الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المطلب الخامس استقبال الخطيب للناس]
[المسألة الأولى استقبال الناس واستدبار القبلة]
المطلب الخامس
استقبال الخطيب للناس وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: استقبال الناس واستدبار القبلة.
المسألة الثانية: أن يقصد تلقاء وجهه فلا يلتفت.
المسألة الأولى: استقبال الناس واستدبار القبلة: اختلف الفقهاء في حكم استقبال الخطيب الناس واستدبار القبلة أثناء الخطبة، وذلك على قولين:
القول الأول: أن ذلك سنة.
وبهذا قال الحنفية (1) وهو المشهور عند الشافعية (2) والصحيح من المذهب عند الحنابلة (3) .
(1) ينظر: بدائع الصنائع 1 / 263، والفتاوى الهندية 1 / 146، ومجمع الأنهر 1 / 168، ومراقي الفلاح ص (103) .
(2)
ينظر: الحاوي 3 / 54، والوجيز 1 / 64، وروضة الطالبين 2 / 32، ومغني المحتاج 1 / 289 - 290.
(3)
ينظر: الهداية لأبي الخطاب 1 / 52، والمغني 3 / 178، والفروع 2 / 121، والمحرر 1 / 151، والمبدع 2 / 162، والإنصاف 2 / 396، وكشاف القناع 2 / 37.
القول الثاني: أنه واجب، فلو استدبرهم واستقبل القبلة لم يصح.
وبهذا قال بعض الشافعية (1) وبعض الحنابلة (2) .
القول الثالث: أنه واجب، لكن لو استدبرهم واستقبل القبلة أجزأ.
وبهذا قال بعض الشافعية (3) .
الأدلة:
أدلة أصحاب القول الأول: أولا: استدلوا على الاستحباب بأدلة من السنة، والمعقول:
فمن السنة: فعل النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن القيم رحمه الله:" وكان وجهه صلى الله عليه وسلم قبلهم في وقت الخطبة "(4) ومما روي في ذلك ما يلي:
(1) ينظر: روضة الطالبين 2 / 32، وفتح الباري 2 / 402.
(2)
ينظر: الفروع 2 / 121، والإنصاف 2 / 396، والمبدع 2 / 163.
(3)
ينظر: فتح الباري 2 / 402.
(4)
ينظر: زاد المعاد 1 / 430.
1 -
ما رواه الشعبي قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس بوجهه فقال: (السلام عليكم) ويحمد الله، ويثني عليه، ويقرأ سورة، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب، ثم ينزل، وكان أبو بكر وعمر يفعلانه» (1) .
الشاهد قوله: " استقبل الناس بوجهه ".
ولكن هذا الحديث مرسل كما تقدم في تخريجه.
2 -
ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان إذا دنا من منبره سلم على من عند المنبر، ثم يصعد، فإذا استقبل الناس بوجهه سلم عليهم ثم قعد» (2) .
(1) تقدم تخريجه ص (169) .
(2)
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى في كتاب الجمعة - جماع أبواب آداب الخطبة - باب الإمام يسلم على الناس إذا صعد المنبر قبل أن يجلس 3 / 205، وقال:" تفرد به عيسى به عبد الله بن الحكم بن النعمان بن بشير أبو موسى الأنصاري، قال أبو سعد: قال أبو أحمد بن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه "، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2 / 184:" رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن عبد الله الأنصاري وهو ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات ". وذكره الرافعي في فتح العزيز 4 / 597، وقال ابن حجر في التلخيص بهامش المجموع 4 / 597: ابن عدي (يعني أخرجه) من حديث ابن عمر، أورده في ترجمة عيسى الأنصاري، وضعفه وكذا ضعفه به ابن حبان ".
ولكن هذا ضعيف أيضا كما في تخريجه.
ومن المعقول: أن الخطيب يعظ الناس بخطبته، ويوصيهم بتقوى الله - سبحانه - ومراقبته، فكان إقباله عليهم أبلغ في الانتفاع بها (1) .
ثانيا: واستدلوا على الصحة مع الاستدبار بما يلي: أن المقصود هو سماع الخطبة، وهو حاصل مع الاستدبار، كالأذان فإن من سننه استقبال القبلة، ويجزئ مع استدبارها (2) .
أما أصحاب القولين الثاني والثالث فلم أطلع على أدلة لهم، ولكن لعلهم يستدلون على الوجوب بفعل النبي - صلى الله عليه سلم - ومواظبته، ولكن هذا مجرد فعل، والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، وإنما على الاستحباب.
(1) ينظر: الحاوي 3 / 54.
(2)
ينظر: الحاوي 3 / 55، وينظر في أوله المغني 3 / 178، والمبدع 2 / 163، وكشاف القناع 2 / 37.