاة الولى الصالح المجذوب المكاشف

- ‌132 - الحارث بن المفضل الحسناوى السهلى أصلا المكناسى دارا

- ‌133 - الحسن بن مولاى المهدى بن مولاى أحمد بن مولاى المهدى

- ‌134 - الحسين بن الحسن بن حفيد بن محمد -فتحا- بن زين العابدين بن فخر الملوك مولانا إسماعيل الحسنى

- ‌حرف الخاء

- ‌135 - الخياط الزرهونى

- ‌136 - الخياط الخياطى من عقب الولى الصالح سيدى عبد الله الخياط، دفين جبل زرهون

- ‌137 - خناثة بنت الشيخ الأكبر الأشهر بكار بن على بن عبد الله المغافرى السيدة المباركة زوج سيدنا الجد الأعظم مولانا إسماعيل سلطان المغرب

- ‌138 - خليل بن الخالدى

- ‌حرف الدال

- ‌139 - الدبيز: المجذوب المطلسم

- ‌حرف الراء

- ‌140 - الرشيد: بن الشريف بن على الشريف دفين مراكش

- ‌علائقه السياسية

- ‌بناءاته وآثاره

- ‌141 - راشد بن منصة الأوربى خديم آل بين الرسول المخلص مولى الإمام الأكبر رحمه الله ورضى عنه

- ‌142 - رحمة بنت الجنان زوجة أبي عبد الله محمد بن عزوز الصنهاجى

- ‌143 - روان المدعو أبا الروائن ابن محمد بو مدين بن عبد السلام بن على

- ‌حرف الزاي

- ‌144 - زيدان أبو المعالى ابن السلطان أبي العباس أحمد المنصور الذهبي فخر الملوك السعديين

- ‌145 - زين العابدين السلطان بن السلطان مولانا إسماعيل الجد الأعظم

- ‌146 - زكرياء الفران أبو يحيى:

- ‌147 - زيدان أبو محمد سيدنا الجد ابن فخر الملوك العظام، مولاة إسماعيلابن الشريف بن على الحسنى السجلماسى

- ‌حرف الطاء

- ‌148 - الطيب بن الشيخ سيدى الشاذلى بن العارف سيدى محمد - فتحا

- ‌149 - الطيب بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي

- ‌150 - الطيب بن محمد بصرى المكناسى قاضيها

- ‌151 - الطيب بصرى المكناسى الدار والقرار

- ‌152 - الطيب بن الشريف النقيب مولاى على الشريف القادرى

- ‌153 - الطيب بن إبراهيم بسير -بسين مهملة مشددة- الأندلسى الأصل الرباطى الدار والإقبار قاضيها

- ‌154 - الطيب أبو محمد بن الفقيه العدل السيد أحمد غازى المكناسى

- ‌155 - الطبب البيجرى

- ‌156 - الطيب الزكارى

- ‌157 - الطيب الفيلالى

- ‌158 - الطيب ابن الفقيه الكاتب السيد عبد الرحمن كدران -بالقاف المعقودة- المكناسى

- ‌159 - الطيب الحناش

- ‌160 - الطيب بن عبد السلام الواسترى

- ‌161 - الطيب أبو الإجلال ابن العدل الثقة أبي زيد عبد الرحمن بن محمد

- ‌162 - الطيب بن العلامة السيد محمد -فتحا- بن العلامة السيد الطيب بصرى الولهاصى

- ‌163 - الطيب بن اليمانى بن أحمد بوعشرين الأنصاري الخزرجى

- ‌164 - الطيب بن إدريس بن الفضيل بن محمد دعى حم بن هاشم بن حم آل سيدى على منون

- ‌165 - قاضيها: الطالب بن العلامة القاضي السيد عبد الواحد بن العلامة المحدث الشهير محمد -فتحا- البوعنانى الفاسى ثم المكناسى

- ‌166 - الطاهر بن عثمان المكناسى

- ‌167 - الطاهر بن محمد بن المكي بن حساين المكناسى

- ‌168 - الطاهر بن الحاج الهادي بن العناية بن محمد بن أحمد

- ‌169 - الطاهر بن الهادي بن أحمد بن المجذوب الفقيه

- ‌170 - الطيب بن العناية بَنُّونَة الضرير

- ‌171 - الطيب بن عبد الله محمد بن الطاهر بن عبد القادر بن عبد الله بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌حرف الكاف

- ‌172 - الكمال أبو البركات بن أبى زيد المكناسى

- ‌173 - الكامل بن عبد الله بن الطاهر بن محمد

- ‌حرف الميم

- ‌174 - مبارك أبو النور بن العالم العلم أبو التوفيق سالم الشيظمى المكناسى الدار والوفاة

