الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وأربعين وسبعمائة
في جمادى الآخرة منها قتل إبراهيم بن يوسف المقصّاتي الرّافضي إلى لعنة الله. شهد عليه بسبّ الصحابة، رضي الله عنهم، وقذف عائشة والوقع [1] في حق جبريل عليه السلام.
وفيها توفي القاضي تاج الدّين أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى ابن سليمان المارديني الأصل المعروف بابن التركماني [2] الحنفي.
قال في «الدّرر» : ولد بالقاهرة ليلة السبت الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وستمائة واشتغل بأنواع العلوم ودرس وأفتى وناب في الحكم وصنّف في الفقه، والأصلين، والحديث، والعربية، والعروض، والمنطق، والهيئة، وغالبها لم يكمل.
وسمع من الدمياطي، وابن الصوّاف والحجّار. وحدّث، ومات في أوائل جمادى الأولى وله نظم وسط.
وفيها حسن بن محمد ابن أبي بكر السكاكيني [3] .
قال في «الدرر» : كان أبوه فاضلا في عدة علوم، متشيّعا من غير سبّ ولا غلوّ، فنشأ ولده هذا غاليا في الرفض، فثبت عليه عند القاضي شرف الدين
[1] كذا في «ط» : «والواقع» وفي «آ» : «وأوقع» .
[2]
ترجمة (ابن التركماني) في «ذيول العبر» (24- 241) و «الجواهر المضية» (1/ 77) و «الدّرر الكامنة» (1/ 198) .
[3]
ترجمة (السكاكيني) في «الدرر الكامنة» (2/ 34) .
المالكي بدمشق، وثبت عليه أنه أكفر الشيخين، وقذف ابنتيهما، ونسب جبريل إلى الغلط في الرسالة، إلى غير ذلك، فحكم بزندقته، وبضرب عنقه، فضربت بسوق الخيل حادي عشر جمادى الأولى.
وفيها شهاب الدّين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد العزيز بن يوسف بن أبي العزّ بن نعمة، الإمام البارع المحقّق النحوي الشافعي المصري، المعروف بابن المرحّل [1] .
قال ابن شهبة: سمع من جماعة، واشتغل في العلم، ومهر في النحو، وقد انتهت إليه وإلى الشيخ أبي حيّان مشيخة النحو بالدّيار المصرية، وأخذ عنه جمال الدين بن هشام، وهو الذي نوّه باسمه وعرف بقدره وقال: إن الاسم في زمانه كان لأبي حيّان والانتفاع بابن المرحّل.
وقال ابن رافع: وخرّجت له «جزءا» من حديثه عن بعض شيوخه.
وتصدر بالجامع الحاكمي. وأشغل [2] الناس بالعلم مدة وانتفع به جماعة.
وقال الإسنوي: كان فاضلا فقيها إماما في النحو، مدققا فيه، محققا عارفا باللغة، وعلم البيان والقراءات، وتصدّر بالجامع الحاكمي مدة طويلة، وانتفع به، وتخرّجت به الطلبة وصاروا أئمة فضلاء.
توفي في المحرم بالقاهرة وقد جاوز الستين.
وممن أخذ عنه الشيخ شمس الدّين بن الصائغ الحنفي ورثاه بقصيدة.
وفيها الحافظ أبو حامد محمد بن أيبك السروجي [3] .
كان علامة ثقة متقنا، وممن عدّه من الحفّاظ ابن ناصر الدين قال في «بديعيّته» [4] :
[1] ترجمة (ابن المرحل) في «طبقات الإسنوي» (2/ 465) ، و «طبقات ابن قاضي شهبة» (3/ 36- 38) ، و «الدرر الكامنة» (2/ 406- 408) .
[2]
في «وفيات ابن رافع» : «وشغل الناس» .
[3]
ترجمة (السروجي) في «ذيول العبر» (238) و «النجوم الزاهرة» (10/ 108) و «الوافي بالوفيات» (4/ 225) و «الدّرر الكامنة» (4/ 58) .
[4]
«بديعة البيان» (الورقة 26/ آ) .
محمّد بن أيبك السّروجي
…
دار ذرى مواطن العروج
وفيها الحافظ شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسيّ الجماعيلي الأصل ثم الصالحي الفقيه الحنبلي [1] المقرئ المحدث الحافظ الناقد النحوي المتفنن الجبل الراسخ.
