الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَسِرَّ ما شِئْتَ إِنَّ الله يَعْلَمُ ما
…
يُخْفِيهِ قَلْبُكَ لا تَخْفى سَرائِرُهُ
اعْمَلْ فَإِنَّكَ تُجْزَى ما عَمِلْتَ بِهِ
…
مَهْما عَمِلْتَ فَإِنَّ الله خَابِرُهُ
لا شَيْءَ أَحْسَنُ مِنْ شَيْءٍ تُقَدّمُهُ
…
ما كانَ مِنْ حَسَنٍ فَاللهُ شاكِرُهُ
لا يَبْرَحُ العَبْدُ أَعْمالًا يُقَلَّدُها
…
أليْسَ في عُنُقِ الإِنْسانِ طائِرُهُ
البِرُّ أَكْرَمُ زادٍ وَالتُّقى شَرَفٌ
…
وَالْخَيْرُ أَجْمَعُ لا تُبلَى ذَخائِرُهُ (1)
*
تنبِيهٌ:
وردت أخبار تدل على الاكتفاء في التوبة بالندم، فروى الإِمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" عن المبارك بن فضالة عن الحسن -مرسلاً- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ العَبْدَ لَيُذْنِبُ بِهِ الذَّنْبَ فَيَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ".
قيل: كيف ذلك يا رسول الله؟
(1) انظر: "التوبة" لابن أبي الدنيا (74).
قال: "يَكُوْنُ نَصْبَ عَيْنَيْهِ تَائِبًا ناَدِمًا حَتَّىْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ"(1).
وروى أبو نعيم بسند ضعيف، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إِنَّ العَبْدَ ليُذْنِبُ الذَّنْبَ فَإذَا ذَكَرَهُ أَحْزَنه، فَإذَا نظرَ اللهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ أَحْزَنه غَفَرَ لَه"(2).
ولابن أبي الدنيا نحوه في "التوبة" من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (3).
روى الإِمام أحمد، والطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "الشعب" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوْا لأَتَىْ اللهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُوْنَ لِيَغْفِرَ لَهُمْ". وإسناده ضعيف (4).
(1) تقدم تخريجه.
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 176). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 986): فيه صالح المري، وهو رجل صالح، لكنه مضعف في الحديث.
(3)
رواه ابن أبي الدنيا في "التوبة"(192)، وكذا العقيلي في "الضعفاء"(4/ 258) وأعله بمضر بن نوح السلمي، وقال: لا يعرف بالنقل، وحديثه غير محفوظ.
(4)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 289)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12795)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7083). قال العراقي في "تخريج أحاديث الاحياء" (2/ 986): فيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري ضعيف.
وروى العسكري في "المواعظ" عن علي رضي الله عنه قال: إني لأرجو أن يكون كفَّارة للعبد من ذنبه ندامته عليه (1).
وروى الدينوري في "المجالسة" عن صالح المُرِّي رحمه الله تعالى قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود! اسمع مني والحقَّ أقول: إنَّه من ذكر ذنوبه في الخلاء فاستحيى عند ذكرها، سترتُها عن الحفظة وغفرت له.
يا داود! اسمع مني والحقَّ أقول: إنه من عمل من الذنوب حشو الأرض من شرقها إلى غربها، ثم ندم عليها حلب شاة، سترتها عن الحفظة وغفرتها له.
يا داود! اسمع مني والحقَّ أقول: إنَّه من عمل حسنة واحدة أدخلته جنتي.
قال داود: إلهي! وما تلك الحسنة؟
قال: يكشف عن مكروب كربة ولو بشق تمرة (2).
ومن هنا: ذهب جمع إلى أنَّ التوبة الندم فقط، ومنهم من قال: الندم هو التوبة، وما أوجبوه من الإقلاع والعزم أن لا يعود من لازمه، ونقله الأستاذ أبو القاسم القشيري عن بعض أهل التحقيق.
(1) ورواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(6/ 1050).
(2)
رواه الدينوري في "المجالسة" وجواهر العلم" (ص: 300).