الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
173 - الكامل بن عبد الله بن الطاهر بن محمد
.
ابن الطاهر بن محمد بن عبد الواحد بن العربي بن محرز بن على بن يوسف بن على الشريف بن الحسن بن محمد بن حسن القادم من الحجاز بن قاسم ابن محمد بن أبى القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبى محمد بن عرفة ابن على بن الحسن بن أبى بكر بن على بن حسن. بن أحمد بن إسماعيل بن قاسم ابن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء البتول بنت رسول رب العالمين، خاتم النبيين مولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وحزبه.
حاله: علامة حافظ، لافظ مشارك، دراكة نقاد، متضلع مطلع، فصيح حسن العبارة، واسع العارضة، ذو حفظ عجيب، ومهارة في تنظيم الدروس وترتيبها، وتلخيص المسائل وتصويرها بأبسط عبارة، ومزيد بيان وفصاحة وبلاغة، وذلك مما كان يزيده رحمه الله طلاوة ورونقا، له معرفة بالطب، كريم الأخلاق والسجايا، جامع لأصناف المزايا، مدرس نفاع له اعتناء تام بالكتب شراء ومطالعة، عين للمطالعة أوقاتا لا يتخلف عنها إلا لمانع عظيم الهمة، لا يدخل كتابا لخزانته إلا بعد مطالعته وتوقيفه والكتابة عليه، كبير الاعتقاد في الصالحين، محب في العلم وأهله، معظم للمنتسبين إليه، كثير النوافل متبتل ذاكر، تام المروءة، حسن السمت والهيئة مبالغ في جمال الشارة والبزة، مستدع للأبهة، أبى النفس جواد بشوش لا تساوى عنده زهرة الدنيا قلامة ظفر، مسبل أذيال العفة، بعيد عن الريب، متمسك بعرى النزاهة، رفيع العماد، واسع الناد، كريم المائدة، عظيم الفائدة.
وكان من جملة جلة أعلام الحديث بالمجالس السلطانية، وكان لا يخوض مع الخائضين في معانيها تأدبا وأنفة من الجدال والمراء، ويتناعس حيث كان جل
تلك المذاكرات مبنية على العناد والتعصب، وكان السلطان يكره تناعسه وسكوته فأوعز لحاجبه أحمد بن موسى المترجم فيما سلف إخراج المترجم من حلقة المجلس إذا خاض الأعلام في ميدان المباحثة إذا تمادى على سكوته، فلم يسعه إلا امتثال ما أمر به، ثم بعد طرق السبيل الموصل للإشراف على السبب في ذلك وتحقق أنه لا ذنب له غير سكوته، وأن السلطان يعلم اقتداره على القبول والرد، وأنه إنما رشحه لحضور مجالسه للمباهاة به إذ كان صهره ومن أعلام عائلته الكريمة، ثم تشفع فيه فعاد للحضور كما كان، وصار يقرط الآذان بدرر فرائد الفوائد وفق المراد منه.
استوطن مكناسة الزيتون مدة ودرس بجامعها العتيق، وانتفع به خلق، ثم انتقل لفاس وتصدر للتدريس بجامع القرويين منها، عمره الله بدوام ذكره.
هذا والفريق العلوى الذى منه المترجم يعرف بالأمرانيين نسبة إلى الأمرانى، زاوية مباركة بسجلماسة، لها حرمة عظيمة وشرف باذخ، لا ترى أحدا من أشرافها إلا توسمت فيه الصلاح والخير والنجاح، عالما بمصالح دينه ودنياه، قاله في الأنوار السنية.
ولم يزل غيرهم من فضلاء أولاد عمهم الأشراف المقتدى بهم علما وعملا، يعظمونهم ويحترمونهم تعظيما واحتراما فوق ما يعظمون ويحترمون بعضهم بعضا، ويعترفون لهم بمزيدا الفضل والخشية والإعراض عن زخارف الدنيا الدنية، وتلحظهم الملوك العظام بعين الإكبار والإجلال.
وأول خارج من سلجلماسة من هذه العائلة الكريمة هو الجد السادس للمترجم، وهو السيد أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد في معية السلطان العظيم الشأن مولانا الرشيد بن الشريف، لما فر من أخيه المولى محمد فنزل بالزاوية الدلائية بعد ما استقل مولاى الرشيد بالملك، فقرأ العلم هناك، وزوجه الدلائى
وأقطعه أرضا تسمى أفران من بلاد زيان، فاستوطنها وبها توفى وضريحه هناك مشهور لدى الخصوص والعموم.
