الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولتكن نسخة من هذا الكتاب عند كل شيخ وكل طالب، ليبلغ الشاهد الغائب، ولنخرج من عهدة التقليد، ومن خالف الشرع أو حكم بغير ما أنزل الله أو رضى بذلك فحسابه على الله، قال الله سبحانه: {
…
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
…
(7)} [سورة الحشر: 7]، وقال: {
…
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)} [سورة النور: 63]، وقال تعالى: {
…
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة المائدة: 45]، {
…
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة المائدة: 47]، {
…
فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} [سورة المائدة: 44].
فها نحن قد ذكرناكم وبصرناكم. وعرفناكم مرادنا فيكم وقلدناكم، وعلى سبيل النجاة دللناكم، فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها، فاجعلوا هذا الكتاب نصب أعينكم، وتدبروا ما فيه ببصيرة نافذة، وعقول حاضرة، لتعملوا (1) بمقتضاه. والله يوفقكم لما يحبه ويرضاه والسلام".
عطاياه وأحباسه:
لا أستطيع أن آتى على ما له في هذا الباب، ولو تتبعته لأتى في مجلدات ولكن ما لا يمكن كله لا يترك كله، ودونك شذرات من ذلك.
أما تبرعاته وعطاياه فإنه قد دون لذلك الدواوين، قال أبو محمد عبد السلام ابن الخياط بن محمد بن علال القادرى في تقييده في أبناء محمد النفس الزكية: دَوَّن -يعنى المترجم- ديوان العطاء للشرفاء والمتشرفة والمشروفين لكل ديوان وعطاء معلوم، وكذلك دوَّن ديوان الضعفاء والأيتام والأرامل وقدر لهم عطاءً معلومًا، وأعطى للعلماء والطلبة عطاء لم يسبق إليه، ودَوَّن للمؤذنين عطاء معلوما" انتهى.
(1) في المطبوع: "لتعلموا".
[مخطوطة]
ظهير السلطان سيدى محمد بن عبد الله للمرابطين أولاد سيدي بوموسى بالتوقير والاحترام والسير على ما كانوا عليه من قراءة القرآن وإهداء ثوابها لمولاى الشريف ومولاى إسماعيل
وأعطى لطبيبه الماهر العلامة الحكيم أبى العباس أحمد بن عبد الوهاب آدراق ألف دينار في آن واحد كما في الجيش وغيره.
ولما سرح عبد العزيز العبدلى الذى كان قاضيا بمراكش بعد نكبته المتقدمة الذكر أعانه بألف ريال للحج كما سلف.
وأعطى في فكاك أسارى الأتراك من مالطة مائتى ألف ريال وأربع وسبعين ألف ريال دورو، ولما لم يتيسر الفداء ورجع المال المذكور وجه بجميعه للسلطان عبد الحميد، وقال له: إن هذا المال أخرج في سبيل الله لفكاك أسارى المسلمين منكم، وحيث رده الكفار لا يرجع لنا، فأنفقه في فداء أساراكم أو في الجهاد أو فيما يظهر لكم.
وقد بلغ عدد الأسارى المسلمين الذين أنقذهم من الأسر سنة 1200 ثمانية وأربعين ألف أسير وزيادة من المغرب وغيره، وأنفق في ذلك أموالا طائلة.
ورتب لأشراف تافيلالت في كل سنة مائة ألف مثقال زيادة على ما يقبضونه في أيام السنة متفرقا.
ورتب لشرفاء الحرمين الشريفين واليمن مائة ألف مثقال في السنة، ومثلها لشرفاء المغرب، ونحو ذلك للطلبة والمؤذنين والقراء بالمكاتب وأئمة المساجد في كل عام.
ولما كانت مسغبة عام تسعة وثمانين أجرى أرزاقا على الضعفاء والأغنياء، وأسقط الخراج فلم يُجبَ لبيت المال في تلك السنين من أحد شئ قط، وأوقف دورا لاستعمال الطعام للأرامل والأيتام والمساكين، ولم يزل على ذلك حتى صرف الله تلك الأزمة عن المسلمين، قاله في درة السلوك.
وفى غلاء عام خمسة وتسعين ومائة وألف وصل أهل العدوتين الرباط وسلا وأهل مراكش وغيرهم بأموال لها بال، وكان يفرق على الدور ويوالى العطاء على الضعفاء والمساكين بيده، ورتب لهم الخبز مياومة، ودام على ذلك حتى اضمحلت المسغبة، وكان يعطى للتجار الأموال لجلب الميرة من الخارج وبيعها في الإيالة برأس مالها رفقا بعامة الضعفاء.
ولما زار تافيلالت عام تسعة وثمانين وصل الشرفاء بما يزيد على مائتى ألف دينار، وأنعم على أهل الزاوية الناصرية بتامكروت بعشرة قناطير من معدن الحديد، خمسة من الصويرة وخمسة من آسفى.
وفى عام سبعة وتسعين ومائة وألف وجه لأشراف الحرمين الشريفين أموالا صلة، وللشيخ مرتضى الزبيدى خمسمائة دينار ذهبا ومجانة منه، ومثل ذلك للشيخ أحمد الدردير، ولباقى علماء مصر سبعمائة دينار ذهبا. قاله الضعيف.
وقال إن الشيخ مرتضى: لم يقبل تلك الهدية واعتذر عن عدم قبوله إياها بأنه لم يؤذن له ولم يقابل الوفد السلطانى الذى أتاه بها وكتب لهم بما نصه: وبعد السلام على كرام الوقت اقبلوا عذرى في التخلف عنكم في هذه الساعة وما ذكرتم لنا من أنكم صحبتم معكم صلة من جانب المنصور بالله، فإنه لم يؤذن لنا في قبولها وهو نصره الله قد استسمن ذا ورم. ونفخ في غير ضرم. والآن اذهبوا بالسلامة والسلام.
ووجه مع صهره ابن عمه مولاى عبد المالك ابن إدريس في سفارته للسلطان عبد الحميد وحجته مع ابن عثمان، والسيد محمد الموزيرق، وشيخ الركب الحاج عبد الكريم بن يحيى هدية كبيرة للأشراف وأمرهم أن يتوجهوا من إِسَطنْبول للحج، وكان مقدار المال الموجهين به ثلاثمائة ألف ريال دورو وستين ألف ريال
ومن الذِهب ضبلون ومنيضة وبندقى أربعين ألف لمعينين في الحرمين الشريفين في أحقاق كل حق مكتوب عليه صاحبه.
ومن ذلك ما أصدره في الاستمرار على ما كان يعطيه لسيدى على منون، ونص ذلك بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكريم:
"خديمنا الراضي بن القاضى سلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد: فنأمرك أن تدفع لدار سيدى على منون الزرع الذى من عادتنا الكريمة أن نعطيه إياه لعولته ولا تقطعه عليه والسلام في متم ربيع الأول سنة 1187".
ومن ذلك أيضًا ما وجهه مع ولده العلامة أبى محمد عبد السلام صاحب درة السلوك وغيرها للسادات الأشراف أهل الحرمين الشريفين والينبوع وبدر وغيرهم، حسبما ذلك مفصل بالكناشة التي وجه بها لعلماء مصر وإليك نصها حرفيا:
"الحمد لله وحده، هذا زمام هدية الحرمين الشريفين المتوجهة مع ولدنا الأرضى سيدى عبد السلام أصلحه الله ورضى عنه، وقدر الهدية المذكورة ألف سبيكة من الذهب، وقد أمرنا أن يفرق ذلك على ما هو مذكور ومبين بالكناش حتى يتوصل كل ذى حق إلى حقه إن شاء الله، وكتب في أوائل جمادى الأولى عام أربعة ومائتين وألف:
القسمة الأولى:
للسادات الشرفاء أهل المدينة المنورة ومن بينه وبين المدينة مرحلة واحدة مائتان من السبائك.
القسمة الثانية:
للسادات الشرفاء أهل مكة والوادى وجدة والطائف مائتان من السبائك.
القسمة الثالثة:
للسادات الشرفاء أهل ينبوع النخل وأهل ينبوع البحر مائتان من السبائك.
القسمة الرابعة:
للسادات الشرفاء أهل بدر ورابغ وخليص والصفرا والجديدة والحسينية وعين عجلان وجميع أشراف الحجار عن آخرهم، وإن نسينا فرقة منهم ولم نسمها فهى داخلة مع أشراف الحجار مائتان من السبائك أيضًا.
القسمة الخامسة:
لأهل المدينة المنورة خصوصا وعموما من غير الأشراف وفقنا الله وإياهم وأهل الرباطات والرواقات ومن له وظيف مائتان من السبائك إلا أن أهل الوظائف يأخذون على قدر خدمتهم في الحجرة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فيكون منهم من يأخذ ثلاث قسمات، ولحملة القرآن ثلاث قسمات ومنهم من يأخذ قسمتين، وعامة الناس يأخذون قسمة واحدة.
وحاصل الأمر أننا فوضنا لأهل المدينة المشرفة في القسمة المذكورة فيقتسمون ذلك على قوانينه المعهودة عندهم، ولا حظ للرافضية الذين يبغضون الشيخين أبعدهم الله فلا يأخذون شيئا من المال المذكور ولو درهما واحدا، ومن حبى الرافضية المذكورين بشئ من المال المذكور فالله حسيبه وحسيب كل من منع حق مسكين من الغرباء والمجاورين لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الرباطات والرواقات وغيرهم من الذين لم يقدم بهم من بلادهم إلا شوق المصطفى صلى الله عليه وسلم وجواره.
وأنا أقول واجب على أهل المدينة أن يقدموا هؤلاء الغرباء المجاورين لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهدية على أنفسهم والهدية المذكورة لأهل المدينة خصوصا وعموما على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام، واعلموا أنه لا مدخل للشريف أمير مكة في تفريق المال المذكور بل يفرقه سرامين (1) وشرفاء المدينة، وإن بعث صاحبًا له يحضر على تفريق المال المذكور فليطرده أهل المدينة ويقولون له: إن بعث صاحبك شيئا فاحضر عليه، وأما هذا المال فلا مدخل لك فيه؛ لأن الشريف المذكور نهب من مال هدية شرفاء اليمن ستة عشر ألف مطبوع في العام الماضى فلا يحضر على تفريق هذا ولا مدخل له فيه بوجه ولا بحال، وإنما يحضر على تفريق المال المذكور شرفاء المدينة مع سرامين (1) والتفريق المذكور يكون على النسق المذكور إن شاء الله.
الفصل الأول:
قسمة السادات الأشراف أهل المدينة المنورة وما حولها فإنها ظاهرة، ويعرف بعضهم بعضا لأنهم حاضرون بطيبة.
الفصل الثانى:
قسمة السادات الأشراف أهل مكة والوادى وجدة والطائف، فإن قدم عليكم منهم نحو العشرين أو الثلاثين رجلا فلا تدفعوا لهم شيئا من الهدية المذكورة إلا إذا قدم عليكم منهم نحو المائة رجل وزيادة من خيار الشرفاء المذكورين وأعيانهم، وكل فرقة منهم تأتي بوكالة إخوانها وكالة مفوضة.
وكيفية التفريق عليهم هو أن أهل مكة يأخذون حظ إخوانهم أهل مكة فقط بعد أن يبينوا لكم كل بيت وما يجب له في حظه من الهدية المذكورة، وكذلك سكان الطائف إنما يأخذون حظ إخوانهم سكان الطائف فقط، بعد أن يبينوا لكم
(1) في هامش المطبوع: "السرامين: كأنه تركى التركيب وإضافته مقلوبة، أى أمين الصُّرَة".
كل بيت، وما يجب له في حظه من الهدية المذكورة، وكذلك أهل الوادى يأخذون حظ إخوانهم سكان الوادى فقط، وكذلك أهل جُدَّة يأخذون حظ إخوانهم سكان جُدَّة فقط، وكذلك إن كان بعض ديار السادات الأشراف قرباء لمكة المشرفة ولم يكونوا مذكورين في الزمام فيحسبون مع أهل مكة ويأخذون معهم، وسواء كانوا ديارا أو خياما، وكذلك إن كان بعض ديار السادات الأشراف قرباء للطائف فيحسبون من جملة أهل الطائف ويأخذون معهم، وكذلك أهل الوادى، وكذلك أهل جدة إن كان بعض ديار السادات الأشراف قرباء منهم فيحسبون من جملتهم ويأخذون معهم.
الفصل الثالث:
قسمة السادات الأشراف أهل ينبوع البحر وينبوع النخل، فكذلك أيضًا إن قدم عليكم منهم نحو العشرين أو الثلاثين رجلًا فلا تدفعوا لهم شيئا من الهدية المذكورة إلا إذا قدم عليكم منهم نحو المائة رجل وزيادة من خيارهم وأعيانهم، لأن السادات الأشراف أهل ينبوع البحر، وينبوع النخل فرق متعددة وبيوت كثيرة من الشرفاء، فكل فرقة منهم تأخذ حظ إخوانها من الهدية المذكورة، لكن بعد أن يبينوا لكم كل بيت وما فيه ويأتوا بوكالة إخوانهم وكالة مفوضة، فعند ذلك يدفع لهم حظهم ولا يدخل معهم فيها من هو مضاف لهم ومن لهم، إنما الهدية المذكورة مخصوص بها أبناء المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الفصل الرابع:
قسم السادات الأشراف أهل بدر، ورابغ، وخليط، والصفراء، والجَدَيِّدَة (1)، والحسينية، وعين عجلان، وجميع أشراف الحجاز عن آخرهم، وإن نسينا فرقة منهم ولم نسمها فهى داخلة في القسمة الرابعة مع السادات أشراف
(1) في المطبوع: "الحديدة" بالحاء المهملة. والمثبت في حسن القرى، وبالهامش:"بهامش الأصل: هى الآن ملك بعضها للشيبى عبد الله صاحب مفتاح البيت وباقيها للأشراف".
الحجاز، فالقسمة الرابعة كلها عامة على من هو شريف في الحجاز وإن لم يكن مذكورًا في الزمام، فكذلك وإن قدم عليكم منهم نحو العشرين أو الثلاثين رجلًا فلا تدفعوا لهم شيئًا إلا إذا أتتكم منهم نحو المائة رجل وزيادة من خيارهم وأعيانهم، وكل فرقة منهم تأتي بوكالة إخوانها، وكالة مفوضة.
