الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زَرْزِرْ خَلِيلاً ثُمَّ زَرْزِرْ إِذا
…
زُرْتَ بِذِكْرِ اللهِ كَالزَّرْزَرِ
وَأْنَسْ بِذِكْرِ اللهِ فِي لَيْلِهِ
…
وَلا تَكُنْ أَعْجَزَ مِنْ صُرْصُرِ
والصرصر - كهُدهد، وفدفد - ويقال فيه: صرصر، وصرصار، وصرار الليل: هو الجدجد - بالضم - وهو طائر أكبر من الجندب، أكثر صياحه بالليل، والصرصر أشد الصوت، ومنه سمي.
وأكثر صياحه بالليل يصوت إلى الصباح، فإذا طلبه الطالب لم يره، ولذلك قالوا في المثل: أكن من جدجد (1).
-
ومن ذلك: الصعو:
وهو من صغار العصافير أحمر الرأس، والواحدة: صعوة؛ تقدم قول الأرجاني: [من الكامل]
كَالصعوِ يَرْتَعُ فِي الرَّياضِ وَإِنَّما
…
حُبِسَ الْهزارُ لأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ
والمعنى فيه: أن الصعو خامل متروك لا يلتفت إليه، فهو راتع لخموله في واسع الرياض، ويانع الغياض، وكذلك ينبغي للمؤمن في هذه الأزمنة أن يؤثر الخمول على الشهرة، والظهور متى استغنى.
-
ومن ذلك: الوصع صغير العصافير
، من شأنه التضاؤل والتصاغر خصوصاً إذا رأى جوارح الطير.
كذلك ينبغي للمؤمن التضاؤل في هذه الأعصار الشديدة، بل ينبغي له في كل زمان وحال أن يكون متواضعاً في نفسه متصاغراً، وبذلك يرفعه الله تعالى، ويُعظم قدره.
(1) انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (2/ 171).
وقد روى الإمام عبد الله بن المبارك عن ابن شهاب هو الزهريّ رحمه الله تعالى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام أن يتراءى له في صورته، فقال جبريل عليه السلام: إنك لن تطيق، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى في ليلة مقمرة، فأتاه جبريل عليه السلام في صورته، فغشيَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه، ثم أفاق وجبريل مسنده، وواضع إحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سُبْحَانَ اللهِ! مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ شَيْئاً مِنَ الْخَلْقِ هَكذَا".
فقال جبريل عليه السلام: فكيف لو رأيت إسرافيل عليه السلام؛ إنَّ له لاثني عشر جناحاً، جناح منها في المشرق وجناح في المغرب، وإن العرش لعلى كاهله، وإنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله حتى يصير مثل الوصع حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته (1).
قال الجوهري: الوصع: طائر أصغر من العصفور، واستدل بالحديث (2).
وقال صاحب "القاموس": الوَصْع، ويحرك: طائر أصغر من العصفور (3).
ذكراه في مادة: (وص ع) بالصاد المهملة، وكذلك ضبطه
(1) رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 74).
(2)
انظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 3400)(مادة: صعو).
(3)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 996)(مادة: صعو).