الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي رواية: كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.
"وفي حديث ابن عمر: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان"
أي: في استحقاق التقدم، واستعداد الرئاسة، أو من رؤسائهم ومشايخهم، وإلا لم يصح قوله بعد ذلك:"ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا تفاضل بينهم" فإنهم كانوا يفضلون علماء الصحابة على عامتهم، والمتبتلين منهم على المستعلين بأمر المعاش، وأهل بدر وبيعة الرضوان على غيرهم.
…
4 -
باب
مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من الصحاح:
1540 -
4724 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد كان فيما قبلكم من الأمم محثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر"
(باب مناقب عمر رضي الله عنه
"عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد كان فيما قبلكم من الأمم
محدثون، فإن يك في أمتي أحد، فإنه عمر"
(المحث): الملهم الذي إذا رأى رأيا أو ظن ظنا أصاب، كأنه حدث به، فألقي في روعه من عالم الملكوت.
ونظير هذا التعليق في الدلالة على الاختصاص والتأكيد قولك: إن كان لي صديق فهو زيد، فإنك لا تريد به الشك في صداقته، والتردد في أنه هل لك صديق، بل المبالغة في أن الصداقة مختصة به لا تتخطاه إلى غيره.
…
1541 -
4725 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن فبادرن الحجاب، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله! مم تضحك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب" قال عمر: يا عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله؟ فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إيه يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك"
"وفي حديث سعد بن أبي وقاص: فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ".
لم يردن بذلك إثبات مزيد الفظاظة والغلظة لعمرعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان حليما مواسيا، رقيق القلب في الغاية، بل المبالغة في فظاظة عمر مطلقا.
…
1542 -
4729 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربا، فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر، حتى ضرب الناس بعطن"
"وعن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربا، فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن"
لعل القليب إشارة إلى الدين الذي هو منبع ما به تحيا النفوس، ويتم أمر المعاش، ونزع الماء منها للناس إشارة إلى إشاعة أمره،
وإجراء حكمه والقيام بمراسمه وسياساته، وتناوبهم في ذلك إشارة إلى أن هذا الأمر ينتهي من الرسول- صلوات الله عليه- إلى أبي بكر، ومنه [إلى] عمر.
"ونزع أبو بكر ذنوبا أو ذنوبين"، أي: إشارة إلى قصر مدة خلافته، وأن الأمر إنما يكون بيده سنة أو سنتين، ثم ينتقل إلى عمر، وكان مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، وضعفه فيه إشارة إلى ما كان في أيامه من الاضطراب والارتداد واختلاف الكلمة، أو إلى ما كان له من لين الجانب، وقلة السياسة، والمداراة مع الناس، ويدل على هذا قوله:"وغفر الله ضعفه"وهو اعتراض ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم، ليعلم أن ذلك موضوع مغفور عنه، غير قادح في منصبه.
ومصير الدلو في نوبة عمر غربا -وهو الدلو الكبير الذي يستقي به البعير- إشارة إلى ما كان في أيامه من تعظم الدين، وإعلاء كلمته، وتوسع خططه وقوته.
وجده في النزع إشارة إلى ما اجتهد في إعلاء أمر الدين وإفشائه في مشارق الأرض ومغاربها، اجتهادا لم يتفق لأحد قبله ولا بعده.
و (العبقري): القوي، قيل: العبقر اسم واد تزعم العرب أن الجن تسكنه، فنسبوا إليه كل من تعجبوا منه أمرا كقوة أو غيرها، فكأنهم وجدوا منه خارجا عن وسع الإنسان، فحسبوا أنه جن من نسل العبقر، ثم قالوا لكل شيء نفيس.
وقوله: "حتى ضرب الناس بعطن": أي: حتى رووا إبلهم، فأبركوها، وضربوا لها عطنا، وهو منزل الإبل.
…
1543 -
4730 - ورواه ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر فاستحالت في يده غربا، فلم أر عبقريا يفري فريه، حتى روي الناس وضربوا بعطن"
"وفي رواية ابن عمر: فلم أر عبقريا يفري فريه"
أي: يأتي بالأفعال العجيبة البالغة، يقال: فلان يفري الفري، أي: يعمل العمل البالغ، ومنه:{لقد جئت سيئا فريا} [مريم:27]، أي: عظيما.
…
من الحسان:
1544 -
4732 - وقال علي رضي الله عنه: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسانه عمر.
"قال علي: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر"
قيل: السكينة ملك يسكن قلب المؤمن ويؤنسه، ويلهمه ما تطمئن به النفس وتسكن إليه، أي: ما نبعد أنه ملهم من الملك، إذ كان
ما يقوله حقا وصوابا.
…
1545 -
4737 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد، فسمعنا لغطا وصوت صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها، فقال:"يا عائشة! تعالى فانظري"، فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي:"أما سمعت؟ أما شبعت؟ " فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده، إذ طلع عمر، فارفض الناس عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر" قالت: فرجعت. صحيح غريب.
"وفي حديث عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا"
(اللفظ): الصوت الشديد الذي لا يفهم.
"وفيه: فإذا حبشية تزفن"
أي: ترقص، والزفن: الرقص.
"وفيه: إذ طلع عمر فارفض الناس عنها"
أي: تفرق النظارة الذين كانوا حول الحبشية الراقصة عنها، لمهابة عرم، والخوف من انكاره عليهم.
***