الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: حب الدنيا، وكراهية الموت"
يريد بالأمم: أر
باب
الملل المغايرة للإسلام، الضالين عن الهدى، يدعو عليكم بعضهم بعضا ليقاتلوكم، فيبدونكم ويكسرون شوكتكم، ويستردون عنكم ما فتح الله عليكم من الديار والأموال، كما تداعى أكلة الطعام بعضهم بعضا إلى الصحفة، فيتناولون ما فيها بلا وازع ولا مدافع.
و (الغثاء) بالمد: ما يحمله السيل، وكذلك الغثاء بالتشديد، والجمع: الأغثاء، والمعنى: ولكنكم تكونون متفرقين، ضعيف الحال، خفيف العقل، دني القدر، كغثاء السيل.
وأراد بـ (الوهن): ما يوجبه، ولذلك فسر بحب الدنيا وكراهة الموت، والله أعلم.
…
9 -
باب
من الصحاح:
1324 -
4135 - عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم،
وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، قال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: رب! إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، قال: استخرجهم كما أخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك"
"عن عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم،، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظانا، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك"
"كل مال نحلته عبدا حلال" حكاية ما علمه الله تعالى، وأوحى إليه في يومه ذا
والمعنى: ما أعطيت عبدا من مال فهو حلال له ليس لأحد أن يحرم عليه ويمنعه عن التصرف فيه تصرف الملاك في أملاكهم.
وليس لقائل أن يقول: هذا يقتضي أن لا يكون الحرام رزقا، لأن كل رزق ساقه الله إلى عبد فقد نحله وأعطاه، وكل ما نحله وأعطاه فهو حلال، فيكون كل رزق الله إياه فهو حلال، وذلك يستلزم أن يكون كل ما ليس بحلال ليس برزق.
لأنا نقول: الرزق أعم من الإعطاء، لأن الإعطاء يتضمن التمليك، ولذلك قال الفقهاء: لو قال الرجل لامرأته إن أعطيتني ألفا فأنت طالق، فأعطته بانت، ودخل الأف في ملكه، ولا كذلك الرزق.
"وإني خلقت عبادي حنفاء" أي: مستعدين لقبول الحق، والحنف عن الضلال، مبرئين عن الشرك والمعاصي، وهو في معنى قوله:"كل مولود يولد على الفطرة"
"فاجتالتهم عن دينهم" أي: جالت الشياطين بهم وساقتهم إليها، افتعال من الجولان.
"ما لم أنزل سلطانا": مفعول (يشركوا) يريد به الأصنام وسائر ما عبد من دون الله، أي: أمرتهم بالإشراك بالله بعبادة مل لم يأمر الله بعبادتهم، ولم ينصب دليلا على استحقاقه للعبادة.
"ثم نظر إلى أهل الأرض" أي: رآهم ووجدهم متفقين على
الشرك، منهمكين في الضلالة، إلا بقايا من اليهود والنصارى، تبرؤوا عن الشرك، وعضوا على التوحيد والدين الحق.
"فمقتهم": أي: أبغضهم لسوء اعتقادهم، وخبث صنيعهم.
"لأبتليك وأبتلي بك" أي: لأمتحنك وأمتحن الناس بك.
"وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء" أي: كتابا محفوظا في القلوب، لا يضمحل بغسل القراطيس، أو كتابا مستمرا متداولا بين الناس ما دامت السماوات والأرض، لا ينسخ ولا ينسى بالكلية، وعبر عن إبطال حكمه، وترك قراءته والإعراض عنه: بغسل أوراقه بالماء على سبيل الاستعارة، أو كتابا واضحا آياته، بينا معجزاته، لا يبطله جور جائر، ولا تدحضه شيهة مناظر، فمثل الإبطال معنى بالإبطال صورة.
وقيل: كنى به عن غزارة معناه، وكثرة جدواه، من قولهم: مال فلان لا يفنيه الماء والنار.
"تقرؤه نائما ويقظانا" أي: يصير لك ملكة بحيث يحضر في ذهنك وتلقت إليه نفسك في أغلب الأحوال، فلا تغفل عنه نائما ويقظانا، وقد يقال للقادر على الشيء الماهر به: يفعله نائما.
"وإن الله أمرني أن أحرق قريشا" أي: أهلكهم، يريد به كفارهم.
"إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة" أي: يشدخوه، فيتركوه بالشدح مصفحا كخبزة، و"نغزك" من أغزيته: إذا جهزته للغزو، وهيأت له أسبابه.
"نبعث خمسة مثله" أي: نبعث من الملائكة خمسة أمثال
بعثتهم، كما فعل يوم بدر.
…
1325 -
4136 - عن ابن عباس قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك القربين} صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا، فجعل ينادي:"يا بني فهر! يا بني عدي! لبطون قريش، حتى اجتمعوا، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" قال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت {تبت يدا أبي لهب وتب} .
ويروى: "نادى: يا بني عبد مناف! إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه، فجعل يهتف: يا صباحاه! "
"وفي حديث ابن عباس: فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم"
(التب، والتباب): الخسران والهلاك، نصبه بعامل مضمر و"سائر اليوم" يريدك جميع الأيام
"وفيه: فانطلق يربأ أهله": أي: يعلو موضعا عاليا فيترقب لأهله.
من الحسان:
1326 -
4140 - عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما يكفأ -قال الراوي: يعني: الإسلام- كما يكفأ الإناء" يعني: الخمر، قيل: فكيف، يا رسول الله! وقد بين الله فيها ما بين؟ قال:"يسمونها بغير اسمها فيستحلونها"
"في حديث عائشة: إن أول ما يكفأ- قال الراوي: يعني الإسلام- كما يكفأ الإناء يعني الخمر"
"يكفأ": يقلب ويمال: كفأت القدر: إذا قلبتها لينصب عنها ما فيها، والمراد
به الشرب هاهنا، فإن الشارب يكفأ القدح عند الشرب.
وقول الراوي"يعني الإسلام": يريد به: في الإسلام، وسقط عنه والمعنى: إن أول ما يشرب من المحرمات، ويجترأ على شربه في الإسلام - كما يشرب الماء ويجترأ عليه- هو الخمر، ويؤولون في تحليلها بأن يسموها بغير اسمها، كالنبيذ والمثلث.
(25)
كتاب الفتن