الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وخمسين وسبعمائة
وقع فيها في جمادى الآخرة حريق بدمشق ظاهر باب الفرج لم يعهد مثله، بحيث كانت عدة الحوانيت المحرقة سبعمائة سوى البيوت [1] .
وفيها توفي كمال الدّين أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أحمد [بن أحمد][2] بن مهدي، الإمام العالم الورع المصري الشافعي النّشائي [3]- بالنون والمعجمة مخففا، نسبة إلى نشا قرية بريف مصر-.
ولد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من الحفّاظ الدّمياطي، ورضي الدّين الطبري، وجماعة. واشتغل على والده وغيره من مشايخ العصر، ودرس بجامع الخطيري [4] وخطب به، وأمّ أول ما بني، وأعاد بالظّاهرية والصّالحية، وغيرها. وصنّف التصانيف المفيدة الجامعة المحرّرة، منها «المنتقى» في خمس مجلدات، و «جامع المختصرات» وشرحه في ثلاث مجلدات. و «نكت التنبيه» وهو كتاب مفيد، و «الإبريز في الجمع بين الحاوي والوجيز» و «كشف غطاء الحاوي» و «مختصر سلاح المؤمن» وكلامه في مصنّفاته قويّ مختصر جدا. وفي فهمه عسر، فلذلك أحجم كثير من الناس عن مصنّفاته.
وسمع منه، وحدّث عنه زين الدّين العراقي، وابن رجب الحنبلي.
[1] ذكر هذا الخبر الحافظ السخاوي بتوسع في «الذيل التام على دول الإسلام» فراجعه فهو مفيد.
[2]
ما بين الرقمين لم يرد في «آ» ومعظم المصادر.
[3]
انظر «ذيول العبر» ص (311) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 19) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 510) و «النجوم الزاهرة» (10/ 323- 324) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 12- 15) و «الدّرر الكامنة» (1/ 224- 225) و «حسن المحاضرة» (1/ 239) .
[4]
هو جامع الأمير أيدمر الخطيري ببولاق. انظر «النجوم الزاهرة» (8/ 223) الحاشية رقم (2) .
وذكره رفيقه الإسنويّ فقال: كان إماما، حافظا للمذهب، كريما متصوفا، طارحا للتكلّف، وفي أخلاقه حدّة كوالده.
توفي في صفر ودفن بالقرافة الصّغرى.
وفيها سلطان بغداد حسن بن أقبغا بن إيلكان بن خربندا بن أرغون بن هلاكو المغلي [1] ، ويعرف بحسن الكبير تمييزا له عن حسن بن تمرتاش [2] . وكان حسن الكبير، ذا سياسة حسنة، وقيام بالملك أحسن قيام، وفي ولايته وقع ببغداد الغلاء المفرط، حتى بيع الخبز بصنج الدّراهم، ونزح الناس عن بغداد، ثم نشر العدل، إلى أن تراجع الناس إليها، وكانوا يسمّونه الشيخ حسن لعدله.
قال في «الدّرر» : وفي سنة تسع وأربعين توجه إلى تستر ليأخذ من أهلها قطيعة قرّرها عليهم فأخذها وعاد، فوجد نوابه في بغداد في رواق الغزر [3] ببغداد ثلاث قدور مثل قدور الهريسة، مملوءة ذهبا مصريا وصوريا ويوسفيا، وغير ذلك، فيقال: جاء وزن ذلك أربعين قنطارا بالبغدادي.
ولما توفي قام ابنه أويس مقامه.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن حامد بن خلف، المعروف بابن النّاصح، وهو لقب عبد الرحمن الحنبلي [4] .
سمع على الفخر ابن البخاري، وحدّث. وكان رجلا، صالحا، مباركا، يتعانى التجارة، ثم ترك ذلك ولازم الجامع نحو الستين سنة.
توفي في ذي القعدة.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (311) و «النجوم الزاهرة» (10/ 323) و «الدّرر الكامنة» (2/ 14) وله ترجمة في «الذيل التام على دول الإسلام» للحافظ السخاوي الورقة (81) من المنسوخ.
[2]
في «آ» و «ط» : «حسن بن عرباس» والتصحيح من «الدّرر الكامنة» مصدر المؤلف و «الدليل الشافي» (1/ 261) .
[3]
في «آ» و «ط» : «في رواق العدل» والتصحيح من «الدّرر الكامنة» مصدر المؤلف.
[4]
انظر «ذيول العبر» ص (314) و «الدّرر الكامنة» (2/ 243) .
وفيها السيد شرف الدّين أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد الحسيني الأرموي المصري الشافعي، المعروف بابن قاضي العسكر [1] .
مولده سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من جماعة، واشتغل بالفقه والأصول والعربية، وأفتى، ودرّس بمشهد الحسين، والفخرية، والطيبرسية. وولي نقابة الأشراف والحسبة، ووكالة بيت المال، وحدّث، وسمع منه جماعة.
قال ابن رافع: كان من أذكياء العالم، كثير المروءة، أديبا بارعا.
وقال ابن السبكي: كان رجلا، فاضلا، ممدحا، أديبا، هو والشيخ جمال الدّين بن نباتة، والقاضي شهاب الدّين بن فضل الله، أدباء العصر، إلّا أن ابن نباتة، وابن فضل الله يزيدان عليه بالشعر، فإنه لم يكن له فيه يد، وأما في النثر فكان أستاذا ماهرا، مع معرفته بالفقه والأصول والنحو.
توفي بالقاهرة في جمادى الآخرة.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (312) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 137) و «النجوم الزاهرة» (10/ 322) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 190- 192) و «حسن المحاضرة» (1/ 396) .