الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة
وفيها وصل إلى حلب نهر السّاجور بعد غرامة كثيرة وحفر طويل، وفرحوا به.
وفيها توفي مسند حلب وخاتمة أصحاب ابن خليل عزّ الدين إبراهيم ابن صالح بن العجمي [1] .
سمع بدمشق من خطيب مردا.
وتوفي في حلب بعد أيام خلت من رجب، وهو في سنّ التسعين.
وفيها أقضى القضاة جمال الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله بن المظفّر بن أسعد بن حمزة بن أسد بن علي بن محمد بن القلانسي [2] الشافعي، الصدر الكبير، الرئيس الإمام العالم.
ولد سنة تسع وستين وستمائة، وحفظ «التنبيه» ثم «المحرّر» للرافعي، واشتغل على الشيخ تاج الدّين الفزاري. وقرأ النّحو على شرف الدّين الفزاري، والأدب على الرّشيد الفارقي. وولي قضاء العسكر ووكالة بيت المال، وتدريس الأمينية والظّاهرية والعصرونية.
قال ابن كثير: تقدم بطلب العلم والرئاسة، وباشر جهات كبار، ودرّس في
[1] انظر «معجم الشيوخ» (1/ 137) و «ذيول العبر» ص (167- 168) و «الدّرر الكامنة» (1/ 27- 28) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (168- 169) و «البداية والنهاية» (14/ 156) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 329- 331) و «الدّرر الكامنة» (1/ 300- 301) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 197) .
أماكن، وتفرّد في وقته بالرئاسة في البيت والمناصب الدينية والدنيوية. وكان فيه تواضع، وحسن سمت، وتودّد وإحسان، وبرّ بأهل العلم والصّلحاء. وهو ممن أذن لي في الإفتاء. وكتب إنشاء ذلك وأنا حاضر على البديهة، فأجاد وأفاد، وأحسن التّعبير، وعظم في عيني.
وسمع الحديث من جماعة، وخرّج له فخر الدّين البعلبكي «مشيخة» سمعناها عليه.
توفي في ذي القعدة ودفن بتربتهم بالسّفح.
وفيها نائب السّلطنة أرغون الدويدار [1] ، الذي باشر النّيابة مدة ثم أخر.
وكان مليح الخطّ، نسخ «صحيح البخاري» وقرأ في مذهب أبي حنيفة، وحصّل كتبا نفيسة.
ومات بحلب في ربيع الأول كهلا.
وفي حدودها جمال الدّين عبد الحميد بن عبد الرحمن بن عبد الحميد الجيلوني الشّيرازي [2] الشافعي، صاحب «البحر الصغير» و «العجالة» .
قال الإسنوي: كان فقيها، كبيرا، ذا حظ من كثير من العلوم، ورعا، زاهدا، بحث «الحاوي الصغير» بقزوين على ابن المصنّف في أربعين يوما، ثم عاد إلى بلده، وصنّف كتابه المسمى ب «البحر» وهو مختصر أوضح من «الحاوي» متضمن لزيادات.
توفي بجبل من نواحي شيراز سنة نيّف وثلاثين وسبعمائة. انتهى.
وفيها ضياء الدّين أبو الحسن علي بن سليم بن ربيعة [3] ، العالم القاضي الشافعي، الأنصاري الأذرعي.
[1] انظر «ذيول العبر» (1/ 167) و «النجوم الزاهرة» (9/ 288) و «الدّرر الكامنة» (1/ 351) .
[2]
انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 45) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 291) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 345- 346) .
[3]
انظر «معجم الشيوخ» (2/ 27) و «الدّرر الكامنة» (3/ 53) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 359- 360) .
أخذ عن الشيخ محيي الدّين النّووي.
قال الذهبي: أخذ عن الشيخ تاج الدّين وغيره، وتنقّل لقضاء النّواحي نحوا من ستين سنة. وكان منطبعا بسّاما عاقلا.
وقال ابن كثير: تنقّل في ولايات الأقضية بمدائن كثيرة مدة ستين سنة، وحكم بطرابلس، ونابلس، وحمص، وعجلون، وزرع، وغيرها. وحكم بدمشق نيابة عن القونوي نحوا من شهر. وكان عنده فضيلة، وله نظم كثير. نظم «التنبيه» في ستة عشر ألف بيت وتصحيحه في ألف وثلاثمائة بيت وله غير ذلك.
توفي بالرّملة في ربيع الأول.
