الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَيَشْغَلْ بِغَيْرِ اللهِ تَضْيِيعَ مُدَّةٍ
…
مِنَ العُمْرِ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللهَ عَبْدُهُ
وَما سَعْدُ عَبْدٍ لَيْسَ إِلَاّ لِرَبِّه
…
تَوَجُّهُهُ فِي كُلِّ حالٍ وَقَصْدُهُ
فَذاكَ الَّذِي قَدْ جَلَّ بِاللهِ قَدْرُهُ
…
وَذاكَ الَّذِي قَدْ تَمَّ بِاللهِ سَعْدُهُ
وَذاكَ الَّذِي بِاللهِ أَيْنَعَ رَوْضُه
…
وَفُتِّحَ لِلتَّعْطِيرِ بِالطِّيبِ وَرْدُهُ
فَشُكْرُ الإِلَهِ الْحَقِّ ذِي العَرْشِ واجبٌ
…
عَلَيْهِ لَهُ فِي كُلِّ حالٍ وَحَمْدُهُ
-
ومن ذلك: الوَعِل -كفخذ- وفيه اللغات الأربع، وجمعه: أو عال، ووعول
.
ويقال للذكر منه: أيل -كسيد، وقنب، وخلب-.
وللأنثى منه أروية -بضم الهمزة، وإسكان الراء، وكسر الواو، وتشديد الياء التحتية- ويجمع على أروى على غير قياس.
قيل: والوعل مع الظباء كالمعز مع الضأن.
ومن عادة الوعل أن يحتمي من الماء وهو يشتهيه خشية ضرره، وذلك أن الأيايل تقتات بالأفاعي، فإذا أكلت منها في الصيف حميت
والتهبت حرارتها، فتطلب الماء، فإذا رأته امتنعت من شربه، وحامت حوله فتشمه لأنها لو شربته في تلك الحال فصادف الماء السم الذي في أجوافها هلكت، فلا تزال تمتنع منه بإلهام من الله تعالى حتى تذهب عنها فورة السم، ثم تشربه فلا يضرها.
وفي ذلك قيل: [من الوافر]
هَجَرْتُكَ لا قِلًى مِني وَلَكِنْ
…
رَأَيْتُ بَقاءَ وِدِّكَ فِي الصُّدُودِ
كَهَجْرِ الْحائِماتِ الوِرْدَ لمَّا
…
رَأَتْ أَن الْمَنِيَّةَ فِي الورُودِ
تَفِيضُ نُفُوسُها ظَمَأً وَتَخْشَى
…
حِماماً فَهْيَ تَنْظُرُ مِنْ بَعِيدِ
تَصُدُّ بِوَجْهِها البَغْضاءَ عَنْهُ
…
وَتَرْمُقُهُ بِإِلْحاظِ الورُودِ (1)
وكذلك ينبغي للإنسان أن يحتمي عما يضره في بدنه من الأغذية وغيرها، وفي دينه من الحرام والشبهة وغيرهما.
وأنشد أقضى القضاة الماوردي في "أدبه": [من السريع]
جِسْمُكَ قَدْ أَضْعَفْتَهُ بِالْحمى
…
خَوفاً مِنَ البارِدِ وَالْحارِ
وَكانَ أَوْلَى بِكَ أَنْ تَحْتَمِي
…
مِنَ الْمَعاصِي خَشْيةَ النَّارِ
والحمية قد تكون بتعمُّل من العبد وصبر، وهي من باب المجاهدة.
(1) انظر: "معجم الأدباء" لياقوت الحموي (5/ 304).