الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال في المصباح: " والاه موالاة وولاء من باب قاتل: تابعه، وتوالت الأخبار: تتابعت "(1) فبناء على ذلك يكون معنى موالاة الخطبة المتابعة بين أجزائها بدون فاصل طويل.
وأما ضابطها هنا فهو عدم الفصل الطويل عادة، قال في المغني:" والمرجع في طول الفصل وقصره إلى العادة "(2) .
[المطلب الأول الموالاة بين أجزاء الخطبة]
المطلب الأول
الموالاة بين أجزاء الخطبة اختلف الفقهاء في اشتراط الموالاة بين أجزاء الخطبة على قولين:
القول الأول: أنها شرط، فإن حصل فصل طويل عادة وجب الاستئناف.
وبهذا قال المالكية (3) وهو القول الصحيح عند الشافعية (4)
(1) المصباح المنير، مادة " ولي " 2 / 672.
(2)
المغني 3 / 181.
(3)
ينظر مواهب الجليل 2 / 166، والفواكه الدواني 1 / 307.
(4)
ينظر الوجيز 1 / 62، والمجموع 4 / 507، وروضة الطالبين 2 / 8، ومغني المحتاج 1 / 288.
والقول الصحيح عند الحنابلة (1) .
القول الثاني: أنها ليست شرطا، فلا يجب الاستئناف ولو طال الفصل.
وهذا قول للشافعية (2) وقول للحنابلة (3) .
الأدلة:
دليل أصحاب القول الأول: أن المقصود من الخطبة الوعظ والتذكير واستمالة القلوب، ومع عدم الموالاة لا يتحقق ذلك على الوجه المطلوب لانفصال بعض الكلام عن بعض (4) .
دليل أصحاب القول الثاني: أن الغرض من الخطبة الوعظ والتذكير، وهذا يحصل مع تفريق الكلمات (5) .
(1) ينظر: المغني 3 / 181، وشرح الزركشي 2 / 180، والفروع 2 / 112، والنكت بهامش المحرر 1 / 146، والمبدع 2 / 159، والإنصاف 9 / 38.
(2)
ينظر: المجموع 4 / 507، وروضة الطالبين 2 / 8، ومغني المحتاج 1 / 288.
(3)
ينظر: الإنصاف 9 / 38.
(4)
ينظر: مغني المحتاج 1 / 288.
(5)
المرجع السابق.
مناقشة هذا الدليل: يناقش بعدم التسليم بحصول ذلك لكل الحاضرين وعلى الوجه المطلوب كما تقدم في دليل أصحاب القول الأول.
الترجيح: الذي يظهر رجحانه في هذه المسألة - والله أعلم بالصواب - هو القول الأول القائل باشتراط الموالاة بين أجزاء الخطبة لما يلي:
1 -
قوة دليله العقلي، وضعف دليل القول الثاني.
2 -
أن الخطبة شيء واحد، والشيء الواحد يجب الترابط بين أجزائه كالوضوء، والصلاة، ونحوهما.
3 -
أن عدم الموالاة قد يؤدي إلى تعدد الخطب في الجمعة أكثر مما ورد وخاصة إذا تعددت موضوعات الخطبة، وتقدم أن المشروع فيها خطبتان.
4 -
أن عدم الموالاة يؤدي إلى السآمة والملل من قبل السامعين.