الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تابع
(17)
كتاب الجهاد
3 -
باب
آداب السفر
من الصحاح:
965 -
2943 - عن كعب بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس "
(باب آداب السفر)
(من الصحاح):
"عن كعب بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس "
"تبوك": من أدنى أرض الشام إلى الحجاز، قيل: سميت بذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وجدهم يبوكون القدح في العين، أي: يحركونه ليملأ من الماء، فقال:"مازلتم تبوكونها"، فسميت بذلك، واشتقاقه من:
البوك، وهو الجماع، واختيار الخميس إما لأنه يوم مبارك، بورك فيه ولأمته، ولأنه ترفع فيه أعمال الأسبوع، ولذلك سن الصوم فيه، ولأنه أتم أيام الأسبوع، أو لتفاؤله بالخميس على أنه ظفر، على الخميس الذي هو الجيش، ويتمكن عليهم، أو أنه تعالى يحفظ جيشه ويحيط بهم، وإنما سموا خميسا، لأنهم يحزبون خمسة أحزاب، المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة.
…
966 -
2947 - عن أبي بشير الأنصاري: أنه كان مع رسول الله في بعض أسفاره فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا: "لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، أو قلادة إلا قطعت".
"وفي حديث أبي بشير الأنصاري: لا يبقين في رقبة بعير قلادة".
قيل: إنما أمر بقطعها لأن الأجراس كانت معلقة بها، وهي من مزامير الشيطان ومانعة لمصاحبة الملائكة للرفقة التي هي فيها، أو لئلا يتشبث به العدو فيمنعها عن الركض.
…
967 -
2948 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير، وإذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب
ومأوى الهوام بالليل".
وفي رواية: "وإذا سافرتم في السنة فبادروها بها نقيها".
"وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض".
أي: حظها من نباتها، يعني: دعوها ساعة فساعة ترعى.
و (حقها من الأرض):رعيها فيها.
"وفيه: وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير"أي: إذا كان الزمان زمان قحط فأسرعوا السير عليها، ولا تتوقفوا في الطريق، لتبلغكم المنزل قبل أن تضعف.
وقد صرح بهذا في الرواية الأخرى، وهي:"إذا سافرتم في السنة فبادروها بها نقيها"، أي: أسرعوا عليها السير ما دامت قوية باقية النقي، وهو المخ.
"وفيه: وإذا أعرستم بالليل فاجتنبوا الطريق" أي: إذا نزلتم آخر الليل فانحرفوا عن الطريق، ولا تنزلوا فيه، لأنه متردد الدواب ومأوى الهوام.
و (الإعراس والتعريس): هو النزول آخر الليل.
…
968 -
2950 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السفر قطعة من العذاب،
يمنع أحدكم نومه وطعامه، فإذا قضى نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله".
"وفي حديث أبي هريرة: فإذا قضى نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله".
أي: إذا قضى حاجته وحصل مقصوده من"وجهه"، أي: من الجانب الذي توجه إليه"فليعجل" في المراجعة"إلى أهله".
و (النهمة): بلوغ الهمة في الشيء، يقال: نهم بكذا فهو منهوم: إذا كان مولعا به حريصا.
…
969 -
2954 - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا".
"وفي حديث جابر: فلا يطرق أهله".
أي: لا يأتيه بالليل.
…
970 2955 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلتم ليلا فلا تدخل على أهلك، حتى تستحد المغيبة، وتمشط الشعثة".
"وفي حديثه الآخر: حتى تستحد المغيبة وتمشط الشعثة".
(الاستحداد): استعمال الحديد، والمراد به، ما تتعهده النساء من التنظيف بالحلق وغيره.
و"المغيبة": التي غاب عنها زوجها.
و"الشعثة": المتفرقة الشعر، وقد سبق شرح هذا الحديث.
…
من الحسان:
971 -
2960 - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى الليل"
(من الحسان):
"عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل"
"الدلجة" السير بالليل، وقد سبق ذكرها في (باب الاعتصام)
وقوله: "فإن الأرض تطوى بالليل" أي: تقطع بالسير في الليل ما لا تقطع بالسير في مثل ذلك الزمان من النهار.
…
972 -
2961 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب".
"عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثالث ركب"
سمى الواحد والاثنين (شيطانا) ، لمخالفة النهي عن التوحيد في السفر، والتعرض للآفات التي لا تندفع إلا بكثرة، ولأن المتوحد بالسفر تفوت
عنه الجماعة ويعسر عليه التعيش.
ولعل الموت يدركه فلم يجد من يوصي إليه ديون الناس وأماناتهم وسائر ما يجب أو يسن على المحتضر أن يوصي به، ولم يكن ثم من يقوم بتجهيزه ودفنه.
و (الركب) جمع: راكب، كصاحب وصحب، وقيل: اسم عشيرة من أصحاب الإبل فما فوقها، والجمع:(أركب) ، والذي في الحديث لا يصح حمله عليه، إلا أن يجعل اسم كل جمع منهم.
…
973 -
2964 - عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في السير، فيزجي الضعيف، ويردف لهم.
"وفي حديث جابر: فنزجي الضعيف، أي: نسوقه.
…
974 -
2966 - وعن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، فكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: وكانت إذا جاءت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا: نحن نمشي عنك، قال:"ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما"
"في حديث ابن مسعود: فكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم "
أي: رديفيه، يكونان معه على الزاملة، وهي البعير الذي يستظهر به الرجل يحمل طعامه ومتاعه عليه.
والمعنى: أن ثلاثتهم يتعاقبون بالركوب على بعير واحد.
"قال: وكانت إذا جاءت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: تمت نوبة ركوبه عقيب ركوبهما، أو أتت نوبة نزوله، لقوله: "قالا: نحن نمشي عنك".
…
975 -
2970 - عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون إبل للشياطين، وبيوت للشياطين، فأما إبل الشياطين فقد رأيتها، يخرج أحدكم بنجيبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعير منها، ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله، وأم بيوت الشياطين فلم أرها" كان سعيد يقول: لا أراها إلا هذه الأقفاص التي تستر الناس بالديباج.
" عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تكون إبل الشياطين وبيوت الشياطين".
يريد بها ما تكون معدة للتفاخر والتكاثر، ولم يقصد بها أمرا مشروعا، ولم يستعمل فيها يكون فيه قربة، فعين الصحابي من أصناف هذا النوع من الإبل صنفا، وهو حسان سمان يسوقها الرجل معه في سفره فلا يركبها، أو لا يحتاج إليها في حمل متاعها، ثم إنه يمر بأخيه المسلم قد انقطع به من الضعف والعجز فلا يحمله، وعين التابعي صنفا من البيوت، وهو الأقفاص المجللة بالديباج، يريد بها: المحامل التي يتخذها المترفون في الأسفار.
…
976 -
2972 - عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أحسن ما دخل الجل على أهله إذا قدم من سفر أول الليل".
"عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أحسن ما دخل الرجل أهله إذا قدم من سفره أول الليل"
"ما":موصولة، والراجع إليه محذوف والمراد به: الوقت الذي يدخل فيه الرجل على أهله، و"أهله": منصوب بنزع الخافض، واتصال الفعل إليه على سبيل الاتساع.
ويحتمل أن تكون مصدرية على تقدير مضاف، أي: إن أحسن دخول الرجل أهله دخول أول الليل، والتوفيق بينه وبين ما رواه: أنه