ولد في رجب سنة أربع وسبعمائة. وقرأ بالروايات، وسمع الكثير من ابن عبد الدائم، والحجّار، وخلق كثير، وعني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرجال والعلل، وبرع في ذلك، وأفتى ودرّس، ولازم الشيخ تقي الدّين بن تيميّة، مدة. وقرأ عليه قطعة من الأربعين في أصول الدين للرازي، ولازم أبا الحجاج المزيّ، وأخذ عن الذهبي وغيره.
وقد ذكره الذهبي في «طبقات الحفاظ» : فقال: ولد سنة خمس أو ست وسبعمائة واعتنى بالرجال والعلل وبرع وتصدّى للإفادة والأشغال في الحديث والقراءات والفقه والأصلين والنحو، وله توسّع في العلوم، وذهن سيّال. وله عدة محفوظات. وتآليف وتعاليق مفيدة، كتب عنّي، واستفدت منه. ثم قال: وصنّف تصانيف كثيرة، بعضها كمّله، وبعضها لم يكمّله، لهجوم المنية.
وعدّ له ابن رجب في «طبقاته» ما يزيد على سبعين مصنفا يبلغ التام منها ما يزيد على مائة مجلد [2] .
توفي رحمه الله عاشر جمادى الأولى، ودفن بسفح قاسيون.
وفيها تقي الدّين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن تمّام الأنصاري السّبكي [3] الشافعي الفقيه المحدّث الأديب المفنّن.
[1] ترجمته في «المعجم المختص» (215- 216) و «تذكرة الحفاظ» (4/ 1508) و «ذيل الذهبي عليها» (49) ، و «ذيول العبر» (238- 239) و «الوافي بالوفيات» (2/ 161) ، و «ذيل ابن رجب» (2/ 436، 439) ، و «الدرر الكامنة» (3/ 331) ، و «القلائد الجوهرية» (2/ 313- 314) ، و «المقصد الأرشد» (2/ 360) .
[2]
قلت: وقد قامت مؤسسة الرسالة في بيروت بنشر كتابه «طبقات علماء الحديث» بتحقيق الأستاذين أكرم البوشي وإبراهيم الزيبق.
[3]
ترجمته في «ذيول العبر» (241- 242) و «الوافي بالوفيات» (3/ 284) و «طبقات السّبكي»
ولد سنة أربع وسبعمائة، وطلب الحديث في صغره، وسمع خلقا، وتفقّه على جدّه الشيخ صدر الدين، وعلى الشيخ تقي الدين السّبكي، والشيخ قطب الدين السّنباطي، وتخرّج بالشيخ تقي الدّين السّبكي في كل فنونه، وقرأ النّحو على أبي حيّان وتلا عليه بالسبع، ولازمه سبعة عشر عاما، ودرّس بالقاهرة وناب في الحكم. ثم قدم دمشق، وناب في الحكم أيضا، ودرّس في الشامية الجوّانية والرّكنية، وعلّق «تاريخا» للمتجددات في زمانه.
ذكره الذهبي في «المعجم المختص» [1] .
قال ابن فضل الله [2] : ليس في الفقهاء بعد ابن دقيق العيد، أدرب منه.
توفي في ذي القعدة، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون.
وفيها بهاء الدّين أبو الثّناء محمود بن علي بن عبد الولي بن خولان البعلي الفقيه الحنبلي [3] الفرضي.
ولد في حدود السبعمائة، وسمع الحديث من جماعة وقرأ على الحافظ الدّبيثي عدة أجزاء، وتفقّه على الشيخ مجد الدّين الحرّاني، ولازم الشيخ تقي الدّين بن تيميّة، وبرع في الفرائض والوصايا والجبر والمقابلة.
وكان مفتيا ديّنا متواضعا متودّدا ملازما للاشتغال والإشغال، حريصا على إفادة الطلبة، بارا بهم، محسنا إليهم تفقه به جماعة، وانتفعوا به، وبرع منهم طائفة.
وتوفي ببعلبك في رجب، رحمه الله تعالى.
(9/ 167- 181) و «طبقات الإسنوي» (2/ 74) و «طبقات ابن قاضي شهبة» (4/ 25) و «الدّرر الكامنة» (4/ 25) ، و «حسن المحاضرة» (1/ 426) .
[1]
قال الذهبي: قدم علينا عام أربعين فسمع وأخذنا عنه وله فضائل وأدب وبلاغة واعتناء بالرواية مع الديانة والخير. «المعجم المختص» (242) .
[2]
يعني العمري.
[3]
ترجمته في «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 439- 440) .