الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمراد بالعجم ما سوى العرب.
قال في "الصحاح": والعجم خلاف العرب، الواحد: أعجمي، والعُجم - بالضم -: خلاف العرب (1).
وتبعه في "القاموس"(2).
*
فائِدَةٌ:
قال الدينوري في "المجالسة": سمعت ابن أبي الدنيا يقول: إنَّ لله تبارك وتعالى من العلوم ما لا يحصى، فيعطي كل واحد من ذلك ما لا يعطي غيره.
لقد حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سعيد الطائي، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، عن أبيه: أن قوماً كانوا في سفر، فكان فيهم رجل يمر الطائر فيقول: تدرون ما يقول هذا الطائر؟
فيقولون: لا.
فيقول: كذا وكذا، فيحيلنا على شيء لا ندري أصادق هو أم كاذب.
إلى أن مروا على غنم ومنها شاة قد تخلفت على سخلة لها، فجعلت تلوي عنقها إليها وتثغوا، فقال: أتدرون ما تقول هذه الشاة؟
قلنا: لا.
(1) انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 1980)(مادة: عجم).
(2)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 1466)(مادة: عجم).
قال: تقول: الحقي لا يأكلك الذئب كما أكل أخاك عام أول في هذا المكان.
قال: فانتهينا إلى الراعي، فقلنا له: ولدت هذه الشاة قبل عامك هذا؟
قال: نعم، ولدت سخلة عام أول، فأكلها الذئب في هذا المكان.
قال: ثم أتينا على قوم فيهم ظعينة على جمل لها وهو يرغو ويحنو عنقه إليها.
قال: أتدرون ما يقول هذا البعير؟
قلنا: لا.
قال: فإنه يلعن راكبته، ويزعم أنها رحلته على مخيط، فهو يؤثر في سنامه.
قال: فانتهينا إليهم، فقلنا: يا هؤلاء! إن صاحبنا هذا يزعم أن هذا البعير يلعق راكبته، ويزعم أنها رحلته على مخيط، وأنه في سنامه.
قال: فأناخوا البعير فإذا هو كما قال (1).
قلت: وهذا يدل على ما ذكره جماعة من المحققين أن البهائم، والطير، والوحش، والسباع، والهوام كلها عوالم، ولها إدراك بحيث
(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 346).