فأهل بدر يأخذون حظ إخوانهم الساكنين ببدر، وكذلك أهل رابغ يأخذون الساكنين برابغ، وكذلك أهل خليص يأخذون حظ إخوانهم الساكنين بخليص، وكذلك أهل الصفراء يأخذون حظ إخوانهم الساكنين بالصفراء، وكذلك أهل عين عجلان، وكذلك جميع أشراف الحجاز عن آخرهم كل واحد منهم يأخذ حظ إخوانه فقط.
وأنتم إياكم ثم إياكم أن تدفعوا لأحد من السادات الأشراف حظ هذا لهذا أو حظ هذه الفرقة لهذه الفرقة، بل كل فرقة منهم تأتي بوكالة إخوانها وكالة مفوضة، وتأخذ حظها، لكن بعد أن يبينوا لكم كل بيت وما يجب له من الهدية المذكورة.
وعلى هذا يكون عملكم، وقد تشفعنا للسادات الأشراف أهل المدينة المنورة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ومحبتنا فيهم أن يقفوا على هذه القسمة في هذه السنة للسادات الأشراف حتى يتوصل كل ذى حق منهم بحقة، لأنها إذا تحققت القسمة في هذه السنة فتسهل في السنين التي بعدها، وبها ينقطع الخصام بين السادات الأشراف وفر الله جمعهم الحمد لله وحده.
وكما يصل للحرمين الشريفين ومصر والإسكندرية مع ولدنا الأرضى سيدى عبد السلام أصلحه الله ورضى عنه وفى مهل جمادى الأولى عام أربعة ومائتين وألف:
فللفقهاء وجميع الطلبة بالمدينة على مراتبهم من طلبة العلم وطلبة القرآن ألف منيضة يقتسمونها على المراتب.
ولفقهاء الاسكندرية ومدرسيها وسائر طلبتها وطلبة القرآن والعلم ألف منيضة يقتسمونها على المراتب.
ولمدرسى مصر والفقهاء وسائر طلبة الرواقات على مراتبهم خمس عشرة مائة منيضة يختص الفقهاء والمدرسون بالأزهر بخمسمائة، الألف الباقى يفرقونه الطلبة على المراتب جميع المنيضة ثلاثة الآف وخمسمائة.
وللحسنين بمصر مائتان من البندقى.
وللإمام سيدى محمد بن إدريس الشافعى مائة بندقى.
وللبكريين خمسمائة بندقى.
وللعمريين خمسمائة بندقى.
وللوفائيين مائة بندقى.
ولسيدى أحمد البدوى مائة بندقى.
وللشيخ أبى العباس المرسى مائة بندقى.
ولسيدى البصيرى مائة بندقى.
ولبيت الله الحرام ألف بندقى لفقهائه وسائر طلبته وأهل الوظائف من عند ولدنا الأرضى سيدى عبد السلام أصلحه الله لأن ألفين مثقالًا التي تتوجه لكم من عندنا في كل سنة فقد كنا قدمنا لكم الكتب على أنكم تقبضونها من عند المتولى في موضع الشريف سرور عن كل سنة من الستة عشر ألف مثقال التي كان أخذ من الهدية، وهى واجب ثمان سنين فقد أذنا لكم في قبضها منه على حسب ألفين مثقال في كل سنة، وأما الألف بندقى المذكور فهو من عند ولدنا عبد السلام أصلحه الله آمين جميع البندقى ألفان وسبعمائة.
فالصلة التي توجه بها ولدنا سيدى عبد السلام أصلحه الله هو يتولى تفريقها بالمدينة المنورة بعد أن يحج ويرجع من مكة، وواجب أهل مصر والإسكندرية يدفعه بمصر عند التشرقة.
والهدية التي توجه بها السيد على الشبانى من اسطنبول مع سرامين، فقد كنا أمرناه وعنده أمرنا أن سرامين يفرقها بالمدينة المنورة قبل أن يحج وقبل أن يصل لمكة المشرفة، وقدر عدد الهدية المذكورة ألف سبيكة وتقسم على خمس قسمات مائتا سبيكة في كل قسمة:
القسمة الأولى: لشرفاء المدينة وما حولها.
الثانية: لشرفاء بيت الله الحرام ومن ذكر معهم.
الثالثة: لشرفاء الينبوع ومن ذكر معهم.
الرابعة: لشرفاء بدر وخليص والصفرا والجديدة وشرفاء الحجاز كلهم.
الخامسة: لأهل المدينة خصوصًا وعمومًا وعلى هذا يكون العمل إن شاء الله.
وكل هدية وردت من عندنا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تقسم على خمس قسمات كما ذكر، أربع للسادات الشرفاء، والخامسة لعامة أهل المدينة المنورة، وبمكتبتنا من هذا المنشور نسخة من أصله فتوكرافية.
ومن ذلك هبته للسادات الشرفاء صرحاء الأنساب إراثة المنقطعين وجباية الأعشار وحصرهم في ستة عشر شعبة، جعل الإنعام عليهم خصوصًا بذلك، وأصدر بذلك ظهيرًا كريمًا أمر بتعداد النسخ منه وتسجيله في حوالة القرويين زيادة في صيانته والمحافظة عليه.
وسبب تلك الهبة على ما في تحفة الحادى المطرب لأبى القاسم الزيانى: أنه لما كانت سنو المسغبة ورتب الخبز في المدن يفرق في كل حومة على ضعفائها، اجتمع شرفاء فاس وطلبوا منهم أن يخصهم بنصيبهم ولا يدخلون مع العامة، فقال لهم: هذا شئ تافه وسأخصكم بما هو كثير منه، فأنعم عليهم بمال إراثة فاس. اهـ. الغرض.
فأصدر ظهيرًا لهم بتنفيذ ذلك على وجه الإقطاع وقفت على نسخة منه مسجلة إليك نصها:
"الحمد لله، نسخة رسم وخطاب من يجب أمنه الله عقبه بما سيذكر نصه: الحمد لله نسخة ظهير كريم مولوى هاشمى سلطانى محمدى والخط والطابع الشريفان بين الحمدلة وصدر افتتاحه، ورسم الرفع عليهما بطرته، والقبول عقبه، نص أوله: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، ونص الخط: محمد بن عبد الله كان الله له، ونص الطابع بما هو بداخله: محمد بن عبد الله بن إسماعيل الله وليه ومولاه، وما هو بدائرته المحيطة به: ومن تكن برسول الله نصرته؛ إن تلقه الأسد في إجامها تجم.
ونص الظهير: "
"هذا ظهير كريم، تتلقى أوامره المطالعة بالإجلال والتعظيم، وتتأرج منه نسمات الوقار والتكريم، يتعرف منه بسابغ يمن الله وطوله، وجميل بركته وجليل فضله، أننا وهبنا متخلف المنقطعين بحضرة فاس على ما يذكر في هذا المسطور الكريم من السادات الأشراف الجلة وفرهم الله وهم الشرفاء الإدريسيون:
(1)
أهل دار القيطون و (2) الطاهريون و (3) العمرانيون و (4) الطالبيون و (5) الغالبيون و (6) الصقليون و (7) العراقيون و (8) المسفريون و (9) الدباغيون و (10) الكتانيون و (11) الكانونيون و (12) الشفشانيون و (13) الفضيليون
والطاهريون (14) أهل مكناسة وأهل حمام الجديد و (15) أولاد سيدى على منون (16) ومن هو متأهل بفاس من بنى عمنا.
