الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(21)
كتاب الطب والرقى
1 -
باب
من الصحاح:
1158 -
3489 - عن جابر قال: رمي أبي يوم الأحزاب على أكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(كتاب الطب والرقى)
(من الصحاح):
"عن جابر قال: رمي أبي يوم الأحزاب على أكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(المرمي) هو: أبي بن كعب، وأخطأ من صحف ظنا بأنه أبو جابر، لأنه استشهد بأحد قبل يوم الأحزاب بسنتين.
و (الأكحل): عرق معروف في وسط، اليد يقال له: نهر البدن، وإنما كواه، لينسد موضع الشق، وينحسم منه الدم.
1159 – 3493 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسقه عسلا فسقاه ثم جاءه فقال: سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا!؟ فقال له ثلاث مرات، ثم جاءه الرابعة فقال: "اسقه عسلا" فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا!؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صدق الله وكذب بطن أخيك" فسقاه فبرأ.
"وفي حديث أبي سعيد: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله: اسقه عسلا"
(استطلاق البطن): مشيه، وهو تواتر الإسهال، ولعله أمره بسقي العسل لأنه علم أنه سبب إسهاله اجتماع فضلات كثيرة بلغمية لزجة تدفعه الطبيعة، فاستصوب إمداد الطبيعة بما يقطعه ويجريه، فأمره بسقي العسل كرة بعد أخرى حتى يسهل ما بقي منها.
…
1160 – 3495 – وقال: "لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة، وعليكم بالقسط"
"وعن أنس: أنه – عليه الصلاة والسلام – قال: لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة، وعليكم بالقسط"
يريد به النهي عما تعتاد النساء من إدخال الإصبغ في حلق
المعذور لغمز داخله.
وكذلك قوله في الحديث الذي بعده: "علام تدغرون أولادكن بهذا العلاق؟ "
أي: علام تغمزن حلقهم؟! استفهام في معنى الإنكار له ولنفعه،
و (الدغر): الدفع والغمز.
و (العذرة): وجع الحلق، وهو يتولد تارة من هيجان الدم، وأخرى من البلغم، ولعل القسط ينفع من الضرب الثاني، وهو أكثر ما يعرض للصبيان، فإنه حار يابس.
وقيل: إنهن يغمزن العذرة، لتنقبض وترتفع وتنفتح الطريق، والقسط إذا أخذ ماؤه، وأوصل إلى العذرة، أفاد ذلك، لما فيه من اليبس.
و"العلاق": ما ترفع به العذرة من إصبع أو غيرها، وروي:"بهذا الإغلاق"، وهو غمز العذرة ورفعها، وقيل: كن يفتلن خرقة ويدخلنها في أنف الصبي المعذور، ويغمز بها في موضع العذرة، وهو: ما بين آخر الأنف وأصل اللهاة، فينفجر منه دم أسود، وكانوا يسمون ذلك الطعن: الدغر، فعلى هذا يكون العلاق تلك الخرقة المفتولة.
…
1161 -
3498 – وعن أنس رضي الله عنه قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الرقية من العين، والحمة والنملة"
"عن أنس قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة"
الرقية المرخص فيها ما تعرى عن ألفاظ توهم الشرك.
و"الحمة" بالتخفيف سم الهوام كالحية والعقرب والنمل.
و"النملة" بثور صغار تكون مع روم يسير.
…
1162 -
3500 – وعن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، تعني صفرة، فقال:"استرقوا لها، فإن بها النظرة من الجن"
"وفي حديث أم سلمة: فإن بها النظرة"
قيل: أراد به: أن بها عينا أصابتها من نظر الجن.
…
1163 – 3503 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، فإذا استغسلتم فاغسلوا"
"وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق فلو كان شيء سابق القدر سبقته العين، فإذا استغسلتم فاغسلوا"
معناه: أن إصابة العين لها تأثير، ولو أمكن أن يعاجل القدر شيء فيؤثر في فناء شيء وزواله قبل أوانه المقدر لسبقته العين، وكانوا يقولون: إذا غسل أطراف العائن وما تحت إزاره وصب تلك الغسالة على المعيون بريء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من استغسل بالإجابة، إذ ربما يبرئه التوهم، فإن له تأثيرا عجيبا، سيما إذا كان المرض أيضا من هذا القبيل، والله أعلم.
…
من الحسان:
1164 – 3505 – عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله يطعمهم ويسقيهم" غريب.
(من الحسان):
"عن عقبة بن عامرقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكرهوا مرضاكم على الطعام، فإن الله يطعمهم ويسقيهم"
أي: يحفظ قواهم، ويمدهم بما يفيد فائدة الطعام والشراب في حفظ الروح وتقويم البدن.
ونظيره قوله – عليه الصلاة والسلام: "أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني" وإن كان ما بين الإطعامين والطعامين بونا بعيدا.
1165 – 3506 - عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة. غريب.
"وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة"
(أسعد هذا): من الأنصار من بني النجار، وكان نقيب بني ساعدة، قتل يوم بدر.
