الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أيُّكُمْ فَجَعَ هَذهِ؟ ".
فقال رجل: يا رسول الله! أنا أخذت بيضها.
ولفظ الحاكم: فرخيها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُدَّهُ، رُدَّهُ رَحْمَةً"(1).
ورواه أبو الشيخ في "العظمة"، وأبو نعيم، والبيهقي؛ كلاهما في "الدلائل"، ولفظهم: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمررنا بشجرة فيها فرخا حمرة، فأخذناهما، فجاءت الحمرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي تعرض، فقال:"مَنْ فَجعَ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا؟ ".
قلنا: نحن.
قال: ردُّوهما موضعهما.
فرددناهما (2).
قيل: كانوا محرمين؛ فلذلك أمرهم برد الفرخين.
وقيل: لما استجارت بالنبي صلى الله عليه وسلم أجارها، وهذا أقرب.
-
ومن أحوال بعض البهائم والسباع: انقيادها لأهل الله تعالى، ولياذها بأوليائه، واحتشامها لهم، وأُنسها بهم
.
روى الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم، والبيهقي؛ كلاهما في "الدلائل"، وابن عساكر عن عائشة رضي
(1) تقدم تخريجه.
(2)
تقدم تخريجه.
الله تعالى عنها قالت: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش، فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب، وذهب وجاء، فإذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبَضَ، فلم يترمرم ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في البيت (1).
وروى أبو نعيم في "الدلائل" عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً من الأنصار كان له بعير فشرد عليه، فقال: يا رسول الله! إنَّ لي بعيراً قد شرد علي، وهو في أقصى أرضي لا أستطيع أن أدنو منه خشية أن يتناولني، فانطلق إليه، فلما أن نظر البعير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يحبو، وألقى بجرانه حتىجرك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل عيناه تسيلان، فقال:"يَا فُلانُ! أَرَى بَعِيْرَكَ يَشْكُوْكَ؛ فَأحْسِنْ إِلَيْهِ"، فجاء بحبل فألقاه في رأسه (2).
ورواه الإمام أحمد، والبزار، وأبو نعيم بنحوه، وزادوا: فجاء الجمل حتى خرَّ ساجداً بين يديه، فقال أصحابه: هذه بهيمة لا تعقل، فنحن أحق أن نسجد لك
…
الحديث (3).
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 112)، وأبو يعلى في "المسند"(4441)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(6591)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 31)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 385).
(2)
كذا عزاه السيوطي في "الخصائص الكبرى"(2/ 96) إلى أبي نعيم.
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 158). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 4): رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخي أنس وهو ثقة.
وفي هذا الباب أحاديث كثيرة (1).
وروى البيهقي: أن دانيال عليه السلام طُرِح في جب، وألقي عليه السباع، فجعلت السباع تلحسه وتبصبص إليه، فأتاه رسول، فقال: يا دانيال! قال: من أنت؟
قال: أنا رسول ربك إليك، أرسلني إليك بطعام.
فقال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره (2).
وروى ابن أبي الدنيا عن أبي الزناد قال: رأيت في يد أبي بردة بن أبي موسى خاتماً نقش فصه أسدان بينهما رجل وهما يلحسانه، قال أبو بردة: هذا خاتم دانيال، فسأل أبو الزناد علماء تلك البلدة، فقالوا: إن دانيال نقش صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى نعمة الله عليه في ذلك (3).
وروى ابن السني في "عمل اليوم والليلة" عن علي رضي الله تعالى عنه قال: إذا كنت بواد تخاف فيه السبع فقل: أعوذ بدانيال، وبالجب من شر الأسد (4).
(1) انظر: "الخصائص الكبرى" للسيوطي (2/ 94 - 102).
(2)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(1338).
(3)
كذا عزاه ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 41) لابن أبي الدنيا، وقال: إسناده حسن.
(4)
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص: 308)، وكذا رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: 239).
وروى الإمام أحمد في "الزهد"، وأبو الشيخ بن حيان في "تفسيره"، وأبو نعيم عن وهب قال: لما أمر نوح عليه السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين قال: يا رب! كيف أصنع بالأسد والبقرة؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب؟
وكيف أصنع بالحمام والهر؟
قال: من ألقى بينهم العداوة؟
قال: أنت.
قال: فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضارون (1).
وروى أبو يعلى، والبزار، والحاكم، وأبو نعيم، والبيهقي عن سفينة رضي الله تعالى عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ركبت سفينة في البحر فانكسرت، فركبت لوحاً، فأخرجني إلى أجمة فيها أسد، فأقبل إليَّ، فقلت: أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت تائهاً، فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق، ثم هَمْهَم، فظننت أنه السلام (2).
