الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وسبعين وسبعمائة
فيها كان الغلاء بحلب، حتّى بيع المكّوك [1] بثلاثمائة، ثم زاد إلى أن بلغ الألف، حتّى أكلوا الميتة والقطاط [2] والكلاب، وباع كثير من المقلّين أولادهم، وافتقر خلق كثير، ويقال: إن بعضهم أكل بعضا حتّى أكل بعضهم ولده، ثم أعقب ذلك الوباء حتى فني خلق كثير حتى كان يدفن العشرة والعشرون في القبر الواحد بغير غسل ولا صلاة، ويقال: إنه دام بتلك البلاد الشامية ثلاث سنين، لكن أشدّه كان في الأولى.
وفيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن علم الدّين محمد بن أبي بكر الأخنائي [3] ، وكان شافعي المذهب، وحفظ «التنبيه» ثم تحوّل مالكيا كعمّه.
سمع على الحجّار وغيره، وولي الحسبة ونظر الخزانة، وناب في الحكم. ثم ولي القضاء استقلالا إلى أن مات، وكان مهيبا، صارما، قوّالا بالحقّ، قائما بنصر الشرع، رادعا للمفسدين، وقد صنّف مختصرا في الأحكام.
مات في رجب.
وفيها أحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي الحسن البعلبكي الحنبلي الصّوفي [4] المسند.
[1] جاء في «المعجم الوسيط» (2/ 917) ما نصه: المكوك: مكيال قديم يختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد، قيل: يسع صاعا ونصفا.
[2]
القطاط: جمع قط وهو السّنّور الذكر كما في «مختار الصحاح» (قطط) ولكن لعله أراد أن يقول: «والقطط جمع قطة» والله أعلم.
[3]
انظر «ذيل العبر» (2/ 413- 414) و «إنباء الغمر» (1/ 159) و «الدّرر الكامنة (1/ 58) .
[4]
انظر «ذيل العبر» (2/ 405) و «إنباء الغمر» (1/ 160- 161) و «الدّرر الكامنة (1/ 176) .
سمع «صحيح مسلم» من زينب بنت كندي. وسمع من اليونيني وغيره، وأجاز له أبو الفضل بن عساكر، وابن القوّاس. وحدّث بالكثير، وارتحلوا إليه، واستدعاه التّاج السّبكي سنة إحدى وسبعين إلى دمشق، فقرأ عليه «الصحيح» .
قال ابن حجي: كان خيّرا، حسنا، أخرجت له جزءا [1] .
توفي مناهزا للتسعين.
وفيها القاضي جمال الدّين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن إلياس ابن الخضر الدمشقي، المعروف بابن الرّهاوي الشافعي [2] .
أدرك الشيخ برهان الدّين، وحضر عنده، وتفقه على جماعة من علماء العصر، وقرأ بالروايات، واشتغل بالعربية، وقرأ الأصول والمنطق على الشّمس الأصفهاني، ودرّس وأفتى، وتعانى الحساب، ودرّس بالمسروريّة والكلّاسة.
وولي وكالة بيت المال، وقام على القاضي تاج الدّين وآذاه من حوله، فمقته أكثر الناس لذلك، وناب في الحكم عن البلقيني. ودرّس بالشامية البرّانية، ثم أخذت منه بعد شهر، ودرّس بالنّاصرية الجوّانية ثم أخذت منه، وأوذي وصودر بعد موت القاضي تاج الدّين، وحصل له خمول، إلى أن توفي في ربيع الأول، عن سبع وسبعين سنة.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن يوسف بن فرج الله بن عبد الرحيم الشّارمساحي- نسبة إلى شارمساح بلد قرب دمياط [3]- الشّافعي [4] .
تفقه على الشيخ جمال الدّين الإسنوي وغيره، وبرع في الفقه والأصول، وولي قضاء المحلّة، ومنفلوط، ودمياط، وغيرها. وكان موصوفا بالفضل والعقل.
