الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة
فيها كان أهل العراق وأذربيجان في خوف وحروب وشدائد لاختلاف التتار.
وفيها توفي الصّالح المسند أبو بكر بن محمد بن الرّضي الصّالحي القطّان [1] .
سمع حضورا من خطيب مردا، وعبد الحميد بن عبد الهادي، وسمع من عبد الله ابن الخشوعي، وابن خليل، وابن البرهان. وتفرّد وأكثروا عنه.
قال الذهبي: ونعم الشيخ كان، له إجازة السّبط. وجماعة.
وتوفي في جمادى الآخرة عن تسع وثمانين سنة.
ومات قبله بشهر المعمّر أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عنتر الدمشقي [2] عن ثلاث وتسعين سنة.
روى الكثير بإجازة السّبط. انتهى.
وفيها شيخ الشّافعية، زين الدّين عمر بن أبي الحزم بن عبد الرحمن بن يونس، المعروف بابن الكتّاني [3] .
[1] انظر «ذيول العبر» ص (200) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (312) و «مرآة الجنان» (4/ 296) و «الدّرر الكامنة» (1/ 459) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (200) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (312) و «الدّرر الكامنة» (1/ 456) .
[3]
انظر «ذيول العبر» ص (203) و «مرآة الجنان» (4/ 299) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 358-
قال الإسنوي: شيخ الشافعية في عصره بالاتفاق.
ولد سنة ثلاث وخمسين وستمائة بالقاهرة قريبا من جامع الأزهر، ثم سافر بعد سنة مع أبويه إلى دمشق، لأن أباه كان تاجرا في الكتّان من مصر إلى الشام، فاستقرّ بها، وتفقه وقرأ الأصول على البرهان المراغي، والفقه على التّاج الفركاح، وأفتى ودرّس.
ثم انتقل إلى الدّيار المصرية، فتولى الحكم بالحكر. [ثم ولاه ابن دقيق العيد دمياط، وبلبيس، ثم النّيابة بمصر ثم القاهرة] . ثم ولاه ابن جماعة الغربية، ثم عزل نفسه وانقطع عن ابن جماعة وهجره بلا سبب، وتولى مشيخة حلقة الفقه بالجامع الحاكمي، وخطابة جامع الصّالح، ومشيخة الخانقاه الطّيبرسية بشاطئ النّيل، وتدريس المدرسة المنكدمرية للطائفة الشافعية.
ثم فوّض إليه في آخر عمره مشيخة الحديث بالقبة المنصورية.
وكان نافرا عن الناس، سيء الخلق، يطير الذّباب فيغضب. ومن تبسم عنده يطرد إن لم يضرب. وأفضى به ذلك إلى أنه في غالب عمره المتصل بالموت، كان مقيما في بيته وحده، لم يتزوج، ولم يتسرّ، ولم يقن رقيقا ولا مركوبا، ولا دارا ولا غلاما. ولم يعرف له تصنيف ولا تلميذ، ومع ذلك كان حسن المحاضرة [1] ، كثير الحكايات والأشعار، كريما. وكتب بخطه حواشي على «الروضة» [2] وكان قليل الفتاوى.
توفي بمسكنه على شاطئ النّيل بجوار الخانقاه التي مشيختها [3] بيده يوم الثلاثاء، الخامس عشر من شهر رمضان، ودفن بالقرافة.
359) وما بين الحاصرتين استدركته منه و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 364- 366) .
[1]
في «طبقات الشافعية» لا لإسنوي: «حسن المناظرة» .
[2]
وهو للإمام النووي، وقد طبعه المكتب الإسلامي بدمشق، وتولى تحقيقه والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله، بالاشتراك مع الأستاذ الشيخ شعيب الأرناؤوط، نفع الله تعالى به.
[3]
في «ط» : «مشيخته» .
وفيها زين الدّين أبو محمد عبادة بن عبد الغني بن عبادة الحرّاني ثم الدمشقي [1] الفقيه الحنبلي المفتي الشّروطي المؤذن.
ولد في رجب سنة إحدى وسبعين وستمائة. وسمع من القاسم الإربلي، وأبي الفضل بن عساكر، وجماعة.
وطلب الحديث وكتب الأجزاء، وتفقه على الشيخ زين الدّين بن المنجّى، ثم على الشيخ تقي الدّين بن تيميّة.
قال الذهبي في «معجم شيوخه» [2] : كان فقيها، عالما، جيد الفهم، يفهم شيئا من العربية والأصول. وكان صالحا، دينا، ذا حظّ من تهجد، وإيثار، وتواضع، اصطحبنا مدة ونعم والله الصّاحب هو. كان يسع الجماعة بالخدمة والإفضال والحلم. خرّجت له جزءا [3] ، وحدّث ب «صحيح مسلم» . انتهى.
وسمع من جماعة.
وتوفي في شوال ودفن بمقبرة الباب الصّغير.
وفيها قاضي القضاة شهاب الدّين محمد بن [عبد الله] المجد [4] الإربلي ثم الدمشقي الشافعي [5] .
روى عن ابن أبي اليسر، وابن أبي عمر، وجماعة. وأفتى وناظر، وحكم نحو ثلاث سنين، وجاء على منصبه قاضي الممالك جلال الدّين.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (207) و «معجم الشيوخ» (1/ 316- 317) و «المعجم المختص» ص (117) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 432) و «الدّرر الكامنة» (2/ 238) .
[2]
لم أر هذا النقل في «معجم الشيوخ» الذي بين يدي.
[3]
في «ط» : أجزاء» .
[4]
يعني «مجد الدّين» وهو لقب أبيه.
[5]
انظر «ذيول العبر» ص (201) و «البداية والنهاية» (14/ 181) و «الوافي بالوفيات» (3/ 373) و «الوفيات» لابن رافع (1/ 206- 207) و «الدّرر الكامنة» (3/ 467) و «النجوم الزاهرة» (9/ 314) وما بين الحاصرتين مستدرك من معظم هذه المصادر.
وتوفي في آخر جمادى الأولى عن ست وسبعين سنة، نفرت به بغلته فرضّت دماغه، ومات إلى عفو الله بعد ست ليال.
وفيها الشيخ زين الدّين أبو عبد الله محمد بن علم الدّين عبد الله بن الشيخ الإمام زين الدّين عمر بن مكّي بن عبد الصّمد العثماني، المعروف بابن المرحّل [1] الشافعي.
سمع من جماعة، وأخذ الفقه والأصلين عن عمّه الشيخ صدر الدّين وغيره، ونزل له عمّه عن تدريس المشهد الحسيني بالقاهرة، فدرّس به مدة، ثم قايض الشيخ شهاب الدّين بن الأنصاري منه إلى تدريس الشامية البرّانية والعذراوية، فباشرهما إلى حين وفاته.
وناب في الحكم، فحمدت سيرته، ثم تركه.
وبيّض كتاب «الأشباه والنّظائر» لعمّه وزاد فيه.
قال الذهبي: العلّامة، مدرّس الشّامية الكبرى، فقيه، مناظر، أصولي، وكان يذكر للقضاء.
وقال السّبكي: ولد بعد سنة تسعين وستمائة.
وكان رجلا، فاضلا، دينا، عالما، عارفا بالفقه وأصوله، صنّف في الأصول كتابين.
وقال الصّلاح الكتبي: كان من أحسن الناس شكلا، وربّي على طريقة حميدة في عفاف وملازمة للاشتغال بالعلوم وانجماع عن الناس. وكان يلقي الدروس بفصاحة وعذوبة لفظ، قيل: لم تكن دروسه بعيدة من درس ابن الزّملكاني. وكان من أجود الناس طباعا، وأكرمهم نفسا، وأحسنهم ملتقى.
توفي في رجب، ودفن بتربة لهم عند مسجد الذبّان عند جدّه.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (203) و «الوفيات» لابن رافع (1/ 209- 211) و «طبقات الشافعية الكبرى» (9/ 157) و «البداية والنهاية» (14/ 181- 182) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 376- 377) و «الدّرر الكامنة» (3/ 479- 480) .
وفيها ولي العهد القائم بأمر الله محمد بن أمير المؤمنين المستكفي [سليمان بن أحمد [1]] .
كان سريّا، فقيها، شجاعا، مهيبا، وسيما. قيل: هو السبب في تسييرهم إلى قوص.
مات بقوص في ذي الحجّة عن أربع وعشرين سنة.
وفيها قاضي القضاة شرف الدّين أبو القاسم هبة الله بن قاضي القضاة نجم الدّين عبد الرحيم بن القاضي شمس الدّين إبراهيم، المعروف بابن البارزي [2] الشافعي، قاضي حماة وصاحب التصانيف الكثيرة.
ولد في رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة، وسمع من والده، وجدّه، وعزّ الدّين الفاروثي، وجمال الدّين بن مالك، وغيرهم.
وأجاز له جماعة. وتلا بالسبع، وتفقه على والده، وأخذ النّحو عن ابن مالك، وتفنّن في العلوم، وأفتى ودرّس، وصنّف، وولي قضاء حماة، وعمي في آخر عمره. وحدّث بدمشق. وحماة، وسمع منه البرزالي، والذهبي، وخلق.
وقد خرّج له ابن طغريل مشيخة كبيرة. وخرّج له البرزالي جزءا.
وذكره الذهبي في «معجمه» فقال: شيخ العلماء، بقية الأعلام، صنّف التصانيف، مع العبادة والدّين والتواضع ولطف الأخلاق، ما في طباعه من الكبر ذرّة، وله ترام على الصّالحين، وحسن ظن بهم.
وقال الإسنوي: كان إماما، راسخا في العلم، صالحا، خيّرا، محبا للعلم ونشره، محسنا إلى الطلبة، وصارت إليه الرّحلة.
وقال السبكي: انتهت إليه مشيخة المذهب ببلاد الشام، وقصد من الأطراف.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (204) و «الدّرر الكامنة» (3/ 446) وما بين الحاصرتين زيادة منه.
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (202) و «النجوم الزاهرة» (9/ 315) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 189- 190) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 230- 231) و «الدّرر الكامنة» (4/ 401) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 279- 280) .
توفي في ذي القعدة عن ثلاث وتسعين سنة، وفيه يقول ابن الوردي:
حماة مذ فارقها شيخها
…
قد أعظم العاصي بها الفرية
صرت كمن ينظرها بلقعا
…
أو كالّذي مرّ على قرية
ومن تصانيفه «روضات الجنان في تفسير القرآن» عشر مجلدات، كتاب «الفريدة البارزية في حلّ الشاطبية» كتاب «المجتبى» كتاب «المجتنى» وكتاب «الوفا في أحاديث المصطفى» مجلدان وغير ذلك.
وفيها القاضي جمال الدّين أبو المحاسن يوسف بن إبراهيم ابن جملة بن مسلم بن تمّام بن حسين بن يوسف المحجّي الدمشقي الصّالحي الشافعي [1] .
ولد في سنة اثنتين وثمانين وستمائة، وسمع من جماعة، وأخذ عن الشيخين صدر الدّين ابن الوكيل، وشمس الدّين بن النّقيب. وولي القضاء مدة سنة ونصف، فشكرت سيرته ونهضته إلّا أنه وقع بينه وبين بعض خوّاص النائب فعزل وسجن مدة، ثم أعطي الشامية البرّانية.
قال البرزالي: خرّجت له جزءا عن أكثر من خمسين نفسا، وحدّث به بالمدينة النّبوية وبدمشق.
وكان فاضلا في فنون، اشتغل، وحصّل، وأفتى، وأعاد، ودرّس.
وله فضائل جمّة ومباحث وفوائد، وهمّة عالية، وحرمة وافرة، وفيه تودد وإحسان وقضاء للحقوق.
ولي قضاء دمشق نيابة واستقلالا ودرّس بالمدارس الكبار.
توفي في ذي القعدة بدمشق عن سبع وخمسين سنة ودفن بسفح قاسيون عند والده وأقاربه.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (202) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 392- 393) و «مرآة الجنان» (4/ 298) و «الدّرر الكامنة» (4/ 443) .