الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَا مِنْ فَرَس عَرَبِىٍّ إِلَاّ يُؤْذَنُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ بِدَعْوَتَيْنِ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ كَمَا خَوَّلْتَنِيْ مَنْ خَوَّلْتَنِيْ فَاجْعَلْنِيْ مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيهِ"(1).
وفي لفظ: "مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِىٍّ إِلَاّ يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ سَحَرِ كُلِّ يَوْمٍ بِدَعْوَتَيْنِ: اللَّهُمَّ كَمَا خَوَّلْتَنِيْ مَنْ خَوَّلْتَنِيْ مِنْ بَنِيْ آدَمَ فَاجْعَلْنِيْ مِنْ أَحَبّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ"(2).
وفي قوله: "وَأَهْلِهِ" إشارة إلى أن الفرس تقوم مقام الأهل من حيث إنه يرتفق به صاحبه، ويأنس به، ويوصله إلا ما لا يصل إليه دونه.
ومن هنا كان للفارس ضعف ما للراجل في الغنائم.
وعن عبد الله بن وهب مر رجل راكب على فرس بالنبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وَعَلَيْكُمَا السَّلامُ" كما نقله السيوطي في "ديوان الحيوان" عن "تذكرة" الشيخ تاج الدين بن مكتوم عن تعليق لأبي علي الآمدي بخطه.
-
ومن ذلك: الشاة:
واحدة الشاء، والغنم: الذكر والأنثى من الضأن، أو المعز.
جاء في الخبر تمثيل المؤمن بالشاة، وكذلك تمثيل المنافق بالشاة العائر بين الغنمين، وقد سبق هذا.
(1) رواه الحاكم في "المستدرك"(2457).
(2)
رواه النسائي (3579).
وأمَّا تشبيه المؤمن بالشاة فمن حيث ضعفها ولينها وعدم صيالها، وكذلك المؤمن هين لين، كما تقدم.
روى عبد بن حميد في "مسنده" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"السَّكِيْنَةُ وَالْوَقَارُ فِيْ أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِيْ أَهْلِ الإِبِلِ"(1).
وروى ابن ماجه عن عروة البارقي رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا، وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْخَيْرُ مَعْقُوْدٌ فِيْ نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَىْ يَوْمِ الْقَيَامَةِ"(2).
وروى الديلمي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْبَرَكَةُ فِيْ الْغَنَمِ، وَالْجَمَالُ فِيْ الإِبِلِ"(3).
وروى البخاري في "الأدب المفرد" عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشَّاةُ فِىْ الْبَيْتِ بَرَكَةٌ، وَالشَّاتَانِ بَرَكتَانِ، وَالثلاثُ ثَلاثُ بَرَكَاتِ"(4).
(1) ورواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 42)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(2810). والحديث عند البخاري (4127)، ومسلم (52) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
رواه ابن ماجه (2305)، وكذا ابن أبي شيبة في "المصنف"(33484).
(3)
رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(2197).
(4)
رواه البخاري في "الأدب المفرد"(573)، وكذا العقيلي في "الضعفاء"(1/ 82) وأعله بإسماعيل بن سلمان الأزرق، وقال: قال يحيى بن معين: إسماعيل الأزرق ليس بشيء.
وروى ابن سعد في "طبقاته" عن أبي الهيثم بن التيهان رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ عِنْدَهُمْ شَاةٌ إِلَاّ وَفِيْ بَيْتِهِمْ بَرَكَةٌ"(1).
وعن خالد بن يزيد المزني رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَرُوْحُ عَلَيْهِمْ ثَلاثة مِنَ الْغَنَمِ إِلا بَاتَتْ الملائِكَةُ عليهم السلام تُصَلّيْ عَلَيْهِمْ حَتَّىْ يَصْحُوا"(2).
وأخرجه أبو نعيم - بسند واه - وقال: "إِلَاّ صَلَّتْ عَلَيْهِمْ الملائِكَةُ يَوْمَهُمْ وَلَيْلَتِهِمْ حَتَّىْ يُصْبِحُوْا"(3).
وروى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشَّاةُ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ"(4).
قلت: ومن شواهده ما رُوِيَ أن الكبش الذي فُدِيَ به إسماعيل عليه السلام أتى به جبريل عليه السلام من الجنة (5).
وإنما كانت الشاء بهذه المثابة لما يغلب عليها من الطاعة والانقياد
(1) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 496).
(2)
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 496).
(3)
قال ابن حجر في "الإصابة"(2/ 236): رواه أبو نعيم بإسناد واه جداً.
(4)
رواه ابن ماجه (2306)، وكذا ابن عدي في "الكامل"(3/ 239) وأعله بزربي بن عبد الله، وقال: وأحاديثه وبعض متون أحاديثه منكرة.
(5)
رواه الطبري في "التفسير"(23/ 87) عن ابن عباس رضي الله عنه موقوفًا عليه.
لرعاتها، ولطف إمرتها وعدم سطاها، فلا تحتاج رعاتها إلى كثير نَصَب، ولا شدة وزع وقوة منع.
ومن هنا كانت السكينة والوقار يغلبان على أهلها كما وقعت الإشارة إلى ذلك في الحديث المذكور بخلاف الإبل؛ فإنها تنفر وتند، وتهدر، وربما حقدت وسمخت، وأبت ونفرت عن أهلها، ومن هنا غلب على أهلها الفخر والخيلاء.
وفي الحديث: "أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِيْنِ"(1)، "وأَنَّ عَلَىْ سِنَامِ كُلِّ بَعِيْرٍ شَيْطَانٌ"(2).
ومن ثم شبه إباء الخارج عن الطاعة بشرادها فيما رواه الإمام أحمد، والحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ أُمَّتِيْ يَدْخُلُوْنَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَىْ وَشَردَ شُرُودَ الْبَعِيْرِ عَنْ أَهْلِهِ"(3).
وأخرجه البخاري مقتصراً على قوله: "إِلَّا مَنْ أَبَى".
زاد: قالوا: يا رسول الله! ومن يأبى؟
(1) رواه ابن ماجه (769)، وابن حبان في "صحيحه"(5657) عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6688) عن ابن عمر رضي الله عنه.
وروى نحوه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 494)، وابن حبان في "صحيحه"(1703) عن حمزة بن عمرو الأسلمي.
(3)
رواه الحاكم في "المستدرك"(183).