الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحجزه، وخرج أبو بكر مغضبا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر:"كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟ " قالت: فمكث أبو بكر أياما، ثم استأذن فوجدهما قد اضطجعا، فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد فعلنا، قد فعلنا"
"وفي حديث النعمان بن بشير: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه"
أي: يمنعه.
…
13 -
باب
المفاخرة والعصبية
من الصحاح:
1243 -
3803 - عن البراء بن عازب: أنه قال في يوم حنين: كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته -يعني: بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول:
"أنا النبي لا كذب
…
أنا ابن عبد المطلب"
قال: فما رئي من الناس يومئذ أشد منه.
"في حديث البراء بن عازب:
أنا النبي لا كذب
…
أنا ابن عبد المطلب"
قيل: انتسب إلى عبد المطلب للتعريف دون المفاخرة، وإنما ذكره ولم يذكر عبد الله، لأنه لم يره، وكان عبد المطلب هو الذي رباه، وقيل: كان عبد المطلب رأى في المنام شجرة عظيمة خرجت من صلبه، وتفرقت أغصانها في الشرق والغرب، وارتفعت فروعها إلى السماء، فقصها على الكهنة، فعبروها بأنه نبي آخر الزمان، يخرج من صلبك، فأشار بهذا إلى أني هو الولد الذي رآه في المنام، وعبر به رؤياه.
وهذا وأمثاله مقول على وجه الشكر والتحدث بالنعم وتبكيت الخصم الألد دون المفاخرة، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:"أنا سيد ولد آدم ولا فخر"
…
من الحسان:
1244 -
3807 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم من جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، أو فاجر شقي، الناس كلهم بنوآدم، وآدم من تراب"
"عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم من جهنم، أو ليكونن أهون عند الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية"
"أو" هاهنا للتخيير والتسوية، والمعنى: أن الأمرين سواء في أن يكون حال آبائهم الذين يفتخرون بهم، وأنت مخير في توصيفهم بأيهما شئت.
و (الدهدهة): الدحرجة.
و (الخراء):العذرة.
و"عبية الجاهلية": الكبر والتفاخر بالآباء، وقيل: المراد بها ما كان لهم من عادات المكروهة، يقال: فلان فيه عبية بضم العين وكسرها، إذا كان فيه نخوة وتجبر، والضم أشهر، وهي إما أن تكون (فعلية) من (عباب الماء) ، وهو زخيره وارتفاعه، أو (فعولة) منه -كـ (العمية) من (العمم)، وهو الطول -إلا أن اللام فيها قلبت ياء- كما قلبت في: تقضي البازي، أو من (عباه) ، إذا هيأه، لأن المتكبر ذو تصنع وتعبية، بخلاف من يكون مسترسلا على سجيته، ونظيرها صيغة ومعنى (الأبية)، وهي إما من (الإياب) بمعنى: العباب، أو (الإباء) بمعنى: الامتناع.
وقوله: "إنما هو مؤمن تقي"
…
إلى آخره إشارة إلى علة المنع من التفاخر، ومعناه: أن الناس سواء باعتبار النسب والأصل، فإن أباهم آدم، ومادتهم الأصلية التي خلقوا منها هي التراب، وإنما التفاوت فيما بينهم باعتبار ما هم عليه من الإيمان والكفر والصلاح والفسق.
…
1245 -
3816 - وعن مطرف قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا، فقال:"السيد الله"، فقلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال:"قولوا قولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان"
"وفي حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري، عن أبيه: "قولوا قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان"
أي: دعوا المدح، وذروا التكلف، وقولوا القول الذي جئتم لأجله، أو قولكم المعتاد المسترسل فيه على السجية دون المتعمد للإطراء، والتزيد في البناء.
و"لا يستجرينكم الشيطان" أي: لا يتخذنكم كالأجرياء في طاعتكم له، واتباعكم خطواته، يقال: استجريت جريا وتجريته، أي: اتخذت وكيلا، مأخوذ من (الجري) ، لأنه يجري مجرى موكله.
1246 -
3809 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: سمعت سول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا"
"وعن أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا"
"تعزى": من العزو، و (العزاء): النسب، و"أعضوه" أي: قولوا له: عضضت هن أبيك، أي: ذكره، "ولا تكنوا" أي: صرحوا له، ولا تكنوا بذكر الهن ونحوه، تنكيلا له واستهانة به.
…
1247 -
3811 - عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي تردى، فهو ينزع بذنبه"
"وعن ابن مسعود: أنه عليه الصلاة والسلام [قال]: من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردى فهو ينزع بذنبه"
"ردى" في البئر، وتردى إذا سقط فيها، والمعنى: أنه أوقع نفسه في الهلكة بتلك النصرة الباطلة.