مشيخته: أخذ عن الحاج محمد بن المدنى كنون مختصر الرهونى وهو عمدته، سمع عليه الموطأ، والصحيح، والمختصر الخليلى، والألفية، والسبكى، والسلم، والسنوسية.
وعن أبى المواهب عبد الكبير بن المجذوب الفاسى دفين شالة من رباط الفتح المتوفى في سابع وعشرى رمضان عام أربعة وتسعين ومائتين وألف، حسبما أخبرني بذلك حفيده السيد عبد الحفيظ، وبعد أن كتبت هذا وقفت على أنه كان في التاريخ المذكور حيا يرزق فبيدى مكتوب من الوزير موسى بن أحمد خطابا لأخيه السيد عبد الله بالإيصاء على المذكور لدى قفوله من الحج بتاريخ رابع عشر رمضان عام ستة وتسعين، وفى هذه السنة كانت وفاته مطعونا بفضالة، ومنها حمل إلى شالة وعليه كانت بداية قراءة المترجم الرسالة والمرشد والهمزية وفقهية سيدى عبد القادر الفاسى والشمائل.
وعن الشيخ أحمد بن أحمد بنانى المدعو كلا التفسير، والحديث والأصول، ومختصر السعد.
وعن السيد المهدي بن محمد بن الحاج السلمى صحيح البخارى، والشمائل، والطرفة، والنصيحة الزروقية، والتحفة، والمختصر، والألفية.
وعن السيد أحمد بن أحمد الورياغلى المغنى والألفية.
وعن السيد أحمد السلوى التطوانى: البخارى، والمختصر، والتحفة، والألفية.
وعن الشيخ عبد الرحمن النابلسى المدنى لما ورد لفاس عام واحد وثمانين ومائتين وألف، وأجازه هؤلاء كلهم عامة، ونصوص إجازاتهم له بخطوط أيديهم
كلها محفوظة بمكتبتنا غير إجارة السلاوى لم أظفر بها، وأول من أجازه منهم العلامة النابلسى حسبما ذلك بخط يد المجاز المترجم آخر ورقة الإجازة عقب إمضاء المجيز.
كما أخذ عن السيد العربي بن السائح الشرقى دفين الرباط وأجازه عامة أيضًا، كما ذلك بخط يده بمكتبتنا.
وعن القاضى مولاى محمد العلوى صحيح البخارى، والمختصر، والتحفة، والزقاقية.
وعن ابن عبد الواحد ابن سودة المرى الألفية.
وعن مولاى عبد الملك الضرير الجرومية والألفية والتلخيص.
وعن السيد الطيب ابن كيران التلخيص.
وعن والده عن جده الطريقة الناصرية التي هى أساس أسلافه كما أخذها عن أبى عبد الله محمد بن عبد الحفيظ الدباغ المدعو بوطربوش.
وعن أبى المواهب عبد الكبير الفاسى، وكلاهما عن جده مولاى عبد الله بسنده المذكور في ترجمة أخ المترجم سيدى محمد، وأجازه في تلقين أورادها لمن أرادها منه السيد محمد بن أبى بكر صاحب زاوية تامكروت وكان له الإذن العام في التقديم من قبله.
كما أخذ بعض الأذكار عن البركة الشهير سيدى محمد بن أحمد الودغيرى المدعو الغياثى المتوفى يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الآخرة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، المدفون بالقبب من فاس.
وعن سيدى عبد السلام البقالى حسبما وقفت على ذلك في نص إجارته له بخطه.
الآخذون عنه: ممن أخذ عنه شيخنا العلامة المشارك الأقعد الشريف مولاى أحمد بن المأمون البلغيثى قاضى مكناسة الحالى، والعلامة النبيه السيد التهامى عبابو حاجب الجلالة السلطانية اليوسفية صان المولى حماها، والسيد بدر الدين قاضى ثغر آسفى حينه، وصديقنا السيد عبد الحفيظ الفاسى وأجازه عامة بخطه، والسيد الغالى السنتيسى المكناسى، والسيد التهامي بن عبد القادر المدعو الحداد المترجم آنفا، والعلامة السيد إدريس بن عمر الشامى، والعلامة الخطيب السيد محمد اللواجرى التطوانى، والعلامة القاضى السيد أحمد بن إبراهيم الرباطى، ونسابة عصره ومسنده المولى عبد الحى الكتانى، وأجار له عامة وغيرهم من حاملى لواء التحقيق بفاس ومكناس وغيرهما.
