الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصنفا على وجوههم" قيل: يا رسول الله! وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: "إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك"
"في حديث أبي هريرة: أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك"
يريد به بيان هوانهم واضطرارهم إلى حد جعلوا وجوههم مكان الأيدى والأرجل في التوقي عن مؤذيات الطرق، والمشي إلى المقصد، لما لم يجعلوها ساجدة لمن خلقها وصورها.
…
3 -
باب
الحساب والقصاص والميزان
من الصحاح:
1401 -
4301 - عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحد يجاسب يوم القيامة إلا هلك" قلت: أو ليس بقول الله: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} فقال: "إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش في الحساب يهلك"
(باب الحساب والقصاص والميزان)
"في حديث عائشة: ولكن من نوقش في الحساب يهلك"
المناقشة في الحساب: التشدد والاستقصاء فيه، فلا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
…
1401 /م- 4303 - وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي رب! حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} ".
"وفي حديث ابن عمر: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه"
"كنفه": حفظه وستره عن أهل الموقف، وصونه عن الخزي، مستعار من كنف الطائر: وهو جناحه، يصون به نفسه، ويستر به بيضه فيحفظه، وأصله: الجانب، ويقال: كنفت الرجل: إذا صنته.
"وفيه: حتى قرره بذنوبه"
أي: جعله مقرا بأن أظهر له ذنوبه، وألجأه على الإقرار بها.
…
1402 -
4304 - وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار"
"عن أبي بردة: أنه عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا، قيقول: هذا فكاكك من النار"
لما كان لكل مكلف مقعد من الجنة ومقعد من النار، فمن آمن حق الإيمان بدل مقعده بالنار بمقعد من الجنة، ومن لم يؤمن فبالعكس = كانت
الكفرة كالخلف للمؤمنين في مقاعدهم من النار، والنائب منابهم منها.
وأيضا لما سبق القسم الإلهي بامتلاء جهنم، كان إملاؤها من الكفار خلاصا للمؤمنين، ونجاة لهم من النار، فهم في ذلك للمؤمنين كالفداء والفكاك، وهو في الأصل ما يخلص به الرهن، ويفك به.
ولعل تخصيص اليهود والنصارى بالذكر، لا شتهارهما بمضارة المسلمين، ومقابلتهما إياه في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم المقتضي لنجاته.
…
1403 -
4307 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يارسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ " قالوا: لا، قال:"فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر في سحابة، قالوا: لا، قال: "فوالذي نفسي بيده، لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، قال:"فيلقى العبد فيقول: أي فل! ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى" قال: "فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: فإني قد أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني، فذكر مثله، ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا رب! آمنت بك وبكتابك وبرسلك، وصليت وصمت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: هاهنا إذا، ثم يقال: الآن نبعث شاهدا عليك، ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق وذلك الذي سخط الله عليه"
"وفي حديث أبي هريرة: والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما"
"لا تضارون"بالتشديد والتخفيف: من الضرر والضير، أي: تكون رؤيته تعالى رؤية جلية بينة، لا تقبل مراء ولا مرية فيخالف فيها بعضكم بعضا ويكذبه، كما لا يشك "في رؤية أحدهما" يعني الشمس والقمر، ولا ينازع فيها، فالتشبيه إنما وقع في الرؤية باعتبار جلائها وظهورها بحيث لا يرتاب فيها، لا في سائر كيفياتها، ولا في المرئي، فإنه سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية، وعما يؤدي إليها.
وروي من طريق آخر: "لا تضامون"بالتشديد من الضم، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض في طلب رؤيته لإشكاله وخفائه كما يفعلون في الهلال، أو لا يضمكم شيء دون رؤيته فيحول بينكم وبينها.
وبالتخفيف من الضيم، أي: لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعض دون بعض، بل تستوون فيها، وأصله: تضيمون، فنقلت فتحة الياء إلى الضاد، فصارت ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، وكذلك "تضارون" بالتخفيف.
وأما المشدد: فيحتمل أن يكون مبينا للفاعل على معنى: لا تضايرون بعضكم بالمخالفة والمجادلة في صحة الرؤية، فسكنت الراء الأولى وأدغمت في الثانية، وأن يكون مبنيا للمفعول على معنى: لا تضارون، أي: لا تنازعون في رؤيته.
"وفيه: فيلقى العبد فيقول: أي فل"
"أي": أحد حروف النداء، و"فل" أصله: فلان، رخم للنداء.
"وفيه: أذرك ترأس وتربع"
أي: ألم أذرك ولم أمكنك على قومك، فتصير رئيسهم، وتأخذ مرباعهم، وهو ربع الغنيمة، وكان ملوك الجاهلية يأخذونه.
"وفيه: فيختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليعذر من نفسه"
أي: ليزال عذره من قبل نفسه بشهادة أعضائه على كثرة ذنوبه.
…
من الحسان:
1404 -
4308 - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي"
"عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي "
(الحثية) و (الحثوة): ما يحثيه الإنسان بيديه من ماء أو تراب أو غيرهما، ويستعمل فيما يعطيه الإنسان بكفيه دفعة من غير وزن وتقدير،
ثم يستعار لما يعطى من غير تقدير، والمعنى: أنه سبحانه وتعالى وعدني أن يعطيني من أمتي بعد هذا العدد المعين مرات ما يخفى على العادين قدره، ويدخلهم الجنة بغير حساب، وإضافة الحثيات إلى ربه تعالى للمبالغة في الكثرة.
…
1405 -
4310 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا، يارب! فيقول: أفلك عذر؟ قال: لا، يا رب! فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فقول: يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء"
"وفي حديث ابن مسعود: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة"
"البطاقة": الصحيفة الصغيرة، وهي في الأصل: اسم رقيعة يرقم فيها قيمة الثوب، سميت بذلك، لأنهه تشد بطاقة من هدب الثوب.