الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 -
باب
الشفقة والرحمة على الخلق
من الصحاح:
1255 -
3857 - وقال: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبع، لا يبغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك"، وذكر البخل والكذب، "والشظير الفحاش"
"عن عياض بن حمار المجاشعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال، وأهل النار [خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعا، لا يبغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانة، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك، ومالك، وذكر البخل والكذب والشظير والفحاش"
(المقسط): العادل، والمراد بـ (الموفق): الذي هيئ له أسباب الخير، وفتح له أبواب البر.
"رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم" أي: يرق قلبه، ويترحم لكل من بينه وبينه لحمه القرابة أو وصلة الإسلام.
و (العفيف المتعفف): المجتنب عن المحارم، المتحاشي عن السؤال، المتوكل على الله تعالى في أمره وأمر عياله.
وإذا استقريت أحوال العباد على اختلافها فلعلك لم تجد أحدا يستأهل أن يدخل الجنة، ويحق له أن يكون من أهلها، إلا وهو مندرج تحت هذه الأقسام، غير خارج عنها.
و"الذي لا زبر له": الأبله الذي لا رأى له، ولا عقل يعتد به العقلاء، ويحتفل به، و (الزبر): العقل، وقيل: هو الذي لا تماسك له، فلا يرتدع عن الفواحش، ولا يتورع عن المحارم.
و"الذين هم فيكم تبعا" يريد به: الخدم الذي لا مطمح لهم ولا مطمع إلا ما يملؤون به بطونهم من أي وجه كان، ولا يتخطى همهم إلى ما وراء ذلك من أمر ديني أو دنيوي.
و"الخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه" أي: لا يخفى عليه شيء ما يمكن أن يطمع فيه -وإن دق بحيث لا يكاد يدرك- إلا وهو يسعى في التفحص عنه والتطلع عليه، حتى يجده فيخونه، وهذا هو الإغراق في الوصف بالخيانة، ويحتمل أن يكون (خفي) من الأضداد، والمعنى: لا يظهر له شيء يطمع فيه إلا خانه
و (الطمع) مصدر بمعنى المفعول.
و"ذكر البخل والكذب" أي: البخيل والكذاب، أقام المصدر مقام اسم الفاعل.
و"الشظير": الفحاش السيئ الخلق، المكثر للفحش.
…
من الحسان:
1256 -
3875 - عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة -وأومأ الراوي بالسبابة والوسطى- امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال، حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا"
"عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة"
"سفعاء الخدين" أي: متغيرة لون الخدين، لما يكابدها من المشقة والضنك، وسفعة الوجه: سواد في خدي المرأة الشاحبة، وهي في الأصل: سواد مشرب حمرة.
وقوله بعد ذلك: (امرأة آمت من زوجها، ذات منصب وجمال، حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا) بدل يجري مجرى البيان والتفسير، وآمت المرأة أيمة وأيوما، إذا صارت بلا زوج.