- ‌175 - مبارك بن عبد الله بن محمد السجلماسى أصلا، الفيضى منشأ المكناسى دارا ووفاة

- ‌176 - محمد فتحا السلطان أبو البشائر بن أبي الأملاك والسلاطين المولى الشريف بن على الحسنى الينبوعى السجلماسى

- ‌177 - محمد المدعو الكبير أبو عبد الله بن السلطان الأعظم أبى النصر إسماعيل. المعروف بولد عريبة

- ‌178 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل المالكى

- ‌مولده وشيوخه وحجته:

- ‌صفته وحاله:

- ‌خلافته بمراكش:

- ‌بيعته، وبعض حوادث أيامه:

- ‌محبته للعلم واعتناؤه بأهله

- ‌اختياراته المذهبية وما رأى من المصلحة حمل القضاة والمدرسين عليه

- ‌نصيحته للأمة

- ‌عطاياه وأحباسه:

- ‌التراتيب والمداخيل المالية في عهده

- ‌اهتمامه بالأساطيل البحرية واعتنناؤه برياسها

- ‌السفينة الأولى:

- ‌السفينة الثانية:

- ‌السفينة الثالثة:

- ‌السفينة الرابعة:

- ‌السفينة الخامسة:

- ‌السفينة السادسة:

- ‌السفينة السابعة:

- ‌السفينة الثامنة:

- ‌السفينة التاسعة:

- ‌السفينة العاشرة:

- ‌علائقه السياسية

- ‌مع فرنسا

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط العشرون:

- ‌مع السويد

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرين:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌الشرط الثالث والعشرون:

- ‌مع الدنمرك

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌السادس عشر:

- ‌السابع عشر:

- ‌الثامن عشر:

- ‌التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌مع البرتغال

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط الرابع عشر:

- ‌الشرط الخامس عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط الموفى عشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌مع الدولة العثمانية

- ‌علائقه مع إسبانيا

- ‌مع مالطة

- ‌مع نابولى

- ‌فتوحاته

- ‌آثاره

- ‌سككه

- ‌قضاته:

- ‌وزراؤه

- ‌كتابة

- ‌شعراؤه

- ‌سفراؤه

- ‌عماله

- ‌نقباؤه على الأشراف

- ‌نظاره

- ‌أولاده

- ‌مؤلفاته

- ‌وفاته

- ‌179 - محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌بعض ما قام به من الأعمال ذات البال بعد جلوسه على العرش

- ‌حرب تطوان

- ‌علائقه السياسية

- ‌مع الدولة الإصبانية

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثانى:

- ‌الشرط الثالث:

- ‌الشرط الرابع:

- ‌الشرط الخامس:

- ‌الشرط السادس:

- ‌الشرط السابع:

- ‌الشرط الثامن:

- ‌الشرط التاسع:

- ‌الشرط العاشر:

- ‌الشرط الحادى عشر:

- ‌الشرط الثانى عشر:

- ‌الشرط الثالث عشر:

- ‌الشرط السادس عشر:

- ‌الشرط السابع عشر:

- ‌الشرط الثامن عشر:

- ‌الشرط التاسع عشر:

- ‌الشرط العشرون:

- ‌الشرط الحادى والعشرون:

- ‌الشرط الثانى والعشرون:

- ‌الشرط الثالث والعشرون:

- ‌الشرط الرابع والعشرون:

- ‌الشرط الخامس والعشرون:

- ‌الشرط السادس والعشرون:

- ‌الشرط السابع والعشرون:

- ‌الشرط الثامن والعشرون:

- ‌الشرط التاسع والعشرون:

- ‌الشرط الثلاثون:

- ‌الشرط الحادى والثلاثون:

- ‌الشرط الثانى والثلاثون:

- ‌الشرط الثالث والثلاثون:

- ‌الشرط الرابع والثلاثون:

- ‌الشرط الخامس والثلاثون:

- ‌الشرط السادس والثلاثون:

- ‌الشرط السابع والثلاثون:

- ‌الشرط الثامن والثلاثون:

- ‌الشرط التاسع والثلاثون:

- ‌الشرط الأربعون:

- ‌الشرط الحادى والأربعون:

- ‌الشرط الثانى والأربعون:

- ‌الشرط الثالث والأربعون:

- ‌الشرط الرابع والأربعون:

- ‌الشرط الخامس والأربعون:

- ‌الشرط السادس والأربعون:

- ‌الشرط السابع والأربعون:

- ‌الشرط الثامن والأربعون:

- ‌الشرط التاسع والأربعون:

- ‌الشرط الخمسون:

- ‌الشرط الحادى والخمسون:

- ‌الشرط الثانى والخمسون:

- ‌الشرط الثالث والخمسون:

- ‌الشرط الرابع والخمسون:

- ‌الشرط الخامس والخمسون:

- ‌الشرط السادس والخمسون:

- ‌الشرط السابع والخمسون:

- ‌الشرط الثامن والخمسون:

- ‌الشرط التاسع والخمسون:

- ‌الشرط الستون:

- ‌الشرط الحادى والستون:

- ‌الشرط الثانى والستون:

- ‌الشرط الثالث والستون:

- ‌الفصل الرابع والستون:

- ‌مع الدولة الفرنسية

- ‌مع الدولة الأمريكية

- ‌حساب الموازنة والدفاتر المالية في عصره

- ‌آثاره

- ‌كيف كان نهوض ركابه

- ‌وزراؤه

- ‌حاجبه وقائد ومشوره

- ‌كتابه

- ‌سفراؤه

- ‌خلفاؤه

- ‌نوابه بطنجة

- ‌قضاته

- ‌نظاره

- ‌محتسبوه

- ‌نقباؤه

- ‌عماله

- ‌قواده

- ‌أمناؤه

- ‌أولاده

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح

- ‌وفاته

- ‌180 - محمد بن عيسى بن القاسم الصدفى من أهل طليطلة يكنى أبا عبد الله

- ‌181 - محمد بن حماد بن محمد زغبوش المكناسى

- ‌182 - محمد بن عبدون بن قاسم الخزرجى نسبة المكناسى دارًا ووفاة

- ‌183 - محمد بن قاضى مكناسة أحمد بن أبى العافية المكناسى يعرف بالأحول

- ‌184 - محمد بن قاسم بن محمد الأنصارى المالقى الشهير بابن قاسم الضرير

- ‌185 - محمد بن ورياش -بفتح الواو وسكون الراء وفتح الياء مشبعة- قاضيها أبو عبد الله

- ‌186 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الصنهاجى عرف بابن الحداد المكناسى

- ‌187 - محمد بن أبى الفضل بن الصباغ الخزرجى المكناسى

- ‌188 - محمد بن أحمد بن أبى عفيف المكناسى

- ‌189 - محمد بن الشيخ الشريف أبى حامد أحمد بن إبراهيم الحسنى المكناسى

- ‌190 - محمد بن موسى بن محمد بن معطى العبدوسى -بفتح العين وسكون الباء وضم الدال

- ‌191 - محمد بن عمر بن الفتوح التلمسانى أصلا المكناسى المقام والوفاة

- ‌192 - محمد أبو عبد الله بن سعيد بن محمد المكلانى المكناسى

- ‌193 - محمد المكناسى

- ‌194 - محمد بن أبي طالب بن أحمد بن على بن أحمد المكناسى نسبة للقبيلة ثم العياضى عرف بابن السكاك من أبناء أبي العافية

- ‌195 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن اليفرنى الشهير بالمكناسى الفاسى بكنى أبا عبد الله

- ‌196 - محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن جابر الغسانى المكناسى

- ‌197 - محمد بن أحمد بن أبى يحيى التلمسانى شهر بالحباك

- ‌198 - محمد بن قاسم بن محمد بن أحمد بن محمد القورى اللخمى

- ‌199 - محمد القطرانى أبو عبد الله

- ‌200 - محمد بن أبي البركات الحسنى الحاج المجاور

- ‌201 - محمد بن سعيد الحباك القيجميسى المكناسى أخو أحمد بن سعيد المتقدم الترجمة

- ‌202 - محمد بن عيسى بن عبد الله بن حرزوز

- ‌203 - محمد بن عبد العزيز المعروف بالحاج عزوز الصنهاجى المكناسى

- ‌204 - محمد بن على بن أبى رمانة المكناسى قاضيها أبو عبد الله

- ‌205 - محمد بن عبد الله بن محمد

الفصل: ‌138 - خليل بن الخالدى

والله قد ألقى عليها دائما

حسن القبول كسيمة الأخيار

وهي الحليمة والكريمة ما لها

في الجود ثان مثل غيث جار

ولها كمال وافر في عفة

ولها حياء فاق في المقدار

فالله يحملها بحسن رعاية

منه إلى مكناس بالأوطار

ويحفها بسعادة وسيادة

من كل سوء ماضى أوطار

وعلى النبي وآله وصحابه

صلى وسلم ذو الجلال الباري

ما غردت ورق الرياض بدوحها

وترنمت في سائر الأسحار

وفاتها: توفيت رحمة الله علينا وعليها بفاس في جمادى الأولى عام تسعة وخمسين ومائة وألف، ودفنت بروضة الأشراف من المدينة البيضاء فاس الجديد.

