الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المطلب الرابع الدعاء للمسلمين في الخطبة الثانية]
المطلب الرابع
الدعاء للمسلمين في الخطبة الثانية اختلف الفقهاء في حكم دعاء الخطيب للمسلمين في الخطبة الثانية من خطبتي الجمعة، وذلك على قولين:
القول الأول: أنه سنة.
وبهذا قال الحنفية (1) والشافعية في قول لهم وصححه بعضهم (2) والحنابلة (3) قال في الإنصاف: " وهذا بلا نزاع "(4) . يعني عند الحنابلة.
القول الثاني: أنه ركن من أركان الخطبة الثانية.
وهذا هو القول الصحيح عند الشافعية (5) قال النووي:
(1) ينظر: الفتاوى الهندية 1 / 147، ومراقي الفلاح (103) .
(2)
ينظر: حلية العلماء 2 / 277، والمجموع 4 / 521، وروضة الطالبين 2 / 25، ومغني المحتاج 1 / 286.
(3)
ينظر: الهداية لأبي الخطاب 1 / 52، وشرح الزركشي 2 / 190، المغني 3 / 181، والفروع 2 / 119، والمحرر 1 / 152، والإنصاف 2 / 397، وكشاف القناع 2 / 37.
(4)
الإنصاف 2 / 397.
(5)
ينظر: حلية العلماء 2 / 277، والحاوي 3 / 58، والوجيز 1 / 64، والمجموع 4 / 521، وروضة الطالبين 2 / 25، واختلفوا فيما يكفي على قولين: الأول: ما يقع عليه اسم الدعاء، والثاني: يجب أن يكون متعلقًا بأمور الآخرة.
" وهو الصحيح المختار "(1) .
الأدلة:
أدلة أصحاب القول الأول: أولا: استدلوا على السنية بأدلة من السنة، والمعقول.
من السنة: ما رواه سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات كل جمعة» (2) .
وهذا واضح الدلالة، لكن في ثبوته كلام كما في تخريجه.
ومن المعقول: أن الدعاء للمسلمين مسنون في غير خطبة الجمعة، ففيها أولى (3) .
(1) المجموع 4 / 521.
(2)
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2 / 190 وقال: " رواه البزار والطبراني في الكبير، وقال البزار: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف ".
كما ذكره ابن حجر في بلوغ المرام ص (492)، وقال:" رواه البزار بإسناد لين ".
قال في إعلاء السنن 8 / 59: " قلت: ولكن الحافظ لم يضعف الإسناد، بل لينه، وهو يدل على أن السمتي فيه ضعف يسير، ولما رواه شاهد ".
(3)
ينظر: المبدع 2 / 163، وكشاف القناع 2 / 37.
ثانيا: واستدلوا على عدم الركنية بما يلي:
1 -
أن الدعاء للمسلمين ليس ركنا يجب الإتيان به في غير خطبة الجمعة، فكذلك فيها، كالتسبيح (1) .
2 -
أن الأصل عدم الوجوب، ومقصود الخطبة الوعظ (2) .
دليل أصحاب القول الثاني: أن الدعاء للمسلمين في خطبة الجمعة قد نقله الخلف عن السلف، فيكون ركنا فيها (3) .
مناقشة هذا الدليل: يناقش من وجهين:
الوجه الأول: لم يذكروا مَنْ مِنَ السلف ثبت عنه ذلك، ولم أطلع على شيء فيه.
الوجه الثاني: على تقدير ثبوته عن أحد منهم فإنه إن كان من الصحابة فمختلف في الاحتجاج بقوله، وإن كان ممن دونهم فليس بحجة بالاتفاق، خاصة وأن ذلك في إثبات ركن يتعلق به صحة الجمعة.
(1) ينظر: مغني المحتاج 1 / 286.
(2)
ينظر: المجموع 4 / 521.
(3)
ينظر: مغني المحتاج 1 / 286.