فهؤلاء القبائل المذكور حفظهم الله هم الذين وهبنا عليهم متخلف المنقطعين بفاس، سواء كان أثاثًا أو عقارًا، أو غير ذلك، بحيث لا يدخل معهم غيرهم ولا يخرج من كان من شرفاء فاس قاطنا بغيرها كالدباغيين الذين بمراكش هبة مؤبدة مبتلة ممنوعة أسباب النقض إن شاء الله إلى يوم الدين، قصدنا بذلك وجه الله العظيم، وصلة رحمهم، تقبل الله منا ذلك بفضله.
وقد قدرنا لهم القسم في مستفاد ذلك عن كل ثلاثة أشهر، بأن يعطى لكل متزوج من الشرفاء ومملك ومتزوجة ومملكة قسمة على السواء بينهم، وللعجائز منهم ومن ليست في نفقة أحد يسهم لها سهمان لعجزها، ومن كان من الشرفاء غنيا وسامح في واجبه لبنى عمه فالله يتقبل له، وإن أراد البقاء على حقه فله ذلك.
وقد أبقينا الحاج محمد السراج ناظرًا على مال المنقطعين، ويلازمه اثنان من الشرفاء في جميع ما يتصرف فيه من ذلك مناوبة، وهذا الظهير الكريم يجعل في دار القيطون، وتجعل منه نسخة في حوالة مسجد القرويين عمره الله، وأذنا لكل فرقة من هؤلاء الشرفاء أن يتمسك بنسخة من هذا الظهير الكريم مسجلة على خط قاضى فاس الإدريسية، تقبل الله منا ذلك بفضله، وإنه ولى ذلك بمنه وكرمه آمين.
وقد زدناهم كل أهل ورثه بيت المال لا قديمًا ولا حادثًا يباع ويفرق عليهم ثمنه إن كان فيه أحد ساكنًا يخرج منه ولا نقبل له كلامًا في ذلك، لأننا وهبناه لهم هبة لا رجوع فيها بالكلية، والله تعالى يصلحهم ويوفق جميعهم لما فيه رضاه آمين والسلام.
صدر أمرنا المطاع بما سطر كله في ثامن عشرى ربيع الثانى عام تسعين ومائة وألف، ونص رسم الرفع بالطرة:
"الحمد لله، فمن يعلم ويتحقق أن الخط الشريف والطابع الكريم الذين بين الظهير والحمدلة أعلاه هو خط مولانا الإمام. المظفر الهمام. السلطان الأعظم والملاذ الأفخم. أمير المؤمنين محيدى محمد بن مولانا عبد الله أيد الله مجده، وأدام في فلك السعادة سعده، وطابعه قاله عارفهما ومعرفا بهما من غير شك لحقه في ذلك ولا ريب، وبه قيد شهادته في ثانى رجب الفرد الحرام عام تسعين، المؤرخ به أعلاه أحمد بن محمد بن سليمان لطف الله به وعبيد ربه محمد بن طاهر الهوارى لطف الله به، وبعده بخط من يجب أمنه الله: الحمد لله أديا فقبلا وأعلم به عبد الله تعالى يوسف بن محمد الطالب البوعنانى الحسنى الله وليه ومولاه، قابلها بأصلها فماثلته وأشهده الفقيه الأجل، العالم الأفضل الشريف المنيف الأمثل، قاضى الجماعة بالحضرتين فاس الإدريسية والعليا، وهو يوسف بن محمد الطالب البوعنانى الحسنى أعزه الله تعالى وحرسها بقبوله الرسم المنصوص عنده القبول التام بواجبه، وهو حفظه الله تعالى بحيث يجب له ذلك من حيث ذكر في رابع رجب الفرد الحرام عام تسعين ومائة وألف محمد بنيس وفقه الله بمنه ولطف به.
وأحمد بن محمد بن سليمان لطف الله به، وبعده بخط من يجب أمنه الله: أعلمته قابلها بأصلها فما ثلته وأشهده الشريف الفقيه الأجل، العالم العلامة الأفضل، الدراكة الفهامة الأحفل، المدرس المحرر النحرير الأمثل، الحجة القدوة الأكمل، قاضى الجماعة بحضرة فاس الإدريسية المحفوظ بالله عز وجل، وهو عبد الهادي عبد الله الحسنى أعزه الله تعالى وحرسها بأعمال الرسم أعلاه عنده الأعمال التام بواجبه، وهو حفظه الله تعالى ودامت كرامته بحيث يجب له ذلك من حيث ذكر، وفى عاشر ربيع الأول النبوى الأزهر عام تسعة بمثناة وستين ومائتين وألف محمد الطالب ابن حمدون ابن الحاج لطف الله به ومحمد بن محمد بن الطاهرى الحسنى وفقه الله بمنه ولطف به وبعده: استقل".
وبعد صدور هذا الظهير تمشى فيه المكلفون بتنفيذ أوامره على غير ما رسمه المترجم مدة، ثم رفعت لجلالته الكريمة الشكاية بالحيف الواقع والمحابات، ولما تحقق لديه ذلك أصدر ظهيرًا آخر في الموضوع لولده المولى المأمون والشيخ التاودى نصه:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم؛ ولدنا المأمون أصلحك الله، والفقيه السيد التاودى السلام عليكما ورحمت الله وبركاته.
وبعد: فإن بعض الشرفاء وردوا علينا شاكين بأبناء عمهم الستة عشر شعبة أهل العصبية الذين يقبضون مال المنقطعين، فقد بلغنا أنهم أطلقوا ألسنتهم بالمعرة ولم ينتهوا، فتحققنا أن سبب كل فتنة شعبتان من أهل العصبية سولت لهم أنفسهم الإمارة أن فاطمة رضى الله عنها لم تلد غيرهم.
ولما تفطنا من كلام الشاكين وتأملنا أمرهم وجدنا الحق معهم، لأنهم كلهم أهل رسوم وظهائر، والنسب يحاز بما تحاز به الأملاك، ولا حجة للأقوياء على الضعفاء غير ما يقولونه بأفواههم، وكل ما ينشأ بينهم من الأذى فهو في صحيفة الفقيه المذكور، لأنا كنا عاهدنا الله في هبة ذلك لكل من تقدم سلفه قاطنا بفاس من أول المائة الثامنة إلى سيدنا الجد قدس الله روحه.
فأبهم الأمر علينا حيث وقع الحيف والمداهنة، وأنا أستغفر الله من ذلك لأنهم جعلهم قبائل مع كونهم شعبًا، وهو محقق بأن الإمام مولانا إدريس أفاض الله علينا من بركاته آمين، خلف بضعة عشر ذكرًا ولكل منهم عقب، وقد علم ما وقع بهم حسبما ذكره المؤرخون، وعقد أغفلوا كلهم لدخولهم في غمار العامة تغطية على أنسابهم، فكان ذلك سبب سلبهم الشهرة من شدة ما أصابهم من
الخطوب والأهوال وأذى الملوك الذين اغتصبوا خلافتهم حسدًا على ما آتاهم الله من فضله.
