الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن اللطائف: ما رواه الدينوري في "المجالسة" عن الربيع بن نافع قال: سمعت من يوسف بن أسباط رحمه الله تعالى حرفاً في الورع ما سمعت أحسن منه.
قلت له يوماً وقد اتخذ كوائر نحل: يا أبا محمد! لو اتخذت حماماً؟
فقال: النحل أحب إلي من الحمام؛ الحمام تدخل الغريب، والنحل لا تداع الغريب يدخل فيها، فمن هنا اتخذت النحل (1).
-
ومن النحل اليعسوب:
وهو كبير النحل ورئيسها الذي لا يتم أمرها إلا به، وكذلك المؤمنون لا بد لهم من إمام يقوم بمصالحهم، ويسد ثغورهم، ويدفع أعداءهم ومضارهم، وعليهم طاعته.
روى الخرائطي في "مكارم الأخلاق" عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: إن لكل شيء سيداً، حتى إنَّ للنحل سيداً (2).
وفي المثل: صار الأمر إلى النزعة؛ أي: أصحاب الأناة مع وازع؛ ذكره في "الصحاح"، وتبعه في "القاموس"(3).
وهذا المثل يضرب لاستقامة الأمر، ورده إلى من له أناة وتروٍ في
(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 367).
(2)
رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص: 114).
(3)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 989)(مادة: نزع).
الأمور؛ لأن من كان كذلك كان له حسن تدبير.
وأورد الزمخشري في "المستقصى" المثل: صار الأمر إلى الوزعة؛ أي: الذي يكفون الجهلاء؛ يضرب في وقوع الأمر إلى من يضبطه (1).
وقال في "القاموس": الوزعة - محرك -: جمع وازع، وهم الولاة المانعون من محارم الله، والوازع: الكلب، والزاجر، ومن يدبر أمور الجيش، ويرد من شذ منهم (2).
قال في "الصحاح": وقال الحسن: لا بد للناس من وازع - أي: من سلطان - يكفهم؛ يقال: وزعت الجيش: إذا حبست أولهم على آخرهم.
قال الله تعالى: {فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 17].
وإنما سموا الكلب وازعاً؛ لأنه يكف الذئب عن الغنم، انتهى (3).
قلت: وهذه من خصال الكلب المحمودة منه.
وقال الزبر قان كما تقدم: [من البسيط]
(1) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (2/ 137).
(2)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 995)(مادة: وزع).
(3)
انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1297)، (مادة: وزع).