[1] كذا في «ط» و «إنباء الغمر» : «جزءا» ، وفي «آ» :«أجزاء» .
[2]
انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 108- 109) و «إنباء الغمر» (1/ 161- 162) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 285) .
[3]
انظر «معجم البلدان» (3/ 308) .
[4]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 424) و «إنباء الغمر» (1/ 163) .
وفيها شرف الدّين الحسين بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب الحلبي [1] .
رحل، وجمع، وأفاد، وذكره الذهبي في «المعجم المختص» فقال:
شاب، متيقّظ. سمع، وخرّج، وكتب عني «الكاشف» : اعتنى به أبوه بحلب، وسمع بنفسه من بنت صصرى وغيرها، وكان مولده في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة، وأخذ عن والده، وعبد الرحمن، وإبراهيم ابني صالح، وغيرهم [2] . انتهى.
وشرح «الفهرست» و «المشيخة» وأخذ عنه ابن أبي العشائر ووصفه بالفضل، وكان يوقّع على الحكم.
توفي بحلب في ذي الحجّة.
وفيها أبو يعلى حمزة بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن عبد الله السّبكي المالكي [3] .
سمع من الدّبوسي، والواني، وهذه الطبقة. وكتب، وطلب، ودرّس، وناب في الحكم، ووقّع في الدّست، وفي الأحباس، وله إلمام بالحديث.
مات راجعا من الحج، ودفن برابغ عن نحو ثمانين سنة.
وفيها ذو النّون بن أحمد بن يوسف السّرماري- بضم السين المهملة، وسكون الراء، نسبة إلى سرمارى قرية ببخارى [4]- الحنفي، يعرف بالفقيه [5] .
أخذ عن مشايخ أذربيجان، وديار بكر، وغيرهم. ونزل عنتاب في حدود
[1] انظر «المعجم المختص» ص (88) و «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 424) و «إنباء الغمر (1/ 165- 166) و «الدّرر الكامنة» (2/ 79) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 117) و «البدر الطالع» (1/ 205) .
[2]
في «ط» : «وغيرهما» .
[3]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 166) و «الدّرر الكامنة» (2/ 76) .
[4]
انظر «معجم البلدان» (3/ 215) .
[5]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 167) .
الستين، فأقام بها يشغل الطلبة، وشرح «مقدمة أبي اللّيث» و «قصيد البستي» . وتصدّر بجامع النجّار بجوار ميدان عنتاب.
وكان قائما بالأمر بالمعروف، شديدا في ذلك، إلى أن مات في رمضان.
قاله العيني في «تاريخه» .
وفيها بهاء الدّين عبد الله بن رضي الدّين محمد بن أبي بكر بن خليل، من ذريّة عثمان بن عفّان، العسقلاني ثم المكّي الشافعي [1] نزيل الجامع الحاكمي بالقاهرة.
ولد آخر سنة أربع وتسعين وستمائة، وطلب العلم صغيرا بمكّة، فسمع من الصّفي والرّضي الطّبريين، والتّوزري، وغيرهم. وارتحل إلى دمشق، فأخذ عن مشايخها، وتفقه بالعلاء القونوي، والتّبريزي، والأصبهاني، وأخذ عن أبي حيّان وغيرهم، وأخذ عن ابن الفركاح، ورجع إلى مصر فاستوطنها، وحفظ «المحرّر» ومهر في الفقه، والعربية، واللغة، والحديث. وقد بالغ الذهبي في الثناء عليه في «بيان زغل العلم» وغيره. وقال في «معجمه الكبير» : المحدّث القدوة، هو ثوب عجيب في الورع والدّين، والانقباض، وحسن السّمت.
وقال في «المعجم المختص» : هو الإمام القدوة، أتقن الحديث، وعني به، ورحل فيه.
