الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المسألة الثالثة ما يفعل الخطيب بيديه إذا لم يعتمد على شيء]
المسألة الثالثة: ما يفعل الخطيب بيديه إذا لم يعتمد على شيء: إذا لم يعتمد الخطيب أثناء خطبة الجمعة على قوس أو عصا أو نحوهما كما تقدم فقال الشافعية (1) والحنابلة (2) له أن يمسك يده الشمال بيده اليمين، أو يرسلهما.
الدليل: أن الغرض هو الخشوع أثناء الخطبة، وعدم العبث، فما يرى الخطيب أنه يحقق له ذلك من الإمساك أو الإرسال يفعله (3) .
[المطلب العاشر رفع الصوت بها زيادة على القدر الواجب]
المطلب العاشر
رفع الصوت بها زيادة على القدر الواجب تقدم في الشروط الكلام على الجهر بخطبة الجمعة، وبقي الكلام على رفع الصوت بها زيادة على الجهر وهو المقصود
(1) ينظر: الحاوي 3 / 54، والمجموع 4 / 528، وروضة الطالبين 2 / 32، ومغني المحتاج 1 / 290.
(2)
ينظر: المغني 3 / 280، والفروع 2 / 119، والإنصاف 2 / 397، والمبدع 2 / 163، وكشاف القناع 2 / 36.
(3)
ينظر: روضة الطالبين 2 / 32 والمجموع 4 / 528.
بالبحث في هذه المسألة.
وقد ذهب أصحاب المذاهب الأربعة - الحنفية (1) والمالكية (2) والشافعية (3) والحنابلة (4) - إلى أن رفع الصوت بالخطبة زيادة على القدر الواجب، وحسب الطاقة سنة من سنن الخطبة.
الأدلة: استدلوا بأدلة من السنة، والمعقول:
أولا: من السنة: 1 - ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن
(1) ينظر: الفتاوى الهندية 1 / 147، ومراقي الفلاح، ص (103) .
(2)
ينظر: مواهب الجليل، والتاج والإكليل بهامشه 2 / 172، والشرح الصغير وبلغة السالك معه 1 / 181.
(3)
ينظر: الأم 1 / 230، والحاوي 3 / 55، والمجموع 4 / 528، وشرح النووي على صحيح مسلم 6 / 156.
(4)
ينظر: المغني 3 / 178، والفروع 2 / 119، والإنصاف 2 / 397، والمبدع 2 / 163، وكشاف القناع 2 / 36.
بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد، فإِن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، كل بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دين أو ضياعا (1) فإليَّ وعليَّ» (2) .
قال النووي: " يستدل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخم أمر الخطبة، ويرفع صوته، ويجزل كلامه "(3) .
2 -
ما رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: «أنذركم النار، أنذركم النار، حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا، قال: حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه» (4) .
(1) قال النووي: قال أهل اللغة: الضياع - بفتح الضاد - العيال، قال ابن قتيبة: أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا، المراد من ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع، فأوقع المصدر موضع الاسم.
(ينظر: شرح صحيح مسلم 6 / 155) .
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة - باب تخفيف الصلاة والخطبة 2 / 592، الحديث رقم (867) .
(3)
شرح صحيح مسلم 6 / 155 - 156.
(4)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 4 / 268، 272، والبيهقي في كتاب الجمعة - باب رفع الصوت بالخطبة 3 / 207.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2 / 187 - 188 وقال: " ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ".