الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطريق منها لحضرتنا السعيدة وظن أن ما شافهته به من الخيل 6 وبغال السريجة 2 والروام 20 لا تحصل له به الكافية لعدم تقدم السفر له في البر، فاعلم أنا وجهنا من يقدم به على مهل من الصويرة لحضرتنا العالية بالله تعالى وأصحبناه ما فيه كفاية من المراكب والروام، وأمرنا أمناء الصويرة وقائدها بالقيام به وبمئونته أحسن قيام ولإنزاله بمحل مناسب له، وبأن يعتنوا به وأمرنا العمال الذين في طريقه بالملاقاة له والسلام في 6 قعدة الحرام عام 1279".
وأما علائقه:
مع الدولة الفرنسية
فقد وجه لها في السنة الأولى من ولايته كاتبه ابن إدريس المتقدم ذكره في ثالث عشر قعدة الحرام سنة 1276، فوصل باريس متم الشهر وقابل الإمبراطور لويس نابليون الثالث، وألقى بين يديه خطبة هنأه فيها بالمناداة به إمبراطورا على البلاد الفرنسية، ودفع له الكتاب السلطانى الذى توجه به، ثم شرع بعد ذلك في مفاوضة وزير الخارجية في الشئون التي ذهب من أجلها حسبما تقدم لنا ذكر ذلك في ترجمة ابن إدريس السالفة، وقد ألف في وجهته هذه رحلته المسماة بتحفة الملك العزيز، وهى مطبوعة بفاس في صحائف 109، وبعد أوبته من هذه السفارة كتب الإمبراطور المذكور لصاحب الترجمة معزيا في والده ومعربا عن انشراحه لهذه السفارة وعلى رئيسها بالأخص وإليك فحوى كتابه:
"العظمة لله
من نابليون
إمبراطور فرنسا
بعناية الله وإرادة الأمة
إلى المقام الأعلى والجناب الأسمى السلطان ذى الشوكة العظمى
سيدى محمد
إمبراطور المغرب وسلطان فاس وسوس
صديقنا الأعز الحميم: لقد ألمنا خبر وفاة والدكم الجليل القدر، وقد كان متحققا مثلنا بلزوم تثبيت العلائق بين الدولتين وشد عرى حبل المسلم والمودة بين الشعبين، وقد كانت بدت بعض السحب في سماء صداقتنا ولكن انقشعت بكل سرعة ولن تعود للظهور أبدا، وها نحن نأسف على شخصه ونكرم ذكره، والذى يسلينا عن فقده ويلهم قلبنا بعض السلوى عنه هو قبضكم على عنان إمبراطورية المغرب، ولا يخفى عنا ما لكم من الأمانة التي أهلتكم لتبؤ عرش الملك، كما أننا على خبرة بما لكم من الفراسة التي تمتازون بها والتى ستكون باعثة على عدم استماع النصائح التي يبديها لكم المظهرون خلاف ما يبطنون، قصدا منهم لستر الحقائق عن نظركم.
وقد وقعت منا عبارات تأكيد الصداقة بيننا موقع القبول لكوننا نحب المسلم من غير أن نخاف الحرب، ولكوننا نرتاح غاية الارتياح عندما نضع يدنا في يد صديق لنا، فلتكن إذا علائق الصداقة رابطة بيننا، ولا ينبغى أن تكون تلك الصداقة اسما بدون مسمى، بل ينبغى أن تكون في المعاملات وتظهر في احترام المعاهدات في احترام علم فرنسا في احترام أشخاص وأملاك جميع من يستظل بها.
ثم إن رعاياكم القاطنين بإقليمنا أو بالجزائر لن يزالوا ضيوفًا لدينا وأصدقاء لنا، لن تنس فرنسا قط أن إمبراطورية تتشرف بحماية الأجانب عنها، وأن اتباع العدل والتخلق بالأمانة من الإقرار بعظمة الله.