وفيها قاضي الحنابلة عزّ الدين محمد بن قاضي القضاة سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسي ثم الصّالحي الحنبلي [1] .
ولد في عشري ربيع الآخر، سنة خمس وستّين وستمائة. وسمع وناب عن والده في الحكم. وروى عن الشيخ، وعن أبي بكر الهروي، وبالإجازة عن ابن عبد الدائم.
قال الذهبي: كان متوسطا في العلم والحكم، متواضعا.
وقال غيره: ولي القضاء مستقلا بعد موت ابن المسلم، وكان ذا فضل، وعقل، وحسن خلق، وتودّد، وتهجّد، وقضاء حوائج للناس، وتلاوة، وحجّ ثلاث مرات.
وتوفي تاسع صفر ودفن بتربة جدّه الشيخ أبي عمر.
فيها السلطان أبو سعيد عثمان بن السلطان يعقوب بن عبد الحقّ المريني [2] .
[1] انظر «ذيول العبر» ص (166- 167) و «معجم الشيوخ» (2/ 194) و «النجوم الزاهرة» (9/ 286) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 415- 416) و «الدّرر الكامنة» (3/ 448) و «المقصد الأرشد» (2/ 416- 417) و «الدارس في تاريخ المدارس» 1/ 53) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (168) و «النجوم الزاهرة» (9/ 29) و «الدّرر الكامنة» (2/ 452) .
كانت دولته اثنتين وعشرين سنة.
توفي بالمغرب في ذي القعدة وقد قارب التسعين.
وتملّك بعده ابنه السلطان الإمام الفقيه أبو الحسن.
وفيها تاج الدّين عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللّخمي الإسكندري الفاكهي [1] العلامة النحوي.
قال في «الدرر» : ابن الفاكهاني. سمع على ابن طرخان، والمكين الأسمر، وتفقه لمالك، وأخذ عن ابن المنيّر وغيره، ومهر في العربية والفنون، وصنّف «شرح العمدة» وغيرها.
ومن تصانيفه «الإشارة» في النحو، و «المورد في المولد» وغيرهما.
وحجّ من طريق دمشق سنة ثلاثين وسبعمائة، ورجع فمات في بلده سنة إحدى وثلاثين.
وقال الشّمنّي: له شرح مقدمة في النحو. وسمع من التّقي بن دقيق العيد، والبدر بن جماعة، وأجاز لعبد الوهاب الهروي. انتهى.
وفيها فاطمة بنت الشيخ الحافظ علم الدّين البرزالي [2] بدمشق. حفظت القرآن، وسمعت الحديث من جماعة، وكتبت ربعة شريفة. و «صحيح البخاري» وعدة أجزاء، و «أحكام» مجد الدّين بن تيمية.
وفيها كماليّة بنت أحمد بن عبد القادر بن رافع الدّمّراوي [3] وتسمّى ستّ الناس.
روت بالإجازة عن عبد الله بن برطلة الأندلسي، ومحمد بن الجرّاح، والشّرف المرسي.
وماتت في الثّغر في شعبان.
[1] انظر «المعجم المختص» ص (183) و «الدّرر الكامنة» (3/ 178- 179) .
[2]
انظر «تتمة المختصر في أخبار البشر» (2/ 419) .
[3]
انظر «ذيول العبر» ص (168) و «الدّرر الكامنة» (3/ 269) .
وفيها نجم الدّين هاشم بن عبد الله البعلي الشّافعي [1] .
قرأ الأصول، والفقه.
ومن نظمه:
ولقد سمعت بسكّر من وصلكم [2]
…
فعساكم أن تجعلوه مكرّرا
وأظنّه حلوا لذيذا طعمه
…
إذ كنت أسمع بالوصال ولا أرى
وفيها العدل بدر الدّين يوسف بن عمر الختني [3] .
سمع من ابن رواج حضورا، وصالح المدلجي، والبكري، والرّشيد، والمرسي، وابن اللّمط الذي سمع من أبي جعفر الصّيدلاني، وتفرّد بأشياء.
وتوفي بمصر في صفر عن أربع وثمانين سنة.
[1] انظر «الدّرر الكامنة» (4/ 399- 400) .
[2]
في «الدّرر الكامنة» : «من فضلكم» .
[3]
انظر «ذيول العبر» ص (167) و «النجوم الزاهرة» (9/ 287) و «الدّرر الكامنة» (4/ 466) .