وقال الشيخ شهاب الدّين بن النّقيب بمكّة: رجلان صالحان، أحدهما يؤثر الخمول وهو ابن خليل، والآخر يؤثر الظهور وهو اليافعي. وكان ابن خليل ربما عرضت له جذبة فيقول فيها أشياء، وتصدى للإسماع في أواخر زمانه، ومع ذلك فلم يحدّث بجميع مسموعاته لكثرتها.
توفي بالقاهرة في جمادى الأولى ودفن بتربة تاج الدّين بن عطاء بالقرافة، وشهد جنازته ما لا يحصى كثرة.
[1] انظر «المعجم المختص» ص (126- 127) و «ذيل العبر» (2/ 408) و «إنباء الغمر» (1/ 168- 171) و «الدّرر الكامنة» (2/ 191) و «العقد الثمين» (5/ 262- 267) .
وفيها علاء الدّين علي بن إبراهيم بن محمد بن الهمام بن محمد بن إبراهيم بن حسّان الأنصاري الدمشقي، ابن الشّاطر، ويعرف أيضا بالمطعّم الفلكي [1] .
كان أوحد زمانه في ذلك، مات أبوه وله ست سنين فكفله جدّه وأسلمه لزوج خالته وابن عمّ أبيه علي بن إبراهيم بن الشّاطر فعلمه تطعيم العاج، وتعلّم علم الهيئة والحساب والهندسة، ورحل بسبب ذلك إلى مصر والإسكندرية، وكانت لا تنكر فضائله ولا يتصدى للتعليم ولا يفخر بعلومه، وله ثروة ومباشرات ودار من أحسن الدور وضعا وأغربها، وله الزّيج المشهور والأوضاع الغريبة المشهورة التي منها البسيط الموضوع في منارة العروس بجامع دمشق. يقال: إن دمشق زيّنت عند وضعه.
وفيها علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني ثم المصري الكناني الشافعي [2] .
قال ولده الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر بأنباء العمر» : ولد في حدود العشرين وسبعمائة، وسمع من أبي الفتح بن سيّد الناس، واشتغل بالفقه والعربية، ومهر في الآداب، وقال الشعر فأجاد، ووقّع في الحكم، وناب قليلا عن ابن عقيل، ثم ترك لجفاء ناله من ابن جماعة، وأقبل على شأنه، وأكثر الحجّ والمجاورة، وله عدة دواوين منها:«ديوان الحرم» مدائح نبوية ومكّية في مجلدة، وكان موصوفا بالفضل، والمعرفة، والدّيانة، والأمانة، ومكارم الأخلاق. ومن محفوظاته «الحاوي» وله استدراك على «الأذكار» للنووي فيه مباحث حسنة، وهو القائل:
يا ربّ أعضاء السّجود عتقتها
…
من عبدك الجاني وأنت الواقي
[1] انظر «إنباء الغمر» (1/ 172- 173) و «الدّرر الكامنة» (3/ 9) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 388- 389) و «الأعلام» (4/ 251) .
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 422- 423) و «إنباء الغمر» (1/ 174- 175) و «الدّرر الكامنة» (3/ 117) .
والعتق يسري بالغنى يا ذا الغنى
…
فأنعم على الفاني بعتق الباقي
تركني لم أكمل أربع سنين، وأنا الآن أعقله كالذي يخيل الشيء ولا يتحققه.
وتوفي يوم الأربعاء خامس عشري رجب، وأحفظ منه أنه قال: كنية ولدي أحمد أبو الفضل. انتهى ملخصا.
وفيها كمال الدّين عمر بن إبراهيم بن عبد الله الحلبي بن العجمي الشافعي [1] .
ولد سنة أربع وسبعمائة، وسمع من الحجّار، والمزّي، وغيرهما، وعني بهذا الشأن، وكتب الأجزاء والطّباق، ورحل إلى مصر، والإسكندرية، ودمشق، وسمع من أعيان محدّثيها، وأفتى. وانتهت [2] إليه رئاستها [3] بحلب [مع الشهاب الأذرعي.
