الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المسألة الثالثة مكان المنبر ومكان الوقوف عليه]
المسألة الثالثة: مكان المنبر ومكان الوقوف عليه وفيها أمران:
الأمر الأول: مكان المنبر.
الأمر الثاني: مكان الوقوف عليه.
الأمر الأول: مكان المنبر: ذهب أصحاب المذاهب الأربعة - الحنفية (1) والمالكية (2) والشافعية (3) والحنابلة (4) - إلى أن السنة كون المنبر على يمين المحراب، أي على يمين مستقبل القبلة إذا كان في المحراب.
الدليل:
أن منبر النبي صلى الله عليه وسلم كان على يمين محرابه،
(1) ينظر: مراقي الفلاح ص (103) .
(2)
ينظر: البيان والتحصيل 1 / 341.
(3)
ينظر: الحاوي 3 / 52، وروضة الطالبين 2 / 31، ومغني المحتاج 1 / 288.
(4)
ينظر: المغني 3 / 161، والفروع 2 / 118، والإنصاف 2 / 395، والمبدع 2 / 161، وكشاف القناع 2 / 35.
فيسن الاقتداء به (1) .
هذا إذا وقف على المنبر، أما إذا وقف على الأرض فإنه يقف على يسار المحراب، خلاف المنبر (2) .
الأمر الثاني: مكان الوقوف على المنبر: قال بعض الشافعية (3) والحنابلة (4) إنه يقف على الدرجة التي تلي المستراح.
واستدلوا بالسنة، والمعقول:
(1) ذكر ذلك الرافعي في فتح العزيز مع المجموع 4 / 596، والحنابلة في المراجع السابقة، وقال ابن حجر في تلخيص الحبير بهامش المجموع 4 / 596: " لم أجده حديثا ولكنه كما قال فالمستند فيه إلى المشاهدة، ويؤيده حديث سهل بن سعد في البخاري في قصة عمل المرأة المنبر قال:(فاحتمله النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه حيث ترون) .
(2)
ينظر: الفروع والإنصاف 2 / 395، وكشاف القناع 2 / 35.
(3)
ينظر: المهذب مع المجموع 4 / 526، والمجموع 4 / 526، وروضة الطالبين 2 / 31، ومغني المحتاج 1 / 289.
(4)
ينظر: الفروع 2 / 118، والإنصاف 2 / 395، والمبدع 2 / 161، وكشاف القناع 2 / 35.
أولا: من السنة: فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر صاحب المهذب وغيره (1) .
وقال في الفروع مبينا موقف النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده: " وكان منبره عليه السلام ثلاث درجات، يقف على الثالثة التي تلي مكان استراحة، ثم وقف أبو بكر على الثانية، ثم عمر على الأولى تأدبا، ثم وقف عثمان مكان أبي بكر، ثم علي موقف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم زمن معاوية قلعه مروان وزاد فيه ست درج، فكان الخلفاء يرتقون ستا يقفون مكان عمر "(2) .
لم أعثر على تخريج هذا الفعل فيما بين يدي من كتب السنة، لكن ذكره النووي في المجموع شرحا لكلام صاحب المهذب دون ذكر لمن أخرجه فقال: " وأما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على الدرجة التي تلي المستراح فهذا الحديث موجود في أكثر النسخ وليس موجودا في بعض النسخ
(1) المهذب مع المجموع 4 / 526، ومغني المحتاج 1 / 289.
(2)
الفروع 2 / 118، كما ذكر ذلك أيضا المرداوي في الإنصاف 2 / 395، والبهوتي في كشاف القناع 2 / 35.
المقابلة بأصل المصنف، وهو حديث صحيح " (1) .
وقد ذكر بعض الشافعية إشكالا على الاستدلال بذلك، وهو أنه روي أن أبا بكر نزل عن موقف النبي صلى الله عليه وسلم درجة، وعمر درجة أخرى، وعثمان أخرى، ووقف علي رضي الله عنه في موقف النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن أجابوا عنه بأن كلا منهم له قصد صحيح، وليس بعضهم حجة على بعض، والمختار هو موافقة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لعموم الأمر بالاقتداء به (2) .
ثانيا: من المعقول: أن وقوف الخطيب على المستراح أمكن له، فيستحب (3) .
وقد ذكر بعض الشافعية أنه يستحب للخطيب أن يقف في يمين المنبر إذا كان واسعا (4) .
(1) المجموع 4 / 526.
(2)
ينظر: المجموع 4 / 529 - 530، ومغني المحتاج 1 / 289.
(3)
ينظر: المهذب مع المجموع 4 / 526.
(4)
ينظر: المجموع 4 / 527، وروضة الطالبين 2 / 33، ومغني المحتاج 1 / 289.