[صورة]
كتاب الإمبراطور نابليون الثالث للسلطان سيدى محمد بن عبد الرحمن باعتماده م ليون فيليب بكلار نائبا ووزيرا مفوضا عن دولة فرنسا بالمغرب بدل دوكاستيون
[صورة]
كتاب إمبراطور فرنسا نابليون الثالث للسلطان سيدى محمد بن عبد الرحمن يعزيه في أبيه ويثنى على سفارة ابن إدريس إليه
ولقد كانت قديما المواصلة الشخصية ومكاتبات قناصل فرنسا مع عرشكم تتكفل بإيصال الحقائق إليكم، وقد كانت تلك الوسيلة المتقادمة وسيلة مرضية بين الطرفين، ومنذ توقفت العلائق حسب تلك الوسيلة أخذت الأغراض الشخصية والشهوات النفسية تحاول أن تقوم مقام مصالح الدولة، وقد كنا عرفنا بذلك والدكم فخذ هذه الوصية لأننا نعض عليها بالنواجذ، وقد انشرحنا لاقتبال سفارتكم وكاتبكم الخاص الطالب إدريس بن محمد بن إدريس، وأمينكم البرنوصى بن جلول وعبدكم الأسود عبد القادر البخارى، وقد استقبلهم أهل بلاطنا، وصرحنا لهم بما تكنه قلوبنا من عواطف المحبة في جانبكم.
وأما الطالب إدريس الذى تكلم بحضرتنا نيابة عنكم فقد قام بذلك قياما امتاز به عن غيره مع تؤدة، نجد نفسنا تنشرح بإبلاغكم خبرها، ولذلك فإنه يستحق من عرشكم الجزاء، وقد أظهر كونه أهلا لثقتكم به واستحق هو ورفقاؤه إنعامكم الخاص عليهم.
وقد أمرنا وزير خارجيتنا بسماع ما كلفتم به سفراءكم إبلاغنا إياه ومقابلة ذلك بالقبول، وعسى العناية الربانية تجعل الصداقة بيننا دائمة للأبد، وحرر في قصرنا الامبراطورى سان كلود في 30 من شهر يليز سنة 1860 نابليون".
ثم إمضاء وزير الخارجية وطابع لم يقرأ.
وقد وقفت على كتاب آخر من نابليون الثالث لصاحب الترجمة وهو ما بعثه إليه عند إرسال سفير جديد للدولة الفرنسية ونصه:
" من نابليون
إمبراطور فرنسا
بعناية الله وإرادة الأمة
إلى المقام العالى والجناب الأسمى وصاحب الشوكة العظمى الأمير
سيدى محمد
إمبراطور المغرب وسلطان فاس وسوس
إلى المقام العالى والجناب الأسمى والسلطان صاحب الشوكة العظمى.
وبعد: فقد رأينا أن من مصلحة العلائق التي بيننا أن نعطى مندوبيتنا بإيالة جلالتكم أهمية أعظم مما كان لها، ولذلك استرجعنا قنصولنا العام المكلف بشئون دولتنا المسيو لوفكنتوت دو كاستيون وبعثنا بدله صفته وزيرا مقيما بطرفكم مسيو ليون فليب بكلار الحائز على وسام جوقة الشرف من رتبة كمندور ونيشان البابابى التاسع ونيشان المسيح ونيشان كفنصيون البرتغال والحائز على الرتبة العظمى من نيشان الافتخار للدولة التونسية، والنيشان المجيدى للدولة التركية من الطبقة الثانية.
هذا وإن الخدمات الجليلة التي تقدمت للمسيو بكلار تشهد لنا بالمواهب التي يمتاز بها وحسن تدبيره وإخلاصه لجنابنا، وإننا على يقين من أنه سيبذل غاية مجهوده ليكون أهلا لثقتكم، واعتمادا على هذا اليقين فإننا نرغب من جلالتكم أن تقبلوه اقتبالا حسنا، وأن تمدوا إليه يد المعونة في كل ما يكون فيه زيادة أمن رعايا الفرنصيص الذين يتعاطون التجارة أو يتجولون بالمغرب، وكذلك في تنفيذ جميع المعاهدات التي تربط بلادنا ببلادكم تنفيذا كليا: كما نرغب أيضا من جلالتكم أن تثقوا كل الثقة بكل ما يصرح لكم به وزيرنا نيابة عنا، وخصوصا عند ما يعبر لكم عما نتمناه لملككم من العظمة وما نوده من استمرار الصداقة التي تربط دولة فرنسا بدولة المغرب، وحرر بقصره الإمبراطورى التويلرى في 22 إبريل من سنة 1863.
