الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان الحال عليه سهلا طلق اللسان يقرأ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
…
(128)} [التوبة: 128] إلى آخر السورة، وورد أبى الحسن الشاذلى وهو سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم لا إله إلا الله إلخ، يكرر جميع ذلك، وأوصى أن تدفن أسماء أهل بدر معه، وكان كتبها بخط يده، وصلى عليه تلميذه أبو يوسف يعقوب الحلفاوى، وأدخله قبره وألحده ودفن كما ذكر غيره واحد بروضتهم التي بكدية البراطيل داخل باب الفتوح مع شيخه ابن عباد قريبا منه.
ترجمه في الجذوة، والدرة، والكفاية، والنيل، والسلوة، وغير ذلك.
195 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن اليفرنى الشهير بالمكناسى الفاسى بكنى أبا عبد الله
.
حاله: فقيه فرضى مؤلف.
ولادته: ولد سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
وفاته: توفى سنة ثمان عشرة وثمانمائة، كذا ترجمه في الجذوة.
196 - محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن جابر الغسانى المكناسى
الدار كذا هو بفهرسة ابن غازى، وبآخر ورقة من شرح المؤلف على التلمسانية، وما يوجد من زيادة محمد بين جده وجد أبيه يحيى لا يصح، شيخ شيوخ ابن غازى.
حاله: فقيه عالم ناظم ناثر شاعر مجيد محسن، حافظ لافظ، ثبت ذكى، واعية متقن، متضلع نقاد، أستاذ مقرئ، نحرير نظار، حجة بارع مطلع، مدرس نفاع، راوية ذو دين متين، واطلاع كبير، ورسوخ وتضلع زائد، واقتدار وإمامة كاملة في المعقول والمنقول، وعارضة عريضة، ونبل وذكاء ودهاء، وفضل زائد.
195 - من مصادر ترجمته: جذوة الاقتباس 1/ 239.
196 -
من مصادر ترجمته: جذوة الاقتباس 1/ 317.
قال ابن غازى في حق المترجم: ما نصه شيخ شيوخنا الأستاذ المقرئ الشاعر المجيد المحسن ذو التصنيف الحسان والقصائد العجيبة.
مشيخته: أخذ عن الشيخ الحاج المجاور الحافظ الواعظ الفقيه أبى عبد الله محمد بن على الذكوانى الأندلسى، والشيخ ابن قاسم بن داود السلوى، والشيخ الإمام محمد بن على المراكشى المعروف بابن عليوات، والشيخ الفقيه العلم رافع راية الشعر والأدب في عصره القدوة الأجمل، المتفنن الأكمل، كاتب الخلافة العلية، المخصوص لديها بالمزايا السنية، محل الوالد المعظم أبو العباس أحمد بن يحيى بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبد المنان، والشيخ الفقيه الأعدل أبو محمد عبد الله بن الحسن اللخمى المعروف بابن الأصفر، والشيخ الفقيه العددى الفرضى أبى الحسن على بن يوسف التلاجدوتى، والشيخ الفقيه الأعدل الحاج الصالح أبى عبد الله محمد بن أبى إدريس وغيرهم. رأيت هؤلاء الشيوخ بحلاهم في مواضع متفرقة، من شرحه على التلمسانية في الفرائض.
الآخذون عنه: منهم الحافظ القورى، وولده أبو عبد الله الآتى الترجمة، وعبد الرحمن بن محمد العبدوسى، روى عنه المصافحة تمام مسلسلات الشيخ صالح الرضوى البخارى وغيرهم.
مؤلفاته: منها نظم المراقبة العليا، فى تعبير الرؤيا، قال فى أولها:
يقول راجى فضل ذى الإحسان
…
محمد بن جابر الغسانى
الحمد لله الذى قد ألهما
…
من شاء علم غيبه وأفهما
وأوجد الأشياء بعد العدم
…
وعلم الإنسان ما لم يعلم
ثم صلاة الله والسلام
…
على الذى انجلى به الظلام
نبينا محمد خير الورى
…
من جاءنا مبشرا ومنذرا
يخبرنا عن ربنا سبحانه
…
بعلم ما لم نستطع عيابه
صلى عليه الله ما لذ منام
…
وسرحت في الغيب أرواح الأنام
وآله الذين هم أكرم آل
…
وصحبه الأعلام سادة الرجال
وبعد فاعلم أن علم الرؤيا
…
علم يريك خافيات الأشيا
لأنه جزء من النبوة
…
كما أتى عن سيد البرية
روى أبو هريرة عن النبى
…
خير الأنام الطاهر المنتخب
حديث صدق جاء في كلامه
…
فيما يرى النائم في منامه
وأنه جزء صحيح يرءا
…
من ستة وأربعين جزءا
وفيه حكمة لمن يفهمها
…
فهاكها منى كما أعلمها
وذاك أن مدة الوحى التي
…
أوحى فيها لنبى الرحمة
كانت ثلاثا قل وعشرين سنة
…
أولها وحى المَرائى البينة
ستة أشهر وبعدها نزل جبريل
…
بالذكر الذى قد استقل
فإن نسبت مدة الأيام
…
وذاك بالتحقيق نصف عام
من مدة الوحى الذى حسبت
…
وجدت جزءك الذى نسبت
قال الإمام الحافظ ابن العربى
…
هذا حديث دلنا أن النبى
كان بأنواع العلوم عالما
…
وبحقائق الأمور قائما
انظر ترى كيف أتى بالنسبة
…
والجزء من علم الحساب المثبت
قال ابن جابر وبالحق يقول
…
نعم الذى قال الإمام في الرسول
ومنها نزهة الناظر رجز بديع في التعريف ببلده مكناسة الزيتون، وتأليف في رسم القرآن، وتسميط البردة للبوصيرى، ونظم رجال الحلية، ومنها شرحه الحفيل
على منظومة التلمسانى في الفرائض ملأه فرائد ودررا مما يستحسن إيراده ويستطاب ذكره.
