المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(19)   ‌ ‌كتاب الأطعمة 1 - ‌ ‌ باب من الصحاح: 1064 - 3188 - قال عمر - تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة - جـ ٣

[ناصر الدين البيضاوي]

فهرس الكتاب

- ‌ بابآداب السفر

- ‌ بابالكتاب إلى الكفارودعائهم إلى الإسلام

- ‌ بابالقتال في الجهاد

- ‌ بابحكم الأسارى

- ‌ بابالأمان

- ‌ بابقسمة الغنائم والغلول فيها

- ‌ بابالجزية

- ‌ بابالصلح

- ‌ بابالجلاء: إخراج اليهودمن جزيرة العرب

- ‌ بابالفيء

- ‌كتاب الصيد والذبائح

- ‌ باب

- ‌ باب

- ‌ بابما يحل أكله وما يحرم

- ‌ بابالعقيقة

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌ باب

- ‌ بابالضيافة

- ‌فصل

- ‌ بابالأشربة

- ‌ بابالنقيع والأنبذة

- ‌ بابتغطية الأواني وغيرها

- ‌كتاب اللباس

- ‌ باب

- ‌ بابالخاتم

- ‌ بابالنعال

- ‌ بابالترجيل

- ‌ بابالتصاوير

- ‌كتاب الطب والرقى

- ‌ باب

- ‌ بابالفأل والطيرة

- ‌ بابالكهانة

- ‌كتاب الرؤيا

- ‌كتاب الأدب

- ‌ بابالاستئذان

- ‌ بابالمصافحة والمعانقة

- ‌ بابالقيام

- ‌ بابالجلوس والنوم والمشي

- ‌ بابالعطاس والتثاؤب

- ‌ بابالضحك

- ‌ بابالأسامي

- ‌ بابالبيان والشعر

- ‌ بابحفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌ بابالوعد

- ‌ بابالمزاح

- ‌ بابالمفاخرة والعصبية

- ‌ بابالبر والصلة

- ‌ بابالشفقة والرحمة على الخلق

- ‌ بابالحب في الله والبغض في الله

- ‌ بابما ينهى من التهاجر والتقاطعواتباع العورات

- ‌ بابالحذر والتأني في الأمور

- ‌ بابالرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌ بابالغضب والكبر

- ‌ بابالظلم

- ‌ بابالأمر بالمعروف

- ‌كتاب الرقاق

- ‌ بابفضل الفقراء وما كانمن عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ بابالأمل والحرص

- ‌ بابالتوكل والصبر

- ‌ بابالرياء والسمعة

- ‌ بابالبكاء والخوف

- ‌ بابتغير الناس

- ‌باب

- ‌كتاب الفتن

- ‌ بابالملاحم

- ‌ بابأشراط الساعة

- ‌ بابالعلامات بين يدي الساعةوذكر الدجال

- ‌ بابقصة ابن الصياد

- ‌ بابنزول عيسى عليه السلام

- ‌ بابقرب الساعة وأن من ماتفقد قامت قيامته

- ‌ بابلا تقوم الساعة إلا على الشرار

- ‌ بابالنفخ في الصور

- ‌ بابالحشر

- ‌ بابالحساب والقصاص والميزان

- ‌ بابالحوض والشفاعة

- ‌ بابصفة الجنة وأهلها

- ‌ بابرؤية الله تعالى

- ‌ بابصفة النار وأهلها

- ‌ بابخلق الجنة والنار

- ‌ باببدء الخلق، وذكر الأنبياءعليهم السلام

- ‌ بابفضائل سيد المرسلين صلوات الله عليه

- ‌ بابأسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ بابفي أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌ بابالمبعث وبدء الوحي

- ‌ بابعلامات النبوة

- ‌فصلفي المعراج

- ‌فصلفي المعجزات

- ‌ بابالكرامات

- ‌ باب

- ‌ بابفي مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ بابمناقب الصحابة رضي الله عنهم

- ‌ بابمناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌ بابمناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ بابمناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌ بابمناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌ بابمناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌ بابمناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌ بابمناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ بابمناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ بابجامع المناقب

- ‌ بابذكر اليمن والشام، وذكر أويس القرني رضي الله عنه

- ‌ بابثواب هذه الأمة

الفصل: (19)   ‌ ‌كتاب الأطعمة 1 - ‌ ‌ باب من الصحاح: 1064 - 3188 - قال عمر

(19)

‌كتاب الأطعمة

1 -

‌ باب

من الصحاح:

1064 -

3188 - قال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك"

(كتاب الأطعمة)

(من الصحاح):

"قال عمر بن أبي سلمة: كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة"

"عمر" هذا: هو ابن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

وقوله: "وكانت يدي تطيش" أي: تضطرب وتدور في الصحفة، فيأخذ الطعام من جوانبها، وأصل الطيش: الاضطراب، ومنه طاش السهم: إذا عدل عن الهدف.