وذكره الذهبي في «معجمه المختص» ، وأثنى عليه ابن حبيب، وصنّف في الفقه وغيره.
وتوفي بحلب] [4] في ربيع الأول، ودفن بتربة جدّه خارج باب المقام.
وفيها كلثم [5] بنت محمد بن محمود بن معبد البعلية [6] .
روت عن الحجّار. وعنها ابن بردس وغيره، وتوفيت في صفر.
وفيها محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عرية الرّبعي الاسكندراني [7] .
[1] انظر «المعجم المختص» ص (179) و «ذيل العبر» لابن اعراقي (2/ 405) و «إنباء الغمر» (1/ 175- 176) و «الدّرر الكامنة» (3/ 147) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 145- 147) .
[2]
في «آ» و «ط» : «فانتهت» وما أثبته من «إنباء الغمر» وهو ما يقتضيه السياق.
[3]
أي رئاسة الفتوى.
[4]
ما بين القوسين سقط من «آ» .
[5]
في «آ» و «ط» : «كليم» و «أعلام النساء» لكحالة (4/ 261) والتصحيح من مصدري الترجمة.
[6]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 177) و «الدّرر الكامنة» (3/ 268) .
[7]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 420) و «إنباء الغمر» (1/ 177- 178) و «الدّرر الكامنة» (3/ 373) .
سمع من ابن مخلوف وخلائق لا تحصى، وعني بهذا الفنّ [1] ، وكتب العالي والنّازل، وخرّج له بعض مشايخه، وخرّج له الكمال الأدفوي «مشيخة» حدّث بها، ومات قبله.
وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن خطيب يبرود الشافعي [2] .
ولد في سنة سبعمائة أو في التي بعدها، واشتغل بالعلم، وعني بالفقه والأصول والعربية، وأخذ عن ابن الفركاح، وابن الزّملكاني، وغيرهما. وأفتى، وولي تدريس أماكن كالشّامية الكبرى بدمشق، ومدرسة الشّافعية بالقرافة.
قال ابن حجي: كان من أحسن الناس إلقاء للدرس، ينقّب، ويحرّر، ويحقّق. وكان الغالب عليه الأصول.
وقال العثماني: كان يضرب بتواضعه المثل، وكان من أئمة المسلمين في كل فنّ، مجمع على جلالته، مسددا في فتاويه، وولي قضاء المدينة، وحدّث عن الحجّار وغيره.
توفي بدمشق في شوال ودفن بباب الصغير عند الشيخ حمّاد.
وفيها بهاء الدّين أبو البقاء محمد بن عبد البرّ بن يحيى بن علي بن تمّام السّبكي الشافعي [3] .
ولد- كما قال ابن رافع- سنة سبع وسبعمائة، وتفقه على القطب السّنباطي، والمجد الزّنكلوني، وغيرهما. ولازم أبا حيّان، والجلال القزويني،
[1] أي فنّ الحديث النبوي.
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (1/ 420) و «إنباء الغمر» (1/ 179- 180) و «الدّرر الكامنة» (3/ 322) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 240) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 153- 155) .
[3]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 406- 408) و «إنباء الغمر» (1/ 183- 185) و «الدّرر الكامنة» (3/ 490) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 171- 174) و «حسن المحاضرة» (1/ 437) .
وابن عمّ أبيه تقي الدّين السّبكي، وغيرهم. وسمع من وزيرة، والحجّار، والواني، وغيرهم. وحدّث عنهم، وانتقل إلى دمشق سنة تسع وثلاثين عام ولي قريبه تقي الدّين القضاء، وناب عنه في الحكم بدمشق، ثم ولي استقلالا بعد صرف تاج الدّين السبكي مدة شهر واحد، ثم ولي قضاء طرابلس، ثم رجع إلى القاهرة، فولي قضاء العسكر ووكالة بيت المال، ثم ولي قضاءها في سنة ست وستين بعد العزّ بن جماعة، ثم ولي قضاء دمشق ومات بها. وكان الإسنويّ يقدّمه ويفضله على أهل عصره. وكان العماد الحسباني يشهد أنه يحفظ «الروضة» .