وأما قوله على ما ذكره ابن السكاك وصاحب المرآة فإن ابن السكاك لم يتعرض إلا لثلاث شعب كانوا وقت زمانه بفاس، وأعطى للملوك ما يناسبهم في حق جميعهم، وأما صاحب المرآة فلم يكن بصدد. ذلك، وإنما عرف بأفراد اقتضى بهم الصحبة، وقد أحاطت الناس بما لم يحيطوا به علما، ويعلم ويتحقق أن العلماء العاملين أجمعوا على أن النسب المقطوع به في غربنا من غير شك ولا ريب هو ما أدخل في دفتر مولانا الجد رحمه الله بعد ما تحقق أمره، لأن ملكه اتبع القرى المداشر والحواضر وشهدت لهم به الكافة والجمهور، وحقق من دفتر أبى العباس المنصور، وبحث فيه أولا وثانيا فإذا هو مشهور، وبوجوده رحمه الله انقطعت شوكة أهل الظلم والجوار، والجرأة والعناد، بالكذب على سيد العباد، وطالع ما سطر بالطرة ينته، حسبما احتوت عليه ترجمة المشاهير في الدفتر الشريف الذين صحت نسبتهم من بنى إدريس رضى الله عنه، وعددهم ثمانية قبائل على حسب ما رسم أسفلها من الشعب المشاهير فأولهم بنو القاسم بن إدريس وآخرهم بنو أخيه يحيى بن إدريس، ثم بنو أعمامهم بنو عبد الله الكامل إلا أبناء عمنا أخرناهم عنهم لئلا يصابوا منهم، أو يصابوا منا.
وأما الحسينيون فلا يحتاج إثباتهم في هذا الظهير الكريم، وأمرهم معلوم بينهم، ونحن وإياهم في ظل الله وظل جدهم (1) مولانا إدريس.
فعلى هذا العدد أخرجت صلة مولانا الجد رحمه الله إذ هو المقطوع به، ولا يحمل لنا أن نهمل ما أظهره الله بالمواجب الشرعية والظهائر السلطانية؛ لأن الملوك الأقدمين كانوا لا يجددون جديدًا إلا بعد شهادة أهل بلادهم لهم بتحقيق نسبهم،
(1) في هامش المطبوع: "أي جدّ أبناء عمهم".
ولذلك أضربنا عن هذا الأمر صفحا، وطوينا دون الكلام فيه كشحا، وخرجنا من عهدة ذلك، وغضضنا الطرف عما هنالك، ووكلنا النظر في أمر المستترين لعامة كل بلد، وإليهم أسند الأمر في ميز الشريف من المتشرف، كما فعله سيدنا الجد رحمه الله، فعلى هذا يكون الأمل، والله يتقبل العمل.
وبعد مطالعتك إياه طالع عليه الفقيه المذكور ومكنه للشريف الأجل؛ الناصح الأكمل، مولاي الرشيد بن عبد الهادى بن عبد النبي الدرقاوى الحسنى، فقد وليناه خطة النقابة والبحث في شئونها وشروطها، وأن يجد ويجتهد في الحواضر والقرى، وأن يأخذ ما هو لجانبها معروف، وعلى خطتها موقوف، وعليه بتقوى الله في سره ونجواه، ولا تأخذه في الله لومة لائم والسلام وفى سابع عشرى جمادى الأخيرة عام واحد ومائتين وألف".
ونص ما بطرته:
"من بنى القاسم بن إدريس عدد شعبهم والجوطيون (1) على عدد شعبهم وحتى أبناء عمهم أهل حمام الجديد (2) والكنونيون وأولاد أبى العيش على عدد شعبهم والداوديون وأولاد ابن العياشى (3) وأولاد الشدادى وأولاد الشماع (4) وأهل المصدر والوكيليون (5) والزكاريون وأولاد بوسرغين".
(1) في هامش المطبوع: "منهم الشبيهيون ولاة ضريح إدريس الأكبر والطاهريون والطالبيون والعمرانيون منهم بنو إدريس ولاة ضريح إدريس الأنور والفرجيون والغالبيون وأولاد ابن طاهر.
(2)
في هامش المطبوع: "بمكناسة".
(3)
في هامش المطبوع: "انقرضوا".
(4)
في هامش المطبوع: "انقرضوا".
(5)
في هامش المطبوع: "أولاد سيدى وكيل السجاوتى أهل زيز.
"ومن بنى عيسى (1) بن إدريس ستة شعب الدباغيون والمناليون (2) على عدد شعبهم والبوزيديون (3) واليعقوبيون والشنويون والمرهبيون (4) ".
"ومن بني محمد بن إدريس وعد 12 شعبهم العلميون (5) على عدد شعبهم وحتى أولاد النيار وابن الطائع والكتانيون (6) والودغيريون وأولاد ابن الحسن المراكشى وأولاد المسواك وأولاد ابن عدوا وأولاد محمد بن هاشم وأولاد ابن عمرو، والشبانيون والكثيريون".
"ومن بنى أحمد بن إدريس وعددهم شعبتان الدرقاويون وأولاد جنون أهل الزواقين".
"ومن بنى عمر بن إدريس وعددهم أربعة شعب أولاد المرى وأولاد الحصال والبلغيثيون والحموديون (7) ".
(1) في هامش المطبوع: "دفين آيت عتاب من بلاد تادلا وشرفاء آيت عتاب ممن سكن من الأدارسة غرناطة من جزيرة الأندلس وكان لهم بها الصيت الشهير. بولاية الحكم في الأمر الخطير. وناهيك أن منهم الشريف الغرناطى شارح مقصورتى حازم والخزرجى كانوا يدعون بالسلويين لما قدموا من سلا إلى فاس وبعضهم بمراكش وبعضهم بسوس الأقصى بمناله ويقال لها أيضًا ألالة.
(2)
في هامش المطبوع: "يعرفون بالزياديين بعضهم بتمخصيط بالصحراء".
(3)
في هامش المطبوع: "بتلمسان منهم أولاد ابن المجذوب بتلمسان وفاس وزرهون".
(4)
في هامش المطبوع: "انقرضوا".
(5)
في هامش المطبوع: "شرفاء حبل العلم الذين منهم مولانا عبد السلام بن مشيش وغيره من سائر تلك النواحي الهبطية وجدهم الذى يجتمعون فيه هو أبو بكر بن على بن حرمة ابن عيسى بن سلام بن مزوار بن على بن حيدرة بن محمد بن إدريس".
(6)
في هامش المطبوع: "أولاد عبد الله ابن .... ابن يحيى الكتانى".
(7)
في هامش المطبوع: "ابن ميمون القائمون بالأندلس بعد المائة الرابعة كما ذكره ابن عبد الملك وابن خلدون وغيرهما ومن بنى عمر سيدى أبو الحسن الشاذلى رضي الله عنه على التحقيق في رفع نسبه كما حرره القصار وغيره انظر الدر السنى".
"ومن بنى عبد الله بن إدريس وعدد شعبهم والعمرانيون (1) أهل الفحص، وقبيلة بنى شداد، وتلنبوط، وهم أولاد النجار، وأولاد التبر والمنصوريون شعبتان، وأولاد ابن تسعدنت، وأولاد القريب، والمشامريون، والمغاريون، وأولاد بوقشابة".
