الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي "الصحاح" نحوه (1).
وأغدف: بمعجمتين بينهما مهملة.
وفي معناه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرّتْهُ حَسَنتهُ وَسَاءَتْهُ سيِّئتهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ". رواه الطبراني في "الكبير" من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه (2).
-
ومن ذلك: البلبل:
وهو نوع من العصافير حسن الصوت والتغريد.
قالت العرب: البلبل يعندل؛ أي: يصوت، وهو من الأمثال السائرة يُضرب لصاحب الفضيلة لا بد أن تظهر عليه، ولمن لا فضيلة له يدعيها فلا تظهر عليه شواهدها، فيفتضح ويظهر عليه؛ أي: لو كان بلبلاً لعندل.
وقلت: [من الرجز]
لا تَعْتَبِرْ مَنْ يدَّعي بَياناً
…
حَتَّى تَرى شاهِدَهُ عياناً
فَإِنْ يَكُنْ لَهُ بَيانٌ بانا
…
يُعَنْدِلُ البُلْبُلُ حَيْثُ كانا
وتقدم قول الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله تعالى: [من الكامل]
(1) انظر: "الصحاح" للجوهري (4/ 1409)(مادة: غدف).
(2)
ورواه البزار في "المسند"(3068). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 86): رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح ما خلا المطلب بن عبد الله فهو ثقة ولكنه يدلس، ولم يسمع من أبي موسى، فهو منقطع.
أَنا بُلْبُلُ الأَفْراحِ أَمْلأُ دَوْحَها
…
وَفِي العَلْياء بازٌ أَشْهبُ
وروى الأصبهاني في "الترغيب" عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى: أن سليمان بن داود عليهما السلام مرَّ على بلبل على شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟
قالوا: لا.
قال: إنه يقول: أكلتُ نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء (1)؛ أي: الدروس وذهاب الأثر.
وقيل: التراب.
والمؤمن أولى بالقناعة بالكفاف، والقدوة في ذلك بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول:"اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمّدٍ كَفَافًا".
وفي رواية "قُوتاً" كما تقدم (2).
وذكر ابن عبد ربه في "العقد" أنه قيل لأبي نواس: قد أرسلوا وراء أبي عبيدة والأصمعي ليجمعوا بينهما.
فقال: أما أبو عبيدة فإن خلوه وسفَره قرأ عليهم أساطير الأولين، وأما الأصمعي فبلبلٌ في قفص، يطربهم بصفيره (3).
وكذلك ينبغي لمن له حفظ إذا جلس بين قوم أن يفيض عليهم
(1) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(22/ 286).
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (2/ 94).