ص: 103

1065 – 3189 – وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يستحل الطعام أن يذكر اسم الله عليه"

"وعن أبي حذيفة بن عتبة القرشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يستحل الطعام إلا أن يذكر اسم الله عليه"

(استحلال الطعام من الشيطان) مجاز عن إذهاب البركة، وصرفه فيما لا يرضاه الله، أي: لا يكون ممنوعا عن التصرف فيه إلا أن يذكر اسم الله عليه.

1066 – 3190 – وقال: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء"

"وفي حديث جابر: قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء"

المخاطب به: أعوانه أي: لا حظ ولا فرصة لكم الليلة من أهل هذا البيت، فإنهم قد أحرزوا عنكم طعامهم وأنفسهم، وتحقيق ذلك أن انتهاز الشيطان فرصته من الإنسان إنما يكون حال الغفلة ونسيان الذكر، فإذا كان الرجل متيقظا ذاكرا لله في جملة حالاته لم يتمكن الشيطان من إغوائه وتسويله، وأيس عنه بالكلية.

ص: 104

1067 – 3192 – وقال: "لا يأكلن أحد منكم بشماله، ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها"

"وفي الحديث الذي بعده وهو لابن عمر: فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها"

أسند إليه ذلك لأنه فعل أوليائه، أو لأنه من قبائح الأفعال، لما فيه من مخالفة السنة والاستهانة بالنعمة.

1068 – 3196 – وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة"

"وفي حديث جابر: فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها ولا يدعها الشيطان" جعل تركها والإعراض عنها إبقاء لها للشيطان، لأنه تضييع للنعمة وإزراء بها، وتخلق بأخلاق المتكبرين المترفهين.

***

ص: 105

1069 – 3199 – وقال أنس رضي الله عنه: ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط.

"وفي حديث أنس: ولا أرى شاة سميطا بعينه"(السميط): المسموط وهو الذي أزيل شعره، ثم شوي، من السمط: وهو إزالة الشعر، وما شوي بعد السلخ فهو الخميط.

1070 – 3200 – وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله، وقال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله. قيل: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار، وما بقي ثريناه فأكلناه.

"وعن سهل بن سعد قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله"

"النقي" الخبز الحواري، وهو ما نقي دقيقة من النخالة وما يعيبه.

1071 – 3202 – وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء".

ص: 106

"وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء"

أراد به أن المؤمن يقل حرصه وشرهه على الطعام، وتبارك له في مأكله ومشربه فيشبع، والكافر يكون شديد الحرص، لا مطمح لبصره إلا إلى المطاعم والمشارب كالأنعام، فمثل ما بينهما من التفاوت في الشره بما بين من يأكل في معي واحد، ومن يأكل في سبعة أمعاء.

وهذا باعتبار الأعم الأغلب، ولعلك إن وجدت مسلما أكولا فلو فحصت وجدت من الكفار من يفضل نهمته أضعافا مضاعفة.

1072 – 3206 – وعن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن"

"وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن"

"التلبينة": حسو رقيق يتخذ من الدقيق واللبن، وقيل: من الدقيق أو النخالة، يقال له بالفارسية:(سبو ساب) ، وقد يجعل فيه العسل، سميت بذلك تشبيها باللبن لرقتها’ وقيل: هو ماء الشعير.

وقوله: "مجمة" أي: مريحة من الجمام، وهو الراحة، ومنه فرس

ص: 107

جمام، أي: ذو جمام.

1073 -

3209 – عن عمرو بن أمية: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده، فدعي إلى الصلاة فألقاها والسكين التي يحتز بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.

"وعن عمرو بن أمية: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة"

أي: يقطعه، يقال: حز واحتز بمعنى.

1074 -

3212 – وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين"

وفي رواية: "من المن الذي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام"

"وعن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن، وماؤها شفاء العين"

"الكمأة": جمع كم، على خلاف القياس، وهو نبت يشبه جبنة تنشق عنه الأرض، وأصله من كمأت رجله إذا انشقت، و"المن": الترنجيين، وقيل: شيء يشبهه.