"ومن بنى داوود بن إدريس وعدد شعبهم أربعة عشرًا، وأولاد أبى عنان، والدباغيون، والقصاريون، والتونسيون (2) ".
"ومن بنى يحيى بن إدريس الزكراويون (3) أهل حاحة".
"ومن بنى أعمام مولانا إدريس بنو سليمان أهل عين الحوت، وهم المنجربون، وأولاد بن معزور على أحد القولين، وقيل: إنهم من بنى عبد الله بن إدريس بانى فاس".
"ومن بنى موسى الجون القادريون والمومنانيون والزيدانيون من بنى محمد بن عبد الله الكامل".
"ومن بنى الحسن المثلث الجزوليون أهل سملالة. وأمرنا نجلنا المذكور، أن يمكنه بيد النقيب المذكور ليخرج به من الظلمات إلى النور، وإياك ممن شرفه كشرف أشبار الذى ادعى الشرف، وكشرف بنى فارس ولم يثبت لهما وفى التاريخ يسرته" هـ.
وأما أحباسه فمنها جنان ابن حليمة الشهير بالعاصمة المكناسية الذى صار اليوم بستانا عموميًا، وعرصة الشطرنجية، وعرصة البحراوى وهى المعبر عنها في
(1) في هامش المطبوع: "بالقبائل الهبطية بناحية جبل العلم يقال للواحد منهم عمرانى وهم ممن ذكرهم ابن حجر فيمن يثبت لهم نسب الشرف ولا يطعن عليهم فيه وجدهم عمران ابن زيد بن خالد بن صفوان بن يزيد بن عبد الله بن إدريس وفيهم الدخلاء.
(2)
في هامش المطبوع: "انقرضوا".
(3)
في هامش المطبوع: "أولاد أبى زكرياء".
العقد الحبسى بالعرصة الجديدة حبس ما ذكر على المسجد الأعظم من العاصمة المكناسية، ودونك لفظ عقد التحبيس حسبما بحوالة المسجد الأعظم من مكناس:
"الحمد لله، حبس مولانا الإمام. السلطان المؤيد الهمام، ناصر الدين المجاهد في سبيل رب العالمين، صدر الأفاضل المقدام. علم الأعلام، وابن سيد الأنام، العلامة الشهير، الدراكة النحرير، صاحب الفتوحات الإلهية. والمواهب الربانية، الذى أشرق الوجود بكريم محياه، أمير المؤمنين سيدى محمد بن أمير المؤمنين مولانا عبد الله، بن السلطان الجليل الماجد الأثيل، مولانا إسماعيل، أدام الله عزه ونصره، وخلد في الصالحات ذكره، جميع جنان ابن حليمة وجميع عرصة الشطرنجية، وجميع العرصة الجديدة المجاورة لها داخل القصبة السعيدة على المسجد الأعظم من مكناسة تحبيسًا مؤبدًا، ووقفا مخلدًا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، ومن بدل أو غير فالله حسيبه، وولى الانتقام منه، تقبل الله من مولانا عمله، وبلغه سؤله وأمله، وبسط للناظر الأحظى السيد أبى القاسم المسطاسى يد الحوز على ذلك يتصرف فيه للحبس المذكور من بيع غلته وعلاجه، مهل رمضان عام 1203".
وقد وقفت على تقييد الداخل على الناظر المذكور والخارج من مستفاد هذه الأملاك الثلاثة منذ حيازتها لجانب الأحباس إلى سنة 1203 ونص ذلك بعد الحمدلة:
"تقييد ما دخل على الناظر السيد الحاج الطيب المسطاسى من مستفاد غلة جنان ابن حليمة، والشطرنجية، والعرصة الجديدة من الوقت الذى حبسهم فيه مولانا المنصور بالله أدام الله مجده وعلاه، وخلد في ديوان الصالحات أجره وذكره.
جملة الداخل تسعمائة مثقال وأربعون مثقالا وأوقيتان ونصف، فمن غلة صيف جنان ابن حليمة سبعة وتسعون مثقالًا، ومن غلة صيف الشطرنجية والعرصة الجديدة مائتا مثقال اثنتان، ومن خريف جنان ابن حليمة ثلاثمائة مثقال، ومن خريف جنان ابن حليمة ثلاثمائة مثقال وخمسة عشر مثقالًا وزيد في ثمنه بعد البيع خمسة وثمانون مثقالًا، ومن خريف الشطرنجية والعرصة الجديدة تسعون مثقالًا، ومن ليم جنان ابن حليمة خمسة عشر مثقالا، ومن ليم الشطرنجية والعرصة الجديدة مائة مثقال واحدة وخمسة وثلاثون مثقالا، ومن ثمن لفت غرست بالعرصة الجديدة ثنتان وثلاثون أوقية ونصف".
"الحمد لله؛ تقييد ما صيره الناظر المذكور أعلاه في إصلاح المواضع المذكورة ما جملته خمسمائة مثقال وخمسة وسبعون مثقالا وثلاث أواقى ونصف حسبما هو مبين بكناش صائره في غير هذا أُسقط صائره من داخله، يبقى مدركًا على الناظرين من الداخل المذكور ثلاثمائة مثقال وأربعة وستون مثقالًا وتسع أواقى دراهم، وقيدها في 23 جمادى الأولى عام 1203".
وقد صارت هذه الأملاك الثلاثة بعد ذلك من جملة أملاك الدولة يتصرف فيها السلطان ونائبه على أنها ملك خالص لا شائبة فيه إلى حدود الأربعين من هذا القرن، حيث عثر ناظر الكبرى الحالى وهو خلنا الأستاذ العلامة المقرئ أبو العباس أحمد الصبيحى السلوى على رسم التحبيس المذكور، ولما رفع الأمر بذلك لوزير عموم الأوقاف أبى العباس أحمد اللجائى لينهى ذلك للجلالة السلطانية ووقع بحث إدارة الأملاك عن وجه تصرفها، فأجابت بأن السلطان أبا الربيع كان أوقع معارضة في تلك الأملاك بالبلاد المخزنية عينتها، ووقع البحث فوجدت تلك البلاد محبسة قبل أن يخلق أبو الربيع، فعند ذلك صدر الأمر السلطانى لإدارة الأملاك بعقد معاوضة في الأملاك المذكورة، فعوضت بأملاك تقدر قيمتها بمائة ألف وخمسين ألف فرنك.
[صورة]
ظهير السلطان مولاي يوسف بإجراء التعويض عن العراصي التي حبسها سيدي محمد بن عبد الله بأملاك مخزنية وأسفله توقيع وزير الأحباس
وإليك نص الظهير الصادر في ذلك بعد الحمدلة والصلاة والطابع بداخله "يوسف بن الحسن بن محمد الله وليه 1330" وبدائرته ومن تكن من يعتصم:
"خديمنا الأرضى ناظر الأحباس الكبرى بمكناس، الطالب أحمد الصبيحى، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فقد اطلع علمنا الشريف خديمنا وزير عموم الأوقاف بما راج في شأن قضية جنان ابن حليمة، وعرصة الشطرنجية القريبة منه، والعرصة الجديدة المجاورة لها التي عثرت بحوالة الأحباس على شهادة تحبيسهن من جدنا السلطان المقدس سيدى محمد بن عبد الله على السجد الأعظم هناكم وبسطه الحوز لناظر الوقت وحيازته ذلك في مهل رمضان عام 1202 كما بالنسخة الواصلة من تلك الشهادة ويتصرف فيها جانب المخزن.