‌138 - خليل بن الخالدى

.

قاضى مكناسة الحشمى، نسبة إلى الحشم إحدى قبائل عرب تلماس، نشأ بتلمسان ثم استوطن فاسا.

حاله: كان فقيها نحويا آية في صناعة التدريس، وبالأخص ألفية ابن مالك، ذا تؤدة لا يتزحزح ولا يتحرك حالة إلقائه الدروس، فصيح اللسان، حلو العبارة، يحصل ما ألقاه في درسه تحصيلا عجيبا، مجلسه بالقرويين حفيل يحضره نجباء أعيان طلبة وقته.

تولى نيابة القضاء بمقصورة القرويين عن قاضيها العلامة المشاور السيد عبد الله بن خضراء السلوى، ووقعت له رحمه الله في مدة نيابته نوادر عجيبة يسخر

138 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 8/ 2853.

ص: 34

منها صغار الولدان ومن له أدنى مسكة من الفقه، من ذلك أن رجلا طلب منه الإذن في إقامة بينة على بغلة له وجدها بيد الغير فقام فيها بالاستحقاق، فأمر أعوانه بجعل البغلة في محل خاص ويغلق عليها بحيث لا يراها الشهود لئلا يستند بعضهم على بعض في وصفها ونعتها، والحال أن عوام الأعوان فضلا عن الوكلاء يعلمون أن شهادة الاستحقاق لا تكون إلا على عين الشيء المستحق.

ومنها أنَّه ادعى لديه رجل على أخيه بأنه تقاعد له على حقوق انجرت له من ميراث أبيه، فطلب وكيل المدعى عليه من المدعى إثبات موت أبيه وعدة ورثته فحكم بإلغاء طلبه وعدم قبوله شرعا، وألزمه الجواب من غير مهلة أو عزل نفسه عن الدعوى.

ومنها أن ورثة هالك قاموا بغبن في دار اشتراها موروثهم استوفت صورتها شروط القيام بالغين، وأدلوا بفتوى شيخنا أبي العباس ابن المأمون البلغيثى أطال الله بقاءه تؤيد مدعاهم، ووافق على فتواه عالمان جليلان، فلما أدلوا لديه بالفتاوى المذكورة حكم بإلغاء أولى الفتاوى التي هي الأصل معللا لإلغائها بأن صاحبها سافر للاتجار بالشام، وقبول الفتويين المعضدتين لها، وقد هجاه شيخنا المذكور بعدة قطع وقصائد من ذلك قوله:

وذى سفه قد خلا قلبه

وقلبه من كل شئ على

تسمى خليلا بدون علوم

وليس خليلا ولكن خلى

ثم رشح لقضاء الحضرة المكناسية وزرهون وما انضم لذلك بعد وفاة قاضيها أبي العباس ابن سودة المرى المترجم فيما سلف، وذلك عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف، ولما حل بمكناس، لبست نحوياته حلة التناس، حتَّى حفظ عنه

ص: 35

في خطبه اللحن الصراح من ذلك جزمه للمضارع المقرون بحرف التنفيس من قول سيدنا عمر بن عبد العزيز الوارد في الصحيح فإن أعش فسابينها ونبا عنه أنَّه لا يصلح أن يكون شرطا ولذلك وجب قرنه بالفاء لما وقع جوابا، اللهم إلا أن يجاب عنه بأنه سكنه تخفيفا على حد قراءة إن الله يأمركم بالجزم.

وقد حكى عنه بعض أهل العدل من شيوخنا أنَّه كان يوما بمجلسه فمر بجنارة فسأل من هي؟ فقيل له: امرأة نفساء، فقال؛ وهل ينعت المفرد بالجمع؟ فقيل له: أين الجمع؟ فقال: نفساء، فقيل له: نفساء ليس بجمع وإنما هو مفرد وأنشد له المسئول على سبيل التمثيل قول البوصيرى.

من لحواء إنها حملت

أحمد أو إنها به نفساء

فقال ضرورة، فقيل له: وعلى أنَّه جمع فما المفرد؟ فقال: نفيسة فسكت المسئول وقال في نفسه الآن آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.

