الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال القشيري: قيل لأبي يزيد - يعني: البسطامي -[فلان] يمشي ليلاً إلى مكة؟
فقال: الشيطان يمشي في ساعة من المشرق إلى المغرب.
وقيل له: فلان يمشي على الماء؟
فقال: الطير يطير في الهواء، والحوت يمر على الماء.
-
ومن أحوال الطير أو أكثرها: المزاوجة
.
فكل طائر ذكر وله أنثى يعطف عليها وتعطف عليه بخلاف غيرها من البهائم؛ فإن الذكر منها يأتي كل أنثى، والأنثى منها تقبل كل ذكر، وممَّا شذ من الطير في ذلك الديك؛ فإنهم عدُّوا من خصاله التي لا تحمد أنه لا يحنو على ولده، ولا يألف زوجة واحدة، وهو أبله الطبع.
ومن لطائف بعض الأدباء: [من السريع]
قَدْ ماتَ دِيكٌ عِنْدَ جارٍ لَنا
…
صاحَتْ دَجاجاتٌ عَلى قَبْرِهِ
أَذانُه طَوَّلَ مِنْ عُمْرِهِ
…
وَفِسْقُهُ قَصَّرَ مِنْ عُمْرِهِ
وكذلك ينبغي للإنسان أن تكون شهوته مقصورة على حليلته، ولا يفضي بها إلى كل أنثى [
…
] (1) كما تقدم.
ثم ينبغي له أن يعطف على أهله ويستوصي بها، وللمرأة أن تعطف على بعلها، وتقوم بخدمته ورعايته.
(1) ثلاث كلمات غير واضحة في "أ"، وموضعها بياض في "ت".
وفي الحديث المتقدم "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ"(1).
وروى الطبراني في "الكبير" عن عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خَيْرُ النَسَاءِ مَنْ تَسُرُّكَ إِذَا أَبْصَرْتَ، وَتُطِيْعُكَ إِذَا أَمَرْتَ، وَتَحْفَظُ غَيْبَكَ فِيْ نَفْسِهَا وَمَالِكَ"(2).
وروى الإمام أحمد، والنسائي بسند صحيح، والحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ النّسَاءِ الَّتِيْ تُسِرُّ زَوْجَهَا إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيْعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلا تُخَالِفُهُ فِيْ نَفْسِهَا وَلا مَالِهَا بِمَا يَكْرَه".
وفي رواية: "وَتَحْفَظُهُ فِيْ نَفْسِهَا وَمَالِهِ"(3).
وروى أبو داود نحوه - بسند صحيح - عن ابن عباس رضي الله عنهما (4).
وروى ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "النِّسَاءُ امْرَأَةٌ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وإَذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِيْ مَالِهَا وَنَفْسِهَا"(5).
(1) تقدم تخريجه.
(2)
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 273): رواه الطبراني، وفيه رزيك ابن أبي رزيك، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 251)، والنسائي (3231)، والحاكم في "المستدرك"(2682).
(4)
رواه أبو داود (1664).
(5)
رواه الطبري في "التفسير"(5/ 60).