وبعد مراجعة خديمنا الوزير المذكور إدارة الأملاك المخزنية في ذلك مرارا وتحرير الأمر معها في المسألة أجابت بواسطة إدارة الشئون المخزنية بعد أن اعترفت بالتحبيس المشار له، أن السلطان مولاى سليمان قدس الله روحه لما تولى الملك بعد والده جدنا السلطان المحبس المذكور بادر لإبطال ذلك التحبيس وحيازة العراصى المذكورة، وعوض للمسجد الأعظم في ذلك ببلاد مخزنية كبيرة قرب فاس تدعى ببلاد الأوداية، ثم بعد البحث في بلاد الأوداية تحقق أن تحبيسها كان سبق من أحد الملوك السعديين المتوفى عام 1037 (1) ثم زاد تحبيسها تثبيتا بعده جدنا الأكبر السلطان المقدس مولاى إسماعيل، حسبما بشهادته بالحوالة المذكورة عام 1113 الواصلة أيضًا نسخة منها، فأجيبت إدارة الأملاك المذكورة بذلك وأخيرًا طلبت تعويض تلك العراصى الثلاث من جانب الحبس بمائة ألف فرنك، ثم عرضت قائمة ببيان المحلات لجانب المخزن هناكم مع بيان موقع كل محل منها
(1) في هامش المطبوع: "المتوفى فيها منهم هو زيدان بن المنصور كما سبق في ترجمته من هذا الجزء".
وقيمة رقبته ليختار الحبس منها ما يناسب أن يؤخذ في العوض، ولما كتب لك خديمنا وزير الأحباس في ذلك اخترت منها ما بينته في القائمتين الواصلتين كذلك على حسب التفصيل الأتى:
[[نمرة الملك من كناش المخزن]]
…
[[نوع الملك وموقعه]] ......................... [[ثمن رقبته فرنكا]]
74
…
دار ابن العواد تعرف بمولاى سرور بدرب سبع أنابيب نمر 31
…
20000
119
…
دار ابن العواد عدد 10 بحومة سيدى قدور العلمى ............ 35000
241
…
محل حانوت عدد 21 بشارع الجنرال ليوطى .................. 500
243
…
كذلك عدد 25 به أيضا .................................... 500
245
…
كذلك عدد 29 به أيضا .................................... 1500
246
…
كذلك عدد 31 به أيضا .................................... 500
247
…
كذلك عدد 33 به أيضا .................................... 500
253
…
كذلك عدد 43 به أيضا .................................... 1400
254
…
كذلك عدد 45 به أيضا .................................... 1200
255
…
كذلك عدد 47 به أيضا .................................... 1200
258
…
كذلك عدد 55 به أيضا .................................... 1400
===
(63700)
[[نمرة الملك من كناش المخزن]]
…
[[نوع الملك وموقعه]] ........... [[ثمن رقبته فرنكا]]
321 .
................... كذلك عدد 34 به .............................. 600
15
…
حانوت عدد 13 بساحة باب الحديد ................................ 750
46
…
دار الحباسى الصغرى عدد 1 بدرب ابن الخليفى ..................... 8000
55
…
مصرية بودريقة عدد 6 بدرب سيدى جنان ........................... 4000
57
…
دار مولاى حم عدد 30 به أيضا ................................... 9000
88
…
حانوت عدد 28 بسوق السرايرية بباب الحديد ..................... 1550
115
…
أروى عدد 29 بدرب سيدى عبد الله القصرى .................... 2000
116
…
مصرية عدد 31 به أيضا ....................................... 3000
125
…
دار بوعراقية عدد 1 بدرب ميمون .............................. 14000
151
…
حانون عدد 18 برحبة الزرع القديمة ........................... 750
216
…
أخرى عدد 34 بالساكين ..................................... 2500
217
…
أخرى عدد 36 كذلك ....................................... 2500
218
…
أخرى عدد 38 كذلك ....................................... 2500
219
…
أخرى عدد 40 كذلك ....................................... 2500
220
…
أخرى عدد 42 كذلك ....................................... 2500
221
…
أخرى عدد 44 كذلك ....................................... 2500
222
…
أخرى عدد 46 كذلك ....................................... 2500
223
…
أخرى عدد 48 كذلك ....................................... 2500
224
…
أخرى عدد 50 كذلك ....................................... 2500
===
مجموع ما بصفحة 286: (64100)
===
(130250)
[[نمرة الملك من كناش المخزن]]
…
[[نوع الملك وموقعه]] ......................... [[ثمن رقبته فرنكا]]
225
…
أخرى عدد 52 كذلك ....................................... 2500
228
…
أخرى عدد 117 كذلك ....................................... 2000
229
…
أخرى عدد 119 كذلك ....................................... 1500
230
…
أخرى عدد 121 كذلك ....................................... 1500
234
…
أخرى عدد 129 كذلك ....................................... 1000
240
…
أخرى عدد 19 بشارع الجنرال ليوطي ........................... 400
278
…
أخرى عدد 95 كذلك .......................................... 1750
285
…
أخرى عدد 115 كذلك ....................................... 500
313
…
أخرى عدد 49 كذلك ....................................... 400
322
…
أخرى عدد 32 كذلك ....................................... 1500
323
…
أخرى عدد 30 كذلك ....................................... 1500
324
…
أخرى عدد 26 كذلك ....................................... 2500
330
…
أخرى عدد 13 بالسلالين .................................... 1000
331
…
أخرى عدد 21 كذلك ....................................... 750
334
…
أخرى عدد 96 بالبزازين ....................................... 2500
(مجموع ما بصفحة 287: 130250)
===
الجميع: 151150
==============
وأن يعتبر الفرق الزائد الذى هو فرنكات 1150 غبطة للحبس، وعليه فحيث أن العراصى المذكورة وجدت تحت تصرف جانب المخزن، ولما تحقق تحبيسهم الأصلي، طلبت إدارة الأملاك المخزنية جعل المعارضة فيهن بالأملاك الخمسة
والأربعين المذكورة أعلاه، نأمرك بعقدها فيها مع مراقب الأملاك المخزنية هناكم على الوجه المسطور، وأن تحوز للحبس الأملاك المخزنية المتقدم بيانها لتصير من جملة أملاكه موسومة بوسم الحبس ومحترمة بحرمته يتصرف فيها جانبه كتصرفه فيما له من رباع الأحباس، وأن تسلم تلك العراصى الثلاث لجانب إدارة الأملاك المذكورة وأثبت الأشهاد بذلك عدليا بالحوالة الحبسية والسلام في 11 جمادى الأولى عام 1344؛ قد سجل هذا الكتب الشريف بوزارة عموم الأوقاف بعدد 1495 وتاريخ 13 منه عامه صح به أحمد الجاى لطف الله به".
ومن أحباسه الفندق المعروف بفندق السلطان بالعاصمة، حبسه بتاريخ رابع عشرى ربيع الأول عام تسعة وثمانين ومائة وألف بإشهاد محمد التاودى ابن الطالب ابن سودة، ويوسف بن محمد البوعنائى، وخطاب القاضى محمد العربى ابن على القسمطينى الحسنى حسبما بصحيفة 16 من حوالة كبرى مكناس الجزء الأول منها.