صديقكم العزيز الحميم نابليون"
وقد عثرت على تقييد ببعض دفاتر دار النيابة هذا نصه:
"في 19 غشت عام 1863 الموافق 3 ربيع الأول عام 1280.
تقييد في الحماية التي يجب أن يسير عليها نواب الفرنصيص الذين هم في إيالة المغرب:
الحماية تكون للشخص المعين لها في وقت تعلقه بالخدمة.
وهذه الحماية لا تشمل أقارب الشخص المحمى ونائبه وإنما تقدر أن تشمل الأشخاص مدة عمره كله، فإذا مات انقطعت ولا تورث، ما عدا دار موسى بن سمول المكنى بريرو التي هى موروثة عندهم أبا عن جد تولدت منها سماسرة وتراجمة في نيابة طنجة.
الحماية تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أولاد البلد الذين يخدمون في دار الباشدور وديار القنصوات نوابه مثل الكتاب والمخازنية والمتعلمين وشبههم.
والقسم الثانى: السماسرة المستخدمين عند التجار الفرنصويين في أمور تجارتهم، هؤلاء التجار المشار إليهم لا يسمى أحد منهم تاجرا إلا الذى يكون يتجر تجارة كبيرة وتكون تجارته بالداخل والخارج في المرسى، سواء كانت تلك التجارة له أو كان نائبا فيها من غيره، عدد السماسرة الذين يكونون في الحماية لا يزيد على اثنين في دار كل متجر نعم الدار التي تكون لها دار أخرى في مرسى أخرى فيكون لها في كل دار سمساران محميان.
حماية دولة فرنسا لا تشمل أولاد البلد المستخدمين في البادية في مثل أمور الحراثة والفلاحة ورعى الغنم وشبه ذلك.
ولكن باعتبار ما هو جار الآن وذلك بالاتفاق مع حكام مراكش الحماية لهؤلاء المذكورين، تكون جارية لهم مدة شهرين أولها فاتح شتنبر الموالى لتاريخه.
ومعروف أن هؤلاء المستخدمين في البادية مع الفرنصيص حين تجب مطالبتهم بالأحكام فيعلم عاملهم نائب الفرنصيص ليأمر صاحب الغنم أو الحرث بتوجيه من يقف على متاعه ليلا يبقى للضياع.
زمام من هو في حماية الفرنصيص يعطيه نائبهنم لعامل البلد التي هو فيها، وإذا حدث تبديل أو تغيير في بعض الأشخاص المحميين فيعلمه بذلك.
كل من هو في الحماية تكون بيده بطاقة مذكور فيها اسمه وتعيين الخدمة التي هو بها، وتكون هذه البطاقة مكتوبة بالعربى وبالفرنصيصى وهذه البطاقة لا يعطيها إلا الباشدور المقيم بطنجة".
ولعل ما بهذا التقييد هو المراد بوفق عام 1863 في الفصل الأول والسادس من وفق مؤتمر مدريد الشهير، وكذلك ما فيه من حماية السماسرة لعله المراد بوفق 1280 الذى كتب السلطان مولاى الحسن للنائب بركاش بإبطاله في ظهيره المؤرخ بـ 23 جمادى الأولى عام 1297، فلما عرضه بركاش للمناقشة في المؤتمر عارضه ممثل فرنسا معارضة شديدة، كادت تؤدى إلى إحباط أعمال المؤتمر، ثم انتهى الأمر بإبقاء ما كان على ما كان، حسبما هو منطوق الفصل العاشر من وفق المؤتمر المذكور في الترجمة الحسنية.
ثم أرسل المترجم بعد ذلك للدولة الفرنسية خديمه الحاج عبد الرحمن العاجى للكلام في أمر السيد الشيخ بن الطيب وأولاده الذين كانوا يشاغبون بالحدود المغربية الجزائرية، فلقى الإمبراطور وقدم إليه الكتاب السلطانى الذى أجيب عنه بعد ذلك حسبما يدل على ذلك هذا الظهير:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك وصحبته كتاب باشدور الفرنصيص الذى كتب لك صحبة جواب سلطانهم عن الكتاب الذى توجه له به الحاج عبد الرحمن العاجى، وعلمنا ما أشار إليه الباشدور المذكور مما له من الغرض في القدوم لحضرتنا العالية بالله، كما علمنا ما كتب لك به في شأن الغلط الذى وقع للحاج عبد الرحمن فيما ذكره في أمر أولاد السيد الشيخ بن الطيب، وأن الكلام الذى وقع منه إنما هو في شأن والدهم يسأل عنه في أى محل هو، وما مرادنا فيه وأن قصدهم توسعته من نواحيهم كما تقدم له في ذلك فالحاج عبد الرحمن ثابت وما ذكره عن سلطانهم وقع منه مشافهة.
وقدومه الذى ذكر إن كان بإذن من سلطانهم فذاك، وإن كان من عنديته فلا يحتاج لقدوم وما يريد ذكره يذكره لك مشافهة أو كتابة، والسيد الشيخ لا يقر له قرار لأنه صحراوى يبيت ببلاد، ويبيت إن شاء ببلاد أخرى، وقوله وما مرادنا فيه لو وجدنا السبيل له لأدخلناه لداخل الإيالة، وما تركناه هناك أصلا ولأجله قبضنا على ولده وأقاربه والسلام في 15 صفر عام 1282".
وقد عثرت على بعض كتب المترجم لأحد أولاد السيد الشيخ ولغيره في أمرهم وأمر سليمان بن قدور الذين كانوا يحدثون المشاكل على الحدود فمن ذلك ما كتب به لبركاش:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبرا بورود باشدور جنس الفرنصيص عليك بالمكاتيب التي وردت عليه من حكومة الجزائر بالشكاية بذوى منيع وعمور الصحرا وأولاد جرير وإيوائهم ولد حمزة وقبوله وإعانته بالنفوس والعدة والميرة، وما أخبروا به عن الشيخ بن الطيب من رجوعه لما كان عليه سابقا من الخوض في إيقاد
نار الفتنة وطلبه الكتب لأولئك القبائل بالنهى عما هم مشتغلون به من ذلك لكون ذلك ينفع فيهم.
فقد كنا كتبنا لهم قبل، وها نحن أعدنا لهم الكتب في ذلك وحذرناهم وأنذرناهم وتوعدنا من عاد منهم لمداخلة ولد حمزة أو إعانته، وبينا لهم ما يلحقهم من شؤم ذلك، وكذلك الشيخ بن الطيب أعدنا له الكتب في ذلك وندبناه لما فيه صلاحه إن أراد الخير لنفسه، ونطلب الله التوفيق للمسلمين والهداية والسلام في 3 ذى الحجة الحرام عام 1282".
وكتب لأهل اتيوت:
"خدامنا الأنجاد أهل اتيوت كافة، وفقكم الله وأرشدكم، وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابكم مذكرين لما كان لكم مع أسلافنا الكرام قدسهم الله من الخدمة والانتماء، وما كان لكم منهم من المراعاة والاعتناء، فنحن على إثرهم في ذلك إن شاء الله لا نسلمكم ولا نفوتكم ونراعى لكم خدمتكم ومحبتكم أصلحكم الله ورضى عنكم، وعلمنا ما لحقكم من الأضرار والإذاية من النصارى وسليمان بن قدور، فها نحن كتبنا لعامل وجدة بالكلام مع المتولى هناك يكفون إذايتهم عنكم والسلام 19 جمادى الأولى عام 1288".
