الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المبحث الثاني السنن في خطبة الجمعة]
[المطلب الأول تقصيرها]
[المسألة الأولى تقصير الخطبتين معا]
المبحث الثاني
السنن في خطبة الجمعة يسن في خطبة الجمعة عدد من السنن تتمثل في ستة مطالب هي:
المطلب الأول: تقصيرها.
المطلب الثاني: أن تكون فصيحة بليغة مؤثرة مرتبة.
المطلب الثالث: قراءة سورة (ق) فيها.
المطلب الرابع: الدعاء للمسلمين في الخطبة الثانية.
المطلب الخامس: الدعاء لولاة أمور المسلمين في الخطبة الثانية.
المطلب السادس: ختم الخطبة الثانية بالاستغفار.
المطلب الأول
تقصير خطبة الجمعة وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: تقصير الخطبتين معا.
المسألة الثانية: تقصير الثانية أكثر من الأولى.
المسألة الأولى: تقصير الخطبتين معا: ذهب أصحاب المذاهب الأربعة - الحنفية (1) والمالكية (2) والشافعية (3) والحنابلة (4) - إلى أن يسنّ للخطيب في الجمعة تقصير الخطبتين بقدر لا يحصل به الإخلال بأركانها، ويفوت به
(1) ينظر: بدائع الصنائع 1 / 263، والفتاوى الهندية 1 / 147، ومجمع الأنهر 1 / 168، ومراقي الفلاح ص (103) ، وقد حدد بعضهم ذلك بقدر سورة من طوال المفصَّل.
(2)
ينظر: القوانين الفقهية ص (86) ، والشرح الصغير وبلغة السالك معه 1 / 180 - 181، والتاج والإكليل بهامش المواهب 2 / 166.
(3)
ينظر: الوجيز 1 / 64، والمجموع 4 / 528 - 529، وروضة الطالبين 2 / 32، ومغني المحتاج 1 / 289.
(4)
ينظر: الهداية لأبي الخطاب 1 / 52، والمغني 3 / 179، والفروع 2 / 119، والمحرر 1 / 151، والإنصاف 2 / 397، وكشاف القناع 2 / 36.
المقصود منها حسب ما يراه أصحاب كل مذهب في ذلك كما تقدم عند الكلام على الأركان.
قال النووي: " ويكون قصرها معتدلا، ولا يُبالغ بحيث يمحقها "(1) .
الأدلة: استدلوا بأدلة من السنة، وآثار الصحابة، والمعقول:
أولا: من السنة: 1 - ما روي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه خطب فأوجز، فقيل له: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزتَ، فلو كنت تنفستَ، فقال: إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، وإِن من البيان لسحرًا» (2) .
وفي رواية: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب» (3) .
(1) المجموع 4 / 529.
(2)
تقدم تخريجه ص (119) من صحيح مسلم.
(3)
أخرجها أبو داود في سننه في كتاب الصلاة - باب إقصار الخطب 1 / 289، الحديث رقم (1106) ، والبيهقي في سننه الكبرى في كتاب الجمعة - باب ما يستحب من القصد في الكلام وترك التطويل 3 / 308، وقال الألباني في إرواء الغليل 3 / 79:" بسند حسن في المتابعات والشواهد ".
2 -
ما رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا» (1) .
وفي رواية: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هي كلمات يسيرات» (2) .
قال في نيل الأوطار: " وفيه أن الوعظ في الخطبة مشروع، وأن إقصار الخطبة أولى من إطالتها "(3) .
3 -
ما رواه عبد الله (4) بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل الصلاة، ويقصر
(1) تقدم تخريجه ص (113) من صحيح مسلم.
(2)
أخرجها أبو داود في سننه في كتاب الصلاة - باب إقصار الخطب 1 / 289، الحديث رقم (1107)، وقال في نيل الأوطار 3 / 266:" رجال إسناده ثقات ".
(3)
نيل الأوطار 3 / 266.
(4)
هو عبد الله بن علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي، شهد الحديبية، وبايع بيعة الرضوان، وشهد خيبر وما بعدها، ولم يزل بالمدينة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحول إلى الكوفة، وتوفي بها سنة 86، وقيل: 87 هـ.
(ينظر: طبقات ابن سعد 4 / 301، وأسد الغابة 3 / 121) .
الخطبة» (1) .
قال في نيل الأوطار بعد ذكر هذه الأحاديث الثلاثة: " فيها مشروعية إقصار الخطبة، ولا خلاف في ذلك "(2) .
هذه هي أبرز وأصح الأحاديث الواردة في تقصير الخطبة من قوله صلى الله عليه وسلم وفعله.
ثانيا: من آثار الصحابة رضي الله عنهم: 1 - تقدم في الحديث الأول فعل عمار رضي الله عنه.
2 -
ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " إن قصر الخطبة وطول الصلاة مَئِنَّةٌ من فقه الرجل "(3) .
ثالثا: من المعقول: أن إطالة الخ طبة تؤدي إلى ملل الناس، فيسن تقصيرها حتى
(1) أخرجه النسائي في سننه في كتاب الجمعة - باب ما يستحب من تقصير الخطبة 3 / 108 - 109، الحديث رقم (1414)، وقال في نيل الأوطار 3 / 269:" قال العراقي في شرح الترمذي: " إسناده صحيح ".
(2)
نيل الأوطار 3 / 270.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الصلوات - باب الخطبة تطول أو تقصر 2 / 114، وقال الألباني في إرواء الغليل 3 / 79:" وقال المنذري بعدما عزاه للطبراني: " بإسناد صحيح "، ووافقه، وذكره الهيثمي في مجع الزوائد 2 / 190 مرفوعا وقال: " رواه البزار، وروى الطبراني بعضه موقوفا في الكبير، ورجال الموقوف ثقات ".