الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذه الأمور تكون من الدنيا الغرور، وقد قال تعالى:{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33].
وقال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
-
ومن أوصاف الطير: الفطنة، والكياسة، والحذر، والفرار مما يؤذيه، والنفور
.
ومن كيسه أنه إذا أراد أن يدخل كناسة يدخله مستدبراً، ويستقبل بعينيه ما يخافه، فإذا رأى أحداً لم يدخل وإلا دخل.
وكذلك ينبغي للمؤمن أن يكون حذوراً، فرَّاراً بدينه، نفوراً عما يرديه، حازماً، كَيِّساً فطناً.
قال الله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ، حَذِرٌ، وَقَّافٌ لا يَعْجَلُ". رواه القضاعي عن أنس رضي الله تعالى عنه (1).
ثئمَ فسر الكيس صلى الله عليه وسلم فقال: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْفَاجِرُ مَنْ أتبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّىْ عَلَىْ اللهِ". رواه الحاكم وصححه، والعسكري، والقضاعي عن شداد بن أوس رضي الله عنه (2).
(1) رواه القضاعي في "مسند الشهاب"(128). فيه سليمان بن عمرو النخعي يضع الحديث.
(2)
رواه الحاكم في "المستدرك"(191)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(185). وكذا الترمذي (2459) وحسنه، وابن ماجه (4260).
وفي حديث جابر رضي الله تعالى عنه في "الصحيح": "وإِذَا قَدِمْتَ فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ"(1).
أراد أَمْرَهُ بإتيان أهله لطلب الولد.
ومن تمام الكياسة في ذلك أمران:
الأول: إذا سألت الله تعالى أن يهبك ولداً فاسأله صالحاً كما قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100].
وقال: زكريا عليه السلام: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: 38].
وقال: {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 6].
والثاني: إذا طلب الولد فليتخير له إمَّا خيرة ذات حسب ونسب وعقل ودين ليكون مكيساً.
وفي الحديث: "تَخَيَّرُوْا لِنُطَفِكُمْ". رواه ابن ماجه، والدارقطني (2).
والعرب تمدح بالإكاسة، وهي أن يولد للرجل أولاد أكياس؛ أي: عقلاء؛ تقول: أكيس الرجل، وأكاس: إذا ولد له أولاد أكياس.
(1) رواه البخاري (1991)، ومسلم (715).
(2)
رواه ابن ماجه (1968)، والدارقطني في "السنن" (3/ 299) عن عائشة رضي الله عنها. قال ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 125): أخرجه ابن ماجة وصححه الحاكم، وأخرجه أبو نعيم من حديث عمر أيضاً، وفي إسناده مقال، ويقوى أحد الإسنادين بالآخر.