الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وثمانين وسبعمائة
فيها كان ابتداء دولة الجراكسة، فإنه خلع الصالح القلاووني، وتسلطن برقوق، ولقّب الظّاهر، وهو أول من تسلطن من الجراكسة، وسيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى.
وفيها وقع الطّاعون بدمشق وتزايد في صفر ثم تناقص.
وفيها وقع الغلاء الشديد بمصر ثم فرّج الله تعالى.
وفيها توفي شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب الصّالحي الحنبلي، المعروف بابن النّاصح [1] ، الإمام العلّامة.
ولد سنة اثنتين وسبعمائة، وسمع من القاضي تقي الدّين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وست الوزراء بنت منجّى.
قال الشيخ شهاب الدّين بن حجي: حدّث وسمعنا منه، وكان يباشر في أوقاف الحنابلة، وهو رجل جيد، وبه صمم كأبيه.
توفي يوم الأربعاء ثالث المحرم ودفن بسفح قاسيون.
وفيها همام الدّين أمير غالب بن قوام الدّين أمير كاتب بن أمير عمر بن العميد بن أمير غالب القلاني الإتقاني [2] .
[1] انظر «إنباء الغمر» (2/ 105) و «الدّرر الكامنة» (1/ 179) .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 108) و «النجوم الزاهرة» (11/ 294) و «الدّرر الكامنة» (1/ 416) .
كان بزيّ الجند، وله أقطاع، ثم ولي الحسبة فبدت منه عجائب، ثم ولي قضاء الحنفية سنة ثمانين، وانتزع التدريس [1] من علماء الحنفية، وكان مع فرط جهله وقلّة دينه، سليم الصّدر، جوادا، ويحكى عنه في أحكامه أشياء ما تحكى عن قراقوش وأطمّ، حتّى أنه حلّف امرأة ادعت وحكم على المدعي عليه أن يدفع لها ما حلفت عليه، وحكى ابن جماعة أنه قدمت إليه قصة فيها فلان له دعوى شرعية على شخص يسمّى أسد، فكتب إن كان وحشيا فلا يحضر.
مات في جمادى الأولى عن خمسين سنة. قاله ابن حجر.
وفيها تقي الدّين صالح بن إبراهيم بن صالح بن عبد الوهاب بن أحمد بن أبي الفتح بن سحنون التّنوخي الحنفي بن خطيب النّيرب [2] .
ولد سنة عشرين أو قبلها، وحضر على زينب بنت عبد السلام «مسند أنس» ثم سمعه عليها، وعلى أبي بكر بن عسر من لفظ البرزالي وغيرهم، وحدّث، وكان يشهد عنه جامع تنكز، وفيه انجماع وسكون.
مات مطعونا في جمادى الأولى.
وفيها عبّاس بن عبد المؤمن بن عبّاس الكفرماوي الحازمي الشافعي [3] ، قاضي جبة عسال.
ولد قبل العشرين، وحضر عند الشيخ برهان الدّين بن الفركاح، واشتغل قديما، وولاه السّبكي الكبير قضاء الخليل، وسمع من الجزري، وابن النّقيب، وحدّث، وتولّى عدة بلاد، ثم ناب بدمشق عن ولي الدّين بن أبي البقاء، ثم ولي قضاء صفد سنة ثمانين، ومات في رجب.
وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن حمدان العينتاوي [4] .
[1] في «آ» و «إنباء الغمر» مصدر المؤلّف: «التداريس» وفي «ط» : التدريس» .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 111) و «الدّرر الكامنة» (2/ 202) وفيه «صالح بن عبد الوهاب» منسوبا إلى جدّه.
[3]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 111) وفيه «الحارميّ» بالراء.
[4]
في «آ» و «ط» : «العيفناوي» والتصحيح من «إنباء الغمر» (2/ 112) مصدر المؤلف.