فمن ذلك ما نسبه إلى الحلية في ترجمة الإمام الشافعى رضى الله عنه أنه تزوج امرأة ذات جسدين في صورة واحدة بوجهين وصدرين وأربعة أيدى وبطنين ورجلين اثنين وفرج واحد، ومنها ما رآه بمكناسة قال: شاهدت بها بنتين بوجهين وأربعة أرجل وفرجين اثنين في جسد واحد افترقت فيه من أسفل البطن ومن عند الصدر، والبنتان المذكورتان ميتتان وكان ذلك بقرب ولادتهما لصعوبة وضعهما وذلك في عام واحد وثمانمائة.
شعره: من ذلك قوله:
لا تنكرن الحسن من مكناسة
…
فالحسن لم يبرح بها معروفا
ولئن محت أيدى الزمان رسومها
…
فلربما أبقت هناك حروفا
وقوله فى مطلع قصيدة:
يا بديعا فاق البديع بنظم
…
فى عروض من الخفيف ووزن
وقوله مخمسا لبيتى ابن الخطيب (1):
يا سائر الضريح خير العالم
…
ينهى إليه مقال صب هائم
بالله ناد وقل مقالة عالم:
يا مصطفى من قبل نشأة آدم
…
والكون لم تفتح له أغلاق
بثناك قد شهدت ملائكة السما
…
والله قد صلى عليك وسلما
يا مجتبى ومعظما ومكرما
(1) جذوة الاقتباس 1/ 317.
أيروم مخلوق ثناك بعد ما
…
أثنى على أخلاقك الخلاق
وقوله:
على قدر نية أهل التو (م)
…
كل يعطيهم الله منه المعونة
فإن صحح العبد إيقانه
…
كفاه المهيمن هو المئونة
وقوله:
إذا كان ظنى بربى جميلا .. ولم أتخذ غيره لى وكيلا
أتتنى لطائفه بالذى
…
رجوت وكان بأمرى كفيلا
وقوله:
نظرت إلى الوجود بعين قلبى
…
فلم أر فيه غير الله وحده
فكن بالله وارج الله واعمل
…
للقيما الله تأمن كل شده
وقوله:
قل للحريص تفكر
…
إذا كنت في بطن أمك
أكنت أعددت رزقا
…
يقيم نشأة جسمك
وعند خلقك لما
…
أصبحت أضعف قومك
هل قمت تنشى ثديا
…
يدر رزقا برسمك
حتى فطمت فأضحى
…
أبوك يسعى لطعمك
والأم تجهد معه
…
فيك إلى وقت حلمك
فحين صرت قويا
…
أخا احتيال بزعمك
خفت الضياع فأضحت
…
دنياك أكبر همك
هذا لعمرى سفاه
…
قضى به سوء فهمك
وقوله:
تالله بعد أحبائى الذين مضوا
…
وخلفونى رهين الشوق والشجن (1)
ما أبصرت مقلتى من بعدهم حسنا
…
ولا نظرت إلى شئ فأعجبنى
وقوله وقد كتبه على زاوية الحجاج ببلده مكناسة:
هذا مقام الزائرين لأحمد
…
من جاء بالقرآن والآيات (2)
يا ليتنى أسعى إلى خير الورى
…
وأقبل الآثار والجدرات
يا رب جاز القائمين بحقه
…
بتوابع الإحسان والحسنات
واغفر له ولمن أراد بناءه
…
والسامعين وناظم الأبيات
وقوله:
أيا من أراد التخلص من
…
دناه لخوف إذاياتها (3)
إذا شئت تسلم من شرها
…
فسلم لما في حويجاتها
وفاته: توفى بمكناسة بلده سنة سبع وعشرين وثمانمائة وإلى وفاته أشار صاحب نظم الإعلام، بوفيات الإعلام، بقوله:
محمد بن جابر في (أو كتت)
…
وفاته القلوب مزنا أو كتت
الألف من أو كتت بواحد، والواو بستة، والكاف عشرون، والتاء أربعمائة وكذا التي بعدها.
(1) جذوة الاقتباس 1/ 318.
(2)
جذوة الاقتباس 1/ 318.
(3)
جذوة الاقتباس 1/ 318.