ولهذه القصة طرق، وتقدمت قصة ابن عم رضي الله عنهما مع الأسد (3).
وروى اللالكائي في كرامات الأولياء من كتاب "شرح السنة" عن
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 43)، وانظر:"الدر المنثور" للسيوطي (4/ 424).
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
تقدم تخريجه.
المعلَّى بن زياد: أنَّ عامر بن عبد قيس كان مسافراً، فمرَّ بقافلة قد حبسهم الأسد من بين أيديهم على طريقهم، فلما جاء عامر نزل عن دابته، فقالوا: يا أبا عبد الله! إنا نخاف [عليك] من الأسد.
فقال: إنما هو كلب من كلاب الله عز وجل؛ إن شاء أن يسلطه سلطه، كان شاء أن يكُفَّه كفه، فمشى إليه حتى أخذ بيديه أذني الأسد، فحاد عن الطريق، وجازت القافلة.
وقال: إني أستحي من ربي أن يرى من قلبي أني أخاف من غيره (1).
وعن عبد الجبار بن كثير قال: قيل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: هذا السبع قد ظهر لنا.
فقال: أرونيه.
فلما رآه قال: يا قسورة! إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإلا فعودك على يديك.
قال: فولى السبع ذاهباً (2).
وعن عبد الله بن نوح القنطري العابد قال: اطلعت على إبراهيم ابن أدهم رحمه الله تعالى في بستان بالشام، فإذا إبراهيم نائم مستلق، وإذا حية في فمها باقة نرجس، فما زالت تذب عنه حتى انتبه (3).
(1) تقدم تخريجه.
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
رواه اللالكائي في "كرامات الأولياء"(ص: 242).
وعن الحسن بن دعابة قال: رأيت عتبة البغدادي رحمه الله تعالى إذا استحسن الطير دعا به، فيجيء حتى يسقط على فخذه، فيمسه، ثم يسيبه فيطير (1).
وعن أحمد بن شبرمة - واستشهد بجماعة فشهدوا معه - قال: قدم سفيان الثوري هاهنا البصرة فارًّا من القوم، فاستخفى في بيت بعض أصحابنا، وكان لابن المنزول به طير يلعب به، فقال سفيان يوماً: لي إليك حاجة.
قال: ما هي؟
قال: أحب أن تستوهب ذلك الطير وتهبه لي.
قال: نعم.
فاستوهب ذلك الطير من ابنه، فوهبه لسفيان، فقبضه سفيان، فأطاره، وخرج من الكن، فلما جَنَّ الليل عاد ودخل الكن، فكان ذلك دأبه يسرح بالنهار ويأوي بالليل حتى توفي سفيان، وظهر أمره، فخرجوا إلى جنازته، فلما صلي عليه ودفنوه وأهيل عليه التراب، وانصرف الناس، أتى ذلك الطير حتى قعد على قبره كئيباً حزيناً، ثم طار يذهب، فكان ذلك دأبه حتى مات، فعمد صاحبه فدفنه إلى جنب سفيان الثوري (2).
(1) رواه اللالكائي في "كرامات الأولياء"(ص: 225).
(2)
رواه اللالكائي في "كرامات الأولياء"(ص: 201).
وروى أبو نعيم عن شريح بن يونس قال: كنت ليلة نائماً فوق المشرعة، فسمعت صوت ضفدع، فإذا ضفدع في فم حية، فقلت: سألتك بالله إلا خليتِها، فخلتها (1).
وعن أحمد بن خلف قال: دخلت يوماً على السري، فقال: ما أعجبك من عصفور يجيء فيسقط على هذا الرواق، فأكون قد أعددت له لقمة، فأفتها في كفي، فيسقط على أطراف أناملي، فيأكل؟
فلما كان في وقت من الأوقات سقط على الرواق، ففتت الخبز في يدي، فلم يسقط على يدي كما كان، فذكرت في سِرِّي العلة في وحشته مني، فوجدتني قد كلت ملحاً طيباً، فقلت في نفسي: أنا تائب من الملح، فسقط على يدي، فأكل وانصرف (2).
وروى الأستاذ أبو القاسم القشيري في "الرسالة" عن الجنيد رحمه الله تعالى قال: دخلت على السري يوماً فقال لي: عصفور كان يجيئني كل يوم، فأفت له الخبز، فيأكل بين يدي، فنزل وقتاً من الأوقات فلم يسقط على يدي، فتذكرت في نفسي إيش السبب، فتذكرت أني أكلت ملحاً بأبزار، فقلت في نفسي: لا آكله بعدها، وأنا تائب، فسقط على يدي وأكل.
وروى أبو نعيم عن محمد بن وهب عن بعض أصحابه أنه حج
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(10/ 113).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(10/ 123).