الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وفي حديث عائشة: في سرقة من حرير"
(السرقة) على وزن المرقة: الشقة الجيدة من الحرير، قال أبو عبيد: أحسبها معربة: سرة.
…
12 -
باب
جامع المناقب
من الصحاح:
1576 -
4855 - عن حذيفة رضي الله عنه قال: إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا"
(باب جامع المناقب)
"في حديث أبي حذيفة: إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم لابن أم عبد"
(الدل) قريب من الهدي، والمراد: السكينة والوقار، وما يدل على كمال صاحبه من ظواهر أحواله وحسن مقاله.
و (السمت): القصد في الأمور، وبالهدي: حسن السيرة، وسلوك الطريقة المرضية.
و"ابن أم عبد": عبد الله بن مسعود.
…
1577 -
4858 - عن علقمة قال: قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت: الله! يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا بشيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، قلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة قال: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوسادة والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه؟ -يعني: عمارا- أوليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟ -يعني: حذيفة-.
"وفي حديث أبو الدرداء: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوسادة والمطهرة"
يريد: أنه كان يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم ويلازمه في الحالات كلها، فيصاحبه في المجالس، ويأخذ نعله ويضعها إذا جلس، وحين نهض، ويكون معه في الخلوات فيسوي مضجعه، ويضع وسادته إذا أراد أن ينام، ويهييء له طهوره، ويحمل معه المطهرة إذا قام إلى الوضوء.
"وفيه: أوليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره"
يعني: حذيفة، قيل: من تلك الأسرار أسماء المنافقين
وأنسابهم، أسر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دل عليه حديثه المذكور في (باب [المعجزات]).
…
1578 -
4859 - وعن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أريت الجنة، فرأيت امرأة أبي طلحة، وسمعت خشخشة أمامي فإذا بلال"
"وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة وسمغت خشخشة أمامي، فإذا بلال"
امرأة أبي طلحة: هي أم سليم والدة أنس، ويقال لها: الرميصاء.
و (الخشخشة): صوت يحدث من تحرك الأشياء اليابسة واصطكاكها كالسلاح والثوب والنعل، كما أن الخضخضة: صوا يحدث من تحرك الأشياء الرطبة وتموجها.
…
1579 -
4861 - ع أبي موسى رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أبا موسى! لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود".
"وفي حديث أبي موسى: لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود"
(المزمار) هاهنا مستعار للصوت الحسن، والنغمة الطيبة، أي:
أعطيت حسن صوت يشبه بعض الحسن الذي لصوت داود.
والمراد بـ"آل داود"نفسه، و"آل"مقحم، إذ لم يكن له آل مشهور بحسن الصوت، بل المشهود له به هو نفسه.
…
1580 -
4862 - عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن"، قال: آلله سماني؟! قال: نعم"، فبكى.
ويروى: أنه قرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} .
"وفي حديث أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن"
أمره بأن يلقي عليه القرآن من فلق فيه، ويقرأ عليه قراءة المعلم على المتعلم تعليما له، ليعلمه تجويد اللفظ، والتلفظ بكل حرف من مخرجه، والترتيل في القراءة، والإدراج والوقف في موضعهما، إلى غير ذلك، ولأن الرواية بالسماع عن الأصل أقوى من القراءة عليه، لأنه أبعد من الغلط، واحتمال الخطأ.
…
1581 -
4863 - عن أنس رضي الله عنه قال: جمع القرآن على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبوزيد، قيل لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
"وفي حديثه الآخر: جمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد"
لعله جمع من الأنصار: أو من الخزرجيين الذين هم رهط أنس هؤلاء الأربعة، إذ روي: أن جمعا من المهاجرين أيضا جمعوا القرآن.
…
1582 -
4864 - عن خباب بن الأرت قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا نمرة، فكنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر" ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهديها.
"وفي حديث خباب بن الأرت: ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهديها"
(أينعت الثمرة) إيناعا، وينع يينع- بالفتح والكسر- ينعا وينعا وينوعا: إذا نضجت وبلغت أوان الجداد.
و"يهديها"بالكسر: يجتنيها.
1583 -
4865 - عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ"
وفي رواية: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ"
"وفي حديث جابر: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ"
يحتمل أن يكون ذلك كناية عن السرور والاستبشار بانتقاله إلى جوار العرش وإيوائه إليه، كما جاء في حديث:"إن أرواح الشهداء في قناديل معلقة تحت العرش"
أو عن التفجع به، والاستعظام لوقعته، ويؤيد ذلك مفهوم قوله تعالى:{فما بكت عليهم السماء والأرض} [الدخان:29].
…
1584 -
4867 - وعن أم سليم أنها قالت: يا رسول الله! أنس خادمك، ادع الله له، قال:"اللهم! أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته، قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المئة اليوم"
"وفي حديث أنس: وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المئة اليوم"
أي: يتجاوز عددهم هذا المبلغ، يقال: إنهم ليتعادون على عشرة آلاف، أي: يزيدون عليها في العدد
1585 -
4869 - وقال عبد الله بن سلام: رأيت كأني في روضة، وذكر من سعتها وخضرتها، وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع، فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي، فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت بالعروة، فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت"
"وفي حديث عبد الله بن سلام: فأتاني منصف"
(المنصف) -بالكسر- والناصف: الخادم، من نصف نصافة: إذا خدم.