و"الشوكة": قرحة تعلو الوجه والجسد، يكون فيها خشونة وشدة، ويقال: شيك الرجل، فهو مشوك، إذا أصابه ذلك.
…
1166 -
3409 – عن أسماء بنت عميس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سألها: "بم تستمشين؟ " قالت: بالشبرم، قال:"إنه حار حار"، قالت: ثم استمشيت بالسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو أن شيئا كان فيه الشفاء من الموت لكان في السنا"
"عن أسماء بنت عميس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سألها: بم تستمشين؟ قالت: بالشبرم، قال: حار حار"
(الاستمشاء): طلب مشي البطن، وهو إطلاقه بشرب دواء مسهل.
ويقال للمسهل: مشي ومشو.
و"الشبرم": حب يشبه الحمص، وهو من العقاقير المسهلة.
وروي: "حار حار" على الإتباع، و"حار حار" بالجيم في الثاني،
وهو أيضا كذلك.
وقوله: "ثم استمشيت بالسنا" وهو جمع: سناة، وهو نبت معروف كثير النفع.
…
1167 – 3515 – وعن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به"
"وعن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثي كان به"
(الوثي): ينبغي أن يكون بالهمز، وهو ما يعرض للعضو من خدر واسترخاء، وقيل: وجع يصيبه من غير كسر.
…
1168 – 3517 – عن عبد الرحمن بن عثمان: أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء؟ فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها.
"عن عبد الرحمن بن عثمان: أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها".
(الضفدع) بكسر الدال، على مثال الخنصر، والعامة تفتحها.
قال الخليل: ليس في كلام العرب (فعلل) إلا أربعة أحرف: درهم، وهجرع للطويل، وهبلع للأكول، وقلعم اسم رجل.
ولعله نهى عن قتلها، لأنه لم ير التداوي بها، إما لنجاستها وحرمتها، إذا لم نجوز التداوي بالمحرمات، أو لاستقذار الطبع وتنفره عنها، أو لأنه رأى فيها من المضرة أكثر مما رأى الطبيب فيها من المنفعة.
…
1169 – 3526 – عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود: أن عبد الله رأى في عنقي خيطا فقال: ما هذه؟ فقلت: خيط رقي لي فيه، فقالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك" فقلت: لم تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي فإذا رقاها سكنت! فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقي كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما"
"وفي حديث عبد الله بن مسعود: إن الرقى والتمائم والتولة شرك"
"التمائم": جمع: تميمة، وهي التعويذة التي تعلق على الصبي.
و"التولة": بكسر التاء وضمها: نوع من السحر.
قال الأصمعي: هي ما تحبب به المرأة إلى زوجها.
وإنما أطلق الشرك عليها إما لأن المتعارف منها في عهده ما كان معهودا في الجاهلية، وكان مشتملا على ما يتضمن الشرك، أو لأن إيجادها يدل على اعتقاد تأثيرها، وهو يفضي إلى الشرك.
وفيه: " وكانت عيني تقذف"
على البناء للمفعول، أي: ترمى بما يهيج وجعها، وإن كانت الرواية على البناء للفاعل فمعناه: وإنها ترمي الرمض والماء من الوجع.
"وكنت أختلف إلى فلان" أي: أتردد إليه.
…
1170 3527 – عن جابر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال:"هو من عمل الشيطان"
"عن جابر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة قال: هو عمل الشيطان"
"النشرة"بالضم: نوع من الرقية يعالج به المصروع، سميت بها لزعمهم أن الجن تنشر بها عنه، أو الداء الذي يخامره.
…
1171 – 3533 – عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: رأى عامر ابن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة! قال: فلبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا رسول الله! هل لك في سهل بن حنيف، والله ما يرفع رأسه! فقال: " هل تتهمون
له أحدا؟ "قالوا: نتهم عامر بن ربيعة، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغلظ عليه وقال: "علام يقتل أحدكم أخاه، ألا بركت؟ اغتسل له"
فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله إزاره في قدح ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس به بأس.
"وفي حديث أبي أمامة بن سهل: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة! قال: فلبط سهل"
أي: ما رأيت يوما مثل ما رأيته اليوم في البياض والنعومة.
"ولا جلد مخبأة"- وهي المرأة المخدرة- يماثله.
"فلبط" أي: صرع المعيون، وأسقط من قيام، وفي الحديث: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش ملبوط بهم، أي: سقوط بين يديه.
…
1172 – 3535 – قالت عائشة رضي الله عنها: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل رئي فيكم المغربون؟ " قلت: وما المغربون؟ قال: "الذين يشترك فيهم الجن"، غريب.
"قالت عائشة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رئي فيكم المغربون؟ قلت: وما المغربون؟ قال: الذين يشترك فيهم الجن".
"المغربون" بتشديد الراء وكسرها: المبتعدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع حتى شارك فيهم الشيطان، كما قال تعالى: {وشاركهم في