المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٨

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثامن]

- ‌سنة إحدى وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعمائة

- ‌سنة أربع وسبعمائة

- ‌سنة خمس وسبعمائة

- ‌سنة ست وسبعمائة

- ‌سنة سبع وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وسبعمائة

- ‌سنة تسع وسبعمائة

- ‌سنة عشر وسبعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وسبعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وسبعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وسبعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وسبعمائة

- ‌سنة ست عشرة وسبعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وسبعمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وسبعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وسبعمائة

- ‌سنة عشرين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وسبعمائة

- ‌سنة أربعين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة ست وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وسبعمائة

- ‌سنة خمسين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة ست وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وسبعمائة

- ‌سنة ستين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وستين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وستين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وستين وسبعمائة

- ‌سنة ست وستين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وستين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وستين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وستين وسبعمائة

- ‌سنة سبعين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة ست وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمانين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة تسعين وسبعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ست وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمانمائة

الفصل: ‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة

‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة

توفي شهاب الدّين أبو الخير أحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرّضا [1] قاضي القضاة الحموي الشافعي، نزيل حلب.

اشتغل في الفقه وغيره، وأخذ عن العلّامة شرف الدّين يعقوب خطيب قلعة حماة، ورحل إلى الشام، وقرأ على أهلها، ورحل إلى القاهرة، واشتغل بها، وقدم حلب سنة بضع وسبعين قاضي العسكر ومفتي دار العدل، فأقام بها يفتي ويفيد، ثم تولى قضاء حلب فحمدت سيرته.

ذكره الحافظ برهان الدّين الحلبي سبط ابن العجمي فقال: فريد الشام ذكاء ومعرفة ودهاء وحفظا، غير أنه كان له أناس يعادونه وما يصنعه يخرجونه في قوالب رديئة ويتكلمون فيه بأشياء ليست فيه، ولكن الحسد حملهم على ذلك، وكان أوحد العلماء، متقنا، متفننا، أستاذا في القراءات وتوجيهها، والتفسير، والمعاني، والبيان، والبديع، والعروض، والنّظم، والنّثر الفائق، والإنشاء، عالما بالفقه والأصلين، ويحفظ جملة صالحة من الحديث وصناعته، يكاد يحفظ «شرح مسلم» و «معالم السنن» للخطابي، وكان أستاذا في معرفة الطبّ والعلاج، وهو رجل غريب في بابه، وكان يحافظ على الجلوس في المسجد لا يكاد يخرج منه إلّا لحاجته، وعنده حشمة، وله سياسة وكياسة، يعظّم العلم وأهله، ولا يقدّم عليهم أحدا. لم أر بحلب أحدا بعده من أهلها أعلم منه ولا من غيرها إلّا ما كان من شيخنا سراج الدّين البلقيني، إلى أن قال: وله مؤلفات

[1] انظر «الدّرر الكامنة» (1/ 227) و «إنباء الغمر» (2/ 358) و «النجوم الزاهرة» (11/ 352، 382) و «الأعلام» (1/ 187) .

ص: 540

نفيسة، منها كتاب «الناسخ والمنسوخ» وكتاب في فنون القراءات [1] مجلد ضخم، ونظم «غريب القرآن» للعزيزي على قافية «الشّاطبية» ووزنها، وكتاب «مفاخرة بين السيف والقلم» وكتاب ليس فيه حرف معجم، وغير ذلك. ودخل بين التّرك فأخذ وحبس بالقلعة، ثم حمل مقيّدا إلى قريب من خان شيخون وقتل هناك في ذي القعدة، ثم نقل إلى حماة إلى مقبرة والده وأهله.

