الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أ- فقه الحنفية
1 - أبو حنيفة
هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى (•)، ولد حوالى سنة 80 هـ/ 699 م بالكوفة، وكان جده زوطى قد جلب من فارس إلى الكوفة عبدا واعتقه سيده وكان من قبيلة تيم الله، أما والده ثابت فقد ولد حرا فى هذه القبيلة. ولقد وفّق أبو حنيفة إلى سماع عدد كبير من كبار التابعين بالكوفة والتعليم منهم. ومن المرجح أنه رأى بعض الصحابة ولكنه لم يرو عنهم. ومن شيوخه أبو عمرو الشّعبى (المتوفى 104 هـ/ 722 م)، وعطاء بن أبى رياح (المتوفى 114 هـ/ 732 م)، وحمّاد بن أبى سليمان (المتوفى 120 هـ/ 737 م) ويقال إن حمادا أثر فى ثقافته الفقهية تأثيرا قويا، ظل يسمع منه نحو ثمانية عشر عاما. ويروى عنه أنه تولى حلقة الدرس أثناء سفر شيخه حماد إلى البصرة. وبعد عودة حماد من سفره أعلن خطأ عشرين إجابة من إجابات أبى حنيفة الستين على أسئلة وجهت إليه. ولذلك قرر أبو حنيفة أن يحضر دروس حماد فقط (36) ولم يحاضر إلا بعد موت شيخه. حضر حلقته كل من أبى يوسف (المتوفى 182 هـ/ 798 م)، وزفر بن الهذيل (المتوفى 158 هـ/ 774 م)، ومحمد بن الحسن الشيبانى (189 هـ/ 805 م). ويقال إنه كان يميل فى آرائه العقيدية إلى المرجئة، وكان يكسب قوت يومه من التجارة، ويقال إن الخلفاء الأمويين المتأخرين والخليفة المنصور من العباسيين كانوا يجبرونه على تولى منصب القضاء، ولكنه كان يرفض فى كل مرة، وسجن بسبب ذلك ببغداد، وتوفى هناك سنة 150 هـ/ 767 م).
(•) كذا فى الفهرست لابن النديم، وفى تذكرة الحفاظ: زوطا.
(36)
انظر: تاريخ بغداد للخطيب 13/ 333.
والحكم على صحة نسبة مؤلفات أبى حنيفة له من الأمور الصعبة فى تاريخ التراث العربى، وإن كان الرأى السائد يميل إلى أن أبا حنيفة لم يؤلف كتابا واحدا منها (37) ولكن كيف يستطيع المرء أن يتصور أبا حنيفة، وهو مؤسس مذهب فى الفقه لم يؤلف كتابا قط فى حين أن أساتذته كانوا يؤلفون كتبا وأن معاصريه فى البلاد الإسلامية المختلفة كانوا يؤلفون كتبا كثيرة مبوبة. وقد وصلت بعض الأخبار من معاصريه/ حول كتبه. (38) حتى إنه ليقال إن سفيان الثّورى (المتوفى 161 هـ/ 778 م) وهو صاحب مذهب مستقل قد نسخ كتاب «الرهون» لأبى حنيفة. (39).
أما الأوزاعى (المتوفى 157 هـ/ 774 م) وهو مؤسس مذهب فقهى ولم يكن يعرف أبا حنيفة حق المعرفة ولم يكن يقدره أطلعه عبد الله بن المبارك (المتوفى 181 هـ/ 797 م) على كتاب لأبى حنيفة كان عنده (40).
إلّا أن عبد الله بن المبارك نفسه قد طعن فى صحة نسبه كتاب «الحيل» إلى أبى حنيفة. (41) وأمّا الطريقة التى كان يكتب بها أبو حنيفة كتبه فليس هناك ما يدل على أنه كان يؤلفها بطريقة تخالف معاصريه، كما رأينا فى باب الحديث. ويبدو أن أكثر كتبه التى وصلت إلينا من عمل تلاميذه ولكنه كتب- على الأقل- «الرسالة» الموجهة إلى عثمان البتى (المتوفى 143 هـ/ 760 م) فى الدفاع عن «الإرجاء» .
(37) جونبول فى دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الأولى) 1/ 96، وشاخت (الطبعة الثانية) 1/ 123.
(38)
تاريخ بغداد للخطيب 13/ 342. سأل أبو مسلم المستملى يزيد بن هارون (فى عهد المنصور 136 هـ/ 754 م- 158 هـ/ 775 م): «ما تقول- يا أبا خالد- فى أبى حنيفة والنظر فى كتبه؟ قال: انظروا فيها إن كنتم تريدون أن تفقهوا، فإنى ما رأيت أحدا من الفقهاء يكره النظر فى قوله.»
(39)
المصدر السابق: «احتال الثورى فى كتاب الرهن حتى نسخه»
(40)
النص: «يا خراسانى من هذا المبتدع الذى خرج بالكوفة يكنى أبا حنيفة؟
فرجعت إلى بيتى فأقبلت على كتب أبى حنيفة فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل
…
والكتاب فى يدى.
فقال: أى شئ هذا الكتاب؟ »، المصدر السابق 13/ 338.
(41)
المرجع السابق 426 - 427.