الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع عشرة وسبعمائة
فيها جرت وقعة بقرب مكّة بين الأخوين حميضة، وأبي الغيث، فقتل أبو الغيث واستولى حميضة على مكّة.
وفيها توفي العدل المسند زين الدّين إبراهيم بن عبد الرحمن بن تاج الدّين أحمد بن القاضي أبي نصر بن الشّيرازي الشّافعي [1] .
قال الذهبي: حدثنا عن السّخاوي، وكريمة، والنسّابة، والتّاج بن حمّوية، وطائفة. وانتخب عليه العلائي.
مولده [في أول يوم من سنة أربع وثلاثين وستمائة] .
وتوفي في جمادى الآخرة وله ثمانون سنة.
وفيها رشيد الدين إسماعيل بن عثمان بن المعلّم القرشي الدمشقي الحنفي [2] ، شيخ الحنفية. سمع من ابن الزّبيدي «الثلاثيات» [3] ، وسمع من السّخاوي، والنسّابة، وجماعة. وتفرّد وتلا بالسّبع على السّخاوي، وأفتى ودرّس، ثم انجفل إلى القاهرة سنة سبعمائة، وتغيّر قبل موته بقليل وانهزم، وتوفي بمصر في رجب عن إحدى وتسعين سنة.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (77) وما بين الحاصرتين مستدرك منه و «الدّرر الكامنة» (1/ 36) و «المنهل الصّافي» (1/ 80) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (77- 78) و «الجواهر المضية» (1/ 418- 422) .
[3]
يعني «ثلاثيات البخاري» كما جاء مبينا في «الجواهر المضية» .
ومات قبله ابنه المفتي تقي الدّين [1] بقليل.
وفيها نقيب الأشراف أمين الدّين جعفر ابن شيخ الشّيعة محيي الدّين محمد بن عدنان الحسيني [2] .
توفي في حياة أبيه، فولي النقابة بعده ولده شرف الدّين عدنان وخلع عليه بطرحة، وهو شاب طريّ. قاله في «العبر» .
وفيها الشيخ سليمان التركماني المولّه [3] .
قال الذهبي: كان يجلس بسقاية باب البريد وحوله الكلاب، ثم يطرق العلبيين، وعليه عباءة نجسة ووسخ بيّن، وهو ساكن، قليل الحديث، له كشف وحال من نوع إخبارات الكهنة، وللناس فيه اعتقاد زائد. وكان شيخنا إبراهيم الرّقّي مع جلالته يخضع له ويجلس عنده. قارب سبعين سنة، وكان يأكل في رمضان ولا صلاة ولا دين. ورأيت من يحكي أنه يعقل ولكنه يتجانن. انتهى.
وفيها محتشم العراق القدوة شهاب الدّين عبد المحمود بن عبد الرحمن بن أبي جعفر محمد بن الشيخ شهاب الدّين السّهرورديّ [4] ، وخلّف نعمة جزيلة، وكان عالما واعظا. حدّث عن جدّه أبي جعفر.
وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطّاب الباجي- بالباء الموحدة والجيم نسبة إلى باجة مدينة بالأندلس- المصري [5] الشافعي [6] الإمام المشهور.
[1] هو يوسف بن إسماعيل بن عثمان القرشي، تقي الدّين. تزهّد، وأفتى، ودرس بالبلخيّة جوار جامع دمشق. انظر «ذيول العبر» ص (78) و «الدرر الكامنة» (4/ 450) و «الجواهر المضية» (3/ 621- 622) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (78) و «الدّرر الكامنة» (1/ 537) .
[3]
انظر «ذيول العبر» ص (79) و «البداية والنهاية» (14/ 72) .
[4]
انظر «ذيول العبر» ص (78) و «الدّرر الكامنة» (2/ 413) .
[5]
انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 286- 287) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 290- 293) و «حسن المحاضرة» (1/ 544) وما بين الحاصرتين زيادة منه.
[6]
لفظة «الشافعي» لم ترد في «آ» وأثبتها من «ط» .
ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة، سنة مولد النّووي، وتفقه بالشام على ابن عبد السّلام، ثم ولي قضاء الكرك قديما في دولة الملك الظّاهر، ثم دخل القاهرة واستوطنها، وناب في الحكم، ثم ترك ذلك، ولزمته الطلبة للاشتغال عليه.