وقال العيني في «تاريخه» : قتل شرّ قتلة، وكان ذلك أقلّ جزائه، فإن الظّاهر هو الذي جعله من أعيان الناس وولّاه القضاء من غير بذل ولا سعي، فجازاه بأن أفتى في حقّه بما أفتى، وقام في نصر أعدائه بما قام، وشهر السّيف، وركب بنفسه والمنادي بين يديه ينادي [2] : قوموا انصروا الدولة المنصورية بأنفسكم وأموالكم، فإن الظّاهر من المفسدين العصاة الخارجين، فإن سلطنته ما صادفت محلا، إلى غير ذلك، وكان عنده بعض شيء من العلم، ولكنه كان يرى نفسه في مقام عظيم، وكان مولعا بثلب أعراض الكبار، وكان باطنه رديئا وقلبه خبيثا.

قال: وسمعت أنه كان يقع في حقّ الإمام أبي حنيفة. انتهى كلام العيني ملخصا.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن زين الدّين عمر بن الشّهاب محمود بن سلمان [3] بن فهد الحلبي الأصل الدمشقي، المعروف بالقنّبيط [4] .

قال ابن حجر: ولد سنة عشر أو نحوها، وسمع من أمين الدّين محمد بن أبي بكر بن النّحاس وغيره، ووقع في الدّست، فكان أكبرهم سنا وأقدمهم.

مات في ربيع الأول عن ثمانين سنة وزيادة ولم يحدّث شيئا، وهو الذي أراد صاحبنا شمس الدّين بن الجزري بقوله:

[1] في «ط» : «القرآن» .

[2]

في «ط» : «والمنادي ينادي بين يديه» .

[3]

تحرفت في «ط» إلى «سليمان» .

[4]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 362) .

ص: 541

باكر إلى دار عدل جلّق يا

طالب خير فالخير في البكر

فالدّست قد طاب واستوى وغلا

بالقرع والقنّبيط والجزر

وأشار بالقنّبيط إلى هذا، وبالجزر إلى نفسه، وبالقرع إلى أبي بكر بن محمد الآتي ذكره سنة أربع وتسعين. انتهى.

وفيها محبّ الدّين أحمد بن محمد المعروف بالسبتي [1] .

انقطع بمصلى حولان ظاهر مصر، وكان معتقدا ويشار إليه بعلم الحروف والزايرجا [2] .

ومات في عشري صفر وقد جاوز الثمانين ظنا، وكان حسن السّمت.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن موسى بن علي، المعروف بابن الوكيل [3] .

عني بالفقه والعربية، وقال النظم فأجاد، وكان سمع بمكّة من الجمال بن عبد المعطي المكّي، وبدمشق من الصّلاح بن أبي عمر. ومن شيوخه في العلم صلاح الدّين العفيفي، ونجم الدّين بن الجابي، وجمال الدّين الأسيوطي، وشمس الدّين الكرماني، وكان يتوقد ذكاء.

مات بالقاهرة في صفر.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن ركن الدّين بن أبي يزيد بن محمد السّرائي الحنفي الشهير بمولانا زاده [4] .

قال [ابن حجر][5] في «إنباء الغمر» : كان والده كثير المراعاة للعلماء

[1] انظر «إنباء الغمر» (2/ 363) و «الدّرر الكامنة» (1/ 315) .

[2]

كذا في «آ» و «ط» : «والزايرجا» وفي «إنباء الغمر» : «الزّيجات» جمع «زيج» . وجاء في كتاب «معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة» لأدشير ص (82) : الزّيج: عند المنجمين كتاب تعرف به أحوال حركات الكواكب مأخوذ من زيك.

[3]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 363) .

[4]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 363) .

[5]

ما بين القوسين سقط من «آ» .