وكان هو يقول: أعرف عشرين علما، لم يسألني عنها بالقاهرة أحد. ومع سعة علمه لم يصنّف شيئا. وكان يقول: أقرأت «الكشّاف» بعدد شعر رأسي.
وتقدم على شيوخ الشام، وله بضع وثلاثون سنة.
وذكره الذهبي في «المعجم المختص» [1] وأثنى عليه.
وقال ابن حبيب: شيخ الإسلام، وبهاؤه، ومصباح أفق الحكم وضياؤه، وشمس الشريعة وبدرها، وحبر العلوم وبحرها.
كان إماما في المذهب، طرازا لردائه المذهّب، رأسا لذوي الرئاسة والرتب، حجة في التفسير، واللغة، والنحو، والأدب، قدوة في الأصول والفروع، رحلة لأرباب السّجود والركوع، مشهور في البلاد والأمصار، سالك طريق من سلف من سالفة الأنصار.
درّس وأفاد، وهدى بفتاويه إلى سبيل الرّشاد.
توفي بدمشق في جمادى الأولى، ودفن بسفح قاسيون بتربة السّبكيين.
وفيها شمس الدّين محمد بن سالم بن عبد الرحمن بن عبد الجليل، الشيخ الإمام، العالم العامل، المفتي الحنبلي الدمشقي ثم المصري [2] .
كان مقيما بالشام، فحصل له رمد، ونزل بعينيه ماء، فتوجه إلى مصر
[1] لم يرد ذكر له في «المعجم المختص» المطبوع الموجود بين يدي.
[2]
انظر «الجوهر المنضد» ص (122- 123) و «المقصد الأرشد» (2/ 417) و «السحب الوابلة» ص (242) .
للتداوي، ونزل في مدارس الحنابلة، وحصل له تدريس مدرسة السلطان حسن.
وتوفي يوم السبت سادس عشري شعبان بالقاهرة.
وفيها بدر الدّين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أسباسلار البعلي الحنبلي [1] .
الشيخ الإمام، العلّامة البارع، النّاقد المحقّق، أحد مشايخ المذهب. له مختصر في الفقه سمّاه «التسهيل» عبارته وجيزة ومفيدة، وفيه من الفوائد ما لم يوجد في غيره من المطولات، أثنى عليه العلماء.
وفيها جمال الدّين محمد بن عمر بن الحسن بن حبيب [2] .
ولد سنة اثنتين وسبعمائة، وأحضر على سنقر الزّيني، وسمع من بيبرس العديمي وجماعة، وخرّج له أخوه الحسين «مشيخة» وحدّث بالكثير ببلده، وبمكّة. وكان خيّرا.
توفي في جمادى بالقاهرة، فإنه كان رحل بولده ليسمعه، فأسمعه بدمشق من ابن أميلة وغيره، ثم توجّه إلى مصر، فأدركه أجله بها. وكان عنده من سنقر عدة كتب، منها «السّنن» لابن الصبّاح. سمعه منه محدّث حلب الحافظ برهان الدّين سبط ابن العجمي.
وفيها صلاح الدّين محمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن صورة الشافعي [3] .
تفقه بالتّاج التّبريزي، والشّمس الأصبهاني، وبهاء الدّين بن عقيل، وناب عنه في الحكم بجامع الصّالح، وسمع الحديث من عبد الله بن هلال، والمزّي، وغيرهما. وكان من أعيان الشافعية.
[1] انظر «الجوهر المنضد» ص (144- 145) و «السحب الوابلة» ص (420) .
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 412- 413) و «إنباء الغمر» (1/ 187) و «الدّرر الكامنة» (4/ 104) .
[3]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 423- 424) و «إنباء الغمر» (1/ 188) .