…
1586 -
4877 - وقال: "لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا أو شعبا وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"
"وفي حديث أنس: لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار"
أراد بذلك" أن فضل الأنصار وميل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم بلغ مبلغا
أحب أن يكون منهم، ولولا أنه من جملة من هاجر من مكة لعد من الأنصار، لفرط اتصاله بهم، واتحاده معهم.
"وفيه: الأنصار شعار، والناس دثار"
و (الشعار): الثوب الذي يلي الجسد، سمي لمماسته شعر البدن، و (الدثار): الذي يلي الظاهر، ويكون فوق الشعار.
والمعنى: إنهم أقرب الناس إلي وأدناهم مني منزلة.
"وفيه: سترون بعدي أثرة"
(الأثرة): أن تؤثر صاحبك بالشيء على غيره، والمعنى: يستأثر غيركم بحقكم في المغانم والفيء، فاصبروا على ذلك حتى تلقوني.
…
1587 -
4878 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن" فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قلتم: أما الرجل أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته، قال: كلا! إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم، المحيا محياكم، والممات مماتكم" قالوا: والله ما قلنا إلا ضنا بالله ورسوله، قال:"فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم"
"وفي حديث أبي هريرة: إلا ضنا بالله ورسوله"
أي: ما قلنا ذلك إلا شحا وضنة بما أنعم الله علينا من شرف الجوار، وخشية أن تميل إلى أهلك وتختار الإقامة بينهم والمراجعة إليهم، فتنتقل إلى مكة، فيفوت عنا ما لا مزيد عليه من الشرف والكرامة التي آتانا الله.
…
1588 -
4880 - عن أنس قال: مر أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد، فصعد المنبرولم يصعد بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي ووعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم"
"وفي حديث أنس: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي"
(الكرش): لكل محتد بمنزلة المعدة للإنسان، و (العيبة): ما يوضع فيه الثياب، والمعنى: إنهم مستودع أسراري المخفية، وأموري الجلية، مخصوصين لي في الحالات كلها.
وقيل: المراد بالكرش: الجماعة، فإنه يطلق على الجماعة والعيال، وقد سبق الكلام فيه مرة أخرى.
…
1589 -
4881 - وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"أما بعد فإن الناس يكثرون، ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئا يضر فيه قوما وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم"
"وفي حديث ابن عباس: إن الناس يكثرون ويقل الأنصار"
يريد: أن الأنصار هم الذين آووا رسول الله ونصروه وبذلوا له أنفسهم وأموالهم أوان الضعف والعسرة، فإذا مضى أحد منهم لسبيله مضى ولم يكن له بدل يخلفه ويقوم مقامه، فيقلوا ويكثر غيرهم.
…
1590 -
4483 - عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير"
"وفي حديث أبي أسيد الساعدي: خير دور الأنصار بنو النجار"
يريد بالدور: البطون، فإن الدار يعبر بها عن المحلة، وبالمحلة عن أهلها، وإن أراد بها ظاهرها فقوله:"بنو النجار" على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، وتكون خيريتها بسبب خيرية أهلها، وما يجري ويوجد فيها من الطاعات والمبرات.
…
من الحسان:
1591 -
4889 - عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي، أب بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"
وفي وراية: "ما حدثكم ابن مسعود فصدقوه"
"وفي حديث حذيفة: وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"
أراد بعهده: ما يعهد إليهم ويوصي إليهم، ومن ذلك استخلاف أبي بكر رضي الله عنه، فإنه كان أول من استصوبه، وقال: لا نؤخر من قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم، ألا نرتضي لدنيانا من ارتضاه لديننا؟!
…
1592 -
4904 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاص " غريب
"وفي حديث عقبة بن عامر: أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص"
هذا من العمومات التي تطلق ويراد بها المبالغة دون الاستغراق، والمعنى: أنه أسلم قبل الفتح بسنة أو سنتين، وهاجر إلى المدينة لطوع منه ورغبة، وكان أسلم ممن أسلم تحت السيف، أو استيلاء المسلمين على أهله ودياره.
…
1593 -
4910 - عن أنس رضي الله عنه، عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقريء قومك السلام، فإنهم ما علمت أعفة صبر"
"وعن أبي طلحة قال: قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: أقريء قومك السلام، فإنهم ما علمت أعفة صبر"
"أعفة": جمع عفيف، مرفوع على أنه خبر "إن" و"ما"إما موصولة، أي: الذي علمت أنهم أعفاء صابرون، أو بمعنى حين، أي: ما كنت أعرفهم إنما أعرفهم بهذه الصفة، إنما يتعففون عن السؤال، ويصبرون على الشدة والفاقة.