ص: 108

وقوله: (من المن): معناه أنه مما يشابهه ويشاكله من حيث إنه يحصل بغير تعب، أو في الطبع والنفع، وقيل: المراد بالمن: النعمة.

"وماؤه شفاء العين": معناه أنه يستعمل في دوائها، فإنه يؤخذ ويخلط به أدوية العين لا أن ماءها يقطر وحده في العين.

1075 -

3214 - عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجني الكبات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالأسود منه فإنه أطيب" فقبل: أكنت ترعى الغنم؟ فقال: "نعم، وهل من نبي إلا رعاها"

"وعن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجني الكباث، فقال: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب". "الكباث" بالفتح: النضج من ثمرة الأراك، وما لم يونع منه فهو برير وأيطب مقلوب أطيب.

1076 – 3215 – عن أنس رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مقعيا يأكل تمرا"

وفي رواية: يأكل منه أكلا ذريعا.

"وعن أنس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مقعيا يأكل تمرا"

أي: جالسا على وركيه رافعا ركبتيه، من (الإقعاء): وهو الجلسة

ص: 109

المنهي عنها في الصلاة.

1077 – 3224 - وقالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعنا من الأسودين"

"وقالت عائشة: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعنا من الأسودين": المراد بـ (الأسودين) التمر والماء، وإنما الأسود هو التمر، فغلب على الماء لغلبة المأكول على المشروب، ونعتا بنعت واحد كما غلب الشبع على الري، فعبر عنهما بالشبع.

1078 – 3230 – عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا"

"وعن أبي أمامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا"

"غير": مرفوع على أنه خبر مقدم، و"ربنا"مبتدؤه، والمعنى: ربنا غير محتاج إلى الطعام فيكفى ولا مودع أي: غير متروك فيعرض عنه [ولا مستغنى عنه] فلا يدعى ولا يطلب منه، وإن صحت الرواية

ص: 110

بنصب غير فهو صفة المصدر، أي: حمدا لا يكتفي به، بل يعود إليه كرة بعد أخرى، ولا يتركه ولا يستغني عنه.

من الحسان:

1079 – 3234 – عن أمية بن محشي قال: كان رجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحط النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:"ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه"

(من الحسان):

"عن أمية بن محشي: ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه"

أي: صار ما كان له حظا من الطعام على الوجه الذي ذكرناه مستردا مستلبا عنه بالتسمية.

1080 – 3238 – عن سلمان قال: قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء بعده، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده"

"وفي حديث سلمان: بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده"

ص: 111

المراد بـ (الوضوء) هاهنا غسل اليدين وتنظيفها، لقوله في حديث ابن عباس:"إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة"

1081 -

3245 – عن أم المنذر قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ولنا دوال معلقة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل وعلي معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:"مه يا علي! فإنك ناقه". قالت: فجعلت لهم سلقا وشعيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا علي من هذا فأصب فإنه أوفق لك"

"عن أم المنذر قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي، ولنا دوال معلقة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل ومعه علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: مه يا علي! فإنك ناقه".

"أم المنذر" بنت قيس الأنصاري.

و"الدوالي": عناقيد البسر تعلق حتى ترطب فتؤكل، واحدها دالية، و"مه": من أسماء الأفعال، ومعناه: اكفف.

و (الناقة): الذي صح من المرض ولم يقو بعد، يقال: نقه من مرضه – بالكسر – نقها كـ (تعب تعبا) ، ونقه نقوها مثل كلح كلوحا، فهو ناقه.

ص: 112

1082 – 3246 – عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الثفل"

"عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الثفل ""الثفل" في الأصل: ما يرسب من كل شيء، والمراد به ما يلتصق بالقدر، وقيل: طعام فيه شيء من الحبوب، وقيل الدقيق.

1083 – 3247 – عن نبيشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل في قصعة فلحسها استغفرت له القصعة" غريب.

"عن نبيشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أكل في صحفة فلحسها استغفرت له القصعة"

"نبيشة" هذا: نبيشة الخير الهذلي، وهو ابن عبدالله بن عباد بن الحارث بن حصين بن [دابقة] بن [لحيان] بن هذيل بن مدركة.