ولد بعينتا [1] من نابلس، وكان حنبليا، فقدم الشام لطلب العلم، وتفقه بابن مفلح وغيره، وسمع من جماعة، وتميّز في الفقه، واختصر «الأحكام» للمرداوي، مع الدّين والتعفف. قاله ابن حجر.
وفيها عزّ الدّين عبد العزيز بن عبد المحيي بن عبد الخالق الأسيوطي المصري الشافعي [2] .
سمع على الدّبوسي وغيره، وعني بالفقه، ودرّس في حياة ابن غيلان، ويقال: إن الشيخ سراج الدّين قرأ عليه في بداية أمره، وتفقه به جماعة، ومات في ذي الحجّة وقد جاوز الثمانين.
وفيها بدر الدّين عبد الوهاب بن كمال الدّين أحمد بن علم الدّين محمد بن أبي بكر الأخنائي الشافعي ثم المالكي [3] .
ولي القضاء، وحدّث عن صالح الأشنهي [4] ، وعبد الغفار السّعدي وغيرهما، وعزل سنة تسع وسبعين بالبساطي، فأقام معزولا، ثم حجّ وجاور في الرّحبية سنة ثلاث وثمانين، ثم رجع فتوعك إلى أن مات في سادس عشر رجب.
وفيها زين الدّين عمر بن علي بن أبي بكر بن الفوي [5] ، خطيب طرابلس.
ولد سنة نيف وعشرين، وكان يقرأ «الصحيح» قراءة حسنة، ويفهم الحديث، وله عناية بضبط رجاله.
مات في المحرم بحماة.
[1] في «آ» و «ط» : «بعيفنا» والتصحيح من «إنباء الغمر» .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 113) و «الدّرر الكامنة» (2/ 377) .
[3]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 113) و «النجوم الزاهرة» (11/ 294) واسم جدّه فيه: «علم الدّين محمود» .
[4]
في «ط» : «الأشمني» وفي «إنباء الغمر» : «الأشهي» .
[5]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 115) .
وفيها قيس بن يمن بن قيس الصّالحي [1] . سمع من أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم. ويحيى بن سعيد وجماعة، وحدث، ومات في ذي الحجة.
وفيها شمس الدّين محمد بن إبراهيم بن راضي الصّلتي [2] .
ولد سنة عشر، واشتغل، وقرأ كتبا، وقدم دمشق فاشتغل بالشامية، ثم دخل مصر بعد السبعين، وولى القضاء بقوص وغيرها، ثم رجع فمات بمصر في المحرم.
وفيها محمد بن إبراهيم الجرماني ثم الدمشقي الحنبلي [3] .
ولد قبل الأربعين، وسمع الحديث من جماعة، وتفقه بابن مفلح وغيره، حتّى برع وأفتى، وكان إماما في العربية، مع العفّة والصّيانة والذكاء وحسن الإقراء، ومات بدمشق. قاله ابن حجر في «إنباء الغمر» .
وفيها شرف الدّين محمد بن عبد الله الأرزكياني [4]- بالفتح، فالسكون، ففتح الزاي، وكسر الكاف، فتحتية، فنون، نسبة إلى أرزكيان، رجل من بخارى، أسلم على يد علي بن أبي طالب- رضي الله عنه.
قال ابن حجر: كان أحد فضلاء العجم. شرح «المشارق» و «الكشّاف» وانتفع به أهل تلك البلاد، وكان قدم الشام قبل الثمانين أيام أبي البقاء، وقرئ عليه «الكشّاف» وغيره، وقد نقل عنه الشيخ شمس الدّين بن الصّايغ في شرحه للمشارق شيئا كثيرا. انتهى.
وفيها موفق الدّين محمد بن محمد بن عبد الله بن الحاسب الحنبلي [5] ، الإمام العالم تفقه في المذهب وحفظ «المقنع» حفظا جيدا، وكان يستحضره، وله
[1] انظر «إنباء الغمر» (2/ 115) و «الدّرر الكامنة» (3/ 259) .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 115) .
[3]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 116) .
[4]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 117) .