ص: 542

والتعهد للصالحين، وكان السلاطين من بلاد سراي قد فوّضوا إليه النظر على أوقافهم، فكانت تحمل إليه الأموال من أقطار البلاد ولا يتناول لنفسه ولا لعياله شيئا. وكان يقول: أنا أتجنبه ليرزقني الله ولدا صالحا، ثم مات الشيخ سنة ثلاث وستين وخلّف ولده هذا ابن تسع سنين، وقد لاحت آثار النّجابة عليه، فلازم الاشتغال حتّى أتقن كثيرا من العلوم، وتقدم في التدريس والإفادة وهو دون العشرين، ثم رحل من بلاده فما دخل بلدا [1] إلّا عظّمه أهلها [2] لتقدمه في الفنون ولا سيما فقه الحنفية، ودقائق العربية، والمعاني، وكانت له مع ذلك يد طولى في النّظم والنّثر، ثم حبّب إليه السلوك، فبرع في طريق الصّوفية، وحجّ وجاور، ورزق في الخلوات فتوحات عظيمة، ثم دخل القاهرة، ثم رجع إلى المدينة فجاور بها، ثم رجع فأقام بخانقاه سعيد السعداء، واستقرّ مدرسا للمحدّثين بالظّاهرية الجديدة أول ما فتحت بين القصرين، وقرر مدرسا للصرغتمشية في الحديث أيضا، ثم إن بعض الحسدة دسّ إليه سمّا، فتناوله فطالت علّته بسببه إلى أن مات في المحرم. انتهى.

وفيها صدر الدّين أبو المعالي عبد الخالق، ويقال له أيضا: محمد بن محمد بن محمد الشّعيبي- بالمعجمة والموحدة مصغرا- الإسفراييني [3] .

ولد سنة أربع وثلاثين، وكان عارفا بالفقه، وحدّث بكتاب «المناسك» تصنيف أبيه عنه، وشرح منه قطعة، وجمع هو كتابا في المناسك أيضا كثير الفائدة [4] ، وكان مشهورا ببغداد.

مات بفيد [5] منصرفا من الحجّ في المحرم.

[1] في «ط» : «ثم رحل من بلاده قلما فما دخل

» وما جاء في «آ» موافق لما في «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.

[2]

في «آ» و «ط» : «أهلوها» وأثبت لفظ «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.

[3]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 369- 370) .

[4]

في «آ» : «كثير الفوائد» وما جاء في «ط» موافق لما في «إنباء الغمر» مصدر المؤلّف.

[5]

تحرفت في «آ» و «ط» إلى «بفند» والتصحيح من «إنباء الغمر» وقال ياقوت في «معجم البلدان» (4/ 282) : وفيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة

يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل

ص: 543

وفيها القاضي جمال الدّين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن سليمان الإسكندراني المالكي، المعروف بابن خير [1] .

سمع من ابن الصّفي، والوادي آشي، وغيرهما، وكان عارفا بالفقه، ديّنا، خيّرا. ولي الحكم فحمدت سيرته.

قال ابن حجر: قرأت عليه شيئا.

مات في سابع عشر رمضان واستقرّ بعده تاج الدّين بهرام الدّميري في قضاء المالكية بعناية الخليفة المتوكل. انتهى.

وفيها نجم الدّين عبد الرحيم بن عبد الكريم بن عبد الرحيم بن رزين الحموي الأصل القاهري [2] .

قال ابن حجر: سمع «الصحيح» من وزيرة، والحجّار، وسمع من غيرهما. وحدّث. سمعت عليه بمصر.

مات في جمادى الأولى وله إحدى وتسعون سنة. انتهى.

وفيها تقي الدّين عبد الوهاب بن سبع البعلبكي [3] .

عني بالعلم وحصّل ودرّس، وألّف مختصرا في الأحكام، وولي قضاء بعلبك فلم يحمد في القضاء. مات بدمشق.

وفيها فخر الدّين علي بن أحمد بن محمد بن التّقي سليمان بن حمزة المقدسي ثم الصّالحي الحنبلي [4] .

ولد سنة أربعين، وسمع الكثير، ولازم ابن مفلح، وتفقه عنده، وخطب

من أمتعتهم عند أهلها فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك.

[1]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 370) و «الدّرر الكامنة» (2/ 345) و «النجوم الزاهرة» (11/ 386) .

[2]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 371) و «الدّرر الكامنة» (2/ 357) .

[3]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 371) .

[4]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 372) و «السحب الوابلة» ص (286) .

ص: 544

بالجامع المظفّري، وكان أديبا، ناظما، ناثرا، منشئا، له خطب حسان ونظم كثير وتعاليق في فنون، وكان لطيف الشمائل.

توفي في جمادى الآخرة.

وفيها علي بن الجمال محمد بن عيسى اليافعي [1] .

كان عارفا بالنحو في بلاد اليمن.

مات بعدن في صفر. قاله السيوطي في «طبقات النّحاة» .

وفيها شرف الدّين الأشقر عثمان بن سليمان بن رسول بن يوسف بن خليل بن نوح الكراديّ الحنفيّ [2] .

أصله من تركمان البلاد الشمالية، واشتغل في بلاده، ثم قدم القاهرة في دولة الأشرف، فصحب الملك الظّاهر قبل أن يتأمّر. وكانت له به معرفة من بلاده فلما كبر قرّره إماما عنده، وتقدم في دولته، وولاه قضاء العسكر ومشيخة الخانقاه البيبرسية. وكان حسن الهيئة، مشاركا في الفضائل، جيد المحاضرة.

مات في رابع عشري ربيع الآخر عن نحو خمسين سنة.

وفيها محبّ الدّين محمد بن بدر الدّين عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمري المغربي ثم المدني المالكي [3] .

كانت له عناية بالعلم، وولي قضاء بلده ولم يجاوز الخمسين.

وفيها تقي الدّين محمد بن عبد القادر بن علي بن سبع البعلي [4] .

قال ابن حجر: اشتغل ودرّس مكان عمّه أحمد في الأمينية وغيرها، وأفتى، ودرّس، وولي قضاء بعلبك وطرابلس، ولم يكن مرضيا في سيرته،

[1] انظر «إنباء الغمر» (2/ 373) و «بغية الوعاة» (2/ 198) .

[2]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 373) و «الدّرر الكامنة» (2/ 440) و «النجوم الزاهرة» (11/ 387) .

[3]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 375) .

[4]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 375) و «الدّرر الكامنة» (4/ 20) .

ص: 545

وجمع كتابا في الفقه مع قصور في [1] فهمه. وكان يكتب خطا حسنا، ويقرأ في المحراب قراءة جيدة، ويخطب بجامع رأس العين.

مات في المحرم. انتهى.

وفيها بدر الدّين أبو اليمن محمد بن سراج الدّين عمر بن رسلان بن نصير الكناني المصري البلقيني الشافعي، سبط بهاء الدّين بن عقيل [2] .

قال ابن قاضي شهبة في «طبقاته» : ولد في صفر سنة ست، وقيل سنة سبع وخمسين، وقدم دمشق مع والده سنة تسع وستين وهو مراهق، وقد حفظ عدة كتب فعرضها على مشايخ الشام إذ ذاك، وأجاز له جماعة [3] من أصحاب البخاري، وابن القوّاس، وغيرهم، وأخذ عن والده وعن غيره من علماء عصره، منهم: جدّه الشيخ بهاء الدّين، وجمال الدّين الإسنوي، وتقدم وتميّز، وفاق أقرانه باجتهاده وجودة ذهنه، ودرّس واشتغل وأفتى، ونزل له والده عن قضاء العسكر في شعبان سنة تسع وسبعين، وكان حسن الذات، مليح الصّفات، وكان يكثر البحث مع والده ويعارضه، وكان والده يسرّ بذلك كثيرا.

وقد ذكر له الأديب زين الدّين طاهر بن حبيب ترجمة حسنة، وقال: كان كلفا بالجود لا متكلفا، مطبوعا على مكارم الأخلاق لا متطبعا، وأخذ الفقه عن والده شيخ الإسلام، وبرع فيه، إلى أن روت عنه أفواه المحابر وألسنة الأقلام، وشارك أهل العلوم. فكان لهم منه أوفى نصيب، وجامل أرباب الفنون فظهر لهم بكل معنى غريب، ثم دوّن العلم الشريف، وكرّس، وباشر الوظائف الجليلة، وأفتى [4] ودرّس، وتولى قضاء العسكر بالدّيار المصرية، واستمرّ إلى أن تطاولت إليه يد القضاء

[1] لفظة «في» سقطت من «ط» .

[2]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 376) و «الدّرر الكامنة» (4/ 105) و «النجوم الزاهرة» (11/ 389) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 233) وقد تصحفت «الكناني» فيه إلى «الكتاني» بالتاء و «معجم المؤلفين» (11/ 82) .

[3]

لفظة «جماعة» سقطت من «ط» .

[4]

لفظة «وأفتى» سقطت من «آ» .

ص: 546

القسرية، فتوفي في شعبان بالقاهرة، ودفن بمدرسة والده التي أنشأها بقرب جامع الحاكم وتألم والده عليه كثيرا، وتوفي عن نيف وثلاثين سنة.

وفيها شمس الدّين محمد بن محمود بن عبد الله النيسابوري [1] ، ابن أخي جار الله الحنفي. قدم القاهرة، ولازم عمّه وغيره في الاشتغال، وولي إفتاء دار العدل، ومشيخة سعيد السّعداء، وكان بشوشا، حسن الأخلاق، عالما بكثير من المعاني والبيان والتصوف.

ومات في ربيع الآخر ولم يكمل الخمسين.

وفيها سعد الدّين مسعود بن عمر بن عبد الله [2] هكذا أثبته السيوطي في «طبقات النحاة» بلفظ مسعود وهو المشهور، والذي أثبته ابن حجر في كتابيه «الدّرر الكامنة» و «إنباء الغمر» بلفظ محمود بن عمر بن عبد الله التّفتازاني الإمام العلّامة، عالم النحو، والتصريف، والمعاني، والبيان، والأصلين، والمنطق، وغيرهما.

قال ابن حجر: ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة بتفتازان- بفتح الفوقيتين والزاي، وسكون الفاء، وبالنون، قرية بنواحي نسا [3]- وأخذ عن القطب والعضد، وتقدم في الفنون، واشتهر ذكره، وطار صيته، وانتفع الناس بتصانيفه، وكان في لسانه لكنة، وانتهت إليه معرفة العلم بالمشرق. انتهى ملخصا.

وقال غيره: فرغ من تأليف «شرح الزّنجاني» حين بلغ ست عشرة سنة، ومن «شرح تلخيص المفتاح» في صفر سنة ثمان وأربعين بهراة، ومن اختصاره سنة ست وخمسين، ومن «شرح الرسالة الشّمسية» في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين بمزارجام، ومن «شرح التلويح» في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين

[1] انظر «إنباء الغمر» (2/ 377) و «النجوم الزاهرة» (11/ 389) وفيه: «محمود بن عبد الله» .

[2]

انظر «إنباء الغمر» (2/ 377) و «الدّرر الكامنة» (4/ 350) و «بغية الوعاة» (2/ 285) .

[3]

انظر «معجم البلدان» (2/ 35) .

ص: 547

بكلستان تركستان، ومن «شرح العقائد» في شعبان سنة ثمان وستين، ومن «حاشية شرح مختصر الأصول» في ذي الحجّة سنة سبعين، ومن «رسالة الإرشاد» سنة أربع وسبعين كلّها بخوارزم، ومن «مقاصد الكلام» وشرحه في ذي القعدة سنة أربع وثمانين بسمرقند، ومن «تهذيب الكلام» في رجب، ومن شرح «القسم الثالث من المفتاح» في شوال كلها في سنة تسع وثمانين بظاهر سمرقند.

وشرع في تأليف «فتاوى الحنفية» يوم التاسع من ذي القعدة سنة تسع وستين.

ومن تأليفه «مفتاح الفقه» سنة اثنتين وسبعين، ومن «شرح تلخيص الجامع» سنة ست وثمانين كلها بسرخس، ومن «شرح الكشّاف» في الثاني من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين بظاهر سمرقند.