ثم ختمت أعماله في مكناسة بنكبة شنعاء وذلك يوم خلع السلطان المولى عبد العزيز ومبايعة أخيه السلطان المولى عبد الحفيظ وحشد الناس لذلك بالمسجد الأعظم وتم الأمر فيما حشدوا إليه على ما سنشرحه بعد بحول الله، قام بعض من لا خلاق له من الأوباش بإغراء ممن في قلبه مرض وأعلن بسب المترجم، فقامت ضجة عظيمة في المسجد وكان قصد موقد نار تلك الفتنة الفتك بصاحب الترجمة، فقمت في وجه أولئك وعزرنى من حضر ثم من أبناء عمى العلويين وفر الله جمعهم، وعضدنا عامل البلد حيث قلت له: إن لم تحسم هذه المادة حسما كليا فلا ريب أن هذه النار تجر ذيلها عليك وعلى كل موظف ووجيه حالا، ويتسع الخرق على الراتق، وتكون العاقبة وخيمة.

فأصغى لى بأذن واعية ووقع منه مقالى كل الموقع وقام لإطفاء تلك النار

ص: 36

بنفسه وأعوانه، وأدخلنا القاضي لمقصورة الخطيب وكلفنا به من يحرسه إلى أن يصل لداره في حفظ وأمان.

ولما حيل بين أولئك الرعاع وبين ما يشتهون هجموا على بيت كان لولد القاضي المترجم بمدرسة العدول ودخلوه عنوة، ونهبوا ما فيه مما لست أذكره ولا أتيقن حقيقة ذلك، والذي يغلب على الظن أن ذلك مختلق.

ومن ذلك الحين لزم المترجم بيته ولم يخرج إلا يوم سفره لفاس، والذي تصدر للفصل بين الخصوم مكانه هو شيخنا ابن عبد السلام الطاهرى، ولم يزل على ذلك حتَّى أقر على الخطة واستقل بها حيث أعانه على ذلك قوم آخرون.

مشيخته: أخذ عن حامل لواء التحقيق في النحو المشار له فيه بالبنان بين معاصريه الفقيه الخطيب السيد محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن التاودى بن سودة المرى المدعو الجلود، وعمن هو في طبقته من محققى معاصريه.

الآخذون عنه: كثير منهم شيخنا الفقيه سيدى محمد النميشى، ومنهم الفقيه مولاى الشريف التاكناوتى، والفقيه السيد عبد الرفيع الإِيرارى، وأخوه الفقيه السيد محمد ومن في طبقة هؤلاء من النجباء المحققين.

مؤلفاته: وقفت له على رحلة منظومة نظما ساقط الوزن غير مرتبط لمعنى وقافية، وختمه للألفية، ومقامة في قصة الفيل المهدى لسلطان المغرب مولانا الحسن من الدولة البريطانية عام تسعة وثلاثمائة وألف، في نحو كراسة.

نثره: من ذلك قوله في فصل من مقامته المشار لها يصف الفيل:

ذو جسم جسيم، وشكل وسيم، ظريف بهى، نبيل شهى، من أعظم الحيوانات وأبهر المصنوعات، منظره بديع، وهيكله رفيع، طويل الخرطوم، واسع الحلقوم، مبسوط الأذنين، حديد العينين، طويل الأنياب، أسنانه تبلغ ثلاثمائة سن

ص: 37

في الاستيعاب، كأنه طود علاه سحاب، يحسبه الناظر إليه ربوة تمشى على ساق، أو سحابة أظلمت الآفاق، يهرول في مشيته، وشمارع في خطوته، كثيف في المرأى، خفيف في الوطأى، لو فاجأ عنترة وسليكا، لعجزا عن الإقدام وهلكا، ليس في سيره انزعاج ولا اضطراب، تحسبه جامدا وهو يمر مر السحاب، تفزع منه الطيور، وتتقى صدمته النسور، وخرطومه يتقلب تقلب الأفعى، يتلفف به الملتقم حين يدعى، ويسير به إلى الجهات الست، ويقلع به الصخور والأشجار قطع البت، ظهره عريض بسيط، وصوته رقيق غطيط، غليظ الجثة المرتقبة، قصير الجيد منقبض الرقبة، وعيناه كإكسير زحل، إذ لم يمتز فيهما بياض من كحل، وقوائمه الأربع ويداه ورجلاه أجمع، كأجسام نخل باسقة، أو سوارى متناسقة، يخاله من لا يعرفه عند رؤيته، أن الأرض انقلبت بهرولته، أو زلزلت زلزالها، أو أن الله بذلك أوحى لها، أبصر من هدهد، وأسمع من قنفد.

وفاته: توفى بفاس صبيحة يوم الاثنين التاسع عشر من ذى القعدة الحرام عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن قرب ضريح سيدى أبي بكر بن العربى المعافرى خارج باب الشريعة المعروف بباب محروق.

ص: 38