الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وأربعين وسبعمائة
فيها خلع ثم قتل الملك الكامل شعبان بن محمد بن قلاوون [1] .
قال في «الدرر» : ولي السلطنة سن ستّ وأربعين في ربيع الآخر، بعد أخيه الصالح، فاتفق أنه لما [2] ركب من باب النصر إلى الإيوان، لعب به الفرس، فنزل عنه، ومشى خطوات حتّى دخل إيوان دار العدل، فتطيّر الناس، وقالوا لا يقيم إلا قليلا، فكان كذلك، ثم باشر السلطنة بمهابة فخافه الأمراء والأجناد، لكنه أقبل على اللهو والنساء، وصار يبالغ في تحصيل الأموال، ويبذرها عليهم، وولع بلعب الحمام، وسهل في النزول عن الإقطاعات فثار عليه يلبغا بدمشق، وأشاع خلعه معتمدا على أن الناصر كان أوصاه، وأوصى غيره أنه من تسلطن من أولاده ولم يسلك الطريقة المرضية، فجروا برجله، وملكوا غيره، فلما بلغ الكامل جهز إليه عسكرا فاتفق الأمراء والأجناد وأصحاب العقد والحل في جمادى الأولى من هذه السنة، فخلع ثم خنق في يوم الأربعاء ثالث الشهر المذكور وقرروا أخاه المظفّر حاجي.
وفيها سيف الدّين أبو بكر ابن عبد الله الحريري [3] الشافعي [4] .
قال في «الدرر» : سمع من الحجّار، وقرأ بالروايات، ومهر في النحو، وولي تدريس الظاهرية البرانية، ومشيخة النحو بالناصرية.
وذكره الذهبي في «المختص» وقال فيه: الإمام المحصّل، ذو الفضائل.
[1] انظر «الدرر الكامنة» (2/ 190) و «حسن المحاضرة» (2/ 118- 119) .
[2]
ليست اللفظة في «ط» .
[3]
ترجمه في «وفيات ابن رافع» (1/ 233) و «الدرر الكامنة» (1/ 445) و «الدارس» (1/ 46) و «بغية الوعاة» (1/ 469) .
[4]
ليست اللفظة في «آ» .
سمع وكتب وتعب واشتغل وأفاد سمع مني وتلا بالسّبع وأعرض عن أشياء من فضلات العلم.
توفي في ربيع الأول ودفن بالصوفية.
وفيها تقي الدّين أبو محمد عبد الكريم بن قاضي القضاة محيي الدين يحيى [1] بن الزكي [2] .
ولد سنة أربع وستين وستمائة. وسمع من الفخر، وحدث، وكان من أعيان الدمشقيين، وبقية أهل بيته وكان أول ما درس سنة ست وثمانين بالمجاهدية، وولي مشيخة الشيوخ، سنة ثلاث وسبعمائة، لما تركها الشيخ صفيّ الدين الهندي، وكان رئيسا محتشما توفي في شوّال.
وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الحق بن عيسى الخضري [3] القاضي الشافعي [4] . خرج من مصر صحبة القاضي علاء الدين القونوي، وقد تضلّع من العلوم، وولي قضاء بعلبك مدة، ثم نقل إلى قضاء صفد، ثم تركه، وولي قضاء حمص.
قال ابن رافع: وحمدت [5] سيرته، وكان فاضلا وأشغل الناس ببعلبك وصفد وحمص.
وقال العثماني: قاضي صفد في «طبقات الفقهاء» : شيخي وأستاذي وأجلّ من لقيت في عيني، أحد مشايخ المسلمين والفقهاء المحقّقين والحفّاظ المتقنين، والأذكياء البارعين، والفضلاء الجامعين، والحكام الموفّقين، والمدّرسين الماهرين.
قال: ولما ولي صفد أحياها ونشر العلم بها، ودرّس بها التدريس البديع، الذي لم يسمع مثله، وكان طريقه جدا، لا يعرف الهزل، ولا يذكر أحد عنده [6] بسوء.
[1] في «آ» : «محيي الدّين بن يحيي» وهو خطأ.
[2]
ترجمته في «ذيول العبر» (256- 257) ، و «الدرر الكامنة» (2/ 404) و «الدارس» (2/ 158) .
[3]
في «آ» : «الحصري» وهو تحريف.
[4]
ترجمته في «وفيات ابن رافع» : (2/ 31- 32) و «الدرر الكامنة» (3/ 492) .
[5]
في «آ» : «حمدت» من غير الواو.
[6]
في «آ» «ولا يذكر عنده أحد» .
توفي بحمص في شعبان.
وفيها شمس الدّين أبو بكر محمد بن محمد بن نمير بن السّراج [1] .
قال ابن حجر: قرأ على نور الدين الكفتي، وعلي المكين الأسمر وغيرهما.
وغني بالقراءات، وكتب الخطّ المنسوب، وحدّث عن شامية بنت البكري وغيرها، وتصدّر للإقراء، وانتفع الناس به، وكان سليم الباطن، يعرف النحو ويقرئه.
مات في شعبان وله سبع وسبعون سنة.
وفيها زين الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيميّة [2] أخو الشيخ تقي الدّين.
ولد سنة ثلاث وستين وستمائة بحرّان، وحضر على أحمد بن عبد الدائم، وسمع من ابن أبي اليسر والقاسم الإربلي، والقطب بن أبي عصرون، في آخرين.
وجمع له منهم البرزالي ستة وثمانين شيخا.
وكان يتعانى التجارة، وهو خيّر ديّن، حبس نفسه مع أخيه بالإسكندرية ودمشق محبة له وإيثارا لخدمته، ولم يزل عنده ملازما معه للتلاوة والعبادة إلى أن مات الشيخ، وخرج هو، وكان مشهورا بالديانة والأمانة وحسن السيرة، وله فضيلة ومعرفة. مات في ذي القعدة. قاله ابن حجر.
وفيها أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص الهنتاتي [3]- بالكسر والسكون وفوقيتين بينهما ألف نسبة إلى هنتاتة قبيلة من البربر بالمغرب.
ملك تونس نحو ثلاثين سنة.
توفي في رجب واستقر بعده ابنه أبو حفص عمر.
[1] ترجمته في «وفيات ابن رافع» (1/ 236) و «غاية النهاية» (2/ 256) و «الدرر الكامنة» (4/ 232- 233) ، و «حسن المحاضرة» (1/ 508) و «بغية الوعاة» (1/ 235) .
[2]
ترجمته في «ذيول العبر» (259) و «الدرر الكامنة» (2/ 329) .
[3]
انظر «النجوم الزاهرة» (10/ 177) .