ومن شعره:

إذا خاض في بحر التفكّر خاطري

على درّة من معضلات المطالب

حقرت ملوك الأرض في نيل ما حووا

ونلت المنى بالكتب لا بالكتائب

ومنه أيضا:

فرق فرق الدّرس وحصل مالا

فالعمر مضى ولم تنل آمالا

ولا ينفعك القياس والعكس ولا

افعنلل يفعنلل افعنلالا

ومنه:

طويت بإحراز العلوم وكسبها

رداء شبابي والجنون فنون

فلمّا تحصّلت العلوم ونلتها

تبيّن لي أن الفنون جنون

وحكي بعض الأفاضل أن الشيخ سعد الدّين كان في ابتداء طلبه بعيد الفهم جدا، ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه ومع ذلك فكان كثير الاجتهاد ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب، وكان العضد يضرب به المثل بين جماعته في البلاد، فاتفق أن أتاه إلى خلوته رجل لا يعرفه فقال له: قم يا سعد الدّين لنذهب إلى السير، فقال: ما للسير خلقت أنا، لا أفهم شيئا مع المطالعة فكيف إذا ذهبت

ص: 548

إلى السير ولم أطالع، فذهب وعاد، وقال له: قم بنا إلى السير، فأجابه بالجواب الأول ولم يذهب معه، فذهب الرجل وعاد، وقال له مثل ما قال أولا، فقال:

ما رأيت أبلد منك، ألم أقل لك ما للسير خلقت فقال له: رسول الله- صلى الله عليه وسلم يدعوك فقام منزعجا ولم ينتعل بل خرج حافيا حتّى وصل به إلى مكان خارج البلد به شجيرات، فرأى النّبيّ- صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه تحت تلك الشجيرات فتبسم له، وقال:«نرسل إليك المرّة بعد المرّة ولم تأت» . فقال: يا رسول الله ما علمت أنك المرسل وأنت أعلم بما اعتذرت به من سوء فهمي وقلة حفظي، وأشكو إليك ذلك. فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم:«افتح فمك» وتفل له فيه ودعا له، ثم أمره بالعود إلى منزله وبشّره بالفتح، فعاد وقد تضلّع علما ونورا. فلما كان من الغد أتى إلى مجلس العضد وجلس مكانه فأورد في أثناء جلوسه أشياء ظنّ رفقته من الطلبة أنها لا معنى لها لما يعهدون منه فلما سمعها العضد بكى وقال:

أمرك يا سعد الدّين إليّ فإنك اليوم غيرك فيما مضى، ثم قام من مجلسه وأجلسه فيه وفخّم أمره من يومئذ. انتهى.

وتوفي- رحمه الله بسمرقند، وكان سبب موته ما ذكره في «شقائق النّعمان» في ترجمة ابن الجزري أن تيمورلنك جمع بينه وبين السيد الشّريف فأمر التّيمور بتقديم السّيد على السّعد، وقال: لو فرضنا أنكما سيّان في الفضل فله شرف النّسب، فاغتم لذلك العلّامة التّفتازاني وحزن حزنا شديدا فما لبث حتّى مات- رحمه الله تعالى-، وقد وقع ذلك بعد مباحثتهما عنده، وكان الحكم بينهما نعمان الدّين الخوارزمي المعتزلي فرجح كلام السيد الشريف على كلام العلّامة التّفتازاني. انتهى.

وفيها منهاج الدّين الرّومي الحنفي [1] .

كان أعجوبة في قلّة العلم والتلبيس على التّرك في ذلك.

[1] انظر «إنباء الغمر» (2/ 379) .

ص: 549

قدم القاهرة فولي تدريس الحنفية [بمدرسة أم الأشرف. قاله ابن حجر.

وقال: قال شيخنا ناصر الدّين بن الفرات: حضرت درسه] [1] مرارا، فكان لا ينطق في شيء من العلم بكلمة، بل إذا قرأ القارئ شيئا استحسنه، وربما تكلّم بكلام لا يفهم منه شيء.

مات في رابع عشري ربيع الأول.

[1] ما بين القوسين سقط من «آ» .

ص: 550