الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الفصل الثاني شروط الخطبة]
[المبحث الأول النية]
الفصل الثاني
شروط الخطبة وفيه ثمانية مباحث:
المبحث الأول: النية.
المبحث الثاني: حضور العدد الذي تنعقد به الجمعة.
المبحث الثالث: أن تكون بعد دخول وقت الجمعة.
المبحث الرابع: تقديمها على الصلاة.
المبحث الخامس: القيام.
المبحث السادس: الجهر.
المبحث السابع: كونها باللغة العربية.
المبحث الثامن: الموالاة.
المبحث الأول: النية اختلف الفقهاء في اشتراط النية لخطبة الجمعة، أي نية الخطيب، وذلك على قولين:
القول الأول: أنها شرط لصحة الخطبة.
وبهذا قال بعض الشافعية (1) وبه قال الحنابلة (2) .
القول الثاني: أنها ليست بشرط، فتصح الخطبة بدون نية. وهذا هو القول المعتمد عند الشافعية (3) .
الأدلة:
أدلة أصحاب القول الأول: استدلوا بالسنة، والمعقول:
أولا: من السنة: ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي - صلى
(1) ينظر فتح العزيز من المجموع 4 / 595، ومغني المحتاج 1 / 288.
(2)
ينظر: الفروع 2 / 113، والإنصاف 2 / 389، والمبدع 2 / 159، وكشاف القناع 2 / 33.
(3)
ينظر مغني المحتاج 1 / 288.
الله عليه وسلم - قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. . .» الحديث (1) .
فهو شامل بعمومه لخطبة الجمعة، لأنها عبادة من العبادات (2) .
ثانيا: من المعقول: القياس على الصلاة، بجامع أن كلا منهما فرض يشترط فيه الطهارة، والستر، والموالاة (3) .
مناقشة هذا الدليل: يناقش بأنه قياس مع الفارق، فليس كل ما يشترط للصلاة يشترط للخطبة، ومن ذلك الطهارة، وستر العورة - كما سيأتي إن شاء الله تعالى -.
دليل أصحاب القول الثاني: أن خطة الجمعة أذكار، وأمر بمعروف، ونهي عن المنكر،
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 1 / 2، وفي كتاب العتق - باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه 3 / 119، وفي كتاب الأيمان - باب النية في الأيمان 7 / 231، ومسلم في صحيحه في كتاب الإمارة باب قوله صلى الله عليه وسلم:" إنما الأعمال بالنيات " 3 / 1515 -1516.
(2)
وممن صرح بالاستدلال به على هذه المسألة البهوتي في كشاف القناع 2 / 33.
(3)
مغني المحتاج 1 / 288.
ودعاء، وقراءة، ولا تشترط النية في شيء من ذلك، لأنه ممتاز بصورته منصرف إلى الله - تعالى - بحقيقته، فلا يفتقر إلى نية تصرفه إليه (1) .
مناقشة هذا الدليل: يناقش بأن هذه الأشياء وإن كانت لا تشترط النية لكل منها بانفراده إلا أنها تكون بمجموعها عبادة متكاملة، وهي خطبة الجمعة، فتشترط لها النية، كالصلاة مثلا فإنها أقوال وأفعال تكون بمجموعها عبادة، وأما القول بأنه ممتاز بصورته منصرف إلى الله بحقيقته فلا يحتاج إلى نية، فإنه لو قيل به لسرى في بقيه العبادات، وهذا لا قائل به.
الترجيح: الراجح في هذه المسألة - والله أعلم بالصواب - هو القول الأول القائل باشتراط النية لخطبة الجمعة؛ لما استدلوا به من عموم حديث عمر رضي الله عنه.
(1) المرجع السابق.