الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الآخية) - بالمد والتشديد -: خشبة يدفن طرفاها في المعلف وتشد به الدابة، والمعنى: أن المؤمن مربوط بالإيمان من ملازمة الطاعة، لا انفصام له عنه، وإنه وإن اتفق أن يحوم حول المعاصي ويتباعد من قضية الإيمان من ملازمة الطاعة والاجتناب عن المعصية فإنه يعود بالآخرة إليها بالندم والتوبة وتلاقي ما فرط فيها.
…
فصل
من الحسان:
1095 -
3276 - عن الفجيع العامري: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يحل لنا من الميتة؟ فقال: " ما طعامكم؟ " قلنا: نغتبق ونصطبح، قال:"ذلك - وأبى - الجوع". فأحل لهم الميتة على هذا الحال.
فسروا قوله: نغتبق ونصطبح: أي قدح غدوة وقدح عشية"
(فصل)
(من الحسان):
"عن الفجيع العامري أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يحل لنا من الميتة؟ قال: ما طعامكم؟ قلنا: نغتبق ونصطبح، قال: ذاك وأبى الجوع، فأحل لهم الميتة على هذا الحال"
روى الطبراني في كتابه: (ما يحل لنا الميتة؟) وهو أوفق للجواب، لأنه يدل على الحال المبيحة لتناول الميتة دون القدر المباح تناوله.
"نغتبق ونصطبح" أي: نشرب عشاء وغدوة، من الغبوق وهو الشرب في آخر النهار، والصبوح وهو الشرب في أوله.
وفسره بعض الرواة، وعقبة بن وهب بن عقبة العامري يرويه عن أبيه عن الفجيع: بأنا نشرب قدحا من لبن بالعشي، وقدحا بالغداة.
وهذا القدر يمسك الرمق ولا يشبع، فلما أباح لهم الميتة في هذا الحال دل ذلك على جواز تناول الميتة لمجرد دفع الجوع إذا لم يجد غيرها، حتى تأخذ النفس حاجتها من القوت وتشبع، وإليه ذهب مالك والشافعي في أحد قوليه.
والقول الآخر له، ومذهب أبي حنيفة أنه لا يجوز أن تناول منه ما دام يجد مباحا يمسك رمقه، وإذا لم يجد لم يجز أن يتجاوز ما يسد الرمق للحديث الذي بعده.
…
1096 -
3277 - عن أبي واقد الليثي: أن رجلا قال: يا رسول الله! إنا نكون بالأرض فتصيبنا بها المخمصة، فمتى تحل لنا الميتة؟
قال: "ما لم تصطحبوا أو تغتبطوا أو تحتفئوا بها بقلا فشأنكم بها" معناه: إذا لم تجدوا صبوحا ولا غبوقا ولم تجدوا بقلة تأكلونها حلت لكم الميتة"
"وهو ما روي أبو واقد الليثي: أن رجلا قال: يا رسول الله! إنا نكون بالأرض فتصيبنا بها المخمصة، فمتى تحل لنا الميتة؟ قال: ما لم تصطحبوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا".
ووجه التوفيق بين الحديثين أن يقال: أراد الفجيع بقوله: (نغتبق ونصطبح) أن عامة ما يتعشى به ويتغدى في غالب الأحوال قدح في العشاء وقدح بالغداة، ويشعر به قوله:"ما طعامكم؟ " فإنه يدل عرفا على السؤال عما هو الغالب، والاقتصار على هذا القدر في أغلب الأوقات يفضي إلى مكابدة الجوع، وتحلل البدن، وتعطل الجوارح، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:"وأبي الجوع"وألحقهم بالمضطرين، ورخص لهم تناول الميتة"
وأراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في حديث أبي واقد: "ما لم يصطحبوا، أو يغتبقوا أو يختفئوا" في زمان المخمصة التي تصيبهم وقتا دون وقت، وحالا دون حال، أو بالاغتباق والاصطباح بتناول ما يشبعهم في هذين الوقتين، فإن ذلك يكفيهم ويحفظ قواهم.
وقوله: "أو يحتفئوا" قيل: إنه من الحفاء، بالحاء المهملة والهمز، وهو أصل البردي الأبيض الرطب، أي: ما لم يقتلعوا هذا بعينه فيأكلوه، ولعل تعيينه لكثرته في أرضهم.
وقيل: صوابه: (ما لم يحتفئوا) بغير همز، من قولهم: احتفاه، إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه، أي: ما لم يجدوا بقلا يأكلونه.