وممن أخذ عنه الشيخ تقي الدّين السّبكي، أخذ عنه الأصلين وتخرّج به في المناظرة، وله مصنّفات في فنون [ليست على قدر علمه] .
قال ابن شهبة: كان أعلم أهل الأرض بمذهب الأشعري، وكان هو بالقاهرة والصّفي الهندي بالشام القائمين بنصرة مذهب الأشعري، وكان ابن دقيق العيد كثير التعظيم له.
وقال التّقي السّبكي: كان ابن دقيق العيد لا يخاطب أحدا إلّا بقوله: يا إنسان غير اثنين الباجي، وابن الرّفعة، يقول للباجي: يا إمام، ولابن الرّفعة يا فقيه.
وقال الإسنوي: له في المحافل مباحث مشهورة، وفي المشاهد مقامات مأثورة. كان إماما في الأصلين، والمنطق، فاضلا فيما عداها. وكان أنظر أهل زمانه ومن أذكاهم قريحة، لا يكاد ينقطع في المباحث، فصيح العبارة. وكان يبحث مع الكبير والصغير إلّا أنه قليل المطالعة جدا، ولا يكاد أحد يراه ناظرا في كتاب.
وصنف مختصرات في علوم متعددة، واشتهرت وحفظت في حياته، وعقب موته، ثم انطفت كأن لم تكن.
توفي في ذي القعدة ودفن بالقرافة بقرب المكان المعروف بورش.
وفيها العالمة الفقيهة الزّاهدة القانتة، سيدة نساء زمانها، الواعظة أمّ زينب فاطمة بنت عبّاس البغدادية [1] الشّيخة بمصر، عن نيّف وثمانين سنة، وشيّعها خلائق، وانتفع بها خلق من النساء وتابوا. وكانت وافرة العقل والعلم [2] ، قانعة
[1] انظر «ذيول العبر» ص (80) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (301) و «الدرر الكامنة» (3/ 226) و «حسن المحاضرة» (1/ 390) .
[2]
كذا في «ط» و «المنتخب» لابن شقدة: «وافرة العقل والعلم» وفي «آ» و «ذيول العبر» مصدر المؤلف، و «حسن المحاضرة» :«وافرة العلم» .
باليسير، حريصة على النفع والتّذكير، ذات إخلاص وخشية وأمر بالمعروف، انصلح بها نساء دمشق، ثم نساء مصر. وكان لها قبول زائد ووقع في النّفوس، رحمها الله، زرتها مرة. قاله في «العبر» .
وفيها العدل جمال الدّين ابن عطيّة بن إسماعيل بن عبد الوهاب بن محمد بن عطيّة اللّخمي [1] المتفرّد بكرامات الأولياء عن مظفّر الفوّي.
مات وهو من أبناء الثمانين.
وفيها الصّالح المعمّر، بقية السّلف، محمد [بن محمود بن الحسين بن الحسن، المعروف ب]«حياك الله» الموصلي [2] بزاويته في سويقة كوم الرّيش [3] بمصر، ودفن بالقرافة. وكان من الأخيار يقصد للزيارة والتبرك، سئل عن مولده فقال: قدمت مصر في أول دولة المعزّ أيبك التّركماني [4] وعمري خمس وثمانون سنة، فيكون لي مائة وستون سنة. وكان كثير الذّكر والتّلاوة، وعنده محاضرة، وعلى ذهنه أشياء.
ومن شعره:
إذا الحبّ لم يشغلك عن كلّ شاغل
…
فما ظفرت كفّاك منه بطائل
وما الحبّ إلا خمرة تسكر الفتى
…
فيصبح نشوانا لطيف الشّمائل
لقيني من أهواه يوما فقال لي
…
بمن أنت مشغوف فقلت بسائلي
ولو أن في السّلوان ما عنكم غنى
…
لخلّصت قلبي واستراحت عواذلي
[1] انظر «ذيول العبر» ص (81) و «مرآة الجنان» (4/ 254) و «الدّرر الكامنة» (2/ 456) .
[2]
انظر «النجوم الزاهرة» (9/ 227) وما بين الحاصرتين زيادة منه.
[3]
في «النجوم الزاهرة» : «سويقة الرّيش» وانظر الصفحة (201) من الجزء التاسع منه التعليق رقم (1) .
[4]
انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» للعلّامة الزركلي (2/ 33) .