وكتب لمعمر ولد السيد الشيخ:
"خديمنا الأرضى الحاج معمر ولد السيد الشيخ، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك مخبرا بأنكم لما رجعتم من قتال الفتان ولد حمزة أنتم ورعية الفرنصيص بعد قضاء الغرض فيه من رد ما كان نهبه لكم وزيادة، ورجع
فارا بنفسه لناحية القليع خائبا، ألفيتم النصارى حملوا أولادك وأخاك وأولاده وأناسا من بنى عمك وأنزلوهم في ناحية المعسكر وصاروا يخاطبونك بالقدوم عليهم والانتظام في سلكهم، وزعموا أنك من إيالتهم، ووعدوك بفعل الخير معك والامتياز عن غيرك إن أنت ساعدتهم، وإن امتنعت من ذلك منعوك من أولادك ومن معهم فتركتهم بيدهم وفررت بنفسك وأجبتهم بأنك من إيالتنا المحمية بالله، ولا نرضى بالدخول في حزبهم وتحت حكمهم، وطلبت الكلام معهم في شأن خلاص أولادك وشيعتك ذاكرا أن ما وقع بينكم وبينهم في العام الماضى إنما هو على وجه الإكراه من القبائل وولد حمزة، وكانوا قبل ذلك غدروكم وقتلوا أخاك وأبناء عمك ونهبوا أولادكم، فإنا أمرنا عامل وجدة بالكلام معهم على رد من ذكرت من أولادك وأولاد أخيك والوقوف عند الشروط المجعولة مع جنسهم وإنا لا نسلمكم بحول الله وقوته والسلام في 14 من المحرم عام 1289".
وكتب له أيضا:
"محبنا المرابط الأرضى السيد معمر بن الشيخ بن الطيب وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك أخبرت فيه أنك لما لم تجد من قبائل المغرب من يعينك على الأخذ بالثأر من ولد حمزة حيث فعل في جانبكم ما فعل من القتل وغيره، اتفقت مع رعية النصارى على الأخذ بالثأر وحركوا معك إليه ولم يحضر معكم نصرانى واحد، وحيث سمعوا بما حل به نقلوا أولادكم الذين كانوا نازلين بالحدود وأخذوا مالهم وأسروهم وأنزلوهم بناحية وهران والقبيلة في ناحية سعيدة، وتكرر طلبهم لقدومك عليهم والكون من رعيتهم وإنزالك منزلة العز والحرمة عندهم، فأبيت إلا البقاء على ما أنت وأسلافك عليه من الكون من رعيتنا المحمية بالله، وطلبت السعى في خلاص أولادك وفكهم من الأسر لأنك اليوم نازل إزاء فجيج
تنتظر أمرنا الشريف بما يكون عليه عملك، فقد أمرنا بالكلام معهم في قضيتك ولا زال جوابهم لم يرد والسلام 8 صفر عام 1289".
وكتب له:
"خديمنا الأرضى الحاج معمر بن السيد الشيخ وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك مخبرا بنزولك مع قبيلة العمور قرب فجيج، منتظرًا صدور أمرنا الشريف لدولة الفرنصيص في شأن خلاص ما أسروه لك من العيال غدرا لما حل بولد حمزة ما حل، مع أنك لا تسعى إلا في الصلاح بين الدولتين.
وذكرت أن الفتان المذكور فر لناحية اتوات، ولم يبق معه أحد من شيعته وصار يخاطب قبائل الصحراء بالرجوع إلى ناحية الصحراء، ويكاتب من كان مشتغلا معه بالفساد بالعود إلى قبيح حالهم الأول.
وطلبت أن نأمر جميع قبائل الصحراء بطرده وإبعاده ليستريح المسلمون من شره ومكره، كما طلبت تعيين طريق تسلك فيها عين الصواب مع جانبنا العالى بالله، حيث لا تعرف الصواب في ذلك.
فأما أمر ولد حمزة فإنا أكدنا على تلك القبائل أن لا يقبلوه بل يطردوه من ناحية بلادهم ويبعدوه من هذه الإيالة السعيدة.