وفاته: توفى بقرحة خرجت في شاربه الأعلى لم يظن موته منها ولا توهم، وذلك غروب يوم السبت موفى عشرين من جمادى الأولى عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه بالضريح الإدريسي ودفن برياض جوار محل سكناهم من حومة السياج قرب الزاوية الناصرية بمحروسة فاس، ومن يومئذ صار ذلك الروض روضة لدفن عائلتهم الكريمة.
وقد رثاه ابن عمنا المولى أحمد بن المأمون المذكور في الآخذين عنه بما لفظه:
حكم المنية في البرية جارى
…
تقدير رب نافذ الأقدار
ما عن ورود حياضها بد ولو
…
طالت بمولود مدى الأعمار
فالموت خطب ما له من دافع
…
معرى النفيس وملبس الأطمار
ملأ القلوب مهابة فالرعب منـ
…
ـه أقام في قلب وفى أفكار
من ذا الذى يرجو البقا من بعد فقـ
…
ـد المصطفى خير الورى المختار
والأنبياء وصحابهم والتابعيـ
…
ـن ومن هداهم في البرية سارى
فالكل دون الله جل جلاله
…
لا بد من رمس له وغبار
ما فاز في الدنيا سوى حر سمت
…
هماته لمكارم وفخار
يفنى نفيس حياته فيما يبقـ
…
ـي ذكره غضًّا على الأعصار
يبدى الندا لمن اجتدى ويفيد من
…
قد جاء يريد العلم من أقطار
حتى إذا زار الفنا فناءه
…
وأجاب داعى ربه الغفار
ود الأنام فداءه بنفوسهم
…
لو كان يفدى هالك بنضار
مثل الإمام المرتضى الحبر الهما
…
م أخ العلا والفضل والإيثار
مولاى (عبد الكامل) الأسنى الذى
…
ظهرت مكارمه ظهور منار
نجل الألى سادوا بملك شامخ
…
أهل العلا والمجد والمقدار
الناسك الأتقى المحرر علمه
…
الحافظ الأرقى رفيع نجار
جماع أشتات العلوم بذهنه
…
يهدي بها من ضل في أوعار
قد مات لكن عاش فينا ذكره
…
بجميل أوصاف وحسن شعار
لله ما ضم الثرى من سيد
…
قد ساد بالنسب الصريح السارى
أسفا عليه لقد تداعى من حما
…
ته شاهق الأمجاد والأبرار
أسفا على فقدان مثله في الورى
…
عز التسلى عنه بالأنظار
أسفا على من كان قبلة آمل
…
من جوده سيل الندى المدرار
أسفا على خلق جميل ناله
…
يسليك عن أهل به وديار
فكأن سامع لفظه يصغى إلى
…
ترجيع تلحين وصوت هزار
وكأن ناظر وجهه متعلل
…
من شرب أقداح وصرف عقار
وجه كمنبلج الصباح تخاله
…
إذ ما تراه طالع الأقمار
لا يلتقى إلا بوجه ضاحك
…
والبشر يحسن في ذوى الأقدار
لله منه مجالس كانت تقـ
…
ـضى بالعلوم الباهرات لقارى
لله منه تواضع في رفعة
…
ومهابة وجلالة ووقار
لله منه تسارع لصنائع الـ
…
ـخيرات يسبق نحوها ببدار
يا رحمة لذويه بعد بعاده
…
عنهم فمن لهم بطيب قرار
يا رحمة للزائرين ربوعه
…
من صاحب أو خادم أو جار
من ذا يقابلهم بوجه باسم
…
وبمبسم بنواله المدرار
لكن بعد الله في إخوانه
…
وبنيه خير مخلف مختار
فهم لنا من بعده نعم المعز
…
ى فيه إذ هم سادة الأخيار
فالله يكسوهم من الصبر الجميـ
…
ـل على مصابه سابغ الأستار
والله يسكنه فسيح جنانه
…
في جيرة الأرسال والأنصار
وينيله أعلى الفرادس لابسا
…
من سندس خضر أعزّ دثار
لا زال قبره في رياض ناعم
…
تهمى عليه سحائب الأسرار
يغدو به مترفعا متقدسا
…
ويصير من علياه خير مزار
أرخ وفاته دون (حم) ولتقل
…
(قد نال في أخراه عز جوار)