الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- عليه الصلاة والسلام قال: "إذا طال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا": أن يحمل على الخلو بها وقضاء الوطر منها، لا القدوم عليها ليلا، وإنما اختار ذلك أول الليل، لأن المسافر لبعده عن أهله يغلب عليه الشبق، ويكون ممتلئا تواقا، فإذا مضى شهوته أول الليل خف بدنه وسكن نفسه وطاب نومه.
…
4 -
باب
الكتاب إلى الكفار
ودعائهم إلى الإسلام
من الصحاح:
977 -
2973 - عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصري ليدفعه إلى قيصر، فإذا فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بداعية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الأريسيين، و {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا
نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} "
ويروى: "بدعاية الإسلام".
(باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإسلام)
(من الصحاح):
"في حديث ابن عباس: وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى"
يريد به زعيمهم وحاكمهم الذي يعظمونه، و"بصرى": اسم موضع بالشام ينسب إليه السيوف.
"وفيه: أدعوك بداعية الإسلام" أي: بدعوته وبالكلمة التي يدعى بها إلى الإسلام، ويدخل بها فيه من دعا إلى كذا، وهو في الأصل مصدر كـ (العافية) ، وكذلك (الدعاية) بوزن الشكاية، يقال: دعا يدعو دعاء ودعوى وداعية ودعاية.
"أسلم تسلم" أي: من عقاب الله، و"أسلم يؤتك الله أجرك مرتين" أي: أجرالنصرانية والإسلام، أجر الإيمان بعيسى وبمحمد، كما سبق في (كتاب الإيمان).
وكان (قيصر) نصرانيا، وكان اسمه: هرقل.
"وإن توليت فعليك إثم الأريسيين"، أي: الأتباع والخول وعامة الرعايا الذين يتبعونك في كفرك، ويتأسون بك في دينك، فإنك قد صددتهم عن الإسلام بإعراضك عنه، فعليك وزرك ووزر من تبعك في
التأبي عن الحق والإصرار على الباطل، واستغنى بالثاني عن ذكر الأول، لأنه أولى بالثبوت، وهو بالتخفيف جمع: أريس، وهو الأكار،
يقال: أرس يأرس أرسا، أي: صار أريسا، وقد يشد الراء وتكسر الهمزة للمبالغة، وحينئذ يشدد الفعل أيضا، فيقال: أرس تأريسا.
وفي بعض الروايات: "الأريسييون" بناء النسبة على أن المراد بهم: أتباع عبد الله بن أريس، رجل مشهور بين النصارى بعث الله نبينا في زمانه، فخالفه هو وأصحابه فقتلوه.
وفي بعضها: "اليريسين" على إبدال الهمزة ياء.
قال ابن المسيب: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق، أي: دعا على ملوك الفرس أن يفرقوا كل تفريق، بحيث لا يلتئم أمرهم كأن الذي مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرويز بن أنوشروان، فسلط الله عليه ابنه شيرويه فقتله بعد ستة أشهر مع أكثر أقاربه وأولاده، فوقع أمرهم في الانحطاط والإدبار حتى آل إلى ما آل، على ما أثبت في كتب التواريخ.
…
978 -
2978 - عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذانا كف عنهم وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم، قال: فخرجنا إلى خيبر فانتهينا إليهم ليلا، فلما أصبح ولم يسمع أذانا ركب وركبت خلف أبي طلحة وإن قدمي لتمس قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: فخرجوا إلينا بمكاتلهم ومساحيهم، فلما
رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: محمد والله، محمد والجيش، فلجأوا إلى الحصن، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الله أكبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"
"وفي حديث أنس: لم يكن يغز بنا حتى يصبح".
أي: لم يرسلنا إليه ولم يحملنا عليه، والإغزاء وإن كان مشهورا في تجهيز الجيش للغزو فلا يبعد استعماله في الحمل والحث عليه.
وقيل: صوابه: (يغزو بنا) فسقط الواو عن قلم الكاتب فصحف.
"وينظر، فإن سمع أذانا كف عنهم" أي: كان يتثبت فيه ويحتاط في الإغارة، حذرا عن أن يكون فيهم مؤمن فيغير عليه غافلا عنه جاهلا بحاله.
…
979 -
2979 - وعن النعمان بن مقرن قال: شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلاة.
"عن نعمان بن مقرن قال: شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلاة.
"الأرواح" جمع: روح، والمراد به: الرياح، وبـ (الصلاة): صلاة الظهر، لما روي عنه في "الحسان": أنه قال: "حتى تزول الشمس، فإذا