وأما الطريق التي تسلكها والسير الذى تسير به هو أن تلزم الاشتغال بما يعنى والإقبال على ما هو من شأن المرابطين من الركون إلى السكينة والسعى فيما يحبه الله وعباده، وأن تقوموا على الساق فيما عسى أن نأمركم به من أمور الخدمة الشريفة والصلاح جريا على عادة أسلافك رحمهم الله والسلام في 29 صفر عام 1289".
ثم في سنة 1282 أوفد أيضا سفارة أخرى لباريس في مطالب منها مسألة ولد حمزة ولد الشيخ بوشماحة المعروف بسيدى الشيخ الذى كان يغير على عمالة الجزائر.
ومنها مسألة السفراء الذين يأتون من الدولة الفرنسية للدولة المغربية، واقتراح أن يكونوا منتخبين من بيوت أعيانهم وممن يتصف بالتأنى وحسن السيرة والوقوف عندما حد (1) لهم، يرأس هذه السفارة القائد محمد بن عبد الكريم الشرقى خال المترجم، ومعه قائد سلا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الصنهاجى من صنهاجة سوس السلاوى المتوفى سنة عشر وثلاثمائة وألف بسلا، ومعهما العلامة أبو عبد الله محمد السدراتى السلوى حفيد شارح موطأ الإمام مالك بصفة كاتب للسفارة، وقد قابل هذه السفارة ملك فرنسا نابليون الثالث بغاية الإجلال والاعتبار، وأعطى رئيسها وسامات عديدة وأقام بباريس أكثر من سنة حضر فيها المعرض الباريسى الشهير سنة 1867 على ما أخبرنى به مؤرخ العدوتين صديقنا العلامة السيد محمد بن على الدكالى الأصل السلوى الاستيطان مكاتبة، وقد أورد صاحب الاستقصا الظهير الصادر في هذه السفارة وقال: أقامت هذه السفارة بباريس شهرا فانظره.
وقد وقفت على ظهير شريف يتضمن الجواب عن طلب فرنسا من صاحب الترجمة أن يوجه إليها باثنين من عتاق الصافنات الجياد، فانظر هل المقصود من ذلك عرضهما في ذلك المعرض ونص الجواب:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
(1) الاستقصا 9/ 116.
[صورة]
جواب سيدى محمد بن عبد الرحمن لبركاش فيما طلبه سفير فرنسا من توجيه 2 من الخيل المغربية
وبعد: وصلنا كتابك مخبرا بأن باشدور الفرنصيص أخبرك بأن وزيرهم كتب له كتابًا أمره فيه على وجه السر، بأن يطلب من جانبنا العالى بالله توجيه اثنين من عتاق الخيل من الطبقة العليا على وجه العارية بحيث لا كلفة فيها في الذهاب ولا في الإياب، حتى إن اقتضى النظر توجيه رجلين معهما للاحتفاظ بهما يرجعا معهما فذاك المطلوب عندهم، وعرفنا ما ذكره لك من أن هذا المطلب بإشارة سلطانهم، وأنه نبه على أن لا يقع بهما إنعام من جانبنا العالى بالله، وبين أن الحامل على هذا هو المباهاة والاشتهار بمحبتهم في جانبنا العالى بالله.
فاعلم أن عادتنا أن ما خرج من جانبنا الشريف من مثل ذلك لا يرجع، وفى رجوعه معرة، فأما ما هو بصدد الذهاب والرجوع فهو موكول للتجار المكلفين بذلك وهم أعرف بما يرتكبونه فيه والسلام في 7 شوال الأبرك عام 1283".
ثم بعث لفرنسا بعد ذلك نائبة بطنجة السيد محمد بركاش سفيرًا وروده بهذا الظهير المخاطب به الإمبراطور نابليون ونصه:
"الحمد لله وحده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين وهو: (الطابع الكبير).
أبد الله نصره، وزين بالخيرات عصره، إلى المحب العزيز الملحوظ لدينا بعين الاعتبار والتعظيم، والمخصوص عندنا بمزيد الأثرة والتقديم، الذى أعطته الرياسة قيادها، وأدركت به السياسة اعتيادها، عظيم جنس الفرنصيص المفخم المكرم السلطان نابليون الثالث.