[5]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 118) و «المقصد الأرشد» (2/ 516) .
فضيلة، وكان من النّجباء الأخيار عنده حياء وتواضع، وهو سبط الشّيخ صلاح الدّين بن أبي عمر، وكان يؤمّ بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر.
توفي يوم الأحد ثاني عشري صفر ولعله بلغ الثلاثين [1] سنة.
وفيها جمال الدّين محمد بن محمد بن علي بن يوسف النيسابوري [2] الخطيب الشافعي القاضي الإسنوي.
قدم مصر سنة إحدى وعشرين، وسمع على الحجّار، وتفقه على القطب السّنباطي، وابن القمّاح، وابن عدلان، وغيرهم. وأخذ العربية عن والد سراج الدّين ابن الملقن، ودرّس، وأفتى، وشرح «التعجيز» في الفقه، وناب في الحكم، وكان عالما، خيّرا، ذا مهابة وصيانة وعفاف، قائما بالحقّ، حتّى إنه كتب على قصة سئل فيها أن يحضر يلبغا- وهو إذ ذاك صاحب المملكة- يحضر هو [3] أو وكيله، فلما وقف عليها يلبغا عظم قدره عنده، ويقال: إن ذلك كان بطريق الامتحان من يلبغا، وإنه لما جاءه الرسول قال له: قل له: إني أصالح غريمي، فقال له الرسول: والله ما أقدر أن أروح إلّا ومعي وكيل أو الغريم، يقول: قد رضيت فأعجبه ذلك ودفع للرسول ألف درهم، وأرسل للقاضي ذهبا وبغلة، فردّ ذلك، فاشتد اغتباطه به واعتقاده فيه، وكان في سمعه ثقل في كبره، ولذلك يقال له: الأطروش.
مات في ثامن ربيع الأول.
وفيها محمد بن محمد بن ناصر بن أبي الفضل الفرّاء الحمصي ثم الحلبي، المعروف بابن رياح، ويعرف أيضا بالقيّم وبالفقيه [4] .
[1] في «المنهج الأحمد» : «ولعله بلغ الثمانين» .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 118) و «الدّرر الكامنة» (4/ 98) و «النجوم الزاهرة» (11/ 295) وفيه «الأسواني» .
[3]
لفظة «هو» سقطت من «آ» .
[4]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 119) و «الدّرر الكامنة» (4/ 241) .
ولد بحمص سنة ست وسبعمائة، وكان يحفظ القرآن ويتعانى التجارة في الفراء، وكان مشكورا في صناعته، وحدّث ب «صحيح البخاري» عن ابن الشّحنة، وكان سماعه منه سنة سبع عشرة بحمص، ومات في جمادى الآخرة.
وفيها شرف الدّين محمد بن محمد بن يوسف المرداوي الحنبلي [1] ، سبط القاضي جمال الدّين.
ولد قبل الأربعين، وأخد عن جدّه، وتخرّج بابن مفلح، وسمع الحديث من جماعة ولم يكن بالصّين. مات في ربيع الآخر. قاله ابن حجر.
وفيها جلال الدّين محمد بن النّظام محمود الشّافعي [2] ، إمام منكلي بغا.
كان عارفا بالفقه والأصول والعربية والنظم، أخذ عن بهاء الدّين الإخميمي، وأبي البقاء، وتصدّر بالجامع، وكان بزي الجند، وكان يعرف قديما بابن صاحب شيراز، وحفظ «الحاوي الصغير» وغير ذلك، وتوفي في رمضان.
وفيها مفتاح الزّيني السّبكي، مولى زين الدّين عبد الكافي، والد تقي الدّين السّبكي [3] . وكان تقي الدّين يركن إليه وكلمته نافذة عنده، وسمع من أولاده، ومن زينب بنت الكمال، وغيرها، وحدّث.
توفي في جمادى الآخرة.
[1] انظر «إنباء الغمر» (2/ 120) .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 120) .
[3]
انظر «إنباء الغمر» (2/ 121) .