ومعنى الحديث: أن من أكل الطعام في قصعة ولحسها تواضعا واستكانة وتعظيما لما أنعم الله عليه من رزقه، وصيانة له عن التلف غفر له، ولما كانت تلك المغفرة بسبب لحس القصعة وبتوسطها جعلت القصعة كأنها تستغفر له، وتطلب المغفرة لأجله.

ص: 113

1084 -

3249 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز، والثريد من الحيس.

"وفي حديث ابن عباس: والثريد من الحيس"

وهو طعام يتخذ من التمر والدقيق والسمن، وأصله الخلط.

1085 – 3253 – عن سعد قال: مرضت مرضا فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، وقال:"إنك رجل مفؤود، وائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليأهن بنواهن ثم ليلدك بهن".

"وفي حديث سعد بن أبي وقاص: إنك رجل مفؤود، وائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف، فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن، ثم ليلدك بهن"

يقال: "رجل مفؤود" وفئيد: إذا أصاب فؤاده مرض وضعف.

و (الفؤاد): هو القلب، وقيل: غشاؤه، وقيل: كان سعد مصدورا فكنى بالفؤاد عن الصدر لأنه محله، ولأن مرضه يؤثر فيه بسبب المجاورة، وإنما نعت له العلاج بعد ما أحاله إلى الطبيب لما رأى هذا النوع من العلاج أيسر وأنفع، أو ليثق على قول الطبيب إذا رآه

ص: 114

موافقا لما نعته.

و (العجوة): ضرب من أجود التمر بالمدينة، ونخلها يسمى لينة، وتخصيص المدينة إما لما فيها من البركة التي جعلت فيها بدعائه، أو لأن تمردها أوفق لمزاجه وتعوده بها.

وقوله: "فليجأهن" أي: فليكسرهن بالدق.

"ومع نواهن ثم ليلدك" أي: ليسقيك من لذة الدواء إذا صبه في فمه، واللدود [ما يصب] من الأودية في أحد شقي الفم، وإنما أمر الطبيب بذلك لأنه يكون أعلم بإيجاد الدواء وكيفية استعماله، وبهذا الحديث استدل على جواز مشاورة الطبيب الكافر في التداوي، فإن الحارث بن كلدة الثقفي، مات في أوائل الإسلام ولم يصح إسلامه.

1086 – 3254 – وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب، ويقول:"يكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحرهذا"غريب.

"وفي حديث عائشة: كان يأكل البطيخ بالرطب.

قيل: إنه مقلوب البطيخ، وقيل: هو الهندي.

ص: 115

1087 – 3257 – وعن سلمان قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء؟ فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه" غريب وموقوف على الأصح.

"وفي حديث سلمان: سئل [رسول الله] صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء"

"الجبن" والجبن والجبنة واحد، و"الفراء" – بالمد-: جمع الفرا وهو حمار الوحش، وقيل: هو هاهنا جمع الفرو الذي يلبس، ويشهد له أن بعض المحدثين أورده في باب مايلبس.

1088 – 3258 – وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن ولبن" فقام رجل من القوم فاتخذه فجاء به، فقال:"في أي شيء كان هذا؟ قال: في عكة ضب قال: "ارفعه"

"عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن ولبن، فقام رجل من القوم فاتخذه، فجاء به فقال: في أي شيء كان هذا؟ قال: في عكة ضب"

"وددت" أي: تمنيت، و (السمراء): من الصفات الغالبة، غلبت

ص: 116

على الحنطة فاستعملها هاهنا على الأصل.

وقيل: هي نوع من الحنطة فيها سواد خفي، ولعله أحمد الأنواع عندهم، و (الملبقة) بالسمن: المبلولة المخلوطة به خلطا شديدا، يقال: ثريدة ملبقة إذا بلت وخلطت خلطا شديدا، من التلبيق، وهو التبليل.

و (العكة): القربة الصغيرة، وإنما أمر برفعه لتنفر طبعه عن الضب كما دل عليه حديث خالد، لا لنجاسة جلده، وإلا لأمره بطرحه، ونهاه عن تناوله.

1089 – 3262 – عن عكراش بن ذؤيب أنه قال: أتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر، فخبطت بيدي في نواحيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كل من موضع واحد، فإنه طعام واحد" ثم أتينا بطبق فيه ألوان التمر، فجعلت آكل من بين يدي، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون" غريب.

"وفي حديث عكراش بن ذؤيب: أتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر"

أي: قطع اللحم، واحدها وذرة.

1090 – 3263 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان

ص: 117