ومنها جنان باب القزدير الشهير حبسه بتاريخ خامس ذى القعدة عام تسعين ومائة وألف، حسبما بظهير إصداره للقاضى أبى حامد العربى القسمطينى، وناظر الأحباس الحاج الطيب المسطاسى طبق ما بصحيفة 17 من الجزء الأول من الحوالة المذكورة.
ومن ذلك إنشاؤه لمرتب طلبة المدارس، وقفت له من ذلك على ظهير شريف أصدره لناظر هذه العاصمة في حينه ودونك نصه:
"نأمر ناظر أحباس مكناسة الحاج الطيب المسطاسى أن يجعل طلبة باب مراح في المراتب مثل المدارس الست، وهى مدرسة الدار البيضاء، ومدرسة باب المراح، ومدرسة قصبة هدارس، ومدرسة الصبير، ومدرسة جامع الشاوية، ومدرسة سيدنا ومولانا إسماعيل رحمه الله بحسب سبع أواقى لكل واحد من الطلبة المذكورين
في الشهر، ومثقال للمؤذن، وخمس عشرة أوقية للإمام، وخبزة لكل واحد في اليوم عند الزياتينية كما تقدم لك أمرنا بذلك، وراتبهم من الأحباس كما هو مرسوم عندك، ولا فرق بين الطلبة المذكورين فكلهم في ذلك سواء.
وأما طلبة مدرسة الأوداية فلا يقبضون إلا الراتب فقط كما أمرناك قبل، وأما الخبز فلا تعطهم شيئا لأنهم في ديارهم ومع أهليهم، والسلام في 12 شوال من سنة 1193، ومن تمامه أن الخبز المذكور يكون من أربعة في الرطل وكل ما يدفع الزياتينية من الخبز فأعطهم خط يدك والسلام".
ومن ذلك تحبيسه زيتون غابة حمرية على الحرمين الشريفين، والمسجد الأعظم بمكناسة، جعل النصف للحرمين: للمدينة المنورة الثلثان، والثلث الباقى لمكة المشرفة، والنصف الآخر للأعظم بمكناس، يخرج منه كل سنة ثلاثة عشر مائة مثقال وستون مثقالا، وتفصل: فلضريح جده أبى المفاخر والفضائل مولاى على الشريف دفين سجلماسة مائة مثقال تصرف في مهمات الروضة والطلبة الذين يقرءون الحزب ودلائل الخيرات، والمؤذنين، وقيم الروضة، وطعام ليلة المولد النبوى، وستة وثلاثون مثقالا للطلبة الذى يقرءون الحزب والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم على قبر والدته وأعمامه الذين معها في روضة أبى زكرياء الصبان من حساب ثلاثين أوقية في كل شهر، ورطل زيتا لضريح أبى يعزى يلنور ومثله لضريح الإمام إدريس الأكبر رضى الله عنهم جميعا وذلك عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف.
قلت: ولا زال الأمر جاريا حتى الآن بتوجيه الثمن شهريا في حوالة على البريد لمقدم ضريح الإمام إدريس، وفى أخرى لمقدم ضريح المولى أبى يعزى الأخير بواسطة رئيس مكتبه، حسبما أخبرني بذلك الناظر المذكور.
أما وجيبة موظفى ضريح المولى على الشريف فإنه يحفظ بصندوق الأحباس لتعذر وصوله لمحله، فقد وقفت على كتاب من الناظر للجنرال حاكم الناحية في ذلك دونك نصه:
"جناب رئيس منطقة مكناس المعظم السيد الجنرال فريدامبرك سلام عليكم ورحمة الله.
وبعد فأتشرف بأن أرسل إليكم اثنتى عشرة مائة فرنك وخمسين فرنكا لتصل على يدكم إلى تافيلالت بقصد تفرقتها هنالك:
1 -
على الطلبة الذين يقرءون الحزب ودلائل الخيرات بضريح مولانا على الشريف.
2 -
على المؤذنين به.
3 -
على قيم الروضة.
4 -
طعام المولد النبوى؛ وذلك على العادة في تقسيطها بينهم طبق مقتضى الكتاب الشريف الصادر بتاريخ 21 صفر 1338 المعمل لنص تحبيس غابة حمرية بمكناس الصادر من السلطان المقدس سيدى محمد بن عبد الله 1885، ثم تتفضلوا بتوجيه جواب المكلف في ذلك بتافيلالت إلينا ليحفظ بمحله، بارك الله فيكم، وعلى المحبة والسلام 21 جمادى الثانية 1341 .. إبراير 1923.
ناظر الأحباس الكبرى بمكناس:
أحمد الصبيحى
فأجيب من الجنرال توفنار بتاريخ 15 ديسمبر سنة 1923 بعد الحكاية بما يأتى: "أتشرف بإعلامكم بأن هؤلاء الناس لا زالوا لم يقدموا الطاعة ولا يمكن لنا توجيه ما أرسلتم الآن، فهأنا رجعت لكم القدر المبين أعلاه يحفظ بصندوق الأحباس حتى تصلح ناحية تافيلالت، ويمكن لنا تفريق ذلك والسلام.
بحسب النيابة:
توفنار"
هذا وقد كنا قدمنا أن الغاية المذكورة هى من تحبيس سيدنا الجد الأكبر المولى إسماعيل على الحرمين الشريفين حسبما صرح بذلك مؤرخو الدولة الزيانى وأكنسوس وغيرهما، وعليه فلا وجه لإعادة تحبيس المترجم لها بعد على الصفة المذكورة، اللهم إلا إذا اعتبرنا ما أحياه منها بعد إتلاف جل زيتونها زمن الثورة الاستبدادية التي كانت بين أنجال الجد المذكور والجيش البخارى وبعد وفاته ويأتي مفرقا في تراجمهم.
ومن أحباسه تحبيسه لغابة زيتون ابن الأشقر الشهيرة بجبل زرهون، على عموم الشرفاء العلويين سكان الجبل المذكور، وخصوص أبناء المولى إسماعيل سكان مكناس، يختص أهل زرهون بالنصف منها، وأهل مكناس بالنصف الباقى.
ومن ذلك أوقافه على المارستان بفاس ومراكش وأوقافه بالحرمين الشريفين.
ومن ذلك تحبيسه خزانة الكتب الإسماعيلية التي كانت بدويرة الكتب من مكناس، وكان أمره بذلك سنة 1175 وكانت تزيد على الاثنى عشر ألف مجلد، فرقها على جميع مساجد المغرب ولا تزال بقاياها موجودة إلى الآن.
ومن ذلك كتب التاريخ والأدب التي أوقفها بمصر والإسكندرية، فقد ذكر الزيانى في الترجمانة الكبرى أنه لما بلغه أن ولده مولاى على خليفته على فاس اعتنى بسرد كتب التاريخ والأدب أمره أن يبعث له بما عنده منها بفاس، فوجهها له وجمع ما عنده منها بمراكش، إلى أن اجتمع عنده عدة نسخ من ابن خلدون، وابن خلكان، وقلائد العقيان، والأغانى، ونفح الطيب، وتآليف ابن الخطيب، وملأ منها صناديق ووجها مع الكاتب الصنهاجى يوقف بعضها بمصر وبعضها بالإسكندرية.